بعد فشل الآباء.. الأبناء يأخذون دورهم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد ...
سأروي تجربتي مع مشكلة اجتماعية تعرضت لها أنا وأقاربي، وقد وفقنا الله للخروج من هذه المشكلة التي يمكن أن تتكرر عند كثير من الناس ..
المشكلة
نتيجة لتراكمات من الخلافات في الماضي، وصل الحال أن تتقطع أوصال الأسرة، أبي وأعمامي (أخوته وأخواته) في خلافات مستمرة امتدت لعدة سنوات، الكل في خلاف مع الكل، ومن النادر أن ترى اثنين متفقين وليس بينهما خلاف وان وجد فلفترة قصيرة، وبطبيعة الحال فان هذا الخلاف أثر تأثيرا سلبيا على كل العائلة وبالأخص على علاقاتنا نحن أبناء العمومة حيث أننا قلدنا آباءنا في الخلاف ولم يكن بيننا أي علاقة، ولكن بعد أن كبرنا وأصبحنا نعي ما يدور حولنا شعرنا بحجم المصيبة .
الحل
كانت هناك عدة مبادرات للحل وإصلاح ذات البين من الأقارب والمعارف ولكن طبيعة أهلنا هي طبيعة صعبة جدا حيث أنهم لا يسمعون الغير ولا يقبلون النصيحة وباختصار قد أغلقت كل الأبواب للإصلاح، ولكن يبقى باب الله مفتوحا ولا يغلق أبدا، فهداني الله لفكرة عظيمة لحل كل المشاكل وذلك كما يلي:
الفكرة هي أن يجتمع أبناء العمومة على كلمة واحدة؛ وبدورهم يقوموا بالتأثير على الآباء وإقناعهم بضرورة الإصلاح .
وبالفعل، أول ما بدأت تحدثت مع أخي فرحّب بالفكرة، ومن ثم تحدثت مع إحدى عمّاتي والتي كانت علاقتها جيدة مع الغالبية من الأقارب؛ فطلبت منها أن تجمع أبناء وبنات العمومة للحديث والنقاش حول فكرة الإصلاح، وقد حدث وقامت بدورها بطرح الموضوع على جميع الأبناء والبنات فرحبوا بالفكرة ووافقوا على الاجتماع .
وفي أحد الأيام تم اجتماع أبناء العمومة فطرحت الفكرة وتمت مناقشة الموضوع واتفق الجميع على ضرورة إصلاح ذات البين بين الآباء، وأنه على كل واحد من الأبناء أن يعمل على إقناع أهله والضغط عليهم لقبول الأمر لأن الحال الذي نحن عليه يضر بمستقبل العائلة كلها ، فكنا ندرك نحن الأبناء أننا نقطة الضعف لآبائنا ولا يستطيع الآباء تجاهلنا خاصة إذا توحدنا .
وبدأ الجميع يعمل على إنجاح هذا الموضوع وكانت لنا عدة لقاءات ومناقشات ، وكانت النتيجة التوصل إلى صيغة حل لجميع المشاكل ووضع خطة وقائية لعلاج أي مشكلة تحدث بالمستقبل ، فكانت أول نقطة اتفقنا عليها نحن الأبناء وبالإجماع هي أننا يجب أن نحافظ على العلاقات الطيبة بيننا وأن خلافات الآباء يجب أن لا تؤثر علينا ، بل نحن يجب أن نكون القناة التي يلتقي من خلالها الكبار .
فاتفقنا على أن نذهب نحن جميع أبناء وبنات العمومة ونتحدث بشكل جماعي مع كل واحد من الآباء ( الأعمام والعمات ) ، وفعلا تمت زيارة الجميع وكل واحد من الآباء كنا ندخل عليه ويرى وحدتنا وتآلفنا كان يرحب بالفكرة ويقبل بالصلح دون شروط ، وهكذا وبفضل الله تم تحديد يوم تجتمع فيه كل العائلة من الآباء والأبناء لإعلان الصلح .
فبعد جهود كبيرة بذلت وبعد جولات وزيارات تم الاجتماع في أروع لقاء جمع العائلة المشتتة وطلبنا من كل واحد من الآباء أن يتحدث بكلمة ويقدم نصيحة، فكانت كلمات جميلة ونصائح غالية .
وتمت الصلح والحمد لله رب العالمين..
منقووووووووووووووووووووول للفائدة اعجبني