القلم
قال الله تعالى : ( ن والقلم وما يسطرون )
في الآية الكريمة يقسم الله سبحانه وتعالى بالقلم لما فيه من البيان كاللسان وهو واقع على كل قلم ما يكتب به في السماء ومن في الأرض , وللشعراء في تفضيل القلم على السيف أبيات كثيرة نذكر منها قول أبي الفتح البستي :
إذا أقسم الأبطال يوما بسيفهم
وعدوه مما يكسب المجد والكرم
كفى قلم الكتاب عزا ورفعة
مدى الدهر أن الله أقسم بالقلم
وقال ابن عباس : " هذا قسم بالقلم الذي خلقه الله فأمره فجرى بكتابة جميع ما هو كائن إلى يوم القيامة " قال : " وهو قلم من نور طوله كما بين السماء والأرض " ويقال : " خلق الله القلم ثم نظر إليه فانشق نصفين فقال : " أجر " فقال : "يارب بم أجري " , قال الله : " بما هو كائن إلى يوم القيامة فجرى على اللوح المحفوظ "
قال القرطبي – رحمه الله – في تفسيره الأقلام : في الأصل ثلاثة :
" القلم الأول : الذي خلقه بيده وأمره أن يكتب
والقلم الثاني : أقلام الملائكة جعلها الله بأيديهم يكتبون بها المقادير والكوائن والأعمال .
القلم الثالث : أقلام الناس جعلها بأيديهم يكتبون بها كلامهم ويصلون بها مآربهم "
وذكر ابن العز الحنفي – رحمه الله – في شرح العقيدة الحاوية أن الذي دلت عليه السنة المطهرة أن الأقلام أربعة :
القلم الأول : العام الشامل لجميع المخلوقات وهو الذي في اللوح .
القلم الثاني : خبر خلق آدم وهو قلم عام أيضا لكن لبني آدم .. ورد في هذا آيات تدل على أن الله قدر أعمال بني آدم وأرزاقهم وآجالهم وسعادتهم عقيب خلق أبيهم .
القلم الثالث : حين يرسل الملك إلى الجنين في بطن أمه فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات : يكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد كما ورد ذلك في الحاديث الصحيحة .
القلم الرابع : الموضوع على العبد عند بلوغه . الذي بأيدي الكرام الكاتبين الذين يكتبون ما يفعله بنو آدم كما ورد ذلك في الكتاب والسنة .
وإذا علم العبد أن كلا من عند الله فالواجب إفراده سبحانه بالخشية والتقوى
ويجب أن نعلم أنه لو اجتمع الخلق كلهم على شيء كتبه الله تعالى فيه أنه كائن ليجعلوه غير كائن لم يقدروا عليه جف القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة .
دمتم في حب وسعادة