استيقضت صباحاً قبل ان تعلن الساعة الثالة ولوج اول دقائقها
ذهبت للمطبخ
صنعت افطاراً لأبنائها
وضعته على طاولة الطعام
ذهبت الى غرفة نوم الاطفال
نظرت اليهم نظرة وداع كعادتها كل يوم
وقالت: (حفظكم الله)
ماهي الا لحظات حتى سمعت سيارة السائق وخرجت مسرعة قبل ان يزعج اطفالها وابيهم بصوت منبه السيارة المزعج
ركبت السيارة متجهة الى تلك المدرسة النائة
ركبت وهي لا تملك في يدها الا الصمت والدعاء لأبناءها بالتوفيق
ظلام دامس
ألم مقاومة النوم
قسوة الطريق البعيد
تفكير في المدرسة واعباءها والحياة ومعاناتها
وماهي الا لحظات
حادث مروري
ماتت ام الاطفال
ومات معها 8 مدرسات في نفس المدرسه
منهن لام لأطفال صغار سيعيشون الحياة دون كلمة (ام) بل هي ذكرى قسوة و(ألم)
ومنهن الفتاة المخطوبة التي عاشت ايام وليالي تتأمل حياتها المقبلة
تنظر لحياة سعادة وفرح مستقبليه
ومنهن الفتاة التي تنتظر زوجا ينتشلها من حياة العنوسة المخيفة
لكن
ماتوا جميعاً في حادث مأسواي
حادث كان للطريق والظلام بعد مشيئة الله دوراً كبيراً في وقوعه
وبعد كل هذا
لا مشكلة ماتوا والموت مكتوب
ماتوا ومن هن حتى ننظر لأمرهن
هن مجرد نساء لا قيمة ولا مكانه
لن نبحث عن حلول مستقبليه
فالحل الوحيد ان يتزوج الرجل امراة اخرى تربي ابناءه
ولا مانع من سفر معلمة الرياضيات للمرحلة الابتدائة من جده لمكه وسفر معلمة رياضيات اخرى للمرحلة الابتدائية من مكة لجده
فهذه هي الحياة
مشقة وعناء
وتضحية وبحث عن الرزق
ورحم الله موتى المسلمين
..........................
الى الامير خالد المقرن
اقول:
هل يرضيك هذا الحال
هل امهات ابناء الوطن امسين رخيصات الثمن
هل دمائهن التي عبثت بها طرق الموت بلاقيمة ولا ثمن
هل يعقل ان تذهب المعلمة من منطقتها لمنطقة بعيده وفي منطقتها عجز في نفس التخصص
الى متى هذا التخبط
والى متى نغمض اعيننا عن مئات المعلمات الآتي اخذهن الموت بسبب عشوائية التعيين
ولهذا ارسل رسالتي من هذا المنبر الثقافي
داعياً الله ان نجد من حكومتنا الرشيدة حلاً سريعاً
يحقن دماء امهات اطفال هذا الوطن
وآسف على الاطالة
ودمتم بخير وعافيه