جميعنا يواجه صعوبات حياتيه قد تحتم عليه الاستسلام في اسوء الاحوال الا انها تزيد من اصراره على التعلم الذاتي الفطري الذي خلقنا الله عليه ...
فكلنا يعلم نشأت الحاجه التى كثيراً ما ترددت في المثل القائل ( الحاجه ام الاختراع ) ... الا انني استطيع ان اغير هذا المثل واعيد صياغته ( بان الحاجه اساس الدافعيه ) ... فمن يحتاج الى البسمه فانه لن يبتدعها بقدر ماسوف يسعى جاهداً الى تحقيقها . والاختراع يعني الايجاد من العدم او تركيب الشئ من شتاته ... وهنا نجد ان البسمه متداوله وليست معدومه او مفككه حتى يتم تركيبها , وعلى هذا الاساس بنيت صياغتي ..
نعم ان المثل صحيح بمفهومه العام الا انه ذو نفوذ ضيق نوعاً ما .. وحاولت زيادة شموليته اكثر ..فالاختراع لن يقوم بدون دافعيه
والدافعيه قد تجعلك تخترع شيئاً وقد تجعلك تجدد شيئاً مخترعاً من قبل ..
احتاج الى الماء , وبالتالي لن احفر بئراً كي اشرب منها , بل سوف اشد من ازري واواصل طريقي الى واحة مجاوره ومن ثم اشرب منها الماء .. وبذلك استطعت ان اعطي نفسي دافعاً معنوياً بانني سوف اشرب واروي ضمئي اذا سرت بهذا الطريق , بالرغم من اني متهالك وعطشان الا انني استطعت من تلقاء نفسي ان اسير خطوات وخطوات , ولو كانت تلك الواحه ابعد لكانت دافعيتي اكبر في المضي قدماً اليها ..
لذا يلزمنا ان نعرف ماهي الدافعية .؟
الدافعيه هي : القوى و الطاقات الداخلية أوالخارجية أو كليهما التي تدفع وتعين الانسان في مشواره نحو تحقيق هدف معين.
وهنا لابد ان اتطرق الى ان الدافعيه لابد ان يكون اتجاهها سليم , فكلنا يحتاج الى الجنس ولكن عندما تسخدم هذه الدافعيه في اتجاه فعل الفواحش نكون قد خالفنا عقيدتنا وارتكبنا المصائب في حق انفسنا وفي حق ذلك الاتجاه الذي حركناه من سكونه بمجتمعنا المحافظ ..لذا يلزمنا تحويل اتجاهها الى مناهل الدين التى شرعها لنا الله ورسوله الكريم سواء بالزواج او الصيام او كبت النفس وتذكيرها بعواقب انحرافها ..
ايضاً لابد ان تكون تلك الدافعيه ذات مخزون مناسب وثابت لتحقيق الاكتفاء , فلا تزيد او تقل وهي تختلف من انسان لآخر .. وتعتمد على الفروقات الفرديه كثيراً ..
لذا ...
ان كنت تريدني اعمل فاخلق لي جواً مناسباً للعمل حتى اشحن من دافعيتي للتكيف بهذا العمل , ثم الابداع الذي يدل على اكتمال الوصول الى الهدف المراد تحقيقه ..
كم نحن بحاجه الى ان نتعلم , لذا يلزمنا ان نوقض دافعيتنا بالتعلم ..
كم نحن بحاجه الى التطور , لذا يلزمنا ان نشحن دافعيتنا للتطور ..
كم نحن بحاجه الى التثقف , لذا يلزمنا ان نملك دافعيه تناسب هدفنا ..
كم نحن بحاجه الى تغيير اوضاعنا وتصحيحها وتطويرها , لذا يلزمنا ان نبدأ بانفسنا ونعد العده ونحيي دافعيتنا لتغيير مسار حياتنا ..
اذاًً , انت وأنتِ اخي واختي في الله ..
هل لديك الدافعيه لتغيير نفسك اولاً ثم مجتمعك ثانياً من حاله الذي طالما سئمناه وحاولنا ان نبدله ...؟
اترك لك ولكِ الجواب ...
اسأل الله ان يجعل دافعيتي ودافعيتكم جميعاً مستيقضه دوماً في كسب رضاه وان يحقق لنا التكيف بشرعه والابداع بعبادته والثبات على طريقه والفوز بجنانه ...
لكم ودي