امرأة نصفها قناع
في ليلة باردة ركنت لذاتي.. أخذت غربال كبير بثقوب صغيرة.. كان هدفي الغربلة
أردت أن أزيح ما يعتملني من مخلفات الجراح.. تلك الجراح التي غزت الحياة.. تلاشت.. وتركت بقاياها ممتزجة مع الأيام
عبثا حاولت تحريرها.. لكنها عالقة.. عبثا حاولت نفثها.. لكنها ملتصقة
أنهكتني المحاولة.. أنهكني الغربال الكبير الضخم.. فرميته عرض الحائط في تمرد.. تحطم
ودوت مساميره مرتطمة بالأرضية معلنة فساد مكامنها القصية
خنقتني اللامبالاة .. والتساؤل المتكرر من أين لي بغربال آخر دو ثقوب أكبر.. تمرر أكثر
أين لي به فقد نفدت مدخراتي.. ولم تعد لي طاقة للادخار من الصفر من جديد .. لم يعد لي صبر.. للم فتات السرور.. ومخلفات المائدة.. من صغائر الأمل.. وضروب التفاؤل
لم أعد استطيع إذلال نفسي بالسعي خلفها .. والركض وراءها.. أعياني الانتظار خلف بوابة الانتظار
ضعت بين الزحام.. ولم أعد أرى إلا نفسي بين الجموع.. وما أصعبها من رؤيا
أخيرا جرني تساؤل عجيب.. لمَ أتلذذ بوضع الملح على الجرح الدامي
لم أنتشي بإضرام النار على النار ........... والاستمتاع بوقع الاحتراق ورائحة اللهب
للأسف لم أجد جواب
طعنني السعي والانتظار وإذلال البقاء.. في الصميم
تجرعت تبعاته غصبا دفعات مرة معتقة كما الشراب
أعياني الإعياء
فنفثت عني أوزاري.. وقمت من موطئ قدمي أبحث عن ريشة خفيفة.. ريشة ناعمة.. تهزني..تعنفني ..
ريشة خبيثة.. أضعها على نصف وجهي فتكون القناع............. لامرأة نصفها طائر
طاووس..
أو غراب..
من مذكراتي المغلقة
.
.