إنّ الظروف التي يعيشها حكَم الكرة الطائرة مليئة بالانفعالات ، حافلة بالتوتر والقلق ؛ لأنّه يواجه أعداداً كبيرة من الجماهير على اختلاف ثقافاتها وبيئتها الاجتماعية والتي تعزز سلوكيات انفعالية متباينة قد تنعكس على قدرات الحكَم وتؤثّر في قراراته .
وقد عرف "محمد حسن علاوي" عن Spielberag قلق الحالة بأنه ((حالة انفعالية تتمّيز بمشاعر ذاتية وشعورية بتوقّع الخطر والتوتر مع ارتباطها بتنشيط أو استشارة الجهاز العصبي الاتونومي (الّلاإرادي) ،وهذه الحالة تتغير من وقت لآخر بصورة متناسبة مع التهديد الذي يدركه الفرد في الموقف الحالي الذي يكون فيه)) (1).
وتذكر "انتصار يونس" ((أنّ القلق استجابة مكتسبة تساعد الفرد على استقبال المواقف المخيفة ))(2) .
والقلق في شكله العادي صحّي للفرد ،ولكن إذا تسبّب في الهروب من المسؤوليات أو الانطواء على النفس وأصبح صفةً عامة لسلوك الفرد ،كان خطراً يهدّدُ صحته النفسية؛ ولهذا يؤدي القلق دوراً هاماً لدى الرياضيين . فقد يكون القلق قوة دافعة إيجابية ويطلق عليه في هذه الحالة (قلق ميسّر) ،إذ يؤثّر بصورة إيجابية على أداء الفرد الرياضي ،ويدفعه لبذل المزيد من الجهود وتعبئته لكلّ قواه ،ويؤدّي إلى زيادة ثقة الرياضي في قدراته ومن ناحية أخرى يكون للقلق قوة دافعة سلبية ويطلق عليه في هذه الحالة (قلق
معوّق) ،إذ يسهم في إعاقة أداء الرياضي ويقلّل من ثقته ومستواه ،أي أنّ للقلق سلاحاً ذو حدّين .
ويرى الباحث أنّ حياة الفرد تمتلئ بالانفعالات المختلفة ،فهي تمثّل لها جانباً مهماً من جوانب الشخصية . إذ إنّها لا تؤثر في سلوك الفرد فحسب ،بل تتداخل إلى حدّ كبير في سلامته النفسية .
ويشير "وليم الخولي" ((إلى أنّ القلق خبرة وجدانية مكرّرة يمكن وصفها بأنّها حالة من التوتر والاضطراب وعدم الاستقرار والخوف وتوقّع الخطر))(1).
ويضيف "عبد السلام عبد الغفار" ((إنّ القلق بصفة عامة خبرة انفعالية غير سارة، يعاني منها الفرد عندما يشعر بخوف، أو تهديد من شيء من دون أن يستطيع تحديده تحديداً واضحاً))(2).
وبناءً على رأي كلًّ من "وليم الخولي وعبد السلام عبد الغفار"، يرى الباحث أنّ القلق النفسي أحد مظاهر الانفعالات النفسية التي لها أثرٌ مهمّ في التأثير على مستوى أداء الفرد، إمّا بصورة إيجابية أو بصورة سلبية . وتعد الحالة الانفعالية جانب من جوانب الشخصية إذ إنّها مظهر من أهم مظاهر حالة الفرد النفسية وسلامته .
((ويرى بعض علماء النفس أنّ أداء وسلوك الإنسان ولا سيّما في المواقف التي لها علاقة بمستقبله يتأثّر إلى حدّ كبير بمستوى القلق الذي يتميّز به الفرد، وهناك على الأقل ثلاثة أنواع للقلق هي )) (3)