صحيفة الحياة اللندنية 2006/08/20
طالب بإدراج مواد تثقيفية لبناء شخصية الطفل في التعليم العام ... العميد المالكي لـ «الحياة»: العنف الأسري نتاج الجهل بأساليب التربية وتفضيل الذكور
جدة - منى المنجومي الحياة - 20/08/06//
أكد رئيس لجنة الأبحاث الجنائية في شرطة محافظة جدة العميد عائض المالكي أن العنف الأسري، يعد من أبشع السلوكيات التي تمارس ضد الأسر عموماً.
وقال العميد المالكي في حديث إلى «الحياة»: «لا توجد إحصاءات دقيقة حول عدد قضايا العنف الأسري في السعودية، إلا أن من الملاحظ ارتفاع أعداد تلك القضايا المسجلة في الأمن الجنائي في السنوات الماضية».
وأضاف «لا يمكن الجزم أن العنف الأسري والاجتماعي في السعودية جزء من نسيجنا الاجتماعي، خصوصاً وأن ظهور بعض حالات العنف تختلف مسبباتها باختلاف المستوى التعليمي للأفراد، وكذلك أنماط حياتهم وخبراتهم التراكمية التي اكتسبوها في طفولتهم».
ولفت العميد المالكي إلى أن السبب الرئيس لظهور حالات العنف الأسري وارتفاع معدلاته يعود إلى الجهل بأساس التربية السليمة للفرد، فاختلاف أساليب التنشئة يؤثر سلباً على شخصيات أولئك الأطفال، الذين يربون على نوع من التفضيل قياساً بأخواتهم الفتيات، فيمارس الذكر ذلك التفضيل بعد الزواج على زوجته ومن ثم تنتقل العدوى إلى أطفاله، خصوصاً وأنه لم يتربّ على أساس المساواة والتعاون بين أفراد الأسرة.
ونبه إلى أن وجود الجفاف العاطفي في حياة العديد من الأسر السعودية، يعد دافعاً لممارسة العنف ضد الزوجات.
وقال المالكي «إن العنف في مجتمعنا يمارس بشكل مستمر ومتوارث من الآباء والأجداد إلى الأبناء، خصوصاً وأننا نعاني من انفصام عاطفي في أسرنا السعودية».
واستطرد قائلاً: «إن قلة الوعي والثقافة هي سبب رئيس في تفشي هذه الظاهرة، فكلما زاد معدل الثقافة والوعي في الأسرة زاد الارتقاء في التعامل بين الزوجين».
وعن كيفية التصدي لظاهرة العنف الأسري في مجتمعنا السعودي، قال المالكي: «لابد من توعية أفراد المجتمع كافة بأساليب التربية الصحية والمنطلقة من أسس دينية وعلمية، إضافة إلى تربية الطفل في جو هادئ يتيح له تنمية قدراتة ومهاراته الشخصية والإبداعية، واتباع أساليب التنشئة السليمة للأطفال والخالية من مظاهر التعنيف».
وأضاف «كما لابد لنا من مساعدة أبنائنا في الجوانب الحياتية كافة، ومنحهم الفرصة في التعبير عما بداخلهم، من دون التقليل من شأنهم أو من شأن آرائهم وأفكارهم، ودعوتهم إلى الإسهام في طرح أفكارهم وإبداء آرائهم في جميع القضايا التي تخصهم».
وشدد المالكي على أهمية إدراج مواد تعليمية في التعليم العام تساعد الطفل على تنمية قدراته الشخصية، وتثقيفه بأهمية المشاركة في بناء مجتمعه، وكيفية حماية أنفسهم في حال تعرضهم للعنف أو التحرش الجنسي».
إلى ذلك يشارك العميد المالكي في ندوة بعنوان «العنف الأسري»، تنظمها اللجنة الطبية الإسلامية في الندوة العالمية للشباب الإسلامي في جدة، في 12 شعبان المقبل، إلى جانب مدير مستشفى الصحة النفسية في المدينة المنورة الدكتور أحمد رضا حافظ، ونائب رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان لشؤون الأسرة، إضافة إلى ممثلة دار الحماية الاجتماعية في جدة فاطمة غازي.
وقال مدير اللجنة الطبية الدكتور عصام الغامدي «إن الندوة ستناقش عدداً من المحاور المهمة، منها أسباب العنف الأسري في السعودية وتشخيص العنف «مظاهره»، وكيفية التعامل معه ومنعه».
ووجـه الغامدي الدعوة إلى الأطباء والعاملين في القطاع الطبي لحضور هذه الندوة، باعتبارهم المعنيين بها في المقام الأول، إضافة إلى الإعلاميين والجمهور رجالاً ونساءً.