السلسلة التنشيطية لمعلمي الصفوف الأولية
لقد دأبت وزارة المعارف وإدارات التعليم بمختلف مناطق المملكة العربية السعودية على الإهتمام بمرحلة الصفوف الأولية وبذلت جهداً تشكر عليه ، وحيث أن هذه المرحلة من التعليم هي المرحلة الأهم والأساس لبناء الأجيال القادمة كتبت هذه السلسلة ، وأرجو من الله تعالى أن تعم الفائدة جميع إخواننا المعلمين .
التدريس الفعال: -
هو الذي يعمل على بقاء أثر التعليم ويساعد المتعلم على استخدام ما يتعلمه في حياته اليومية، وبقاء التعلم واستخدامه لاشك أمران هامان وبدونهما تقل جودة التدريس وجودة نتائج التعلم وواضح أن هذه لا يتحقق في المواقف التعليمية من ذاتها، وإنما هي نتيجة لأساليب التدريس وطرق التعليم التي يستخدمها المعلم؛ ليحقق أهداف البرنامج التعليمي. وهكذا لا يمكن أن نقلل من أهمية أساليب وطرق التدريس وأثرها في نجاح أو إخفاق التلاميذ في التعلم، أي إحداث الاستجابات المناسبة والمرغوب فيها ولو أننا سألنا التلاميذ عن رأيهم في المعلم الكفء لقالوا إنه المعلم الذي تتوفر لديه المعرفة الجيدة لمادته وتلاميذه، والذي يستطيع أن يشرح مادته جيداً ويحقق لهم الفهم السليم، ومن ذلك يتبين لنا أن الاتصال الفعال جزء هام من التدريس الجيد، ويتطلب الاتصال الفعال ألا يعتمد المعلم على استخدام الكلمات فحسب، وإنما يستخدم وسائل اتصال متعددة ومنها الوسائل السمعية والبصرية. وكذلك يتطلب التدريس الجيد معرفة المعلم لأهداف التعلم ومعرفته للأشياء والمواد التي يراد توصيلها إلى المتعلمين، سواء كانت هذه حقائق أو مفاهيم أو قوانين أو تعميمات أو اتجاهات أو مهارات أو غير ذلك من خبرات التعلم المناسبة. كما يتطلب إلى جانب ذلك معرفة المعلم لسيكولوجية التدريس والتعلم وما يتصل بها من أسس ومبادئ، ومعرفته لتلاميذه حيث حاجاتهم واهتماماتهم ومستويات نضجهم وتحصيلهم وخبراتهم السابقة. والمعلم الذي يفهم جيدا الأسس التي تقوم عليها طرق التدريس الجيدة، ويعرف تماماً أن مجرد مشاهدة التلاميذ لفيلم أو قيامهم برحلة معينة أو مشاهدتهم لعرض معين من جانب المعلم، أو استماع التلاميذ لبرنامج تعليمي إذاعي أو تليفزيوني ليست في حد ذاتها بالأساليب الفعالة لإحداث التعلم المثمر ذلك لأن التدريس الجيد هو الاتصال الجيد، وهذا الاتصال يتطلب أن يستجيب التلاميذ إلى المواقف التعليمية، ويسألوا، ويناقشوا، ويستفسروا عما يشاهدوه أو يستمعوا إليه، وأن يربطوا بين ذلك وبين خبراتهم الماضية. والمعلم الذي يعمل على أن تؤدي الوسيلة التعليمية دورها الوظيفي، والذي يتحمل مسئولية هذا النشاط العقل الذي يمكن تحقيقه خلال الاستخدام الواعي والهادف للوسائل السمعية والبصرية، هو لاشك معلم متفهم لدوره القيادي في العملية التعليمية، واثق من أن هذه الأدوات والوسائل التعليمية لا يمكن أن تكون منافسة لدوره، أو أن تكون بديل له في إعداد الناشئة وتربيتهم تربية شاملة ليأخذوا بمسؤولياتهم في مجتمعهم الجديد الذي يتصف بديناميكية التطور.
إعداد الدروس مفهوم الإعداد:-
إعداد الدروس عملية عقلية منظمة، تهدف إلى رسم الأسلوب وطريقة العمل، لبلوغ الأهداف المحددة، مع الأخذ في الاعتبار العناصر المختلفة للموقف التعليمي من تلميذ ومعلم وإمكانيات ومواد تعليمية. فالتخطيط للدروس من المهارات الأساسية للمعلم، لأن إتقانه يتطلب إجادة الكثير من مهارات التدريس مثل: صياغة الأهداف التعليمية المحددة والواضحة، وتحليل المحتوى، وتنظيم تتابع الخبرات، وتحديد الطريقة والوسائل والأنشطة، واختيار أساليب التقويم المختلفة للكشف عن مدى تحقيق الأهداف التعليمية.
أهمية الإعداد وتبدو في الجوانب الآتية: -
1- التمكن من المادة العلمية: حيث يجدر بالمعلم أن يعلم أكثر ما يحتويه الدرس، وأن يحلل الحقائق ويتأكد من صحتها باستخدام المراجع العلمية والتربوية، مما يعينه على فهم المادة العلمية، ووضعها في تتابع منطقي، يساعد في تحديد وتصور المهام التربوية به قبل الحصة.
2- تبصير المعلم بالأهداف التعليمية: حيث يُشق لكل مادة تعليمية أهدافها الخاصة، ويحدد الوسائل التعليمية التي تساعده في إنجاز أهدافه، وتعين الإجراءات والأنشطة التعليمية التي تحدد دوره ودور المتعلمين في العملية ثم ترصد أساليب التقويم لقياس ما تحقق منها.
3- تجنب الهدر التربوي: فالإعداد يُمكن المعلم من الاستفادة من الوقت والجهد والإمكانات المتوفرة بالشكل المناسب فيتجنب العشوائية وضياع الوقت والجهد. 4- تنمية المعلم والمتعلم: يساعد الإعداد على استمرارية نمو المعلم من الناحيتين العلمية والمهارية، ما يؤكد ثقته بنفسه وعطائه، ويجعل التلاميذ ينجذبوا له، ويتفاعلوا معه، فينعكس ذلك بشكل غير مباشر على نمو التفكير العلمي وتعلم التنظيم لديهم.
5- اكتشاف عيوب المنهج: حيث يتمكن المعلم من مراجعة جزئيات المادة ودقائقها والوقوف عليها بالتنقيح والتعديل والتقويم، مما يجنبه الوقوع في الخطأ أو الاضطراب. والتخطيط الجيد يقتضي تدوينه في سجل الإعداد اليومي، وتواجده مع المعلم أثناء أدائه لعمله للأسباب التالية: -
1- يحدد توزيع مفردات المنهج والموضوع على زمن الدراسة الفعلي توزيعاً يأخذ بالاعتبار أهمية الموضوعات، والمدة المتوقع إنجاز الموضوع أو الوحدة الدراسية خلالها، وهذا التوزيع السليم يحقق التوازن في الزمن ويضمن عدم إغفال أي موضوع من الموضوعات.
2- ينظم أفكار المعلم، ويرتبها بصورة منطقية متسلسلة.
3- يُيسر عملية المراجعة والتعديل، إن وجدت ضرورة لذلك.
4- يساعده في استحضار المادة والنشاط التعليمي قبل الدخول في الصف مما يجنبه الارتباك والوقوع في الخطأ.
5- الخطة المكتوبة تعتبر سجلاً لنشاط التعلم والتعليم، سواء كان من جانب المعلم أو التلاميذ.
6- يعتبر سجل التحضير المرجع اليومي للمعلم الواعي الناجح في إعداد نفسه، حيث يُذكره بالنقاط التي تمت تغطيتها ودراستها. والخطأ كله فيمن يشعروا بعدم حاجتهم للتخطيط الجيد، ذهنياً كان أو كتابياً، وإن كان قد سيطر على مادته بعد بضع سنوات من الخبرة والتجربة. فالجميع ينتظر منه الزيادة في الاطلاع والاستمرار في البحث حتى يصبح علماً بمادته، ماهراً في تدريسها، مرتب الفكر، منظم العمل، يُرجع إليه في حل مشكلات المنهج العلمية والتربوية.
أولاً:
مبادئ تحضير الدروس. الفهم العميق لأهداف المنهج المقرر: ويمكن الحصول على الأهداف من كتاب منهج المرحلة، وقراءة مقدمة الكتاب المدرسي والهدف من ذلك أن يرتبط المعلم بين ما يعطيه داخل الفصل والهدف العام الذي يسعى لتحقيقه. تحديد خبرات التلاميذ السابقة ومستوى نموهم العقلي ويكون ذلك بـ :-
أ) الرجوع إلى المصادر التربوية والنفسية لفهم خصائص نمو التلاميذ، وتفهم الفروق الفردية بينهم.
ب) استخدام الإختبارات التشخيصية لقياس القدرة العقلية العامة والمستوى العلمي للتلاميذ. تحديد المواد التعليمية والوسائل المتاحة للتدريس: وهذا يتطلب من المعلم التعرف على المختبر المدرسي وما يتوفر به من إمكانيات والاطلاع على المكتبة وما تحويه من كتب، بالإضافة إلى نظرة عامة على البيئة المحيطة للتعرف على مدى إمكانية الاستفادة من الخامات الموجودة بها. أنواع التخطيط:-
أ) تخطيط طويل المدى:- يتضمن الآتي: -
1- تحديد جدول الحصص الأسبوعي، مع تعيين مسمى فرع المادة حسب الحصص المقررة له.
2- تدوين الأهداف الخاصة بكل فرع من فروع المادة، بعد إجمال الأهداف العامة.
3- توزيع المقرر على أشهر وأسابيع الفصل الدراسي ( الأول والثاني ).
4- تحديد الوسائل التعليمية والمواد والخامات والأجهزة اللازمة لخدمة المنهج.
5- تدوين المراجع التي يمكن أن تعين المعلم على التدريس ومعالجة المقرر. ( وكل تلك المعلومات تدون في بداية سجل التحضير اليومي للاستعانة بها ).
ب) تخطيط قصير المدى:- ويقصد به التحضير اليومي للدروس ويتم على مرحلتين: -أولا- التحضير المبدئي:
ويشمل الجوانب الأساسية الآتية:-
1) فهم المادة العلمية:- وتتم باتباع الآتي:-
أ) الاطلاع على المنهج وما جاء به من توجيهات، وكتاب المعلم إن وجد.
ب) قراءة موضوع الدرس في الكتاب المدرسي قراءة تحليلية واعية.
ج) الاستعانة بالمراجع التي تساعد المعلم على التمكن من الدرس وزيادة كفاءته العلمية والتربوية في تدريس المادة.
د) تحديد ما يتضمنه الدرس من أفكار وحقائق ومفاهيم ومصطلحات أساسية مطلوب تعليمها للتلميذ أثناء الحصة.
2) الأهداف السلوكية:- الهدف السلوكي:- هو ناتج تعليمي يصف سلوك التلميذ المتوقع لعملية التعلم، ويكون قابلاً للقياس والملاحظة في زمن الحصة ويجب أن يتصف بما يلي: -
أ) الشمول للمادة العلمية المتضمنة في الدرس.
ب) الواقعية في تحديدها حيث يمكن تحقيقها وقياسها في ضوء الإمكانات المتاحة وفي ضوء المستوى العقلي للتلاميذ والزمن المتاح للتدريس.
ج) التنوع في المجالات والمستويات المختلفة قدر الإمكان.
د) الوضوح في ضياغة إجرائية سلوكية محددة تصف سلوك التلميذ.
3) الأساليب والأنشطة:-
حيث تحديد المعلم طريقة سير الدرس والوسائل والأنشطة المناسبة مهتم بما يلي:-
1- تحديد الأساليب والأنشطة الإجرائية التي تعمل على تحقيق الأهداف.
2- جذب انتباه التلاميذ وتشويقهم لموضوع الدرس.
3- طريقة عرض الدرس وتقسيمه إلى مراحل متدرجة في الصعوبة.
4- إختيار أنسب الوسائل التعليمية لخدمة الدرس وحسن استخدامها.
5- إيجابية التلاميذ وفاعليتهم في الدرس.
4) التقويم:- هو عملية تشخيصية علاجية تشتمل على معرفة مدى تحقيق أهداف الدرس، وقياس التغير المراد إحداثه في المتعلم نتيجة لعملية التعليم، وتهدف إلى تطوير العملية من جميع جوانبها ( التلميذ، المعلم، المادة ) وعلاج أوجه القصور، وتلافي السلبيات ).
ويراعى في التقويم ما يلي: -
أ] مناسبة الهدف السلوكي من حيث نوع الهدف ومستواه المعرفي الذي يقيسه. مثال:- إذا كان الهدف، ( أن يحفظ التلميذ ثلاثة أبيات من النص ) فطريقة تقويمه هي: التسميع الشفوي وتصحيح الخطأ. مثال:- إذا كان الهدف ( أن يستخلص التلميذ أفكار الفقرة ) فيكون تقويمه: طرح الأسئلة المنوعة.
ب] تنوع أساليب التقويم وتعددها، مراعاة للفروق الفردية بين التلاميذ.
ج] الاستمرارية، فلا ينتقل من هدف إلى آخر إلا بعد أن يقوم هذا الهدف ويتأكد
من تحقيقه، وتستمر هذه العملية طيلة الحصة، ثم يختم بتطبيق كلي فهي عملية مستمرة تحدث قبل التدريس وأثناءه وبعد أن يتم.
5) الزمن:- ويراعى فيه ما يلي:- أ- تحديد زمن معين ( تقريبي ) لك هدف من الأهداف، ووسيلة تحقيقه وأسلوب تقويمه، حتى يلتزم به المعلم ( ما أمكن ) حتى لا يستطرد ويتشعب في أمور ولا يطغى هدف على آخر. ب- حسن توزيع الزمن المحدد للحصة على الأهداف المحددة بحيث تنتهي الحصة وقد تحققت الأهداف المنشودة والمخطط لها .