أخي معلم الصفوف الأولية أهدي إليك هذا البحث الذي يعنى بالألعاب التربوية التي تساعد معلم الصفوف الأولية في تأدية دوره في العملية التربوية والتعليمية ، وهو موضوع فريد من نوعه لم يتطرق إليه من قبل إلا القليل ، ولقد عانيت كثيراً خلال البحث فيه الأمر الذي جعلني أستعين ببعض المراجع الأجنبية ذلك أن تجربة الصفوف الأولية لاتزال بطبيعة الحال مبكرة الأمر الذي يجعل الموضوع أكثر أهمية ، ولقد وجدت في إرثنا النبوي الشريف العديد من الأحاديث التي تثري الموضوع ، وتبين كيف أن الأولين لم يهملوا هذا الجانب من التربية .
وكما تعلمون أن المواد التعليمية تلعب دوراً مهماً في عملية التربية والتعليم ، وقد تكون هذه الوسائل على شكل تعرض المعلومات للطالب
مثل : - الكتاب المدرسي أو البرامج التلفازية أو الأقلام التعليمية .
وفي هذا النوع يأخذ الطالب منه مايعينه من المعلومات لدراستها وتفحصها ، كما أن هناك نوع آخر من المواد والوسائل تعرض المعلومات للطالب ، ولكنها تدفعه للتفاعل الإيجابي معها مثل الآلآت
التعليمية ، والكتب المبرمجة ، و(الألعاب التربوية) .
ويعتبر النوع الأخير من المواد والوسائل التعليمية التي تجعل المعلم نشطاً ، وفاعلاً أثناء إكتسابه المعلومات والحقائق والمفاهيم والمبادىء ، وذلك من خلال المواقف التي تواجهه داخل الفصل
والمعلومات التي ينبغي أن يكتسبها خارجه .
ونظراً لأن الطالب في هذه المراحل وبحسب طبيعته الفطرية محب للعب ، وقد جعلها الله غريزة في نفسه لينمو جسمه نمواً طبيعياً ، وأن استعمال الألعاب التربوية من معلم الصفوف الأولية داخل وخارج حجرة الدراسة يساعد الطالب على الإنتباه إلى المادة التعليمية ، وتفاعله معها بأسلوب مسلٍ وممتع بغية تحقيق الأهداف المرجوة .
وإنه يجدر بنا توضيح طبيعة هذه الألعاب ، وكيفية تصميمها واستعمالها في حجرة الصف ، ثم تقويمها، ولذا نأمل من معلمي الصفوف الأولية بعد الإنتهاء من قراءة هذا البحث محاولة تصميم لعبة تربوية في أحد الدروس المقررة ، واستعمالها مع طلبتهم . وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ،،،
تعريف الألعاب التربوية :-
هي الأنشطة التي يؤديها الطالب وقد يبذل فيها جهوداً ، وذلك من خلال قوانين معينة تكون موضحة سلفاً ، وعلى علاقة بموضوع الدرس .
تعريف آخر : -
هي نشاط منظم منطقياً في ضوء مجموعة قوانين للعب ، حيث يتفاعل فيه طالبان أو أكثر لتحقيق أهداف محددة وواضحة . ويعتبر التنافس والحظ عاملان مهمان في عملية تفاعل الطالبين مع المواد التعليمية أو مع بعضهم بعضا ، ومن ثم فهناك ( رابح ).
طريقة استعمال وكيفية اختيار الألعاب التربوية : -
قبل البدء بعرض طريقة استعمال وكيفية اختيار الألعاب التربوية ، هناك بعض الأحاديث النبوية تُرينا كيفية استعمال النبي صلى الله عليه وسلم لهذه الطريقة مع الأطفال في جو يسوده المرح والسروروالتفاعل التام ، وماهذا إلا لنقتدي به.
1/ روى الطبراني عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال :-
دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم والحسن والحسين رضي الله عنهما يلعبان بين يديه أو في حجرة فقلت يارسول الله أتحبهما ؟
فقال :- وكيف لاأحبهما ؟ وهما ريحانتاي من الدنيا أشمهما .
2/ روي الطبراني عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال :-
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصلي ، فجاء
الحسن والحسين ، أو أحدهما
رضي الله عنهما ، فركب على ظهره ، فكان إذا رفع
رأسه قال بيده فأمسكه ، أو أمسكهما ، قال : -
(( نعم المطية مطيتكما )) .
3/ وروى الشيخان عن عائشة رضي الله عنها قالت : -
لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسترني
بردائه ، وأنا أنظر إلى الحبشة يلعبون في المسجد
، حتى أكون أنا التي أسأمه ، فاقدروا قدر الجارية
حديثة السن ، والحريصة على اللهو .