الإدمان على الانترنت ( الإدمان الخفي )
إعداد
الدكتور عبد الله بن محمد الفوزان
أستاذ علم الاجتماع المشارك
جامعة الملك سعود
كلية الآداب
قسم الدراسات الاجتماعية
مفهوم الادمان على الانترنت:
الادمان على الانترنت او بمعنى اشمل الاستخدام المكثف للانترنت او الاستخدام المصحوب بمشاكل للانترنت او الاستخدام المرضي للانترنت يعني الاستخدام المفرط وغير المنضبط للانترنت والذي يؤثر على بقية الالتزامات اليومية للانسان وعلى أوجه حياته وتصرفاته المختلفة.
جاذبية الانترنت:
1- أن الأشخاص يستطيعون الدخول إلى عالم الانترنت بسهولة ومرونة على مدار ال 24 ساعة في اليوم.
2- يتيح الانترنت زيادة نطاق شبكة العلاقات الاجتماعية مما يغري الكثيرين على الاستخدام المكثف للانترنت.
3- القدرة على اخفاء معالم الشخصية وإخفاء أشياء وإظهار أشياء لا يمكن إخفائها أو إظهارها في المقابلة وجها لوجه. فمثلا العمر والعنصر والنوع والاعاقة والمظهر والشكل يمكن أن تؤثر في المقابلة وجها لوجه لكنها لا تظهر عند التعامل مع الاخرين عبر الانترنت.
4- تساعد الهوية السرية للأفراد عند التعامل عبر الانترنت على إرسال واستقبال رسائل يمكن أن يترددون في قبولها لو كان التواصل وجها لوجه.
5- الانتقال والتواصل مع آخرين خارج الحدود الجغرافية للدول ومشاركة آخرين من دول أخرى الميول والافكار والاهتمامات.
6- سهولة كسر الممنوعات الاجتماعية كالتواصل مع الجنس الاخر.
7- يجد الأشخاص الخجولين في الانترنت وسيلة للتواصل مع الاخرين بعيدا عن الأعين.
8- سهولة التعبير عن المشاعر وتكوين الصداقات وعرض المشكلات الشخصية والتعبير عن العواطف
هل الاستخدام المفرط للانترنت يعد إدمانا؟:
لازال هناك جدل بين العلماء والأطباء النفسيين بين من يرى ان الاستخدام المفرط للانترنت يعد حالة مرضية واضطراب سلوكي تحتاج الى ارشاد نفسي وتدخل علاجي وهناك من لا ينظر للامر على انه مرض.
المؤيدون لإدمان الانترنت:
ماريسا اورزاك مدير مركز دراسات الادمان على استخدام الكمبيوتر يرى ان هناك 5 الى 10% من مرتادي المواقع الالكترونية يعانون من الادمان على الانترنت.
ديفيد جرينفيلد من مركز سلوكيات الانترنت انجز دراسة في عام 1999م ويرى بان هناك خدمات معينة على الانترنت ذات خصائص نفسية وتجلب معها العزلة الاجتماعية واضاعة الوقت وان 6% من الاشخاص من المتعاملين مع الانترنت يرون ان للانترنت اثار سلبية على حياتهم. ويرى ان الجنس والعاب الكمبيوتر والقمار والشراء عبر الانترنت ينتج عنها تاثيرات سلبية على المزاج.
كمبرلي يونق مدير مركز التعافي من الادمان على الانترنت يرى ان المدمنين على الانترنت يعانون من الاكتئاب واضطرابات القلق وانهم غالبا يستخدمون الانترنت للهروب من من مشاعر مؤلمة وغير سعيدة ومواقف ضاغطة في حياتهم.
60% من مدمني الانترنت الذين يحضرون للتشافي من الادمان على الانترنت ذكروا انهم يتورطون في بأنشطة جنسية عبر الانترنت سواء من خلال الاطلاع على الصور الجنسية او المحادثات الجنسية عبر الانترنت.
واكثر من نصف هؤلاء مدمنين على الكحول والتدخين والمخدرات والجنس.
وتذكر مجلة الطب النفسي الامريكية ان الادمان على الانترنت يرتبط به عدم الاحساس بالوقت والانسحاب من الحياة الاجتماعية والتساهل في الاشياء التي كانت مرفوضة سابقا واضطرابات عقلية .
المعارضون لإدمان الانترنت:
يرى الطبيب النفسي جولدبيرج ان ما يطلق عليه ادمان للانترنت لا يشير الى انه اضطراب وانما يعبر عن اعراض اضطرابات موجودة أصلا لدى مستخدم الانترنت والاقرار بان الاستخدام المكثف للانترنت يعد ادمانا يفتح الباب على مصراعيه لتصنيف اغلب تصرفات البشر على انها ادمان.
بغض النظر عن التجاذبات الفكرية بين العلماء حول كون الاستخدام المفرط للانترنت يعد إدمانا أو لا فإن مفهوم الادمان على الانترنت أصبح في الوقت الراهن أحد المشكلات الاجتماعية. فالأوقات الطويلة التي يقضيها الانسان في ممارسة انشطة متنوعة على الانترنت كالدخول الى غرف الدردشة والمنتديات والمناقشات الجماعية ثبت أن لها أثار سلبية على أداء العبادات والعلاقات الاجتماعية والزواج والمسئوليات الأسرية والتحصيل الدراسي وأداء العمل والصحة وغيرها من الوظائف الحياتية الحيوية. ومع تزايد أعداد مستخدمي الانترنت فإن الادمان على الانترنت سيصبح وباء مجتمعيا في المستقبل.
ويصنف مركز الادمان على الانترنت الادمان في خمس فئات هي:
1- الادمان الجنسي عبر غرف الدردشة الخاصة بالبالغين.
2- الادمان العلائقي من خلال الصداقات في غرف الدردشة والمنتديات وجماعات تحل محل الأصدقاء الحقيقين والأسرة.
3- إغراءات النت مثل لعب القمار عبر الانترنت والبيع والشراء وغيرها.
4- المعلومات الغزيرة مثل البحث في قواعد المعلومات أو المنتديات.
5- ادمان الكمبيوتر الانهماك في العاب الكمبيوتر أو أنشطة البرمجة.
متى يكون الشخص مدمنا على الانترنت:
يرى جولدبيرج أن التحليلات النفسية للادمان على الانترنت ترى أن الشخص يكون مدمنا على الانترنت عندما يتعرض للتجارب التالية بسبب استخدامه المفرط للانترنت : انخفاض في أداء وظائفه العملية والمهنية والأكاديمية والاجتماعية والأسرية والمالية والنفسية والجسدية.
وفي دراسة استطلاعية على الانترنت اجريت على عينة من 496 مستخدم وقامت بها الباحثة يونق تبين أن 80% من المبحوثين يعانون من الادمان على الانترنت. ومن اهم العوامل الصامتة التي تساهم في الادمان على الانترنت قدرة الفرد على لعب أدوار مختلفة والطبيعة السرية للتواصل عبر النت والقدرة على تكوين علاقات شخصية. والمعايير التي استخدمتها يونق لتحديد الادمان على الانترنت مايلي:
1- سيطرة استخدام الانترنت على ذهن الشخص كالتفكير في النشاط السابق الذي كان يقوم به على النت او التفكير بالنشاط القادم الذي سيقوم به على الانترنت.
2- الشعور بالحاجة الى استخدام النت لوقت أطول من أجل تحقيق السعادة.
3- محاولات متكررة وغير ناجحة للتحكم ب أو خفض أو التوقف نهائيا عن استخدام الانترنت .
4- الشعور بعدم الارتياح وتقلب المزاج والاكتئاب والانزعاج عند محاولة التقليل او التوقف عن استخدام الانترنت.
5- الاستمرار في قضاء وقت على النت اكثر من الوقت الذي ينويه المستخدم ( البقاء على النت لوقت أطول من المقصود او المستهدف ).
6- التضحية بعلاقة شخصية مهمة او فرصة عمل او فرصة تعليمية بسبب الانشغال بالنت.
7- الكذب على أفراد الأسرة والأصدقاء والمعالج النفسي من أجل الاستمرار في استخدام الانترنت.
8- استخدام النت للهروب من المشاكل.
في دراسة قام بها بيرنر على 185 مستخدم للنت وجد أن 17% من أفراد العينة ربما يكونون مدمنين على الانترنت وتضمن ذلك قضاء 40 ساعة أو أكثر في الأسبوع في استخدام الانترنت. كما توصلت الدراسة إلى أن حوالي نصف أفراد العينة تعرضوا لتأثيرات سلبية لاستخدام الانترنت على أعمالهم وذكر 10% من أفراد العينة أنهم تعرضوا لمشاكل تتعلق بالتوظيف او المدرسة بسبب استخدامهم للانترنت.
وتوصل كوجاك إلى أن هناك علاقة عكسية بين عدد الساعات التي يقضيها الفرد على الانترنت ومتوسط ساعات النوم في الليلة الواحدة. وهذه النتيجة تبين ان استخدام الانترنت يؤثر على أنماط النوم وهي ذات النتيجة المرتبطة عادة بالادمان على الكحول والمخدرات.
مقياس الميل لاستخدام الانترنت ومدى سيطرته على حياة الانسان:
أوافق جدا ( 5 درجات )
أوافق ( 4 درجات )
غير متأكد ( 3 درجات )
لا أوافق ( درجتين )
لا أوافق جدا ( درجة واحدة )
1- صرت أقضي وقتا أقل في عمل الأشياء التي أعتدت على القيام بها في مثل هذا الوقت بسبب استخدامي للانترنت
2- يشكو الناس من حولي ( الأهل والأصدقاء ) من كوني أقضي وقتا كبيرا في استخدام الانترنت.
3- الوقت الذي اقضيه على النت أثر سلبا على علاقاتي بالآخرين من حولي.
4- الوقت الذي أقضيه على النت أثر سلبا على نشاطاتي الوظيفية أو الدراسية.
* من 4 درجات الى 11 درجة تعني ميل ضعيف لاستخدام الانترنت وأن الانترنت لا يسيطر على تفكيرك.
* من 12 درجة إلى 19 درجة تعني ميلا قويا لاستخدام الانترنت وان الانترنت يسيطر بقوة على تفكيرك.
مقياس العلاقات الشخصية:
أوافق جدا ( 5 درجات )
أوافق ( 4 درجات )
غير متأكد ( 3 درجات )
لا أوافق ( درجتين )
لا أوافق جدا ( درجة واحدة )
1- علاقاتي الشخصية التي كونتها عن طريق النت لا تقل أهمية عن علاقاتي التي كونتها خارج النت
2- سهل جدا أن أكون علاقات شخصية عبر الانترنت
3- أشعر أنني أثق بالناس الذين أقيم معهم علاقات شخصية عبر الانترنت.
4- أشعر أنني قريب جدا للناس الذين أتعرف عليهم عن طريق الانترنت.
5- أنا ملتزم بالحفاظ على علاقاتي بالأشخاص الذين تعرفت عليهم عن طريق النت.
6- أنا قادر بسرعة على تكوين علاقات شخصية عبر الانترنت.
الدرجات تتراوح من 6 إلى 30 درجة
مقياس الاتجاهات نحو التواصل عبر غرف الدردشة:
أوافق جدا ( 5 درجات )
أوافق ( 4 درجات )
غير متأكد ( 3 درجات )
لا أوافق ( درجتين )
لا أوافق جدا ( درجة واحدة )
1- أشعر بالارتياح لدخول غرف الدردشة.
2- من السهولة التعبير عن مشاعرك في غرف الدردشة.
3- الناس الموجودين في غرف الدردشة يستمعون إليك أفضل من الناس الآخرين خارج غرف الدردشة.
4- من الأسهل بالنسبة لي أن أتواصل مع الناس في غرف الدردشة مقارنة بالناس الذين أقابلهم وجها لوجه.
5- الناس الذين أتواصل معهم عبر الانترنت يقبلونني كما أنا أكثر من الناس الذين أقابلهم خارج عالم الانترنت.
6- التفاعل مع الناس في غرف الدردشة غير من نظرتي لنفسي .
7- الناس الموجودين في غرف الدردشة لا تقل لطافتهم عن الناس الذين أقابلهم وجها لوجه.
الدرجات تتراوح من 7 إلى 35 درجة
رد مع اقتباس
