أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


أَعلمُ أن هناك من يعمل الآن على تحقيق صحيح ابن حبان: "الإحسان".
بل هناك من يعمل عليه وهو الآن في مراحل المراجعة.
والنصيحة: احذر تحقيق طبعة الرسالة، واحذر حواشيها، وتقيد بالنسخ الخطية التي معك، واستعن بكتاب "التقاسيم والأنواع" مخطوطا ومطبوعا، وهو أصل الكتاب، و"موارد الظمآن"، و"إتحاف المهرة" لابن حجر فهو ينقل عن صحيح ابن حبان.
إن الذين حققوا طبعة الرسالة جعلوا أول ما جعلوا النسخ الخطية خلف ظهورهم، وقاموا بتحقيق الكتاب (بالخبرة)، وبمقارنة أسانيده ومتونه بالكتب الأخرى، فكثيرا كثيرا من الممكن أن يبدلوا رجلا من رجال الإسناد بسبب أنه ورد في مسند الطيالسي هكذا.
وكل واحد منا عنده على الشاملة صحيح ابن حبان طبعة الرسالة بحواشيهم
ابحث عن جملة: "تحرف في الأصل" ستخرج معك 1298 نتيجة، منها حوالي (1200) ذكر المحقق أنها خطأ في الأصل الخطي، وخطأ في الأصل الخطي للتقاسيم والأنواع، وخطأ في موارد الظمآن، ثم يقوم بتحريف ما ورد في الأصل بأدلة واهية.
وهناك آلاف المواضع على هذا النحو.
فأخاف أن ينساق وراءهم الذين لا يعلمون، فيستمر مسلسل التحريف والتصحيف.
* * *
- خذ هذا المثال:
3252- أَخبَرنا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: حَدثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْعَبْدِيُّ، قَالَ: أَخبَرنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ (1)، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ، قَالَ: آكُلُ الرِّبَا وَمُوكِلُهُ وَكَاتِبُهُ وَشَاهِدَاهُ إِذَا عَلِمُوا بِهِ، وَالْوَاشِمَةُ وَالْمُسْتَوْشِمَةُ لِلْحُسْنِ، وَلاَوِي الصَّدَقَةِ، وَالْمُرْتَدُّ أَعْرَابِيًّا بَعْدَ هِجْرَتِهِ مَلْعُونُونَ عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ صَلى الله عَلَيه وسَلم يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
_حاشية__________
(1) تحرف في المطبوع من «الإِحسان» إِلى: «عبد الله بن مرة»، وكتب مُحَرِّفه: تحرف في الأصل إلى: «عمرو بن مرة»، والتصويب من مصادر التخريج، و«تحفة الأشراف» 7/18، والتحريف هو ما صنعه، وما هكذا تُحقق الكتب، ولا علاقة لتحفة الأشراف بصحيح ابن حبان.
- وقد ورد على الصواب: «عمرو بن مرة»، في النسخ الخطية للإحسان، والنسخ الخطية والمطبوعة لـ «التقاسيم والأَنواع» (2893)، و«موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان» (1154)، و«إِتحاف المَهَرة» لابن حَجَر (12513)، إِذ نقله عن هذا الموضع.
- نعم، هناك خلاف في رواية هذا الحديث، من رواته، فَصَّلَه الدارقطني في «العلل» (692)، ومما قاله:
... ورواه الثَّوري، واختُلِف عنه؛
فقال عبد الرزاق، ومُعاوية بن هشام، وقَبيصَة بخِلاَف عنه، عن الثَّوري، عن الأَعمش، عن عبد الله بن مُرَّة، عن الحارث، عن عبد الله.
وقال شُعيب بن أَيوب، عن قَبيصَة فيه: عن عَمرو بن مُرَّة، ووَهِم فيه.
- وألف باء التحقيق تُلزمك بإثبات ما ورد في رواية الراوي وإن أخطأ فيه.
ثم رواه الدارقطني من الطريقين، قال:
- حدثنا أَحمَد بن مُحمد بن سعدان، حدثنا شُعَيب، حدثنا قَبيصَة بن عُقبة، عن سُفيان، عن الأَعمش، عن عَمرو بن مُرَّة، عن الحارث بن عبد الله، قال: قال عبد الله: آكِل الرِّبا ومُوكِلُه وكاتِبُه وشاهِداه إِذا عَلمُوا به والواشِمَة والمُستَوشِمَة للحُسن ولاَوي الصَّدَقَة والمُرتَد أَعرابيًا بعد هِجرَتِه مَلعُونُون على لسان مُحمد صَلى الله عليه وسَلم يوم القيامَة.
قال الأَعمش: فذَكَرتُه لإِبراهيم، فقال: حَدثني عَلقمة، عن عبد الله، قال: آكِل الرِّبا ومُوكِلُه سَواءٌ.
- حدثنا أَحمَد بن مُحمد بن سعدان، حدثنا شُعَيب، حدثنا مُعاوية بن هشام، عن سُفيان، عن الأَعمش، عن عبد الله بن مُرَّة، عن الحارث بن عبد الله، عن عبد الله بن مَسعود، قال: آكِل الرِّبا ومُوكِلُه وكاتِبُه وشاهِداه إِذا عَلما ذلك، مَلعُونُون على لسان مُحمد صَلى الله عليه وسَلم يوم القيامَة.
قال شُعَيب: هَكَذا قال مُعاوية: عن عبد الله بن مُرَّة.
- ومن أراد المزيد من الأمثلة فليتابعني في موضوع الجامع لما تصحف في المطبوع، وجامع التصحيفات.