التفكير شيء مهم.. وإذا عود الإنسان نفسه على التفكير الصحيح.. فإن ثمار ذلك سوف تكون طيبةً بإذن الله.. ربما يستفيد منها المعلم ذاته، أو يستفيد منها في تلقينها طلابه، في أن يجعل جزء ( لا يزيد عن عشر دقائق مثلا) من درسه، ليناقش أخطاء التفكير معهم... أو من الممكن أن تناقش في إحدى مجالس الأصدقاء......... أو قد لا تعجبك لا هذه الفكرة ولا تلك، فتفضل فقط أن تقرأها، لنفسك...
أتمنى للجميع ـ ولنفسي ـ الفائدة...
لماذا نخطيء...؟
من الواضح أننا لا نستخدم التفكير دائماً، فالأمور المحسوسة لا تحتاج إلى استخدام الفكر في إدراكها، فإذا أردنا معرفة مساحة غرفة احتجنا إلى أداة نقيس بها.. ولكن حين تتعطل الوسيلة التي كنا نستخدمها، وندخل في مشكلة تأمين بديل عنها... حينها سنستخدم ما لدينا من الخبرات والمعلومات لنعثر على البديل... وهذا هو التفكير.
إن العقل البشري ـ بإمكاناته وبدهياته ـ يشبه إلى حد بعيد (بيئة الرحلة) المكونة من السيارة والطعام والشراب والخيام والملابس وأدوات الدفاع عن النفس.. وما شاكل ذلك. والمعلومات التي بحوزتنا تجاه قضية نفكر فيها تشبه الخرائط التي بحوزة أعضاء الرحلة. والحل الذي نسعى للحصول عليه، هو الوصول للبلدة في حلتنا الموهومة.
إذا تساءلنا عن أسباب إخفاقنا في الوصول إلى حل، وإخفاق أعضاء الرحلة في الوصول إلى البلد المستهدف، وجدنا خطأ ما وقع معنا ومعهم، ومنعنا ومنعهم من تحقيق ما استهدفناه.
فماذا يمكن أن يكون ذلك الخطأ؟
1- هناك احتمال في أن تكون أدوات الرحلة (من طعام مثلا) غير كافية للوصول إلى ذلك البلد. وهكذا حين يكون هناك وهن أو خلل في إمكاناتنا الذهنية من خيال وذاكرة وقدرات على التحليل والتركيب، فإن الوصول إلى حل جيد سيكون غير ممكن.
2-قد يعود إخفاق الفريق في الوصول إلى البلد المستهدف، عائدا إلى أن الخرائط التي في حوزته قديمة جدا أو غير دقيقة، فلم توفر لهم الإرشاد الكافي للوصول. فإذا كنا مثلا نفكر في إيجاد حلول للبطالة، ولم نجد معلومات حديثة ودقيقة، فإن عقولنا مهما كانت ممتازة لن تصل إلى الحل النظري الذي نريد.
3-قد يمارس بعض أعضاء الفريق ضغوطاً على قائد الفريق ليسير في طريقه على خلاف قناعاته، أو على خلاف ما تقوله الخرائط التي لديه، مما يؤدي إلى ضياع الفريق وعدم وصوله إلى ما يريد. هذه الضغوط تتمثل غالباً في أهوائنا وميولنا ورغباتنا، وخضوع العقل للرغبات أمر مشهود، ولا سيما عند ضعف الوازع الأخلاقي وتحلل الشخصية.
4-قد يعترض فريق الرحلة عقبات خارجية، كما لو اعترض سبيلهم سباع أو عواصف. وهكذا حالنا، نتعرض لضغوط اجتماعية مبناها على الأعراف والتقاليد الخاطئة، فنضطر إلى أن نصل إلى حلول نصف صحيحة.
5-إذا كان أعضاء الفريق يريدون الوصول إلى مدينة وليس إلى قرية صغيرة، فإن العارفين بطرق تلك المدينة سيكونون أكثر، أما إذا لم يكونوا يريدون الوصول إلى بلد معينة، وإنما إلى كنز عظيم مدفون فإنهم لن يتوقعوا أي مساعدة من أي أحد. وهكذا إن كنا نفكر في مشكلة ـ كالتدخين مثلا ـ فإننا نأمل أن نلقى المشورة من جهات عديدة. ولكن إذا كنا نفكر في قضية دقيقة وجزئية خاصة، فإن الذين يمكن أن يساعدوننا قلة أو غير موجودون، مثل أن يفكر شخصا في أسلوب لتغيير نظرة زوجته إليه أو في تخفيف المشاحنات بين أبنائه..
إننا لا ندرك إلا القليل القليل من الأحداث التاريخية والفرص السانحة والعقبات المعترضة.
وهكذا فالعوامل التي تؤدي إلى وقوعنا في الأخطاء أثناء التفكير عديدة ومتشعبة...
ملطــــــــــــــــــــــ ـــوش