[align=center]شعر أنه قد أطال التأمل بالمنضدة الخفيضة الفاصلة بينهما
يجب ألا يبقى عيناه عاجزتين عن مواجهة عيناها.. يجب ألا يجعلها تقتنص الانتصار من انكسار نظراته
يجب أن يبدأ بالكلام حتى يحرك هواء الغرفة الذى اكتسب ثقل الصمت
تعلمين؟ -
تنحنح محاولاً استرجاع هبة الكلام
لم أخبرك بهذا من قبل على الرغم من طول علاقتنا، السابقة
هناك فارق كبير بين نطق مخارج حروف جملته كلها، وبين الكلمة الأخيرة
كنتِ دائمًا نجمتى المفضلة.. كنت أتابع أخبارك منذ كنت أعمل بالصحافة، طالما أردت أن أكون أول صحفي ينشر خبرًا عنكِ.. لكنى دائمًا ما ترددت.. على الرغم من قِصر أدوارك وقتها، لكني كنت أؤمن أنكِ ستصبحين نجمة سينمائية شهيرة ذات يوم، كنت أتصرف ساعتها بنفس منطق الطفل الخجول الذى يهاب الكلام مع النجوم
لازالت صامتة ..
كنتُ دائمًا أريد الكلام عن هذا معكِ، لكنى خفت أن تظني أنها محاولة للتقرب منكِ أكثر.. والآن و قد انتهى كل شئ بيننا، أظن أن من حقك أن تعلمين تلك الحقائق
الابتسامة الكسيرة ظهرت على وجهه مع آخر مقطع، يجب ألا يظهر أنه الطرف الأضعف، لابد أن تشعر بأن فراقها لم يكسر شيئًا داخله
ستدعيني أكمل كلامي للنهاية، أليس كذلك؟
لا اجابة ..
سأعتبر صمتك تأكيدًا بالموافقة، السكوت علامة الرضا على أى حال
ادعى المرح بصوت متهدج، ياله من ممثل فاشل
لم نكترث بأى شئ من قبل، لم يهمنا كلام الصحافة عن تكرار قصة حب مارلين مونرو وآرثر ميللر، لأننا ظننا أننا نختلف، وأظن أننا كنا على حق رغم كل شئ
ليست محاولة لإعادة ما كان، اطمئني.. لا داعي لتلك النظرات المتشككة، أنا أيضًا مقتنع بأن حياتنا أفضل هكذا
لازالت تتظاهر بالثبات ..
تعلمين؟.. لازلت أؤمن بأن سيناريوهات الأفلام التى كتبتها لكِ كانت أفضل ما كتبت على الاطلاق
تبًا لهذا الوجه المرمري البارد الذى عشق أدق تفاصيله، ألا من ابتسامة امتنان؟
لكني لازلت أختلف معكِ أن الفارق العمري بيننا هو ما أنهى هذا الحب، كثيرًا ما تنجح علاقات من هذا النوع.. لازلت أعتبر نفسي شابًا، بياض شعري لا يعني قضاء عمري وحيدًا، لا يشترط أن أحفر لنفسي قبرًا أنتظر الموت داخله
لازالت صامتة ..
*******
يلعن غباؤه الآن.. لابد أن عصبيته التى طالما رمت سهامها بوجهها قد ضايقتها
آسف لاحتدادي عليكي.. تعلمين مزاجي السئ
واضح أنها لن ترد ..
في الواقع فأنا آسف على كل شئ.. أشعر بطريقة أو بأخرى أني أفسدت حياتك باقتحامي إياها.. لم أقدر يومًا اهتماماتك بسبب أنانيتي ورغبتي في البقاء وحيدًا أكتب.. لم أفهم أن عشاء بمطعم فاخر يعبق بالموسيقى الرومانسية أهم لديكِ بكثير من قراءة آخر ما كتبته
هل تلك شبح ابتسامة على وجهها، أم خداع البصر؟
أعتقد أني قد اضعت وقتك بما يكفي.. فقط أردت أن تسامحيني
يقوم من مقعده مستعدًأ للرحيل
آسف على كل شئ -
يتجه إليها و قد قرر طبع قبلة على جبينها.. قبلة اعتذار أخيرة
لقد أفسدتُ الأمور حقًا -
يطبع القبلة على جبينها برقة محاذرًَا ألا يقترب منها كثيرًا
ملابسه متسخة بما فيه الكفاية
*******
يتراجع بظهره في بطء، يضع يده على الحائط حيث زر تطفأ به الأنوار
قبل أن يطفئ النور ألقى نظرته الأخيرة عليها
وجهها الرخامي الجامد الذى طالما خلب لب العديدين كتمثال فينوس
شعرها الأشقر الطويل المنسدل بلا نظام على كتفيها، تحدق في السقف وكأنها تتحاشى النظر إليه
يطفئ الأنوار و قد شبع من نظراته، واقتنع بأنها هي المسئولة عن وصول الأمور لهذا الحد
جال بخاطره وهو يغلق الباب بالمفتاح أن لربما تكون لديه الفرصة للكلام معها غدًا دون أن تقاطعه إن لم يأتى أحدهم لزيارتها
لن تسبب له بركة الدماء التى تخثرت الآن حولها أى ازعاج
تلك الأشياء التافهة لا تؤرقه اطلاقًا [/align]