النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: (الوسائل التعليمية)كأحد عناصر تنفيذ منهاج التربية الرياضية

  1. #1
    مشرف سابق الصورة الرمزية dr_hazem
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    الدولة
    المنصورة / مصر
    المشاركات
    84

    (الوسائل التعليمية)كأحد عناصر تنفيذ منهاج التربية الرياضية

    ** مقدمة
    لقد ثبت بالملموس اهمية الاستخدامات التطبيقية لبعض الادوات والمواد والاجهزة المختلفة منفردة كانت ام مجتمعة في عملية التعلم بوجه عام، وهذه الاهمية تجلت في مساعدة الافراد معلمين ومتعلمين جميعاً على فهم واجتياز المراحل التعليمية المختلفة واسهمت في تقليل الجهد والتكاليف واختصار الوقت.

    من هنا فلابد من اقتران ما يقرأه المتعلم بامور محسوسة معروفة، وان تقريب المفاهيم من المتعلم وتوصيلها لتكوين مدركات واضحة يتطلب منا الاهتمام بالحواس.

    من كل ما تقدم تبرز اهمية ودور الوسائل التعليمية التي يعبر عنها بأنها "وسائل الاتصال المباشر التي تساعد المتعلمين على اكتساب المعارف والمهارات والاتجاهات والاساليب".

    كما انها كل ما يستخدم من قبل المعلم من امكانات متاحة تعمل على نقل المعلومات النظرية والمهارات العملية للمتعلم وتوضيحها بغية الوصول الى الهدف باقل جهد واسرع وقت.

    ونرى انها: مجموعة المصادر والمعلومات والخبرات المتنوعة والمبرمجة التي تعمل على مساعدة المتعلم على فهم وتطبيق الفعاليات التعليمية النظرية والعملية بما يزيد من المعرفة لديه.

    ان للوسائل التعليمية دوراً مهماً وفاعلاً في توصيل المادة التعليمية الى المتعلمين، كما ان للجانب النفسي الذي تؤديه اهمية كبيرة في خلق الدوافع وايجاد الرغبة في العمل وصولاً الى المعرفة المطلوبة. وجاء في تحديد دورها ما يأتي:

    1. تقليل الجهد واختصار الوقت من المعلم والمتعلم.
    2. تعلم بمفردها.
    3. تساعد على نقل المعرفة وتوضح الجوانب المبهمة وتثبت عملية الادراك.
    4. تثبت المعلومات وتزيد من حفظ الطالب وتضاعف استيعابه.
    5. تقّوم معلومات الطالب وتقيس مدى ما استوعبه من مادة الدرس.

    كما ان استخدام الوسائل التعليمية المختلفة في العملية التعليمية يجعل عملية التعلم الحركي اكثر فعالية وايجابية، حيث يصبح المتعلم مسؤولاً ومشاركاً وايجابياً على نحو كبير، بعد ان كان مستقبلاً ومقلدا.

    ان للوسائل التعليمية اهمية خاصة في تدريس العلوم المختلفة والعلوم الانسانية عامة ولايمكن التغاضي عنها، اذ تنبثق من الفوائد الناتجة عنها والاثار القيمة التي تخلفها الافكار والمعلومات في عقول الطلبة الدارسين منهم والمتدربين، وادامتها وجلاء معانيها في اذهانهم، ومن الامور التي تدل على اهميتها:
    - انها تهيئ خبرات متنوعة ومحسوسة للطلبة.
    - تعمل على اثارة هوايات الطلبة وتجديد نشاطاتهم ومشاركتهم.
    - تساعد على التذكر وسرعة التعلم او التدريب وتثبيته.
    - تعمل على مراعاة الفروق الفردية بين الطلبة.
    - تساعد على تكوين النزعات العلمية المرغوبة وتكوين الاتجاهات الجديدة.
    - تهيئ وتوفر فرص التعلم الذاتي للفرد.
    - رفع انتاجية المؤسسة التعليمية او التدريبية كماً ونوعاً.
    - وانها نافعة في المراحل الدراسية كافة.


    ** أقسام الوسائل التعليمية:
    على الرغم من كثرة وتنوع الوسائل المستخدمة لمساعدة العملية التعليمية الا انه من الواجب استخدام وسائل جديدة ومتطورة لمواكبة التقدم العلمي الحاصل، وهذا ما استند اليه الباحث في اختياره لوسيلة حديثة تنادي بها الكثير من المؤسسات التعليمية لادخالها ضمن الاقسام المتعددة لوسائلها المستخدمة التي تقسم على ثلاثة اقسم وهي:
    - الوسائل البصرية:
    ان عنصر حاسة البصر في هذه الوسيلة يعد الاساس في استلام المثيرات، وتتمثل في الكثير من الوسائل منها (وسائل العرض المختلفة الصماء كالسينما، والتليفزيون، والفيديو، وجهاز عرض الشرائح، واللوحات، والرسوم، والصور، والنماذج، والملصقات، والرسوم البيانية، وجهاز الحاسب الالكتروني).

    - الوسائل السمعية:
    تكون حاسة السمع هي الاساس في تعيين المثيرات المختلفة التي تتطلب الاستجابة لها ومنها (الاذاعة، اشرطة التسجيل، وغيرها).

    - الوسائل المختلطة (السمعية البصرية):
    وتعتمد على حاستي البصر والسمع في توفير المثيرات المطلوب الاستجابة لها وتشتمل على الكثير من الوسائل منها (اجهزة العرض المختلفة الناطقة، كالتليفزيون، والسينما، وجهاز الفيديو، وجهاز الصور المتحركة الناطقة، واجهزة الشرائح المصحوبة بتسجيلات صوتية وتعليقات، وجهاز الحاسب الالكتروني المتعدد الوسائط، وغيرها).

    ومما سبق يمكننا ان نشير الى ان تعدد الوسائل التعليمية يساعد على التعلم الافضل، فاشتراك حاستين يساعد في تكوين المفاهيم بصورة افضل مما لو قامت حاسة واحدة باستلام المثير.


    ** أسس استخدام الوسائل التعليمية:
    ينبغي على القائم بعملية التعلم انتقاء الوسائل التعليمية المناسبة وعدها جزءاً متمماً من عمله وان يكون اهتمامه منصباً على انتقائها وحسن استخدامها، اذ يجب عليه مراعاة الاسس الاتية:
    1. ان تكون مناسبة للمرحلة الدراسية ومستوى نضج الطلاب ومرتبطة بالمنهج.
    2. ان يكون المستخدم لها معتقداً بجدواها.
    3. انتقاء النافع والمفيد منها وعدم المبالغة في كثرتها.
    4. ان يكون الهدف واضحاً من استخدامها.
    5. اتقان استخدامها قبل البدء في عملية التعلم.
    6. ان لايطغى الاهتمام بها على مادة الدرس لانها جزء منه.
    7. العمل على اشراك الطلبة في عملها واستخدامها.
    8. ان تكون خالية من التعقيد والتفصيلات لكي تؤدي دورها ويجب ان تمتاز بالدقة
    والوضوح.
    9. ان تكون مستمدة من بيئة المتعلم وحسب حاجته اليها.

    ** تقويم أثر الوسائل التعليمية:
    من اجل تقويم فاعلية الوسائل التعليمية المختلفة لابد لنا من ان نميز بينها كادوات والالات ونماذج واثرها على المتعلمين، اذ ان التأثير الحاصل يعزى الى هذه الوسائل اذا ما تم عزل بقية المتغيرات التي تؤثر في العملية التعليمية، وبرأينا ان عملية الفرز قد لاتكون نافعة، اذ تشترك الكثير من العوامل في عملية التعلم، من هنا بات لزاماً علينا ان نحدد الوسيلة الجيدة كونها تترك أثراً على المتعلم مع ملاحظة ما يأتي:
    1. لابد ان يكون تقويم الوسائل التعليمية شاملاً لكل المجالات التي اسهمت فيها، ويجب ان يتم فحص المناهج والمعلومات والاتجاهات والمهارات التي كان لهذه الوسائل دوراً فيها.
    2. ان يكون الهدف من التقويم هو تحسين الوسائل التعليمية واقتراح وسائل تعليمية جديدة والنهوض بالمتوافر منها.
    3. ان تشترك جهات عدة (التدريسي، الطالب، ادارة القسم، الفنيون العاملون، وغيرهم) في تقويم الوسائل التعليمية وان يكون الحكم صادراً عن الجميع.
    4. ان يستهدف التقويم عقد موازنة بين النفقات المصروفة على الوسائل قياساً بمردوداتها التربوية.
    5. ان تستمر عملية التقويم مع استمرار العملية التعليمية وفي اطارها.

    ** الوسائل التعليمية المستخدمة في المجال الرياضي:
    استخدمت الكثير من الوسائل التعليمية في مجال تعلم الحركات والمهارات الرياضية، منها ما استخدم كوسائل تعليمية بحتة تهدف الى اكتساب وتعلم المهارات المختلفة في الالعاب الرياضية، ومنها ما استخدم كوسائل آمان تساعد المتعلمين على آداء الحركات الصعبة والخطيرة .

    ففي الجانب الاول اسهمت الوسائل التعليمية في تقديم المساعدة الحاسمة للكثير من الطلبة في تعلم المهارات للفعاليات الرياضية في الدروس العملية المختلفة من خلال تصنيع اجهزة مساعدة في التعلم، اثبتت جدواها من خلال النتائج التي تم الحصول عليها بعد تطبيق برامج تعليمية وتدريبية مختلفة.
    شملت هذه البرامج التعليمية التي استخدمت الوسائل التعليمية فئات اجتماعية مختلفة ولكلا الجنسين وبمختلف الفعاليات الرياضية، وقدمت من خلال تطبيقاتها فوائد جمة للمجتمع الذي طبقت عليه، واسهمت في ايجاد مجموعة من الوسائل التعليمية المقترحة كالاجهزة والادوات المصنعة محلياً، فضلاً عن البرامج التجريبية المطبقة والتي اسهمت هي الاخرى بتقديم الكثير من النصح والفائدة لمستخدميها.
    ونرى ان مثل هذه البرامج او الاجهزة لا تلغي دور المدرس في العملية التعليمية ولاتكون بديلاً عنه، وانما تعمل على خلق حالة من الامتزاج بين ما هو مستجد في الدروس العملية يمنح الطالب فرصة اضافية لتعلم المهارات وتدفعه الى التدريب والتكرار من خلال خلق الرغبة لديه كونها شيء جديد يطبق في المحاضرات العملية يختلف عن الاسلوب التقليدي السائد.
    ان دور المدرس في عملية التعلم مهم وحاسم بما يقدمه من تغذية راجعة للمتعلمين، وقد ظهرت اتجاهات حديثة استخدمت مصطلح النظام التعليمي في دروس التربية الرياضية، وهو عملية استخدام مجموعة من الوسائل التعليمية المركبة او المختلطة لمرحلة معينة، وتكون الخطة التعليمية مرتبة ومبرمجة للطالب لايعتمد في تنفيذها على المدرسة وانما تعتمد عليه ذاتياً، وفي هذه العملية يتناقص دور المدرس بالاشتراك الفعلي في الوحدات التعليمية ليصل الى الصفر في حالة استخدام (النظام التعليمي). كما نجد ان هذا الرأي قد يشوبه بعض النقص وذلك للايمان الكامل بدور المدرس في الوحدات التعليمية، ولكن قد يتباين دوره من مرحلة الى اخرى، ومن مهارة الى مهارة حسب صعوبتها وتعقيدها، كذلك فان نوعية البرامج التعليمية المقترحة واستخدام الاداة او الوسيلة التعليمية يفرض على المدرس دوراً معيناً يختلف حسب ما يتطلب من تنفيذ هذا البرنامج





    ** ملخص تاريخي للبحث في أثــر الوسائل التعليمية علي تنفيذ المنهاج:


    لقد ثبت مرات عديدة في الماضي أن لا فوائد تعلّمية تُجنى من الوسائل التعليمية، إذ أثبت باحثون كثيرون وجود فوائد مختلفة للوسائل التعليمية من الناحية الاقتصادية ولكن ليس من الناحية التعلّمية؛ فعلى سبيل المثال استنتج (lumsdain,1963) في كتاب جمع أبحاثا حول التعلّم أن فوائد الوسائل التعليمية اقتصادية في الدرجة الأولى وأن استخدامها كان لتطوير تقنية أساليب التدريس، ولم يكن منصبا على التعلّم. وتوصل (Mielk,1968) في مقال بعنوان" Questioning the Questions of ETV Research" إلى أن أي بحث يصمم بشكل دقيق حول فوائد الوسائل المختلفة لن يصل لفروقات ذات دلالة لصالح الوسائل التعليمية، وقال(Wilbur Schramm,1977) وهو من أكثر من كتبوا في مجال البحوث التي تناولت الوسائل أن التعلّم يتأثر بمحتوى الوسيلة التعليمية وأسلوب التدريس المستخدم فيها أكثر من تأثره بنوع الوسيلة نفسها، وقد أكد نفس القول كل من(Levie & Dickie,1973) في كتاب تناول في أحد فصوله البحوث التي أُجريت حول الوسائل، وأخيرا فتلك هي النتيجة التي توصلتُ إليها مع Garriel Salmon في كتاب "Handbook of Research on Teaching,1986

    وبناء على ما سبق فيكتنف الغموض استحواذ عبارتي التي قلت فيها أنْ "لا فروق متوقعة لاستخدام الوسائل" على كل هذا الاهتمام، وقد رأى زميلي أن ما أثير من نقاش أوجد شكوكا في هذا القول، وأبقى ميدان أثر الوسائل التعليمية في التعلّم مفتوحا. وقد أكدت أن لا فوائد تعلّميه للوسائل، وبرهنت على أن لا نستمر في إضاعة الجهد في هذه المسألة، لقد أردت أن أثير النقاش حول الموضوع ولم يخب أملي، وقبل تفنيد الآراء المختلفة سأتحول إلى مراجعة بسيطة لهذه الجدلية.

    ويري (Clark,1983,1985) أن الوسائل مجرد ناقلات للمعلومات وأنها لا تؤثر في تعلّم الطلبة أكثر مما تؤثر السيارة التي تنقل البقالة في تغذيتنا، وقدمت أدلة بأن أساليب التدريس قد اختلطت بالوسائل، مع أن الأساليب المستخدمة في الوسيلة هي التي تؤثر في التعلّم فعليا. كما قلت أنه يمكن تقديم أي أسلوب تدريس يلزم لإحداث التعلّم من خلال وسائل مختلفة، وبحثت كذلك في الإسهامات الفريدة لفكرة خصائص الوسائل.


    لقد أثبت (Garril et.al,1979) أن الوسيلة التعليمية لا تؤثر في التعلّم وإنما سمات خاصة في الوسيلة (خصائص الوسيلة) هي التي تحدد شكل تطور "عمليات معرفية" محددة لدى المتعلّمين، ويقصد بخصائص الوسائل التعليمية الإمكانات التي توفرها الوسائل مثل قدرة التلفزيون والأفلام على تصوير التفاصيل الدقيقة وتسطيح الأشياء ثلاثية الأبعاد.


    والقضية التي يثيرها موضوع خصائص الوسائل هي وجود أدلة قوية على أنه يمكن لخصائص متعددة في وسائل مختلفة تحقيق نفس الهدف التعليمي، فمثلا هناك أساليب متنوعة متساوية الفاعلية لتمييز تفاصيل الأشياء عدا إمكانية التقريب أو التكبير في الأفلام، وفي كل محاولة لتحليل ما نشر من دراسات حول خصائص الوسائل تبرز مجموعة من الخصائص التي تؤدي نفس الوظائف المعرفية أو وظائف مشابهة لها.


    وهذه النقطة مهمة جدا في نظرتي للموضوع؛ فإذا لم تكن هناك خاصية فريدة في الوسيلة دون غيرها تخدم أثرا معرفيا محددا أو مهمة تعليمية معينة فإن الخصائص يجب أن تكون قابلة للاستخدام مع متغيرات أخرى تعُتبر وسائط لتحصيل التعلّم، وقد يكون من المفيد في كل مرة يبدو لنا فيها أن الوسيلة كانت أداة لإحداث التعلّم التساؤل فيما إذا كانت هناك وسيلة أخرى أو خصائص وسيلة أخرى يمكن أن تحدث نفس التعلّم..


    إن هذا السؤال مهم لأنه إذا كانت الوسائل أو الخصائص المختلفة تؤدي إلى نفس التعلّم أو التحصيل أو الحد الأدنى المعياري الضروري؛ فيجب كما يملي علينا علم التصميم أو تكنولوجيا التعليم أن نختار دائما الأسلوب الأقل كلفة لتحصيل الهدف التعليمي، كما يجب أن نشكل نظرياتنا حول سمات التكوين الداخلي للخصائص المشتركة وألا تُبنى النظرية على السمات السطحية البعيدة عن جوهر القضية التي نبحثها.

    وأتحدى Robert kozma وزملائه في هذا النطاق أن يقدموا دليلا من دراسة مصممة بشكل محكم يثبت أن وسيلة معينة أو خصائص فيها لا يمكن استبدالها بأنواع مختلفة من الوسائل لتحقيق نفس النتائج التعلّمية لأي فئة من الطلبة أو لأي مهمة تعليمية محددة، وقابلية الاستبدال هذه هي مفتاح محاججتي في الموضوع؛ فطالما أن المعالجة يمكن استبدالها بمعالجة أخرى تُعطي نفس النتائج فهذا يعني أن سبب النتائج يكمن في بعض الخصائص المشتركة (غير المضبوطة) في كلتا المعالجتين.

    ولذلك فمن المهم لمصمم التدريس أن يعلم بوجود معالجات مختلفة قادرة على تحقيق نفس الهدف المطلوب، ومن ناحية ثانية فإن توظيف هذه المعرفة أمر اقتصادي إلى حد بعيد، إذ يمكن للمصمم بل يجب عليه أن يختار الأقل كلفة والأكثر فعالية لتقديم وإيصال الدرس للمتعلّمين، وبعبارة أخرى لا يمكن القول بأنه يجب أن تستخدم وسيلة أو خاصية معينة لتحقيق التعلّم دون غيرها، وإنما هناك وسائل أو خصائص معينة أكثر فاعلية لمجموعة محددة من المتعلّمين أو الأهداف التعليمية أو المهام من غيرها.

    إن هذا يسمح لأفكارنا كمُنظرين أن تغير مفهوم خصائص الوسائل من عوامل مؤثرة في التعلّم إلى عوامل مؤثرة في الجدوى الاقتصادية للتعلّم Cost-Effectiveness of learning، وقد يبدو هذا تحولا بسيطا في تقديم المشكلة ولكن نتائجه ستكون الأهم في بحوث التدريس ونظرياته وتصميمه، ويتيح لنظرية التدريس المعرفية أن تتحول إلى العناية بأساليب التدريس التي تدعم العناصر البنائية للعملية المعرفية خلال التعلّم.


    ** نظرة (كوزما Kozma) لتأثير الوسائل في التعلّم

    أشير بداية إلى أن Kozma يتفق معي في عدم وجود أدلة مؤكدة في البحوث المنشورة أو غير المنشورة خلال السبعين عاما الماضية على أن الوسائل تسبب زيادة في التعلّم تحت أي ظرف، وكغيره من الباحثين الذين أجروا دراسة دقيقة للآراء والدراسات البحثية (مثلاWinn 1990 ) فقد بحث كوزما أحد الاستنتاجات المتوافقة مع رأيي (Clark 1983) ثم طلب صياغة الآراء حول الإمكانات المستقبلية للوسائل كعوامل مسببة للتعلّم، وفي هذا الصدد حاول كوزما تفسير فرضيتي بأن خصائص الوسائل ليست متغيرات ضرورية في دراسات التعلّم باقتباسه من فلسفة العلوم التي تقول أن الظروف الكافية ضرورية لتصميم العلوم.فقال " إن العلماء معنيّون بالظروف الضرورية والمتعلقة بإقصاء الأشياء غير المرغوبة مثل الأمراض.. لكنهم أيضا مهتمون بإيجاد الأشياء المرغوبة، فالتعلّم مثلا مرتبط بإيجاد الظروف الكافية لحدوثه. إذا فالظروف الضرورية هي التي بغيابها لا يتم الحدث، أما الظروف الكافية فهي التي بوجودها لا بد أن يظهر الحدث". واستنادا إلى ذلك عرض كوزما الدراسات التي كانت فيها خصائص الوسائل كافية كأدلة على قيمة البحث في الخصائص.

    هذا الرأي يتضمن بعض أهم عوامل اختلافنا. فردي ببساطة أنه عندما تُقدم الدراسة خاصية الوسيلة باعتبارها كافية لأحداث التعلّم فإنها تكون قد فشلت في ضبط أسلوب التدريس وبالتالي تداخلت الأمور. الحقيقة أنه في بعض الحالات تكون المعالجات التدريسية متضمنة في بعض خصائص الوسائل الكافية لإحداث التعلّم، وفي هذه الحالة فإن الظروف الضرورية لإحداث التعلّم تكون مخفية في تلك المعالجات الكافية، ونحن نعلم أن المؤثرات الفعالة في معالجات الوسائل الناجحة ليست خصائص الوسيلة لأنه في كل المحاولات المعروفة لإعادة هذه الدراسات وجد أن خصائص مختلفة قد أحدثت نفس النتائج التعلّمية، مما يعني أن أسلوب التدريس اللازم موجود في خصائص الوسائل التي تمت مقارنتها. إن أفضل ما توصف به هذه الظروف الضرورية أو المؤثرات الفعالة المتضمنة في المعالجات الكافية لإحداث التعلّم هو أساليب التدريس التي تُفعل أو توازن أو تُعدّل العمليات المعرفية الضرورية للتعلّم (Soloman 1979)، وبكلمات أخرى إن أي معالجة كافية للتعلّم لابد أن تتضمن كل ما هو ضروري لإحداث التعلّم .


    ** ما هو أسلوب التدريس؟ وكيف يختلف عن الوسيلة التعليمية؟


    أسلوب التدريس أيُّ طريقة لتشكيل المعلومات تُفعل أو توازن أو تعدِّل العمليات العقلية الضرورية للتحصيل أو الدافعية(Saloman 1979 ) فمثلا يحتاج الطلبة أمثلة لربط المعلومات الجديدة بمعلوماتهم السابقة وإذا لم يستطع الطلاب إعطاء أنفسهم مثالا دقيقا فيجب تقديم ذلك في عملية التدريس، وعند ذلك قد نجد أن عدة أنواع مختلفة من الأمثلة وعدة خصائص مختلفة تقدم من خلال أنوع مختلفة من الوسائل تستطيع أن تحقق نفس الوظيفة العقلية لأي متعلّم.


    وتكنولوجيا التعليم تحاول تحديد الحاجة ونوع أساليب التدريس المطلوبة للدعم النفسي اللازم للتعلّم، وإن أشكال تكنولوجيا نقل المعلومات هي أساليب تدريس مهمة تعتمد على المصادر المتاحة ومعايير الكلفة والجدوى لخصائص الوسيلة بالنسبة لفئة محددة من الطلبة ولمحتوى تعليمي محدد.


    ** الخلط في مفهوم التقنيات


    لقد عزوتُ في محاضرة في جمعية الاتصالات والتكنولوجيا التربوية عام 1987 في مؤتمر أتلانتا قضية الأبحاث في الوسائل ومشكلة التطبيق إلى الخلط في التقنيات Confusion of Technology (Clark 1987)، فالحقيقة أن لمفهوم تقنيات التعليم وجهان مختلفان؛ فهناك تقنيات تصميم التعليم والتدريب وهي تعتمد على البحث في علم النفس وعلم النفس الاجتماعي لاختيار المعلومات الضرورية والأهداف(بناء على تحليل المهام) وتصميم أساليب التدريس والبيئة بهدف زيادة التحصيل. وفي المقابل هناك تقنيات مختلفة تماما يمكن تسميتها بتقنيات التنفيذ والإيصال Delivery Technologies وهي ضرورية لتقديم وصول فعّال وسريع لتلك الأساليب والبيئات. إن كلتا التقنيتين تقدم مساهمات حيوية للتربية ولكنها مختلفة تماما؛ فتقنيات الإيصال تؤثر في الكلفة وسرعة إيصال الدرس والمعلومات، أما تقنيات التصميم فتمكن من تحقيق التأثير في تحصيل الطلبة. وفي نظري فإن هناك تاريخ طويل من الخلط بين هاتين التقنيتين قيدت دراستنا لدور الوسائل.

    ** خصائص الوسيلة الضرورية

    عارضَ عدد من الباحثين رأيي المتعلق بالمساهمة الفريدة التي أطلق عليها Gavriel Soloman خصائص الوسيلة؛ تذكرون أن قدرة الأفلام على تصوير التفاصيل الدقيقة من خلال التقريب و تسطيح الأشياء ثلاثية الأبعاد دفعت البعض إلى القول بأن الوسيلة الجديدة لها خصائص توفر تمثيلا معرفيا فريدا (Soloman,1979)، وذهب بعضهم بعيدا فرأوا أن ذكاء جديدا قد يكون ممكنا نتيجة للتعرض لهذه الخصائص ( نجد أمثلة على ذلك لدى Soloman, parikns,&Gloperson 1991). لقد قدمت دليلا (Clark , 1985 ) بأن عددا مختلفا جدا من خصائص الوسائل يمكن أن يؤدي نفس الهدف التعلّمي (مثال؛ هناك طرق مختلفة وفعالة جدا لإبراز التفاصيل عدا أسلوب التقريب أ, التكبير في الأفلام) وبناء على ذلك فليس هناك خصائص خاصة بوسيلة معينة لها تأثير معرفي (فريد) دون غيرها.

    لقد أخذني ( Retkouitcl & Tennyson 84 ) إلى مهمة مستندة إلى فكرة لست أفهمها تماما حتى الآن لكنها تبدو مرتبطة بموضوع الخصائص؛ يبدو أنهما موافقان على عدم الفائدة من الدراسات التي تقارن بين الوسائل ولكنهما يرون أنه يمكن لخصائص وسيلة محددة أن تقدم إسهاما ضروريا للتعلّم، والدليل الذي يقدمونه كان دراسة استخدم فيها الكمبيوتر المحاكي لتدريس الطلاب بعض المهارات المطلوبة لقيادة الطائرة؛ فكان ردي أن الناس تعلّموا قيادة الطائرات قبل تطوير الكمبيوتر! فمن الواضح إذا أن خصائص الوسيلة المطلوبة للتعلّم ليست مقصورة على الكمبيوتر أو تعليم الطيران. لقد قدم ((kosma 1994 نظرة شبيهة و أكثر اتساعا للرأي السابق، والجزء التالي من هذا المقال يتناول وجهة نظر kosma في هذا المقام وفي أعماله السابقة.





    ** المشكلات المتعلقة بتنفيذ المنهاج والمرتبطة بالوسائل التعليمية.
    1. عدم وجود ساعات مخصصة لتدريس مادة تكنولوجيا التعليم فى بعض كليات التربية الرياضية .
    2. عدم معرفة معلمى التربية الرياضية لكيفية تصميم دروس تكون التكنولوجيا بوسائلها جزءاً متكاملاً فيها مع بقية نظام الدرس .
    3. النقص الواضح فى وسائل تكنولوجيا التعليم بالمدارس .
    4. النقص الشديد فى وجود حجرات مجهزة تجهيزاً مناسباً لتشغيل وسائل تكنولوجيا التعليم بالمدارس .
    5. الخوف من ضياع العهدة وإجراءات الإصلاح والصيانة التى تتطلبها وسائل تكنولوجيا التعليم ( الروتين ) .
    6. عدم اهتمام معلم التربية الرياضية ببذل الوقت والجهد لتحضير دروسه بوسائل تكنولوجيا متعددة.
    7. عدم وعى بعض مديرى المدارس بأهمية الوسائل التعليمية .
    8. عدم وجود نشرة كافية وسجل منظم لاستخدام الوسائل فى المدرسة .
    9. عدم وجود تنظيم داخلى فى المدرسة يسهل استخدام المعلم للوسائل التعليمية.
    ** أساليب مواجهة المشكلات المتعلقة بتنفيذ المنهاج والمرتبطة بالوسائل التعليمية:
    1. تخصيص ساعات لتدريس مادة تكنولوجيا التعليم .
    2. عمل دورات تدريبية لمعلمى التربية الرياضية على كيفية استخدام تكنولوجيا التعليم .
    3. توفير حجرات ومعامل مجهزة لاستخدام وسائل تكنولوجيا التعليم .
    4. توفير الأجهزة والوسائل التعليمية المناسبة وبقدر كافى .
    5. اهتمام معلمى التربية الرياضية بتحضير وإعداد دروسه بوسائل تكنولوجية متعددة .
    [align=center]د / حازم أحمد السيد[/align][align=center]تربية رياضية جامعة المنصورة - فرع دمياط[/align][align=center]عاشق عروض التمرينات[/align][align=center][email protected][/align]

  2. #2
    ~ [ مستشار إداري ] ~

    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    7,511

    رد: (الوسائل التعليمية)كأحد عناصر تنفيذ منهاج التربية الرياضية

    د/ حازم

    بارك الله فيك ويعطيك العافية

    لك خالص تحياتي

  3. #3
    ~ [ المديـــر العـــام ] ~
    الصورة الرمزية خــــالـــــد
    تاريخ التسجيل
    Jan 2004
    الدولة
    الريـاض
    المشاركات
    57,989

    إعادة : (الوسائل التعليمية)كأحد عناصر تنفيذ منهاج التربية الرياضية

    [align=center]
    dr_hazem
    ـــــــــــــــــــــــــ ــــــ
    شكراً جزيلاً لك

    وبارك الله فيك على الطرح

    لا عدمناك
    ـــــــــــــــــــــــــ ــــــ
    أخوكـ/خالد
    [/align]




    [email protected]



    حياكم بتويتري
    kdosary

    أنت الزائر رقم :

  4. #4

    مراقبة

    الصورة الرمزية لمياء الديوان
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    الدولة
    العراق -
    المشاركات
    10,059

    إعادة : (الوسائل التعليمية)كأحد عناصر تنفيذ منهاج التربية الرياضية

    د.حازم


    الله يجعل في كل حرف كتبته حسنه

    يعطيك العافيه يارب على ماتقدمه من فوائد قيمه

    تقبل اعذب تحيه
    أخي لن تنال العلم إلا بستـة
    سأنبيك عن تأويلها ببيـان
    ذكاء.. وحرص ... واجتهاد وبُلغة
    وصحبة أستاذ.... وطول زمان

  5. #5
    ~مراقبة سابقة~
    الصورة الرمزية طيبه عجام
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    الدولة
    العراق _بابل
    المشاركات
    5,024

    إعادة : (الوسائل التعليمية)كأحد عناصر تنفيذ منهاج التربية الرياضية

    [mark=FFFF00]د. حازم


    جزاك الله خير

    ودي وتقديري[/mark]

  6. #6
    مشرف سابق الصورة الرمزية shikon_85
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    1,008

    إعادة : (الوسائل التعليمية)كأحد عناصر تنفيذ منهاج التربية الرياضية

    جزاك الله خير
    اسال الله ان يضعه
    في ميزان حسناتك

  7. #7
    ~ [ عضو مجلس الإدارة ] ~
    الصورة الرمزية اذكر الله
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    مكة
    المشاركات
    12,664

    إعادة : (الوسائل التعليمية)كأحد عناصر تنفيذ منهاج التربية الرياضية

    [grade="8B0000 8B0000 8B0000"]dr_hazem


    بارك الله فيك وفي جهودك


    وجزاك الله خيرا


    تقديري وإحترامي [/grade]

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. (سلسلة عناصر تنفيذ منهاج التربية الرياضية)الفصل السابع/الوسائل التعليمية
    بواسطة dr_hazem في المنتدى طرائق التدريس في التربية الرياضية وتكنولوجيا التعليم
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 30-11-2008, 08:51 PM
  2. (سلسلة عناصر تنفيذ منهاج التربية الرياضية)الفصل الثانى عشر/البيئة التعليمية
    بواسطة dr_hazem في المنتدى طرائق التدريس في التربية الرياضية وتكنولوجيا التعليم
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 05-07-2008, 03:48 AM
  3. ((المدير العام لمديرية التربية والتعليم) كأحد عناصر تنفيذ منهاج التربية الرياضية
    بواسطة dr_hazem في المنتدى طرائق التدريس في التربية الرياضية وتكنولوجيا التعليم
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 29-06-2008, 12:04 AM
  4. (الكتاب المدرسي )كأحد عناصر تنفيذ منهاج التربية الرياضية
    بواسطة dr_hazem في المنتدى طرائق التدريس في التربية الرياضية وتكنولوجيا التعليم
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 26-06-2008, 07:55 PM
  5. (طريقة التدريس)كأحد عناصر تنفيذ منهاج التربية الرياضية
    بواسطة dr_hazem في المنتدى طرائق التدريس في التربية الرياضية وتكنولوجيا التعليم
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 09-05-2008, 01:29 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •