التقيتها ولم أعلم أنها طوق نجاة يرمي به القدر لي رحمة مما تنسج لي أنامله ..
شاطئ أرسو عليه عندما تتقاذفني قسوة البشر ..أيدي أرق من الزهر و روحاً أطهر من النهر ..
التقيتها وظننتها كبقية البشر ..
تجمعنا دروب الحياة أيام وربما أعوام ثم يحين الفراق ..
ولا يبقى إلا أطياف وذكريااااات ..
بعضها يندثر تحت عجلات الزمن ..
وبعضها يظل نبضة تخفق في أعماق وجداني ..
ومهما طال عمر الفراق تظل حية في فؤادي ..
التقيتها ولم أعلم بأنها من سيضمد جراحي ويبقى بجواري ..
لم أعلم بأنها من عندما سيضيق بي الألم ستكون ملاذي ..
كانت أبعدهم و أقربهم ..
كانت النور الذي انبثق وأنا تائهة في دهاليز الحزن ..
كانت من مزق عن روحي أكفاناً دثر بها أقرب البشر روحي ..
كانت من ولدت معها ضحكاتي في رحم الانكسار ..
من انتظرت الغد لأنها بين طياته ..
كانت من برغبتي جعلت أناملها تتصفح مشاعري دون خوف ..
كانت من تدفقت بين حنايا صدرها أبث أوجاعي و أرثي أحلامي ..
كانت بحنان الأم وطهر الأخت ووفاء الرفيقة ..
كانت كل شيء وكل البشر في لحظات لم يبقى بها حولي إلا رفات روحي و أشلاء
أحلامي ومشاعر سُكبت دمائها دون رحمة على أرصفة البشر..
هي من بكاني ولملم شتاتي وأبت انهياري ..
هي من صرخ في تلك الخطوات التي مزقتني غير آبه بأنين رجائي..وكأنها تتأكد من وفاتي !!
كانت من أخذ بيدي وأنين الصبر قد فطر كبد السماء ..
كانت طوق الحنان لجراح أغرق نزفها المحيطات ..
كانت أريج حب طاهر سكن الوتين ورائحة الألم تخنق النبضات ..
كانت من لأجلها أحببت البشر وقررت أن أعود بعد أن قررت الرحيل من عالمهم ..
كانت هي من أحببت لأجلها البقاء ..
فكيف تــــــــــــــــــــــــ ـــــــــرحــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــل ..وتتركني ؟؟!!
وها أنا هنا وأمام الملأ وعيونهم ترمق أحرف رجائي وتحتضن نزف قلمي
أُعلن اعتذاري ..
أسطري مُلطخة بخطأي ..
ولكن الصفحات ترسم طهر وحباً يسكن فؤادي ..
أُتراك لم تعودي تحتملي العطاء ؟؟
أم أنهكك الوفاء ؟؟
كلا ياحــــــــــــــــــــــ ـــــــــــنان الــــــــكـــــــــــون..
بل أنا من خُلقت لرفقة الشقاء ..!!