لم يتخل الشبان السعوديون حتى في شوارع واشنطن عن سلوك الغزل. والشارع الاشهر لممارسة «الترقيم»
هو « ام ستريت». و«الترقيم» عبارة عن ورقة صغيرة مكتوب عليها رقم هاتف وموعد الاتصال المناسب.
المناطق القادمين منها الى اميركا، خصوصاً أن العاصمة الرياض تشتهر بشارع «التحلية»، الذي يكثر فيه
الغزل، فيما يتجه شبان جدة الى شارع الامير محمد بن عبدالعزيز «التحلية سابقا»، اما نظراؤهم في الدمام
فيتجهون الى مجمع الراشد التجاري. ويمتد هذا الشارع الاميركي «ام ستريت» الذي تتكالب على نواصيه
سيارات الطلاب السعوديين الفخمة الى ما يقرب النصف كيلومتر. وتتوزع على جنباته المحلات التجارية
والمقاهي والحوانيت والمطاعم. ويزدحم الشارع بمرتاديه من العرب والسعوديين خصوصاً في نهاية الاسبوع.
ويبدأ الازدحام من الساعة العاشرة مساءً وحتى الثانية عشرة والنصف. ويقول احد الشبان السعوديين :« رغم هذا
الحضور السعودي الواضح الا انه يبقى حضورا قليلا مقارنة مع فترة ما قبل احداث 11 سبتمبر (ايلول) حيث
ويضيف الشاب السعودي، الذي يقيم في واشنطن منذ خمس سنوات «الشبان السعوديون هنا ما زالوا يستخدمون
الخليجيات والعربيات بأنهن«أكثر أمنا»، شارحاً الفكرة بقوله «ملاحقة الاميركيات في الشوارع بنفس الطريقة
قد يؤدي الى لجوئهن للشرطة، وما يترتب على ذلك من ملاحقات قضائية وعقوبات جزائية. أما الخليجيات فهن
عادة ما يخشين هذا النوع من الاجراء. لهذا تبقى مغازلتهن أكثر أمنا». والحال أن الشارع لا يخلو من
مبادرات «بناتية» تجاه الشباب خصوصاً ذوي الملامح العربية والخليجية. وعادة ما تبدأ بالقاء التحية من خلال
نافذة سيارتها اذا ما لاحظت شاباً في سيارة فارهة، وربما تبادر باعطائه رقم هاتفها.
ويبدو ان الغربة لم تنجح في تبديل طبائع بعض الشبان السعوديين، فبعد انتهاء رحلة «الترقيم» واللف والدوران
بالسيارة، يتوجهون في مجموعات الى بيوت احدهم للعب الورق وشرب المعسل والجراك الذي يأتيهم خصيصاً من
معارفهم في السعودية. ويروي أحد الشبان حكاية طريفة حدثت له مع مكتب البريد حين ذهب لتسلم
عبوة «الجراك»، حيث قال للموظف بعد أن رأى رائحته النفاثة «لا عليك انه تبغ» فأجاب الموظف مبتسماً «لا
عليك انت، فنحن نوصل منه الكثير ونعرف ما هو».
إلى متى يا شبابنا ؟؟؟ :)
تحياتي