ترجمة الشيخ الفاضل العلامة المقرئ :
علي بن محمد الشهير بالضباع - رحمه الله
-أولاً : اسمه :-
علي بن محمد بن حسن بن إبراهيم بن عبد الله نور الدين الملقب بالضباع ، مصري ، علامة كبير ، وإمام مقدم في علم التجويد والقراءات والرسم العثماني وضبط المصاحف وعد الآي وغيرها .
ثانياً : مولده ونشأته :-
ولد الشيخ الضباع – رحمه الله - بحي القلعة بمدينة القاهرة ، في العاشر من نوفمبر عام 1886م ، حفظ القرآن الكريم وهو صغير ، وظهرت نجابته ونبوغه أثناء حفظه حتى إن شيخ المقارئ آنذاك العلامة : محمد بن أحمد المتولي ( ت 1313 هـ ) حين لمس فيه ذلك أوصى صهره الشيخ حسن بن يحيى الكتبي بأن يعتني به ويعلمه القراءات وعلوم القرآن ، وأن يحول إليه كل كتبه بعد وفاته فاجتهد الشيخ الضباع في الطلب والتحصيل حتى صار من أعلم أهل عصره في علوم القرآن ، وترقى في الوظائف القرآنية حتى أصبح شيخ المقارئ بمسجد السلطان حسن بالقاهرة ، ثم بمسجد السيدة رقية رضي الله عنها ثم بمسجد السيدة زينب رضي الله عنها مع شيخ المقارئ في ذلك الوقت العلامة الشيخ محمد بن علي بن خلف الحسيني المعروف بالحداد ( ت 1357 هـ ) ثم عينه ملك مصر ( الملك فاروق ) شيخاً للقراء وعموم المقارئ المصرية بمرسوم ملكي عام (1368 هـ - 1949م ).
ثالثاً : شيوخه :-
وقد تلقى العلامة الشيخ الضباع القراءات على غير واحد من ثقات الجهابذة الإثبات منهم :-
(1) العلامة الشيخ المقرئ : حسن بن يحي الكتبي المعروف " بصهر المتولي "
(2) الأستاذ الكبير الشيخ : عبد الرحمن ابن حسين الخطيب الشعار( ت بعد 1338 هـ ) ، وقد أخذ هذان العالمان الجليلان على خاتمة المحققين العلامة المقرئ الشيخ : محمد بن أحمد بن الحسن بن سليمان المعروف بالمتولي شيخ القراء والإقراء بالديار المصرية في وقته ( ت 1313هـ ) .
(3)فضيلة الشيخ : محمود عامر مراد الشبيني الشافعي ( ت بعد 1335 هـ ) ، وقرأ الشيخ الضباع عليه القراءات العشر من طريق " طيبة النشر"
(4) فضيلة الشيخ : أحمد بن محمد بن منصور السكري قرأ عليه القرآن برواية حفص عن عاصم.
رابعاً : تلاميذه :-
وقد بورك للشيخ الضباع في عمره ووقته فأخذ عنه التجويد والقراءات عالم كثير وجم غفير من مصر وخارجها ، لا يأتي عليهم العد والحصر ، وذاع صيته في كل مكان ، برفعة الشأن
فمن أبرز الذين أخذوا عن الشيخ الضباع من داخل مصر
:
(1) الشيخ إبراهيم عطوة عوض رحمه الله تعالى ، عضو هيئة التدريس بالأزهر الشريف ، والدراسات العليا وعضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية ، وشيخ مقرأة مسجد السيدة زينب – رضي الله عنها – بالقاهرة .
(2)الشيخ العلامة المقرئ: أحمد عبد العزيز أحمد محمد الزيات المصري رحمه الله تعالى ( 1324- 1424هـ) من أعلام القراء في مصر الذين أخذوا عنه القراءات الأربع التي فوق العشرة سنة 1937م بالقاهرة .
(3)المقرئ الشيخ : عبد الحليم بدر أحمد عطا الله السيفي المنوفي المصري – رحمه الله تعالى – حيث قرأ على الشيخ الضباع بعض القرآن برواية حفص عن عاصم من طريق " الشاطبية " ، وأن الشيخ استحسن قراءته وأثنى على فهمه لأحكام التجويد.
(4)وممن أخذ عنه الشيخ محمد أحمد هاني شيخ مقرأة السيدة زينب وممن كان يشارك الشيخ الضباع في كتاباته في مجلة كنوز الفرقان التي كان رئيس تحريرها الشيخ الضباع رحمه الله تعالى .
(5)شيخنا العلامة : إبراهيم علي السمنودي ، وهو ممن استفاد من الشيخ الضباع كماأعجب به الشيخ الضباع وهو مغمر بحب الشيخ الضباع حيث كان كثير التردد عليه في حياته وكتب له قصيدته المشهورة بالشيخ الضباع وقد جعلتها ضمن من مدح ورثا الشيخ رحمه الله تعالى .
ومن أبرز الذين أخذوا عن الشيخ الضباع من خارج مصر :
(1)الشيخ المحقق عبد العزيز بن الشيخ محمد علي عيون السود ، شيخ القراء وأمين الإفتاء بمدينـة حمص بسوريا ( ت 1399 هـ ) قرأ عليه القراءات العشر من طريق الشاطبية والدرة والطيبة ، وكذا الأربع التي فوق العشرة ، كما أخذ عنه أمهات متون الرسم وعد الآي والتجويد والقراءات .
(2)الشيخ المحقق المدقق المقرئ الكبير :أحمد بن حامد بن عبد الرزاق بن عشري ابن عبد الرزاق بن حسين ابن عشري الحسيني الريدي التيجي المدني – ثم المكي – شيخ القراء بمكة المكرمة ( ت 1368هـ) ، قرأ عليه القراءات العشر من طريق " الطيبة " سنة 1344 هـ ، وأخذ عنه القراءات الأربعة الزائدة على العشرة ، سنة 1345هـ ، وأجازه في بذلك شفهياً وكتابة.
(3)الشيخ :أحمد مالك حماد الفوتي السنغالي ، ثم القاهري الأزهري ( كان حيا سنة 1963م ) . من بلدة " جايان" مركز " بدور " بالسنغال بإفريقيا ، وكان قد رحل إلى عدد من البلاد الإسلامية لطلب العلم ، منها موريتانيا ، ثم دخل مدينة القاهرة في أواخر عام 1949م ، وتعلم – بالأزهر الشريف ، وأفاد من الشيخ الضباع في علمي الرسم والضبط .
خامساً : عمله :-
- وقد ولى الشيخ علي الضباع – رحمه الله – مشيخة عموم المقارئ والإقراء بالديار المصرية على رؤوس الأشهاد من كبار العلماء المبرزين عن جدارة ، وكتب في كل حالة ما له صلة بالقرآن الكريم فأحسن وأجاد ، وناقش فأفحم وأفاد ، ورد المغيرين على علوم القرآن بغيظهم لم ينالوا خيراً ، وكفى بالله بصولته المسلمين منهم شراً وضراً وكان تقياً زكياً ، ورعا نقياً ، زاهداً عابداً ، متواضعاً لين الجانب ، سمحاً كريم النفس ، لا يفتر عن تلاوة القرآن ، وعمر طويلاً.
- وكان الشيخ علي الضباع – رحمه الله تعالى – قد عين مراجعاً للمصاحف الشريفة بمشيخة المقارئ المصرية قبل توليه لرئاسة هذه المشيخة وبعدها أيضاً فكان يعنى بكتاب الله تعالى ويسهر عليه ، ويحتاط له ، حتى تخرج طبعاته دقيقة ، مطابقة للأحكام المتعلقة بكتابة المصاحف وله دور كبير في هذا المجال يسجله له التاريخ بأحرف من نور ويذكره له عشرات الآلاف من حفاظ القرآن الكريم في أرجاء المعمورة .
- ما قيل عنه :
وقد نشرت مقالة في مجلة " آخر ساعة " المصرية بعنوان : رجل واحد يعترف المسلمون بتوقيعه على القرآن جاء فيها : " أربعة ملايين مصحفاً تخرج من مصر كل سنة وتدخل بلاد العالم بلا قيود ولا عقبات ... أربعة ملايين مصحفاً تبيعها مصر للمسلمين حتى روسيا والصين . قصة الرجل الواحد الذي يسمح بطبعها وبخروجها ، ولابد من توقيعه أو خاتمه ، ليصبح الكتاب الكريم معترفاً به من الحكومات ، ومن الهيئات ومن المسلمين كلهم وقصة الشروط التي يطبعون بمقتضاها الكتاب العزيز والتي ينفرد بها دون سائر الكتب ، وقصة الهيئات التي تتسابق على طبعه وتوزيعه حتى المجان وبلا ثمن ، إلا الدعوات الصالحات ، والشرط الأول لخروج المصحف إلى النور : أن تتأكد مشيخة المقارئ المصرية من صحة النسخة المطلوب طبعها وموافقتها للرسم العثماني . والشرط الثاني : أن يكون الورق مصقولاً نقياً وأن يكون الحبر لماعاً ظاهراً وأن تكون الطباعة حسنة خالية من العيوب. والشرط الثالث : حفظ الأجزاء التي تم طبعها من القرآن في مكان طاهر ، مرتفع عن الأرض ، ولا يوضع فوقها سوى الورقات الطاهرة الحافظة لها . والشرط الرابع : جمع الملازم التالفة في مكان طاهر أو إحراقها ، ولا تباع لتاجر ما ، ولا يعمل منها وقاية لكتاب ما . وقبل كل هذا : لا بد وأن يوقع شيخ المقارئ على كل صفحة من صفحات المصحف ويختم بخاتمه ، وبعد الطبع تأخذ الجهات المسئولة (25) نسخة من القرآن من كل طبعة لتقوم جهات كثيرة بالتأكد من سلامتها : مشيخة المقارئ وقسم الثقافة بالأزهر ، ومراقبة النشر ومصلحة الجمارك ، وبعدها يأخذ الكتاب الكريم طريقه إلى أنحاء العالم ، ليدخلها بلا قيود ولا عقبات ، وبقي بعد هذا : الرجل الذي تخرج من تحت يده وحده كل هذه المصاحف بعد توقيعه وختمه ومراجعته لكل حرف فيها : إن عمره 68سنة ، وقد ظل52عاماً يقرأ المصاحف قبل طبعها وخروجها من مصر ، وكان آخر عمره يراجع المصاحف وهو على سرير المرض ، رحمه الله تعالى ، والرجل موجود في القاهرة ، في حي ( باب الوزير) واسمه : علي محمد الضباع ، وهو الاسم الذي تقرأه على كل مصحف وجد في العالم الإسلامي كله منذ اثنين وخمسين سنة مضت ، وقد وقع – حتى اليوم – على 380 طبعة ونوعاً من المصاحف ، ويحتفظ في منزله بدولاب خاص ، به نسخة من كل مصحف راجعه وسمح بطبعه . والرجل الفاضل يحتفظ بالختم الذي يحمل توقيعه في كيس صغير من القماش ، ومعه عدسة كبيرة يقرأ بها النسخ الدقيقة الخط ، فإذا فرغ من قراءة الصفحة ختمها ، ويظل على هذه الحال حتى ينتهي من الكتاب كله ، وبعد الطبع يراجعه مرة ثانية ، ويسمح بتداوله أو تصديره ، ويروي الشيخ الضباع ( لآخر ساعة ) قصة صغيرة عن خطأ وقع فيه بعض الشيوخ عندما طالبوا بنطق كلمة (( ولا الضالين )) على أنها (( ولا الظالين )) وثار نقاش طويل – وجدل – حول هذه المسألة فطالبه شيخ الأزهر بأن يبحث الموضوع ، فاستمر شهرين وهو يقرأ ( 173) كتاباً تبحث في هذه الموضوعات حتى انتهى من كتابة مذكرة تقع في ست صفحات من الفولسكاب ، تؤيد نطق (( ولا الضالين )) بالضاد . والشيخ الضباع يراجع بعض المصاحف في سنة كمصحف (حمزة) وبعضها يستغرق ثمانية شهور كمصحف ( نافع ) ، وهو الآن يقضي أيامه على سرير المرض ، ولا تزال أوراق المصاحف حوله يراجعها ، لأنه يريد أن يصل برقم المصاحف التي راجعها ووافق على طبعها إلى 500 نوعاً من الطبعات ، و لقد طبع من هذه الأنواع أكثر من مائة وخمسين مليون مصحفاً ، كلها تحمل توقيعه " أهـ .
سادساً : مؤلفاته :-
كان الشيخ الضباع – رحمه الله – مكثراً من التصنيف ، له مصنفات مفيدة جداً في العديد من العلوم المتعلقة بالقرآن الكريم بلغت نيفاً وسبعين مصنفاً. انتفع بها العلماء والطلاب على السواء ، من وقته وإلى يومنا هذا ، وإلى ما شاء الله ، وهذا بيان بأسماء مؤلفاته التي استطعنا جمعها من بين مطبوع ومخطوط ، والتعرف على أسماء بعض المؤلفات التي لم تصل إلينا :
1- أرجوزة فيما يخالف فيه الكسائي حفصاً .
2-إرشاد المريد ، إلى مقصود القصيد في القراءات السبع .
3- الإضاءة في بيان أصول القراءة ، بالنسبة للقراء العشرة .
4-إعلام الأخوان بأجزاء القرآن .
5- أقرب الأقوال ، على فتح الأقفال ، في التجويد .
6-بلوغ الأمنية ، شرح منظومة إتحاف البرية " بتحرير الشاطبية " .
7-البهجة المرضية ، في شرح الدرة المضية .
8-تذكرة الإخوان ، في بيان أحكام رواية حفص بن سليمان .
9- تقريب النفع ، في القراءات السبع .
10-الجوهر المكنون ، شرح رسالة قالون .
11-رسالة الضاد .
12-رسالة قالون .
13-سمير الطالبين في رسم وضبط الكتاب المبين .
14-شرح رسالة قالون .
15-الشرح الصغير ، أو حاشية على تحفة الأطفال . الشرح الكبير على تحفة الأطفال منحة ذي الجلال .
16-صريح النص ، في بيان الكلمات المختلف فيها عن حفص .
17-الفرائد المدخرة ، شرح الفوائد المعتبرة ، في قراءات الأربعة الذين بعد العشرة.
18-الفوائد المهذبة ، في بيان خلف حفص من طريق الطيبة .
19-الفرائد المرتبة ، على الفوائد المهذبة ، في بيان خلف حفص من طريق الطيبة .
20-قطف الزهر من القراءات العشر .
21-القول الأصدق ، في بيان ما خالف فيه الأصبهاني الأزرق .
22-القول المعتبر في الأوجه التي بين السور .
23-المطلوب ، في بيان الكلمات المختلف فيها عن أبي يعقوب .
24-منحة ذي الجلال ، في شرح تحفة الأطفال .
25-هداية المريد ، إلى رواية أبي سعيد المعروف بورش من طريق القصيد.
26-إتحاف المريد ، بشرح فتح المجيد ، في قراءة حمزة من طريق القصيد.
27-إرشاد الإخوان ، إلى شرح مورد الظمآن ، في رسم وضبط القرآن.
28-الأقوال المعربة ، عن مقاصد الطيبة ، في القراءات العشر .
29-أسرار المطلوب ، في بيان الكلمات المختلف بها عن أبي يعقوب .
30-إنشاد الشريد ، من معاني القصيد ، في القراءات السبع .
31-البدر المنير ، في قراءة ابن كثير .
32-تنقيح التحرير .
33-جميل النظم في علمي الابتداء والختم .
34-الدرر الفاخرة ، في أسانيد القراءات المتواترة .
35-الدر النظيم ، شرح فتح الكريم ، في تحرير أوجه القرآن الحكيم ، من طريقة الطيبة .
36-عُكاز القاري ، في تراجم شيوخ المقاري .
37-فتح الكريم المنان ، في آداب حملة القُرآن .
38-قطف الزَّهْر ، من ناظمة الزُّهْر في عد الآي ( علم الفواصل ) .
39-مختصر بلوغ الأمنية ، في شرح إتحاف البرية ، في تحرير الشاطبية .
40-مفردة اليزيدي .
41-المقدمة : في علوم القرآن .
42-نظم ما خالف فيه قالون ورشاً ، من طريق الحرز .
43-النور الساطع ، في قراءة الإمام نافع .
44-نور العصر ، في تاريخ رجال النشر .
ولم يكتفِ الشيخ على ما صنفه أو كتبه ، وإنما قام أيضاً بتحقيق ومراجعة وتصحيح العديد من أمهات الكتب التي صنفت في علوم القرآن ، فمن ذلك :
1- منظومة " حرز الأماني ووجه التهاني في القراءات السبع " ، المعروفة بـ " الشاطبية " لأبي محمد القاسم بن فيره الشاطبي ( ت 590 هـ ) .
2- سراج القاري المبتدي ، وتذكار المقرئ المنتهي ، في شرح الشاطبية : لأبي البقاء علي بن عثمان بن محمد بن القاصح العذري ( ت 801 هـ ) .
3- منظومة " طيبة النشر ، في القراءات العشر" لأبي الخير محمد بن محمد بن الجزري ( ت 833 هـ ) .
4- النشر في القراءات العشر : لابن الجزري ( ت 833هـ) .
5- شرح طيبة النشر ، في القراءات العشر : لأحمد بن محمد بن الجزري (ت : 859هـ ) .
6-الحواشي الأزهرية ، في حل ألفاظ المقدمة الجزرية : لأبي الوليد خالد بن عبد الله الأزهري ( ت 905هـ) .
7-إتحاف فضلاء البشر ، بالقراءات الأربعة عشر : لأحمد بن محمد المعروف بالبنا الدمياطي( ت 1117هـ ) .
8- غيث النفع ، في القراءات السبع : لأبي الحسن علي بن محمد النوري الصفاقسي ( ت 1118 هـ ) .
9- نهاية القول المفيد ، في علم التجويد : لمحمد مكي نصر الجريسي ( ت بعد 1305هـ ) .
10-فتح المجيد ، في قراءة حمزة من طريق القصيد : لمحمد بن أحمد المتولي ( ت1313هـ) .
كما ساهم الشيخ الضباع – رحمه الله - بصور مختلفة في نشر الأعمال التالية :
1-غاية النهاية في طبقات القراء : لأبي الخير محمد بن الجرزي ( ت 833 هـ ) .
2- إتحاف البررة ، بالمتون العشرة ، في القراءات ، ورسم المصاحف ، وعد الآي ، والتجويد.
3- كنز المعاني ، شرح حرز الأماني ، لأبي عبد الله محمد بن أحمد الموصلي المعروف بشعلة ( ت 656هـ ) .
4- تاريخ القرآن وغرائب رسمه وحكمه : لمحمد طاهر بن عبد القادر الكردي المكي الخطاط ( ت 1400 هـ ).
5- مجلة كنوز الفرقان .
6-القول السديد ، في أحكام التجويد : لأحمد حجازي ، الفقيه بمكة .
7- فتح المعطي ، وغنية المقري في شرح مقدمة ورش المصري : لمحمد بن أحمد بن الحسن المعروف بالمتولي ( ت 1313هـ ) .
ومن أعمال الشيخ الضباع الجليلة :
قيامه بنسخ العديد من الكتب المهمة في علم القراءات – على كبر حجمها – بخط يده ، رغبة منه في الحفاظ على هذه الكتب ، وتسهيل الإنتفاع بها ، هذا مع ما حظي به الشيخ من جمال الخط ودقة الكتابة والنقل ، ومن هذه الكتب التي قام بها بنسخها : -
1- المفردات للقراء السبعة : لأبي عمرو عثمان بن سعيد الداني ( ت 444هـ ) .
2- فتح المقفلات ، لما تضمنه نظم الشاطبية والدرة من القراءات : لأبي عبيد رضوان بن محمد بن سليمان المخللاتي ( ت 1311هـ ) .
3-بدائع البرهان على عمدة العرفان في وجوه القرآن : لمصطفى الأزميري ( ت 1155 هـ ) .
كما قام الشيخ الضباع – رحمه الله – بعمل فهارس علمية فنية متقنة
لكتب علم التجويد ، والقراءات ، والرسم ، والوقف ، والابتداء ، وعد الآي ، الموجودة بالمكتبة الأزهرية بالقاهرة إلى سنة 1371هـ ، 1952م مما سهل على الباحثين وطلاب العلم مهمتهم بتعريفهم بما حوته هذه المكتبة من كنوز ونفائس.
ومن أهم أعماله التي يسجلها له التاريخ :
قيامه – رحمه الله تعالى – بمراجعة المصاحف قبل طباعتها ، ومسارعته إلى إحقاق الحق فيما يسأل عنه من أمور متعلقة بالقرآن الكريم وعلومه ، ولعله من الملائم – في هذا المقام – أن أنقل هنا ما جاء بهذا الشأن في " مجلة الإسلام" تحت عنوان :
" وجوب كتابة المصاحف بالرسم العثماني " حيث ذكر الكاتب فيها ما يبين فضل الشيخ الضباع وإمامته ، وتحرقه على القرآن الكريم وكل ما يتعلق به فقال ما نصه: " تناولت الصحف وبخاصة (مجلة الإسلام ) بالنقد والتحليل الرأي القائل بضرورة كتابة المصاحف في العصر الحاضر بالرسم الجاري على القواعد الإملائية ، تيسيراً على المتعلمين . ولما كتب الأستاذان الفاضلان : علي بطيشة والشيخ محمود الحمصاني من علماء القراءة بـ( دمنهور) موضوعهما بالعدد 45 وتحت عنوان ( القرآن الكريم ودعاة التجديد ) ، نقداً لهذه الفكرة الخاطئة الجديدة ودفاعاً عن السنة المتبعة في رسم المصاحف ، رأت المجلة أن تعزز رأيها برأي فضيلة الشيخ : علي محمد الضباع ، من كبار الأئمة المبرزين في علوم القرآن وفن القراءات بمصر ، وأوحدهم مدافع في هذا العصر ، وطلبت إليه أن يدلي برأيه في الموضوع ، فبعث إليها بتلك الخلاصة الشافية الكافية التي يراها القارئ بعد هذه التقدمة . وهو مراجع المصاحف الرسمي للحكومة المصرية ، ومن أكبر ميزاته الخاصة تصحيحه بيده كثيراً من طبعات المصحف على الرسم العثماني ، وضبطها بقلمه وفق مصطلحات الضبط الخاصة بكل قطر من الأقطار الإسلامية . وفي مصر طبعات كثيرة أصلح أصولها بقلمه وفق الرسم العثماني ، وطبق الضبط الاصطلاحي الخاص بمصحف الحكومة ، سواء في ذلك القديم المأثور ، والجديد المبتكر ، كما يعلم ذلك من التعريف باصطلاحات الضبط المدونة بآخر الطبعات . ولا يقتصر على رسم وضبط وعد آي ما يطبع في مصر من المصاحف ، بل من آثاره الفنية – أيضاً – عدة مصاحف طبعت بالأقطار الإسلامية الأخرى من أشهرها : المصحف المكي والمصحف الهندي والمصحف المغربي . وهو مع مشاغله العديدة لا يدخل أي مصحف ( بالقطر المصري ) ما لم يراجعه فإما أن يقرر دخوله فتطلق الحكومة سراحه وإما أن يراه غير موافق للرسم العثماني فلا يطلق الجمرك سراحه . وكذلك له الرقابة العامة على كل ما يطبع بمصر من المصاحف . يضاف إلى ذلك دوامه على البحث والتأليف ، فمن مؤلفاته المطبوعة التي سارت مسير الشمس وانتفع بها قراء مصر وغيرهم : - إرشاد المريد إلى مقصود القصيد : وهو شرح الشاطبية . ، البهجة المرضية : شرح على الدرة المضية للإمام ابن الجزري. ، وتقريب النفع في القراءات السبع . ، وصريح النص ، في بيان الكلمات المختلف فيها عن حفص . ، والمطلوب في بيان الكلمات المختلف فيها عن أبي يعقوب . ، وهداية المريد إلى رواية أبي سعيد المعروف بورش من طريق القصيد . ، والقول المعتبر في بيان الأوجه التي بين السور . وغير المطبوع مما تم له تأليفه كثير ، وقد بلغت تواليفه نيفا وسبعين مصنفاً فبارك الله فيه ، ونفع به المسلمين . - وبعد هذه التقدمة نثبت ما دبجته براعته لقراء (الإسلام) في موضوع كتابة المصاحف بالرسم العثماني ، قال حفظه الله ، ثم ذكر الكاتب تفصيل كلامه رحمه الله.
سابعاً : ثناء العلماء عليه رحمه الله :-
وقد أثنى كثيراً من المشايخ على كل الشيخ الضباع وقرظوا عدداً من تآليفه ، وممن أثنى عليه شيخنا الشيخ إبراهيم شحاته السمنودي
أينَ البلابلُ يا ضباعُ والعودُ
لتعزفَ الحبَّ إنَّ الحبَ منشودُ
إنْ يسعِدَّالحبُّ في الدنيا أخاً ثقةً
فإنني بكَ في الدارين مسعودُ
فذلك الحب في الدنيا روى أملى
بفيض جودك حتى أورق العودُ
وذلك الحب في الأخرى سيسعدني
بظل ربي وظل الله ممدودُ
وأسعدُ الحبِ ما قد فاز صاحبه
بالحسنيين وهذا فيك موجودُ
ولست وحدي محبا في الهدى لكمُ
فالروح نادى ولباه الألى نودوا
أعطاك ربكُ يا ضباع منزلةً
هيهات لم يرقها إلا الأماجيدُ
أختارك الله للقرآن في زمن
فن القراءات فيه اليوم موءودُ
نفضت عنه غبار الوأد محتسبا
يشد أزرك تأييد وتسديدُ
فأصبحت مصر للأقطار سيدةً
وللقراءات تحميد وتمجيدُ
أما المقاريء فهي اليوم مفخرة
وللمشايخ منك العز والجودُ
من بعد ماعبثت أيدي الزمان بها
حينا وروعها بالأمس تهديدُ
يا صاحب الفضل والإفضال معذرة
ناء القصيد بما أوليت والجيدُ
أوليتني نعما ضاق الثناء بها
ورحتُ أشدو فخانتني التغاريدُ
قربتني منك في عطف وفي حدب
وحاطني منك تسديد وتنضيدُ
وذلك القرب يامولاي أمنيتي
طول الحياة ولو عزت سمنودُ
فحقق الله ما أرجوه من أمل
وحبذا أمل وافى به العيدُ
جاء البشير غداة العيد في فرح
فقالت الناس إبراهيم مجدودُ
لازلت معقد آمالي وموئلها
مارق تحت جناح الدوح أملودُ
فإن حييت فلن أنسى لكم مننا
وكيف ينسى جميل الروض غريدُ
وإن قضيت فرسمي قائلٌ لكمُ
أين البلابل يا ضباع والعودُ
*************************************
إبراهيم السمنودي حررت في أكتوبر 1944م
ثامنا : وفاته :-
وبعد حياة حافلة بالخدمات الجليلة لكتاب الله العزيز فاضت روحه الشريفة إلى بارئها ، في شهر شعبان سنة ثمانين وثلاثمائة وألف (1380 هـ) من الهجرة النبوية ، على صاحبها أفضل الصلاة وأسنى التحية الموافق الثاني من يناير ، سنة إحدى وستين وتسعمائة وألف ( 1961م ) من الميلاد ، عن خمس وسبعين سنة . فرحم الله الشيخ الضباع رحمة واسعة ، وأجزل له المغفرة والثواب وجزاه عن القرآن وأهله خير الجزاء ، إنه سميع مجيب الدعاء .
ما ترجم له :
جمعت الترجمة من نُقول شفهية ، ومصورات لبعض الكتب ، والأوراق المهمة ، من السيد الفاضلة / ثريا بنت الشيخ علي الضباع – حفظها الله وهي ابنة الشيخ الوحيدة ، والتي تعيش هي وأسرتها الكريمة – في بيت والدها بمحافظة الجيزة بجمهورية مصر العربية ، و كان لتعاونها الكريم أكبر الفضل - بعد الله تعالى – في معرفة الكثير عن حياة الشيخ الضباع الخاصة والعامة ، والله يجزيهم خير الجزاء.
أولاً : المخطوطات :-
أجوبة على أسئلة في علوم القرآن : رسالة بخط الشيخ الضباع ، أجاب فيها على أسئلة رفعها إليه شيخنا الشيخ إبراهيم علي شحاته السمنودي ، في القراءات وغيرها ، وقد حصلت لنا بواسطة الشيخ محمد تميم الزعبي ولها صورة خطية ضمن مجموعة رقم ( 846) مصورات الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ( ص97، 98) .
ثانيا : المجلات والصحف
:- مجلة الإسلام السنة الخامسة العدد السادس صفر ، 1355 هـ مايو 1936م . - مجلة الإسلام السنة السابعة العدد 34 شعبان 1357هـ . - مجلة كنوز الفرقان ( جميع الأعداد من المحرم سنة 1368هـ إلى شوال 1372هـ) طبعت على نفقة الإتحاد العام لجماعة القراء بالقاهرة بمطبعة دار التأليف بمصر ، وقد جمعت كتابات الشيخ بها في هذا المجلد الأول .
ثالثا : الرسائل الجامعية :
- الشيخ المتولي وجهوده في علم القراءات : رسالة ماجستير إعداد د. إبراهيم بن سعيد الدوسري – جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض سنة 1410هـ - 1990م .
رابعاً : الكتب المطبوعة :-
العلامة علي محمد الضباع شيخ القراء وعموم المقاري بالديار المصرية جهوده ومؤلفاته في علوم القرآن د. أشرف محمد فؤاد طلعت – طبع جامعة بروني دار السلام الطبعة الثانية 1423هـ 2002م .
- جهود الشيخ علي بن محمد الضباع رحمه الله في علم القراءات شيخ عموم المقاريء المصرية سابقا د. محمد فوزان العمر – طبع جامعة الشارقة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية 1424هـ 2003م .
- مؤلفات وتحقيقات الشيخ الإمام الضباع - الحواشي الأزهرية في حل ألفاظ المقدمة الجزرية : لخالد الأزهري تحقيق الشيخ علي محمد الضباع المطبعة العربية لمحمود علي صبيح وأولاده بمصر .
- الدليل المشير إلى فلك أسانيد الاتصال بالحبيب البشير : لأبي بكر بن أحمد الحبشي توزيع المكتبة الملكية مكة المكرمة ط1 سنة 1418هـ - 1997 .
- فهرست المكتبة الأزهرية القرآن الكريم وعلومه مطبعة الأزهر بالقاهرة سنة 1371هـ - 1952م.
- كشف الخلفا ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على السنة الناس لإسماعيل بن محمد العجلوني تصحيح شيخنا الشيخ أحمد القلاش دار التراث بالقاهرة .
- كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال لمحمد بن يار محمد البرهانبوري الهندي تحقيق صفوت السقا وزميله مؤسسة الرسالة بيوت 1989م .
- معجم مؤلفي مخطوطات مكتبة الحرم المكي الشريف لعبد الله بن عبد الرحمن المعلمي من مطبوعات مكتبة الملك فهد الوطنية – الرياض سنة 1416هـ - 1996م .
- مفتاح الأماني في رسم القرآن شرح المحتوى الجامع لأحمد مالك حماد الفوتي دار الطباعة المحمدية بالأزهر القاهرة ط1 سنة 1383 هـ .
- هداية القارئ إلى تجويد كلام الباري لعبد الفتاح السيد عجمي المرصفي طبعه بالسعودية ط1 سنة 1402هـ - 1982م وقد أفدت منه كثيراً . - مقدمة كتاب " صريح النص في بيان الكلمات المختلف فيها عن حفص " للشيخ الضباع ، وبعض التقاريظ في آخر الكتاب نفسه .
- مقالة بعنوان : " مشيخة المقارئ المصرية في عهدها الحاضر " بقلم عباس طه المحامي ، مجلة كنوز الفرقان ، السنة الثانية ، العددان الأول والثاني ، المحرم وصفر سنة 1369هـ ص 46 .
- مقدمة مقالة بعنوان : " وجوب كتابة المصاحف بالرسم العثماني " بمجلة الإسلام السنة الخامسة ، العدد السادس ، صفر سنة 1355 هـ ، مايو سنة 1936 .
- مقالة بعنوان : " رجل واحد يعترف المسلمون بتوقيعه على القرآن نشرت بمجلة " آخر ساعة المصرية " بتاريخ 4/4/1956 م .
- كتاب " الأعلام " لخير الدين الزركشي ( 5/20) وقد تصحف لقب الشيخ الضباع فيه إلى الصباغ .
- مؤلفات الشيخ الضباع المطبوعة والمخطوطة .
- كتاب " إمتاع الفضلاء بتراجم القراء " للشيخ إلياس بن أحمد البرماوي 2/236 دار الندوة العالمية للطباعة والنشر والتوزيع المدينة المنورة ط1 1421هـ - 2000م.
- وهناك ترجمة مختصرة في حياة الشيخ الضباع - رحمه الله – قام بجمعها أحد علماء الهند في القراءات ، وهو الشيخ عماد القراء جناب مرزا بسم الله بيك صاحب ( ت 1395هـ ) في كتابه المسمى تذكرة قاريان هند وقد ترجم للشيخ الضباع في القسم الأول من هذا الكتاب ضمن تراجم أعلام الإسلام في علوم القرآن. ( ص 63 ) . وهو مصنف باللغة الأوردية ، وقد طبع بالهند ونشرته : مير محمد كتب خانة ، آرام باغ ، كراتشي ، سنة 1970م .