يرن جرس الساعة قبل بداية الطابور الصباحي بربع ساعــة
ينظر الى الساعة بعين واحدة.....آآآآووووه يالله صباح خير
ينهض متثاقلا وبعد التجهيز البطئ...ينطلق مسرعا بالسيارة
الى المدرسة يصل مع النشيد الوطني
ويدخل على المدير: سلام يا بو محمد
يرد المدير : وعليكم السلام بدري يا استاذ
يرد بحزن :خلها على الله يا شيخ كنفر البشر آآآسف قصدي بنشر الكفر
المدير بتعجب كل يوم تبنشر يا استاذ مايصير هذا الكلام..
وقع وقع الله يهديك تحت الخط الأحمر واكتب الوقت بالضبط
يخرج المعلم من الادارةزعلان كالعادة ويقول في نفسه أو لمن يقابله
ياخي مدير ما يقدر لي اسبوعين اوقع تحت الخط الأحمر
رن جرس بداية الحصة الأولى والمعلم متوجها الى سخان الشاي
وبتثاقل يحتسي كاس الشاي مستغرقا خمس دقائق ويذهب الى فصله ويجد الوكيل أمام الفصل
يخاطبه الوكيل: يا استاذ الله يهديك الطلاب ازعجونا فينك انت
يخاطبه بعنف: يا خي ريقي ناشف شربت كاس شاي حرام
ثم يدخل الى الصف وهو يقول في نفسه كالعادة ناس ما تقدر يا خي
اجلس يا ولد اوقف انت امسح السبورة واكتب المادة والموضوع
قم يا حمد اكتب درس اليوم على السبورة...هات الكرسي انت يا نايم يا
ثم يجلس مسترخيا على الكرسي ويبدأ في الشرح الذي لم يستغرق سوى عشر دقائق
ثم يبدأ الطلاب في القراءة واحد تلو الآخر
ويقول لهم :هاه من اللي ما قرا يرفع يده...اقرا يا ولد أخلص جعلك العمى
يلله اللي عنده واجبات يحلها ولا أحد يطلع من الفصل شوي وارجع لكم
خـــــــــــــــــرج ولم يعد
وهكذا تمر الحصص واحدة تلو الأخرى
الحصة موزعة كالتالي
خمسة دقائق في البداية والنهاية تذهب وهو خارج الفصل
خمسة دقائق أخرى لسب الطلاب ولعنهم
خمسة دقائق للكتابة على السبورة
عشرة دقائق للشرح
عشرة دقائق لقراءة الطلاب
خمسة دقائق سوالف أمام باب الفصل مع جاره شبيهه
ويتخلل هذا اليوم زرقات للبوفيه والبنك والبقالة وممكن البلدية
والمرور ولو تكلم المدير أو الوكيل....قال : يا خي ناس ما تقــــدر
مافيه تعاون مافيه زمالة
المصيبة انه في سوالفه مع المعلمين الآخريـــن يصيح ويشتكي
مافيه تحسين مستويات ولاشي ولا مكافآت بس نتعب
على الفاضي يا ليت يشيلون الوزير
شوف الطلاب ......كيف درجاتهم طايحة ما يفهمون هذولا مو حقين
دراسة حقين سهر وبلايستيشن و....و
انتهى الدوام وعند نهايته كان هذا المعلم قد سبق الجميع في النوم
داخل سريره الذي لم يبرد بعـــــد
خاتمة
هذا لايمنع من وجود مدرسين اكفاء بالمعنى الحقيقي وتفخر بهم البلاد
ولكن
التدريس أمانة قبل كل شئ واحساس بالمسؤلية وحب لهذه المهنة ..
أتمنى ألا تكون المقولة الدارجة صحيحة :
"التدريس مهنة من لامهنة له "
وكفى
منقول بتصرف