[grade="00008B FF6347 8B0000 4B0082"]الروح
أحببت الحياة ، وأحببت حبيبي حباً غريباً
بحثت عنه في كل القواميس ..
ولم أجد ما يطلق عليه سوى الروح
وهمت بروحي ..!
في الفضاء بين الأرض والسماء
فحبي هو الروح ..
ووصفه في عيني وعلى لساني يفوق كل وصف .
حاولت الكتابة عن الحب .. بوصفه الحديث المنمق
فلم أستطع ..
إن خيالي لا يتعدى المعقول
ولو مر بخاطري لقاء أحبه ، لا أعتقد الغزل فيه كلمات
بلاغة منمقة ( كالبحر في عينيك ) أو ( اللؤلؤ بين شفتيك )
عبارات جميلة ..!
وتحمل في طياتها الكثير من المجاملات التي أمقتها
بل هو نفاق صريح بائن
لا يحبه المحب الحقيقي مّمن يُحب ..!
ويقولون الناس طبقات
حقاً هو ذاك ..
فالناس طبقات في العلم والمجتمعات
لكن .. هل حب الطبقات يختلف عن حب العامة من الناس ؟
سؤال له إجابة واحدة .. أرددها وأحس بها ..
مهما بلغ ارتقاء الإنسان
مهما كَبُر علمه وعَظُم شأنه ..
لن يشعر بكلمة حب إن لم تكن صادقة من الأعماق
صريحة .. جريئة و بريئة ..
يصرخ بها عاليَ الصوت ، ليعرف العالم بحبه
كل من حوله يفهمها
جاهل ومتعلم ، كبيراً كان أم صغيراً ..
هنا فقط يحس بالحب ..قد ملأ كيانه وكل وجدانه ، من غير مظاهر وكلمات منمقة لا أعتقد تجاوزها طرف اللسان .
تحضرني الآن قصة الأميرة (روكسان ) ابنة الملك ، في قصة للأديب الكبير( مصطفى المنفلوطي )
أحبت ابن عمها وعشقت كلماته الشعرية ..
كان يَنْظُمها لها ..
أما حين تخونه الذاكرة ، ترتبك الكلمات على شفتيه ..
فتغضب .. تثور وتهدده بفسخ خطبتها .
رجوها يوماً أن تستمع إلى حبه الصادق الذي منبعه الأعماق بعيداً عن الشعر وما يتطلبه من تنسيق وقوافٍ ..
أوزان ، وألفاظ مبالغ فيها ، ومن ثمَّ يترك لها الخيار
إمّا البلاغة في الحب ..
أو الإحساس الصادق بمشاعر جيّاشة
لا تقيدها ّقيود شعر أو نثر ، وأدب .
أذعنت على كره ، شرط أن يوجز .
وتحدث العاشق بحبه وإخلاصه الذي راح يفيض وينهمر..
أما هي فشاردةٌ سارحةٌ .. ضاحكة باكية ..
لم تكن تعلم صدى حبه في نفسها ، إلا حين رأت وسمعت
لأول مرة ..
اهتز كيانها ، وتجلجل وجدانها
أحستْ بطعن غريب تألمتْ له ، واستعذبتْ طعم مرارته .
تتيه لحظات .. محلقة هائمة
يناديها .. بنبرات مشحونة
بكل طاقات الحب المخزونةِ في أعماقه
والآن أيها الحب ..
ما ترى في حب حبيبك اللاهث الواله ..؟
لم تُجِبّ .. فظلال الكلمات ألجمتها ..
أعاد النداء مرة ومرات
فإذا بها تبكي حبه ، تبكي صدقه
تبكي كل لحظة أضاعتها باحثة عن البلاغة في الحب …
عن فصاحة اللسان ، بعيدة كل البعد عن القلب والكيان ..
أحببت الحياة وبِتُ أكتب ما أستطيع قوله .. بقلبي قبل لساني
أكتب ما ينطق به لساني بإشارات .. من قلبي
فحلاوة الحب .. حين تراه العين دون تفوه بالكلمة
وإن صدر عن الكلمة ..
تحس به جوارحي قبل أن يتدبره العقل مني
هو ذا حبي ..!
وهذا هو منطقي في الحياة .
من الأرشيف..
أ/ سلوى دمنهوري
المرأة الحديدية
S..A..D[/grade]