نساء كاسيات عاريات ..العلامة ابن باز[/]

ما معنى قول الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث مائلات مميلات ؟.

الحمد لله


هذا حديث صحيح ، رواه مسلم في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ]
( صنفان من أهل النار لم أرهما رجال بأيديهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات
مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة
لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها )[
وهذا وعيد عظيم يجب الحذر مما دل عليه .

فالرجال الذين في أيديهم سياط كأذناب البقر
هم من يتولى ضرب الناس بغير حق من شرط أو من غيرهم
، سواء كان ذلك بأمر الدولة أو بغير أمر الدولة .
فالدولة إنما تطاع في المعروف ، قال صلى الله عليه وسلم : ( إنما الطاعة في المعروف )
وقال عليه الصلاة والسلام : ( لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ) وأما قوله صلى الله عليه وسلم :
( نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات )


فقد فسر ذلك أهل العلم بأن معنى كاسيات [يعني من نعم الله

عاريات "[يعني من شكرها ، لم يقمن بطاعة الله ،
ولم يتركن المعاصي والسيئات مع إنعام الله عليهن بالمال وغيره ،
وفسر الحديث أيضا بمعنى آخر وهو
أنهن كاسيات كسوة لا تسترهن إما لرقتها أو لقصورها ا ،
فلا يحصل بها المقصود ،
ولهذا قال : " عاريات " ، لأن الكسوة التي عليهن لم تستر عوراتهن
.


مائلات ]
يعني : عن العفة والاستقامة .
أي عندهن معاصي وسيئات كاللائي يتعاطين الفاحشة ،
أو يقصرن في أداء الفرائض ، من الصلوات وغيرها .مميلات "

يعني : مميلات لغيرهن ،
أي يدعين إلى الشر والفساد ،
فهن بأفعالهن وأقوالهن يملن غيرهن إلى الفساد والمعاصي
ويتعاطين الفواحش لعدم إيمانهن أو لضعفه وقلته ،
والمقصود من هذا الحديث الصحيح
هو التحذير من الظلم وأنواع الفساد من الرجال والنساء


وقوله صلى الله عليه وسلم :
، قال بعض أهل العلم : إنهن يعظمن الرءوس
بما يجعلن عليها من شعر ولفائف وغير ذلك ،
حتى تكون مثل أسنمة البخت المائلة ،
والبخت نوع من الإبل لها سنامان ،
بينهما شيء من الانخفاض والميلان ،
هذا مائل إلى جهة وهذا مائل إلى جهة ،
فهؤلاء النسوة لما عظمن رءوسهن وكبرن رءوسهن
بما جعلن عليها أشبهن هذه الأسنمة .


أما قوله صلى الله عليه وسلم : ]( لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها ]فهذا وعيد شديد ،
ولا يلزم من ذلك كفرهن ولا خلودهن في النار كسائر المعاصي ،
إذا متن على الإسلام ،
بل هن وغيرهن من أهل المعاصي كلهم متوعدون بالنار على معاصيه