استراتيجيات التدريس بين الواقع العملي والنظري
ماهية الإستراتيجية
كلمة إستراتيجية Strategy هي في الأصل مشتقة من الكلمة اليونانية إستراتيجوس
Strategues وتعني في اللغة العربية، فن القيادة، وكثيراً ما أرتبط هذا المفهوم بتطور خطط
الحروب وأهدافها.
إن لفظ الإستراتيجية يأتي في باب الوسائل والتي يقابلها المقاصد أو الغايات في السلوك أو الأفعال الجماعية كما في السلوك والأفعال الفردية، فكل سلوك له في النهاية قصد أو غاية تعبر عن حاجة أساسية، الفعل بقصده وغايته النهائية والحاجة من ورائه يقع في بيئة متوقعه، فإذا قمنا بتحليل دقيق لكل فعل بدءاً من العام إلى الخاص ينبغي أن ننظر أول ما ننظر في البيئة المتوقعة وهي بلغة العلوم ما يسمى بالسيناريو Senareo الذي يتضمن عناصر الموقف وملابساته وتناقضاته، ومن السيناريو ننتقل إلى الغرض Purpose الذي يشتق مضمونه من خصائص هذا السيناريو والغاية القصوى أو النهائية، ومن الغرض العام ننتقل إلى هدف أو أهداف أكثر تحديداً ثم إلى مهام Tasks أو أعباء Missions أو فروض هي في الواقع مجموعة نشاطات تعبر عن برنامج أو جزء من برنامج ثم إلى مفرد النشاط Activity الذي يمثل وحدة عمل أو سلوك يتحمل زماناً ومكاناً محدودين ويتطلب جهداً أو طاقة أو موارد معينة، من هنا نجد أنفسنا أمام الأهداف المحددة القابلة للتحقيق، كما نجد أنفسنا أمام طرق العمل وخطوط السير التي تصل بين الأغراض والواقع، والتي تبدأ بالممكن من الاحتمالات والأفعال وتنتهي بتصنيع الوسائل والأدوات التي إذا ابتعناها غيرت الواقع بالفعل في اتجاه الأغراض أو على غرارها.
فالإستراتيجية بشكل عام تعني "مجموعة القواعد العامة أو الخطوط العريضة التي تعني بوسائل تحقيق هدف ما"، أو هي "ترجمة فعلية لمسارات عملية وخطوط عمل واقعية على المستوى الفكري أو بعبارة أخرى إنها الوجه العلمي أو المرحلة الثانية الأكثر واقعية للسياسة". (27-102)
ومن ثم فإن عملية التدريس هي عملية تفاعل متبادل بين المدرس والطالب والمادة المتعلمة "المادة الدراسية" والتي تعتبر مادة الوصل بين المدرس والطالب وبما أن المدرس من أهم محور عملية التدريس الذي يقع على عاتقه تنفيذ هذه العملية فإن نجاحها يتوقف على معرفة المدرس التامة بالأهداف التي يريد تحقيقها وبالمتعلمين الذين سوف يقوم بتعليمهم والمادة الدراسية وأساليب تدريسها وبطرق التقويم التي عن طريقها يمكن قياس مدى تحقيق الأهداف المطلوبة ويبرز جانبان مهمان في عملية التدريس ألا وهما التخطيط Ruling & Planing والتنفيذ Execution.
ويعتمد التخطيط أساساً على ما يسمى بالاستراتيجية والتي تعرف على أنها مجموعة القواعد العامة التي تعنى بوسائل تحقيق هدف ما أو ببساطة هي مدخل عام لتعليم موضوع ما. بينما التنفيذ يستند على ما يسمى بالطريقة أو الأسلوب وهو العملية الفعلية لتطبيق مجموعة القواعد العامة أو المداخل العامة في موقف تعليمي معين فتدريس أي مهارة جديدة تبدأ من نقطة تحديد الهدف الرئيسي لها. ثم تقدير المستوى الذي يساهم في تحقيق ذلك الهدف والمادة الدراسية ولفظ الاستراتيجية هنا يشير إلى سلسلة من العمليات التي تتركب منها المهارة لا إلى عملية التدريس ولابد من التأكيد هنا على اختيار الاستراتيجية يجب أن يسبق اختيار طريقة أو أسلوب التدريس لأنها تجدد هذا الأسلوب أو الطريقة وكيف تنظم المادة الدراسية لأغراض تقديمها وعرضها. (27-103)