[poem=font="Simplified Arabic,4,white,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/26.gif" border="none,4,blue" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
عين المها نال منها السهد والأرقُ = والجسرُ هُدِّم والأنهارُ تصطفقُ
ورديّةُ الخدِّ ( يابنَ الجهمِ ) ناحبةُُ = لم يبقَ للحسنِ في أنفاسها عبقُ
عيونها السودُ من لوعاتها اكتحلت = فضاق ياشاعري من حولها الأفقُ
نار’’ ونار’’ ونار’’ لاانخمادَ لها = من هولها يوشك الاصباحُ ينفلقُ
صاح الفراتُ وتلكم دجلةُ ارتجفت = عراقنا أيها ( المليار ) يحترقُ
ياأمتي دنّس الأنذالُ عزّتهُ = جيوش قتلكِ منه اليوم تنطلقُ
ريبُ الخُطى بائن’’ في خبطِ أرجلهم = والخبثُُ من نظراتِ القومِ ينبثقُ
(فلوجةُ المجد ) صبّوا فوقها حِمماً = للنيلِ منها تماد القومُ واخترقوا !
مساؤها حسرة’ في الصدر تعزفها = روح ’’ من الموتِ لانبض’’ ولا رمقُ
أصواتها همساتُ الخوفِ تنبسها = شفاهُ طفلٍ تساوت عنده الطُّرُقُ
ليل’’ من القتلِ منقوش’’ على يدها = وشماً حزيناً وكلُّ الوشم مُختَلَقُ !
بأيّ ذنبٍ ينام الطفلُ محتضنا = دُمى الجراحِ وفي غفواته أرقُ
أُستُبدِلت بمرار الدمعِ حلوتُهُ = وراح قيثارُهُ في الحزن يأتلقُ
وأيّ ذنبٍ لأرواح مسالمةٍ = في موجةٍ من دُخانِ الجُرمِ تختنقُ
ماذا جنى طاعن’’ في السِّنِّ تطحنه = آلاتُ غدرٍ ويَغشى نورَه غَسَقُ
شيخ’’ تشرّد مصحوبا بحسرته = عيناهُ عن نظرةِ الحرمانِ تنفتقُ
فلوجةَ السُّنّةِ الأبطالِ قد ثبتتْ = رغم الجراحات تأبى الأرض تنسحقُ
سيُثبتُ الوقت يافلوجتي فثقِ = أنّ المكارمَ لن يرقَ لها مَرِقُ
وإن بكينا فهذا بعض حرقتنا = نبكي على أخوةٍ في دمعهم غَرِقوا
نبكي عليك عراقَ المجد تدفعنا = ذكرى حضارةِ من للعلم قد سبقوا
قوم بهم أشرقت بغدادُ شامخةً = لأنهم بكتابِ اللهِ قد وثقوا
أبكي النساءَ وأبكي صبيةً ذبلوا = كالوردِ يذبل لالون’’ ولاعَبَقُ
أبكي المساجد والتاريخ شاهدها = تهوي كما قد هوى عن غصنه ورقُ
أبكي الميادينَ صار الموتُ فارسها = كأنّ منها دُعاة الدينِ ماانطلقوا !
أبكي على ملحماتِ الخيل قد طُمِست = ويح الفوارس هل يجري بهم عَرَقُ ؟!
ويح الأحبة في آذانهمْ صمم’’ = كأنما القوم ماحسّوا ومانطقوا !!
شعر \ حمدان بن سالم العنزي - عرعر -
[/poem]