بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ان الله اذا استودع شيئاً حفظه الله
وكيف لا وهو أكرم من يحفظ الودائع وهو أكبر من ان تضيع الودائع عنده
قال عبدالله بن عمر لرجل تعال يا أخي أعلمك بعض ما تقوله لمسافر تودعه
كما علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم ... تقول له في حفظ الله وكنفه
زودك الله التقوى استودع الله دينك وأمانتك وخواتيم أعمالك
يروى أن عمر بن الخطاب كان جالساً ذات يوم فجاء رجلٌ ومعه ولده ... فقال عمر للرجل ...
والله ما رأيتٌ غراباً أشبه بغراب من هذا الولد بك ... لأنه من المعروف أن كل 300,000 غراب
بينهم أعسر (( ساقه بيضاء )) فقال الرجل ... والله يا أمير المؤمنين هذا أبن القبور وخزين القبور
والله ما ولدته أمه الا بعد موتها ... في قبرها وكان عمر متكئاً ... فاعتدل في جلسته وجلس ...
ماذا تقول ؟ قال الرجل ذات يوم عرض لي سفر ... وكانت أمه حاملاً فقالت ... أتتركني وحدي وتسافر
وأنا حامل ؟ .. .فأقشعر بدني .. فرفعت يدي الي السماء وقلت اللهم اني أستودعك ما في بطنها ...
وسافرت . وعدت بعد عام أو يزيد ... فقابلني الجيران بالعزاء ... لقد ماتت زوجتي .. فجلست أمام البيت
والناس يعزونني .. وبينما أنا كذلك رأيت ناراً تخرج من وسط المقابر .. فسألت ما هذه النار ؟ فقالوا
من يوم أن ماتت زوجتك ونحن نشاهد هذه النار ... ونخاف أن نقترب منها ... فقلت لهم كيف هذا ولقد كانت صوامة قوامة عفيفة مسلمة ...
فاستعنت بالله وأخذت معي بعض بني عمومتي . واقتربت من القبر ... فوجدته شبه شعاع من نور
يتصل ما بين السماء والقبر ... فصعدت على المقبرة ونظرت من فاتحتها فوجدت زوجتي وقد أصبحت رفاتا
لم يبق منها سوى ثديين يرضع منهما طفل صغير ... ووجدت الطفل يدور حول أمه وقد حول الله القبر روضة
من رياض الجنة فقلت أبني ورب الكعبة ... ونزلت وخرجت به ... وبينما أنا أسير عائدا الي بيتي ...
سمعنا صوتا من الفضاء يقول : أما وقد استودعتنا ما في بطنها فوجدته والله لو استودعتنا الأم وما في بطنها
لوجدتهما ... ولكنك تذكرت الفرع ونسيت الأصل ... وكان أهل الكوفه يسمون الولد خزين القبور..
طبعا تعليق المؤلف وذكره هذه القصة للذين يفضلون اولادهم على زوجاتهم تفضيلا ماديا لا أساس له ولا بناء
إذ أن الزوجة الأم هي السبيل الي هذه الذرية بعد الله وهي سبيل اسعاد الزوج بها
فكيف يسعد الزوج بفرع ... السعادة دون الأصل ... بل كيف يهتم الأنسان بفرع من فروع الشجرة
أو بفروع الشجرة كلها دون علمه أن هذا الأصل لو أهمل لذبلت الفروع جميعا ...
فالي هؤلاء أقول ... أيها الأزواج اهتموا بأشجاركم اهتمامكم بفروعكم تترعرع الأوراق وتنضج الثمار