أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


خصائص النبي صلى الله عليه وسلّم
كتبه
أبو معاوية مازن بن عبد الرحمن البحصلي البيروتي



الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين .

أما بعد، فهذا بحثٌ مختصرٌ عن خصائص النبي صلى الله عليه وسلّم كنتُ قد كتبته منذ قرابة العشر سنوات، استفدته من مراجعة كتب تتحدث عن خصائصه عليه السلام؛ ككتابَي العز بن عبد السلام وابن الملقن وغيرهما، وأضفتُ إليه بعض التخريجات والإشارات للفائدة، أنقله للشبكة العنكبوتية من باب نشر العلم، وسأضيف إليه ما قيل أنه من خصائصه ولم يثبت أو يُحَرَّر .
إلهِي لا تعذِّب لسانًا يُخبر عنك،
ولا عينًا تنظر إلى علومٍ تدل عليك،
ولا قدماً تمشي إلى خدمتك،
ولا يداً تكتب حديث رسولك،
فبعزّتك لا تدخلني النار ...
( من مناجاة الحافظ ابن الجوزي، نقلها عنه ابن رجب في " ذيل طبقات الحنابلة " )


خصائص النبي صلى الله عليه وسلّم


1 –
إباحة الموهوبة له، وهو أن يتزوّجها بلفظ الهبة .
قال ابن كثير في " تفسيره " ( الأحزاب، 50 ) : أما هو، عليه السلام، فإنه لا يجب عليه للمفوضة شيء ولو دخل بها؛ لأن له أن يتزوج بغير صداق ولا ولي ولا شهود، كما في قصة زينب بنت جحش، رضي الله عنها. ولهذا قال قتادة في قوله: { خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ } ، يقول: ليس لامرأة تهب نفسها لرجل بغير ولي ولا مهر إلا للنبي صلى الله عليه وسلم.

2 –
إباحة النكاح له في الإحرام .
قال النووي في " المجموع شرح المهذب " : الأصح عند أصحابنا أن للنبي صلى الله عليه وسلم أن يتزوج في حال الإحرام، وهو قول أبي الطيب بن سلمة وغيره من أصحابنا، والمسألة مشهورة في الخصائص من أول كتاب النكاح .

3 –
جواز نكاحه من غير شهود .
قال ابن قدامة المقدسي في " المغني " : أما نكاح النبي صلى الله عليه وسلم بغير ولي وغير شهود فمن خصائصه في النكاح فلا يلحق به غيره .

4 –
جواز عقده على المرأة من غير استئمارها لأنه أولى بالمؤمنين من أنفسهم .

5 –
جواز نكاحه بغير ولي، لأنه الولي، لكيلا تضع المرأة نفسها في غير كفؤ .
قال ابن قدامة المقدسي في " المغني " : أما نكاح النبي صلى الله عليه وسلم بغير ولي وغير شهود فمن خصائصه في النكاح فلا يلحق به غيره .

6 –
أن مال النبي صلى الله عليه وسلم لا يُورَّث بل هو صدقة .
روى البخاري ومسلم من حديث عددٍ من الصحابة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا نورث ما تركنا صدقة " .

7 –
أن الله أباح له الصفي، وهو أن يصطفي من الغنيمة ما شاء أن يختار قبل القسمة، والصفي عند جمهور العلماء خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم .
قال ابن الملقن في " غاية السول " : اصطفاء ما يختاره من الغنيمة قبل قسمتها من جارية أو غيرها، ويسمّى المختار الصفي والصفية، والجمع الصفايا، ومن صفاياه صلى الله عليه وسلم صفية بنت حيي؛ اصطفاها وأعتقها وتزوجها .

8 –
إباحة دخوله الحرم من غير إحرام .
قال ابن الملقن : دخول مكة بغير إحرام، نقله صاحب التلخيص وغيره، وفي جوازه لغيره من غير عذر خلاف، ودليل ما ذكرناه ما أخرجه مسلم من حديث جابر رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل يوم فتح مكة وعليه عمامة سوداء من غير إحرام .

9 –
إباحة القتل له في الحرم المعظم، كما أمر صلى الله عليه وسلم بقتل ابن خطل .
روى البخاري ( 1846) ومسلم ( 1357) عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة عام الفتح وعلى رأسه مغفر، فلما نزعه جاءه رجل فقال : ابن خطل متعلّق بأستار الكعبة، فقال : اقتلوه .

10 –
أن الله أباح لرسوله صلى الله عليه وسلم القتل لمن سبَّه أو هجاه .
كما روى البخاري ( 4037 ) ومسلم ( 1801 ) من حديث جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من لكعب بن الأشرف ؟ فإنه قد آذى الله ورسوله ) ... فندب لقتله لأنه آذاه وهجاه .
قال أبو معاوية البيروتي : ومن الفائدة ذكر ما رواه النسائي في سننه - وصححه الألباني في تعليقه عليه - عن أبي برزة الأسلمي قال : أغلظ رجل لأبي بكر الصديق، فقلت : أقتله ؟ فانتهرني وقال : ليس هذا لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم .

11 –
أنه كان ينام ثم يصلي ولا يتوضّأ .
روى مسلم ( 763 ) من حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم اضطجع فنام حتى نفخ، ثم أتاه بلال فآذنه بالصلاة، فخرج فصلى الصبح ولم يتوضأ .
قال سفيان : وهذا للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة، لأنه بلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم تنام عيناه ولا ينام قلبه . اهـ .
وروى البخاري ( 3570 ) عن أنس قال : الأَنْبِيَاءُ تَنَامُ أَعْيُنُهُمْ وَلاَ تَنَامُ قُلُوبُهُمْ .

12 -