سوق الطقاقات يشتعل في جدة و آلاف الريالات تلتهمها قصور الأفراح
فاطمة مشهور/جدة
برزت على الساحة الفنية في الآونة الأخيرة ظاهرة (الطقاقات) وهي ظاهرة دخيلة على الفن وأن الهدف منها مادي وليس المنافسة الفنية . ومع قدوم فصل الصيف والإجازات تتضاعف أعداد الطقاقات بشكل كبير وبعيداً عن التذوق الفني أو المنافسة فإن ظاهرة الطقاقات تسببت في احتضار الفن ومع إزدياد مناسبة الأفراح والمناسبات الاجتماعية في الأيام المقبلة حيث يفضل الغالبية في اكمال نصف دينهم في شهور الصيف وتسبق الاعراس العديد من الترتيبات والتجهيزات التي يعتبرها الكثيرون من الضروريات كفرق الطقاقات التي تحيي المناسبة لساعات متأخرة من الليل حيث تراها الكثير من الأسر من ضروريات الفرح، بل وتتباهى بعض الفتيات فيما بينهن باسم الطقاقة التي سوف تحيى فرحها وبالرغم من ارتفاع اسعار الطقاقات والتي تتراوح بين 7000 ريال للمبتدئة وتصل الى 12000 ريال للفنانة اوالطقاقة المعروفة التي تتقاضى 30000 ريال في الحفلة الواحدة كحد ادنى تزداد المنافسة بين الطقاقات . ويقدر أصحاب قصور الأفراح بأن متوسط عدد المناسبات في الليلة الواحدة في جدة فقط بنحو مائتي مناسبة زواج . وأن عدد الطقاقات في محافظة جدة يتجاوز الثلاثمائة وستين طقاقة .
دخلاء على الفن
ووصفت الفنانة المعروفة -توحة- فتحية حسن يحي ظاهرة الطقاقات بأنها دخيلة على المجتمع الفني وهي لاتثري الساحة الفنية بأى شكل من الأشكال بل تسبب المتاعب للفن والفنانين . وطالبت الفنانة توحة بضرورة وضع ضوابط لهذا النوع من الهراء الفني وأن تكون هناك لجنة لتصنيف الفنانين والفنانات حتى لاتتسلل أصوات نشاز لهذا الفن. وتضيف تقارير صادرة عن الوسط الفني أن مهنة الطقاقات قد إزدهرت بشكل كبير وأن العديد من الموظفات والطالبات قد تركن مجالهن والتحقن بهذه المهنة .
وقالت الطالبة الجامعية “سها ع ع” إنها تركت مقاعد الدراسة لتلتحق بعالم الغناء والطرب وقد تحولت إلى طقاقة تقوم بإحياء الحفلات وبخاصة لدى الزميلات والصديقات وعن أجرتها اليومية قالت إنها تتراوح مابين 700 إلى 800 ريال فقط قابلة للزيادة والنقصان . أما الموظفة “حنان ع ب” فقد أكدت بأنها تركت وظيفتها حيث كانت تعمل في أحد المستشفيات براتب لايتجاوز الألفين وخمسمائة ريال وامتهنت الطرب وتحولت إلى طقاقة حيث تتقاضى حالياً مابين 10 آلاف إلى 12 الف ريال شهرياً من هذه المهنة .
مديرة تتحول إلى طقاقة
وفي حادثة ظريفة نوعاً ما تحولت مديرة مشغل نسائي إلى طقاقة – حيث تقول همس – وهذا اسمها الفني بأنها كانت تعمل مديرة لمشغل نسائي وكان من مهامها أيضاً ممارسة أعمال التجميل والكوافير للنساء وكان دخلها الشهري لايتجاوز الخمسة آلاف ريال – وأثناء إنشغالها بإدارة المشغل أو ممارسة الكوافير كانت تصدح ببعض الأغاني وقد وجدت تشجيعاً من لدن بعض المراجعات مما جعلها تنخرط في الغناء – فتحولت إلى طقاقة وعن دخلها الشهري قالت أنها أصبحت تحصل على دخل جيد يتجاوز العشرة الآف ريال شهريا .
وهناك معلومات عن ازدهار مهنة الطقاقات التي تطورت مع تطور العصر فأصبح للطقاقة فرقتها الكاملة سواء من الآلات الموسيقية اضافة الى العديد من الكوادر البشرية المدربة واشهر الفرق الغنائية في الوقت الذي تتسابق امهات “المعاريس” ويتباهين في الحرص على جلب الطقاقات من باب الوجاهة حتى يقال ان فرحهن افضل افراح الآخرين اما الطقاقات فهن آخر من يفكر في مآلات العرس فحسبهن ما يدخل محافظهن من نقود ولهذا ينتظرن الصيف على احر من الجمر للظفر بأكبر عدد من المناسبات .
الطقاقات درجات
وحرصت الطقاقات على تصنيف أنفسهن حسب الدرجات فهناك طقاقات درجة اولى وثانية وثالثة ورابعة أيضاً وجاء إقبال الممرضات والجامعيات على العمل كطقاقات ومطربات، متزامنا مع تزايد حفلات الزواج بالبلاد، خاصة في موسم الإجازات، وتجاوز سعر الطقاقة السعودية في الحفلة الواحدة عشرات آلاف الريالات.
ومن الظريف في الأمر أن الطقاقات يقمن بتدريب فريق عمل ويساعدن غيرهن من الطقاقات لأخذ مواقعهن على الساحة الفنية وقدرت مصادر اقتصادية أنه يتم إنفاق مالا يقل عن 10 ملايين ريال أجوراً للطقاقات في حفلات الزواج بقصور الأفراح والاستراحات المنتشرة داخل محافظة واحدة من إجمالي محافظات السعودية، والتي تجاوز عددها 100 محافظة في خمس مناطق رئيسية بالبلاد.
رد مع اقتباس
