الناس في الصلاة على مراتب خمسة
من مزايا الخشوع في الصلاة
قوله صلى الله عليه وسلم :
(( ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة
فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم يؤت كبيرة وذلك الدهر كله ))
صحيح مسلم
الأجر المكتوب بحسب الخشوع
كما قال صلى الله عليه و سلم :
(( إن العبد ليصلي الصلاة ما يُكتب له منها إلا عشرها ، تسعها ، ثمنها ، سبعها، سدسها ، خمسها ، ربعها ، ثلثها ، نصفها )
(صحيح أبي داود )رواه الإمام أحمد والبيهقي و أبي داود وأخرجه ابن حبان في صحيحه
وورد في صحيح الجامع بلفظ (( إن الرجل لينصرف و ما كتب له إلا عشر صلاته تسعها ثمنها سبعها سدسها خمسها ربعها ثلثها نصفها )
أنه ليس له من صلاته إلاما عقل منها
كما جاء عن ابن عباس رضي الله عنه
(ليس لك من صلاتك إلا ما عقلت منها)
أن الأوزار والآثام تنحط عنه إذا صلّى بتمام وخشوع
كما قال النبي صلى عليه وسلم :
((إن العبد إذا قام يصلي أُتي بذنوبه كلها فوضعت على رأسه وعاتقيه فكلما ركع أو سجد تساقطت عنه
(رواه البيهقي ) ( صحيح - صحيح الجامع)
قال المناوي : المراد أنه كلما أتم ركناً، سقط عنه ركن من الذنوب ، حتى إذا أتمها تكامل السقوط ، وهذا في صلاة متوفرة الشروط
والأركان والخشوع
كما يؤذن به لفظ " العبد " و" القيام " إذ هو إشارة إلى أنه قامبين يدي ملك الملوك مقام عبد ذليل ".
أن الخاشع في صلاته "إذا انصرف منها وجد خفّة من نفسه ، وأحس بأثقال قد وضعت عنه ، فوجد نشاطا ، حتى يتمنى أنه لم يكن
خرج منها ، لأنها قرّة عينه ونعيم روحه ، وجنة قلبه ،ومستراحه في الدنيا ، فلا يزال كأنه في سجن وضيق حتى يدخل فيها ، فيستريح بها ، لامنها ،
فالمحبون يقولون : نصلي فنستريح بصلاتنا ،
كما قال إمامهم وقدوتهم ونبيهم صلى الله عليه وسلم :
(يا بلال أرحنا بالصلاة ) ولم يقل أرحنا منها .
وقال صلى الله عليه وسلم : ( جعلت قرةعيني بالصلاة )
فمن جُعلت قرّة عينه في الصلاة ، كيف تقرّ عينه بدونها وكيف يطيقالصبر عنها ؟
أمر الخشـــوع
أمر الخشوع كبير ، وشأنه خطير ،
ولا يتأتى إلا لمن وفقه الله لذلك ،
وحرمان الخشوع مصيبة كبيرة و خطب جلل
ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه :
( اللهم إني أعوذ بك من قلب لا يخشع.. ) ( رواه الترمذي - صحيح سنن الترمذي )
والخاشعون درجـــات ،
و الخـشــوع : من عمل القلب يزيــد و ينـقــص
فمنهم من يبلغ خشوعه عنــان السماء ، ومنهم من يخرج من صلاته لم يعقل شيئا .
والناس في الصلاةعلى مراتب خمسة
أحدها : مرتبة الظالم لنفسه المفرط وهو الذي انتقص من وضوئها ومواقيتها وحدودها وأركانها.
الثاني : من يحافظ على مواقيتها وحدودها وأركانها الظاهرة ووضوئها ،
لكنه قد ضيّع مجاهدة نفسه في الوسوسة ، فذهب مع الوساوس والأفكار.
الثالث : من حافظ على حدودها وأركانها وجاهد نفسه في دفع الوساوس والأفكار ، فهو مشغول بمجهادة عدوه لئلا يسرق صلاته ، فهو في صلاة و جهاد.
الرابع : من إذا قام إلى الصلاة أكمل حقوقها وأركانها وحدودها ، واستغرق قلبه مراعاة حدودها وحقوقها لئلا يضيع شيئا منها ،
بل همه كله مصروف إلى إقامتها كما ينبغي وإكمالها وإتمامها ، قد استغرق قلبه شأن الصلاة وعبودية ربه تبارك وتعالى فيها.
الخامس : من إذا قام إلى الصلاة قام إليها كذلك ،
ولكن مع هذا قد أخذ قلبه ووضعه بين يدي ربه عز وجل ، ناظرا بقلبه إليه ، مراقبا له ، ممتلئا من محبته وعظمته ، كأنه يراه
ويشاهده ، وقد اضمحلت تلك الوساوس والخطرات ، وارتفعت حجبها بينه وبين ربه ، فهذا بينه وبين غيره في الصلاة أعظم مما بين السماء والأرض ،
وهذا في صلاته مشغول بربه عز وجل قرير العين به.
فالأول معـــاقب ،
والثاني محــاسب ،
والثالث مكفـّر عنه ،
والرابع مثـــاب ،
والخامس مقــرّب من ربّه ،
لأن له نصيبا ممن جُعلت قرّة عينه في الصلاة،
فمن قرّت عينه بصلاته في الدنيا ،
قرّت عينه : بقربه من ربّه عز وجل في الآخرة ، وقرّت عينه أيضا به في الدنيا ،
ومن قرت عينه بالله ، قرّت به كل عين ،
ومن لم تقرّ عينه بالله تعالى : تقطعّت نفسه على الدنيا حسرات "
(من كتاب الوابل الصيّب لابن القيم)
فتعالوا نعيد تفكيرنا ونقيم أنفسنا ونختار أى المراتب نتمنى ونسعى
الدنيا كالقطار تسبق ولا يسبقها أحد إلا أمر الله
فلا تجعل العمر يأخذك وتلهيك الدنيا الزائله عن مستقرك ومكانك الأمن ألا وهو الجنه
فالعمر مهما طال فحتما سينتهى