[align=center]الاخوة الافاضل نزلت اليوم لشارع حراء ورأيت موقف محزن جداً مما دعاني لكتابه
هذة القصه .. 20 ذو الحجه 1426هـ
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
سليطين شاب متزوج يبلغ من العمر ثلاثين عام دخله الوظيفي 1800ريال قد لايفي ببعض
مستلزمات الحياة لضعف راتبه , كان شاب نشيط ومحب لزوجته وزاد حبهُ لها بعد أن أنجبت
له تلك الطفله الشقيه اللتي دوماً تملى المنزل بالفرح والمرح فشقاوتها وصلت إلى حد تكسير
الأطباق لحظه ما تنشغل والدتها بإعداد الطعام أو القيام ببعض واجبات المنزل , ولكن سليطين
كان يعاني من ضعف زوجته من الناحيه العاطفيه ولم يكن لهُ في يوماً ما بسماع بعض الكلمات
الجميله اللتي تعبر عن العلاقه فيما بينهم فكان يقول ويتحدث بالساعات عن حبهُ لها وإعجابه مع
بعض كلمات الغزل العفيف لزوجته, فكان من ضمن بعض أقواله: ( أنتي من يجعل هذا المنزل
ملي بكل السعادة فلولا وجودك معي كانت الدنيا لي ماتسوى).
أستملات هذة الحاله مع سليطين لمدة ثلاث سنوات وأكرمه الله بزيادة في دخل الشهري بمقدار
15 في المائه أي مايقارب ثلاث مائه ريال وبعد أن علمت زوجته بهذة الزيادة أصبحت دافعيتها
للذهاب الى السوق أكثر من ذي قبل فذات يوماً بينما هو منهمك في مكتبه لقراءة بعض الاخبار
عن ناديه المفضل من خلال الشبكه العنكبوتيه يتلقى مكالمه وبكل ثقل يقوم بوضع جواله على
الصامت من غير أن يكلف عيناة بالنظر الى المتصل .
المكالمه الاولى والثانيه والثالثه ولو تفلح أم نوير أن تتحدث مع سليطين فبعد أن أنتهى من قراءة
الاخبار قام باغلاق جهاز مكتبه ليتوجه الى المسجد (لأداء صلاة الظهر) المتواجد في الدور الأول
من مبنى الشركه فعندما هم بالخروج تذكر الاتصالات اللتي أتت له فيما قبل , فرجع الى مكتبه ليرفع
جواله ويفتح المكالمات اللتي لم يرد عليها. قائلاً أف أف حبيبه قلبي وش عندها عسى خير يارب.
قام بالاتصال بها على الفور ألو هلا عمري خير كنت مشغول ولو عرفت كان رديت عليك من بدري
أم نوير : لا عمري بس حبيت أتطمن عليك
سليطين :أنتي متأكدة قولي وش صاير وش في نوير
أم نوير : نوير مافيها الا العافيه بس واحشني اليوم وحبيت أتطمن عليك
سليطين : أجل بالكثير نص ساعه وبكون عندك ياعمري
أم نوير : دوامك ينتهي الساعه خمسه مافينا إلا العافيه
سليطين : لا بستأذن وجيك
أم نوير : يحفظك ربي بس أنتبه على نفسك من زحمه الطريق.
سليطين : لا ماعليك .
خرج سليطين على الفور ظناً بأنه يجد أحد زملائه بالمكتب في الممرات فأخذ يتفحص
الممرات هنا وهناك ولكنه لم يجد أياً من زملائه فذهب الى اكثر من مكتب وانتهى بحثه
بالفشل , فنزل من الدور السابع واتجه الى المسجد لاداء صلاة الظهر وصلى واتجه الى
المنزل مباشرة وقام بإرسال رساله لزميله يونس مضمونها ( أنا خرجت للبيت لظروف
الأهل بلغ المدير لا يخصم علي هذا اليوم وانت تعرف كم هو الراتب ).
وصل سليطين المنزل فعندما دخل أستقبلته أم نوير بكأسه من عصير البرتقال
قائله له : هدي بها أعصابك ياعمري من ظروف العمل
في تلملم الكلمات قال سليطين مابك وش صاير نوير صار لها شيء .
ام نوير : لا
سليطين: وينها أجل ؟
أم نوير : في غرفتها تلعب بالدراجه
ذهب سليطين الى غرفه نوير فأخذت تعانق أبيها فقالت الطفله نوير لأبيها: بابا جيت بدري
خلاص كل يوم تجينا بدري.
تبسم ابيها سليطين قائلاً من أجل امك جيت ياقلبي
نوير: وانا يابابه!!
سليطين : بعد انتي ياعيون ابوكي.
قدمت ام نوير من المطبخ بعد أن شرب سليطين نصف من كأسه العصير واعطى الباقي
لأبنته نوير وقد أعدت وجبه الغداء على غير العادة وتتبسم أم نوير بيما سليطين يحمل
نوير عى كتفه قائلاً في سرة: معقوله أتصلتي بي اليوم ياأم نوير وينك من زمان ماسمعت
هالكلمات وبينما هو في مسارة الى غرفه الطعام ارتطم على زاويه الباب.
وبسرعه قدمت أم نوير ( سلامات ياعمري ليتها فيني ولا فيك) .... وبعد أن تناولوا وجبه
الغداء أخذ سليطين نفسه الى غرفه النوم لكي ينام ولو ساعه واحدة فقط بعد أن فقد النوم
في وقت القيلوله من بدايه توظفه في الشركه من اربع سنوات وقدمت من بعدة ابنته نوير
الطفله الشقيه ذات الابتسامه الجميله لتعبث عند ابيها كعادتها وأخذ سليطين يلاعبها ويداعبها
لمدة عشر دقائق تقريباً في وقت كانت أم نوير تقوم بغسيل الاواني اللتي تم فيهاالأكل وبين
ابتسامه وقفزة وضحكه صاخبه من نوير عند ابيها قدمت أم نوير لأبنتها
قائله : يابنت بابا هلكان من العمل خايه ينام
الطفله الشقيه (نوير): بابا وبلعب معه
أم نوير : الحين مو وقته
نوير :أنتي مالك صــلاح .
أم نوير : يا بت عيب أنا أمك
نوير : وهذا بابا وترتمي نوير في حظن ابيها .
وفي أخذ وعطاء مابين سليطين وام نوير ونوير من الحديث أقتنعت نوير لتخرج مع أمها
الى غرفتها لتعتاد اللعب بالدراجه فأخذتها نوير بيديها قائله لسليطين : نـوم العوافي يارب.
فأخذ سليطين مايقارب النصف ساعه لم ينم رغم إنه قافل عينيه ولكنه في إطروحات مع
تفكيرة, غريبه اليوم أم نوير تعيد لي طعم الأيام بعد أن تعبت معها , وفي تمام الساعه
الرابعه عصراً يستيقظ سليطين من نومه ويتوضأ ويذهب الى المسجد وبعد فراغه من
الصلاة عاد إلى منزله فوجد أم نوير ونوير في استقباله بالشاي والمكسرات والحلوى
وتبادل بعض الكلمات اللتي كان يحلم بها سليطين في أيامه اللتي مضت , وبين خجل
وبين تردد تحاول نوير أن ترمي ببعض من سرها الذي تخفيه من ساعه قامت بالاتصال
بسليطين في عمله , فلاحظ سليطين على أم نوير ذلك.
وقال: عندك شيء قوليه ياأم نوير
أم نوير: مع إبتسامه لاهو طلب بس لو كنت قادر
سليطين: قولي اللي تبيه ياعمري وانا حاضر
أم نوير : بس خايف تعصب علي
سليطين: وليه أعصب هو في غيرك لي
أم نوير : ما أدري
سليطين قولي وريحي بالي
أم نوير: حبيبي سليطين راتبنا زاد ومحتاجه تطلعني اليوم للسوق
سليطين: أيوة وش بعد
أم نوير: ليه تضايقت عمري أوعدك ما نتأخر
سليطين: لا وش رأيك نروح نتمشى في مكان ثاني البر يمدحونه وبعد مافيه مصاريف
كلها ثلاجه قهوة وشاي من البيت .
أم نوير: خليها بوقت ثاني أنا لازم ألبس زي بنات الناس معقوله ياعمري تعدي سنه
وأنا ماأشتريت إلا ثلاث لبسات.
سليطين : ياعمري ودي كل اسبوع أخذ لكي لبسه , بس زي ماتعرفي الراتب مايكفي
مايكفي ياتونا بحفايظ وحليب لنوير كل اسبوع حفايظ حليب حفايظ حليب.
أم نوير : كلامك صح بس الراتب زاد لاتنسى ياعمري
سليطين : ياحسرتي زاد ثلاث مئه ريال وأرتفعت الاسعار وزاد الايجار وكل واحد متـدين
من عندة يطلبني يبي حقه.
وبعد أن عجزت ام نوير بأن تقنع زوجها لكي يخرجها للسوق وتشتري لبسه واحدة
ضاقت بها الدنيا وكانت تتمنى إن حياتهم تكون أفضل من السابق, بينما سليطين
أخذ يتشمت بنفسه ليت عندي وليت عندي ولو مئه ريال ياعمري كان طلعتك السوق
وليت عندي راتب يكفينا كان عشت معك كل العمر مثل الساعات اللتي مضت وأنا
مرتاح نفسياً وعاطفياً .
اخذ سليطين يندب حظه العاثر وفقره الذي يعجزه عن ادخال السعادة على قلب زوجته الحبيبة وبينما هو كذلك..........
سمع كلمات من زوجته الحبيبة التي كانت مهمومة وتندب هي حظها العاثر قالت بعد ان سمعته يحكي ويقول لو كان معي ولو كان عندي؟؟
قالت له مهلا ايها الزوج الحبيب..........
التفت اليها فرحا سعيدا بهذه الكلمة التي طالما تمناها من زوجته الغالية قالت...........لنذهب الى البر ايها الغالي على قلبي.........فرحلة سعيدة وانا معك تساوي الدنيا بأسرها...........
خرج فرحا واعدت مستلزمات الرحلة من شاي وقهوة ومكسرات...........
كانت اغلى رحلة ...........واجمل رحلة ..........تعرفت نوير الصغيرة على احدى البنات المقاربات لسنها............ثم ذهبت معها تلعب وتمرح .......
بينما اخذ سليطين يداعب زوجته ويذكرها بايامهما الجميلة وحياتهما الهانئة وكيف انهم تغلبوا على كثير من عقبات الحياة سويا.........
رسم سليطين على الارض الرملية قلبا ..........وزرع فيه اسم زوجته"......." ثم قال لها مارأيك اننكتب على هذا الخط معاهدة بيني وبينك بان نجعل للحياة طعما والا ندع الظروف تخذلنا ..........وسنرسم جاهدين السعادة في طريقنا ابوح لك بما في خاطري فتفتحين القلب والوجدان وساكون لك القلب الذي يقيك برد الشتاء وحرارة الصيف ...
اتفقا وتعاهدا وبدت لهما الحياة جديدة ..............
اقتنعت ام نوير بقسمتها مع زوجها ونصيبها من الدنيا واخذت تقارن بين حياة صديقتها نجلاء الغنية التي تلبس افخر الماركات وماتعانيه من زوجها العابث ففرحت كثيرا لانها تبقى الاسعد ويبقى زوجها الافضل في عينها ........
استمرت حياتهما بتلك السعادة التي تصوراها والى يومنا هذا والفرح يسكن قلبيهما............
انتهت قصه (سليطين وأم نوير) . ورزق الله عبادة وأعانهم على إتباع طريقه .
بقلم أخوتكم : السُّلمي ,, وتــذكــار
اليوم الجمعه 20 ذو الحجه 1426هـ[/align]