[align=center]فراق بإحسان
إنه الفراق إخوتي سيف قاطع دونما جلاد، لكن ضربه أمر وأصعب
فمقتول السيف منفي من الوجود
أما مقتول الفراق
يظل أبد الدهر تنزِفُ جِراحة الدامية لذبح لم يحسن القتل فيه
ذاك هو الفراق المقيت المتعدد الطرق الغير معبدة البتة ..
ونخص به زماننا..
والآية صريحة في كتابنا الكريم القرآن يخاطب الله فيه الجهلاء قائلاً من دون نص الآية...
عِشرة بمعروف أو فراق بإحسان
وهيهات من ذاك الفراق الحسن في دنيا الذئاب
فقد شدني وكم من مرات تجذبني الآلام نحو أمٌ تَتأوه،
ووليد يسير جانب الحيطان يتألم باحثاً عن ملاذه الحاني ..
ووطنه المستقر لينام قريراً
تلك هي المطلقة .. المحرومة من ضناها وفلذة كبدها
لماذا..؟
لأن أمه لم تصبح ودودة الفراش وقد تغيرت وسادتها وباتت تخلد لثانية..
فلما القسوة أحبتي لما نسعى للفراق ونحن في غنى عنه،،،
ألا يكفينا من هذه الدنيا فراق الأحبة حين الموت قهراً..
فلما نسعى للتفرقة بين الأحبة والأصحاب والإخوان، وخاصة بين الأم ووليدها.. ؟
ومهما كانت الأسباب فالله وحده العالم بِجُل العذابات قهراً وألماً، ولم يذكر تلك المعاملة السيئة والحرمان المطبق لكي نعذب طليقة بحرمانها من فلذة كبدها..
إن أصرت على الطلاق أو إن طلقها هو..فكلا الأمرين من قدر الله وحكمته.. التي قُدرت لكل إنسان منذ الآف السنين
بالطبع إلا في الحالات الشاذة من انحراف ومرض
وحتى في هذه يجب أن تكون هناك رحمة بعيادة الأم كلما أرادت هي أو أراد وليدها في حين عدم قدرتها على احتضانه وزواجها...
تلك الآلام المدفون بأعماقي لمثل ذاك الفراق هاجت وماجت قبل أيام لرؤيتي فتاة في السادسة من عمرها .. لجارة لي مطلقة منذ خمس سنوات وبضعة أشهر..
بسب طيش الأب وسُكره وإعتداء أحد أصحابه عليها في ثمالة أفقدتهم البصيرة وفي بيتها وفي حضرته هو..
وما كان منها إلا الهروب إلى خِزانة الملابس وإقفال الباب عليها والصراخ طالبة النجدة،
ليأتي زوجها السكير ويبرحها ضرباً لأنها صرخت ولم تكرم الضيف..
لله ما أقسى الأيام والبشرية..
وما أرحم الإيمان وطُهره ونقاءه وسماحة خلقه ..
أما وعقابها هو الحرمان من طفلتها كل تلك السنين..
خاصة وأن والدها كان فقيد الوجود.. سار الأمر بها إلى المحاكم سنين
إلى أن منّ الله عليها برؤية طفلتها الصغير قبل أيام عِدة..
من عمرٍ بات القلب فيه حطامٌ أسوداٌ.. من لهفة احتراق لوعة الضنا والشوق والحنين، وسيلان اللبن من ثدييّها في ظلمات الليل البهيم صارخاً بصراخ النجوى، منادياً.. لفيض الحنان ذاك ملاذاً
لكم ودي
المرأة الحديدية وقلبها العصفور
نُشر في عدة مواقع
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
ناشدت الله من نقل عني حرفاً .. فلا يكتفي بالمنقول ذكراً
وإنما يكتب الأصل أسماً لكاتب الموضوع
سلوى عبد العزيزي دمنهوري
ألأديبة الروائية
حفظاً للحقوق
وليجزكم الله عني خير الجزاء
جُل تقديري وأحترامي
[/align]