على رغم بساطة تعليمها وضعف مواردها المادية إلا أن المواطنة المصرية “فهيمة محمد”
رفضت الاستسلام لإعاقة ابنتها الذهنية، حتى برعت في كثير من الهوايات والرياضات،
التي حصدت فيها أكثر من 20 ميدالية ذهبية وفضية.
قصة نجاح ربة المنزل المصرية فهيمة في الوصول بابنتها المعاقة إلى التميز والتفوق
تعود جذورها إلى نحو 20 عاما، حينما ارتبطت
بزوجها العامل البسيط
ورزقهما الله بالطفلة “منى”، لتكتشف خلال فترة الحمل أن صغيرتها مصابة بإعاقة ذهنية فراحت تلملم أحزانها
على صغيرتها، وتقدم لها من الحنان والحب ما يعوضها عن هذه الإعاقة.
وأمام هذه المصيبة راحت الأم المكلومة تتسلح بالإيمان بقضاء الله وقدره وتعد نفسها لمشوار طويل في
تحدي إعاقة ابنتها، والوصول بها لدرجة الاعتماد على النفس، بحسب صحيفة الخليج.
تقول فهيمة “في فترة الحمل أخبرني الأطباء أن الجنين الذي أحمله في بطني أنثى مصابة بإعاقة ذهنية،
عندها شعرت للحظات بأن الدنيا أظلمت في وجهي، لكن سرعان ما تذكرت رحمة الله الواسعة،
وأيقنت أنها سوف تشملني أنا وابنتي وزوجي، وعندما خرجت منى إلى الحياة شعرت بأن الدنيا
بدأت تتبسم في وجهي.. فرغم إعاقتها، كانت دائما تشعرني بأن أبواب الأمل سوف تتفتح على يديها”.
وخلافا لما اعتاد عليه كثير من آباء ذوي الاحتياجات الخاصة من عزل الطفل عن الناس، خشية أن يراه المحيطون، فتحت فهيمة الأبواب لابنتها حتى تختلط بكل من حولها.
وعندما وصلت منى سن الدراسة ألحقتها بمدرسة للتربية الفكرية في مدينة حلوان جنوب القاهرة، وهناك استقبلت الأم مفاجأة سارة؛ حيث أخبرها القائمون على المدرسة أن طفلتها تستجيب لما يقدم لها من دروس بشكل متميز، وأن بوادر تفوق ظهرت على طفلتها في أداء بعض المهارات الخاصة.
وتعلق فهيمة على هذا التطور بالقول “ما أن ظهرت على منى بوادر الاستجابة لممارسة بعض الهوايات والأنشطة المختلفة لم أتوان في أن ألحقها بأحد المراكز المتخصصة لتشجيعها على إتقان هذه الهوايات والأنشطة، فألحقتها بمركز سوزان مبارك للتأهيل المهني في ضاحية العباسية بالقاهرة لمدة عام.
وداخل هذا المركز تعلمت منى عددا من المهارات؛ مثل الأشغال اليدوية من خياطة وتطريز، وأتقنت هذه الحرف حتى أصبحت تقوم بحياكة ملابسها بنفسها وتطريز أشكال جميلة على هذه الملابس.
وفي ظل هذا الاهتمام نمت قدرات منى الفنية وتنوعت مواهبها خاصة في الرسم على القماش “الباتيك” لتبدع لوحات حصدت عددا من الجوائز الفنية في أكثر من محفل فني.
وإلى جانب مهاراتها في الرسم على القماش، برعت منى أيضا في ممارسة بعض الرياضات، فقد تفوقت في رياضة تنس الطاولة ورمي الجلة، حتى حصلت على أكثر من 20 ميدالية ذهبية وفضية في البطولات التي شاركت فيها على مستوى الجمهورية، وكرمها الاتحاد الدولي لذوي الاحتياجات الخاصة.