بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، صلى الله عليه ، وعلى آله وصحبه ، وسلم تسليماً كثيراً .
أما بعد :
فنعيش سوياً أجمل اللحظات وأسعدها ، مع قائد الأمة ، ومعلمها الخير ، مع حبيبنا وقدوتنا ، ورسولنا : محمد صلى الله عليه وسلم .
فنسبه الشريف هو : محمد ، رسول الله صلى الله عليه وسلم ، السيد الأكرم ، الذي شرف الله تعالى الناس بوجوده .
أمه : آمنة بنت وهب ، كان هاشمياً ، من أفضل العرب نسباً .
تنقّل عليه الصلاة والسلام ، في الآباء والأجداد .
ولدته أمه من نكاح ، لا من سفاح ، فلم يأتِ في نسبه ، والحمد لله ، لا في الجاهلية ، ولا قبلها : زنا ، إنما أتى أباً عن جد نقياً .
كان عبد الله بن عبد المطلب ، والد الرسول صلى الله عليه وسلم ، من أحب ولد أبيه ، وأحب أبناء عبد المطلب ، وكان لعبد المطلب عشرة من البنين ، أقربهم إلى قلبه : عبد الله ، والد الرسول ، عليه الصلاة والسلام ، فقرّبه منه وأحبه ، وزوجه ، وهو في الثامنة عشر من عمره آمنة بنت وهب بن عبد مناف ، وهي أفضل نساء قريش نسباً وموضعاً ، ولما دخل عليها كان في وجهه نور . فلما أفضى إليها ذهب هذا النور .
وفي أثناء الحمل ، توفي أبوه ، عليه الصلاة والسلام ، فهو لم ير أباه في الحياة وما سعد بتقبيل أبيه ، ولا بمزاح أبيه ، ولا بملاعبة أبيه ، بل ولد يتيماً في الحياة صلى الله عليه وسلم لعله يتحمل هذه الحياة ومصائبها ، وأن ينهج نهجاً فريداً يعتمد فيه بعد الله على نفسه ، فنشأ عصامياً عليه الصلاة والسلام ، يقوم بجهده ويقوم بعرق جبينه ، لأن الله أراد أن يرشحه إلى مهمة هداية العالم .
ولما تمت مدة حمل آمنة ، وضعت ولدها ، فاستبشر العالم بهذا المولود الكريم .
فلما ولد هذا المولود الكريم ، الذي ما وقع على الأرض أشرف من رأسه ، ولا أحسن من دمه ، ولا أروع من قلبه ، في أرجاء العالم .
كان مولده صلى الله عليه وسلم صبيحة يوم الإثنين ، وسُئل عن صيامه يوم الإثنين ، في حديث قتادة قال : ( ذاكـ يوم وُلدت فيه وبُعثت فيه وأوحيّ إليّ فيه ) أخرجه مسلم .
فهو أحب الأيام إلى قلوبنا ، يوم الإثنين الذي ولد فيه رسولنا صلى الله عليه وسلم ، وصيامه : سنة ، وهو من أفضل الأيام .
ولد في التاسع من ربيع الأول الموافق اليوم العشرين من إبريل سنة 571 هـ من الميلاد وهو يوافق السنة الأولى من حادثة الفيل .
كانت ولادته في بيت أبي طالب ، في شعب بني هاشم ، وكانت قابلته : الشفاء أم عبد الرحمن بن عوف .
ولما ولد ، أرسلت أمه لجده تُبشره ، فأقبل مسروراً ، وسماه محمداً .
سبحان من وفقه لهذا الاسم ! .. الذي لا يعرف عند العرب ، فالعرب تعرف حرباً ، وصخراً ، وحمزة ، وطلحة .
وكان لعبد المطلب سجادة ، لا يجلس عليها إلا سيد قريش .
ففرشوها ذات صباح ، فأتى عبد المطلب ، فجلس ، فأتى صلى الله عليه وسلم وهو طفل يحبو ، فجلس ، فأبعده الخدم ، فرفض ، وجلس مرة ثانية ، فآذوه ، فلما رآه عبد المطلب قال :
[poem=font="Simplified Arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
والبيت ذو الحجب والنصب والشهب = أن ابني هذا لسبب من السببِ [/poem]
نعم ، هذا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الذي حول العالم من الكفر إلى الإيمان ، وهو المصلح الذي فجر طاقة الإيمان في الأرض ، فهو الحامد والمحمود .
وللحديث بقية بإذن الله .
* رحمة للعالمين : د. عائض القرني .
[align=left][/align]