أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


" اللهم اجعله آية "

في جامع الأصول في أحاديث الرسول للإمام ابن الأثير رحمه الله :

8918 - (خ م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : «كان رجل نصرانيٌّ (1) أسلم ، فقرأ البقرة وآل عمران ، وكان يكتب الوحي للنبي - صلى الله عليه وسلم- فعاد نصرانياً ، فكان يقول : ما يدري محمد إلا ما كتبت له ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : اللهم اجعله آية ، فأماته الله ، فدفنوه ، فأصبح وقد لفظته الأرض ، فقالوا : هذا فعل محمد وأصحابه ، لما هَرَب منهم نبشوا عن صاحبنا ، فألقوه ، فحفروا له وأعمقوا ما استطاعوا ، فأصبحوا وقد لفظته الأرض ، فقالوا مثل الأول ، فحفروا له وأعمقوا ، فلفظته الثالثة فعلموا أنه ليس من الناس فألقوه بين حجرين ، ورضموا عليه الحجارة» . أخرجه البخاري ، ومسلم إلى قوله : «فألقوه» .
وفي رواية قال : «كان منا من بني النجار رجل قد قرأ البقرة وآل عمران ، وكان يكتب لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فانطلق هارباً حتى لحق بأهل الكتاب ، فأُعجبوا به ، فرفعوه ، فما لبث أن قَصَم الله عُنُقه فيهم ، فحفروا له ، فَوَارَوْهُ ، فأصبحتِ الأرض قد نَبَذته على وجهها ، ثم عادوا ، فعادت - ثلاث مرات -
فتركوه منبوذاً» (2) .


[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لَفَظَتْه) الأرض أي : ألقتْهُ من بطنها إلى ظهرها .
(رضَموا) عليه الحجارة ، أي : جمعوها عليه ، والرِّضام : الحجارة .
(قَصَم) الله عنقه ، أي : دَقَّها .
(نبذته) المنبوذ : المُلقى المرميُّ على وجه الأرض ، ونبذتُه أنا : ألقيتُه .
__________
كلام المحقق عبد القادر الأرناؤوط رحمه الله :
(1) في نسخ البخاري المطبوعة : نصرانياً .
(2) رواه البخاري 6 / 460 في الأنبياء ، باب علامات النبوة في الإسلام ، ومسلم رقم (2781) في المنافقين في فاتحته .
.................................................. .................................................. ........................

والإمام ابن الأثير رحمه الله في كتابه جامع الأصول في أحاديث الرسول هو الذي عزاها للصحيحين ، ومحقق الكتاب لم يتكلم على هذه الزيادة .
وكذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح عزاها للصحيحين ، وأيضا صاحب كتاب جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزَّوائِد ، والشوكاني وغيرهم .
فلا أدري من وقف على هذه الزيادة في الكتب الحديثية المسندة ؟ أي " اللهم اجعله آية " .
والفضل لله أولا ، ثم للأخ يحيى أبي عمر فهو الذي نبّه على هذه الزيادة .