رسالة من أم سارة ( لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد )



بسم الله الرحمن الرحيم
أن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أان لا إله الا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
أما بعد:
فهذه رسالتي إلى ملك الانسانية إلى ملكنا المحبوب إلى ملكنا العادل الذي ملك القلوب بحبه .
أنت يا خادم الحرمين تعطف على من جار الزمان عليه وتوقر الكبير وترحم الصغير وتصفح عن المسيء كم هي خصالكم يا مولاي التي تلخص الانسانية بعينها أطال الله في عمرك وأمد في بقائك ذخرا للوطن والمواطنين .
مولاي إن العيش مع الظلم أقسى من مقارعة الجوع والفقر في الوطن الغالي .
أبناء وبنات لك ظلموا على أيدي بعض المسؤلين بسبب تأخير حل قضايا توظيف الأموال بعضها منذ عشر سنوات وبعضها منذ سبع والبعض الآخر اكثر من ذلك .
الآن حان الوقت لكل المسؤلين في مؤسسات الدولة بأن يشمروا عن سواعدهم ويجيبوا بكل شفافية عن كل تساؤل يدور في خلد كل مواطن فالمواطن كان ينتظر اجابات من المشكوك بهم لا من جلالة الملك والآن بعد أن اختار جلالته هذه المكاشفة والمصارحة فلم يعد أحد في هذا البلد محصن من المسائلة والحساب بعد أن اخذتم على عاتقكم يا جلالة الملك مكافحة الفساد الإداري في كل مرافق ومؤسسات الدولة .
في هذه الرسالة سأحكي لك يا خادم الحرمين عن قضيتي وقضية كثير من المنكوبين في قضايا توظيف الأموال والتي لم تحل إلى الآن وعلى رأسها قضية سوا التي شملت جميع مدن المملكة من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها وشملت حوالي ثلاثة مليون مساهم وبذلك أصبح الضرر عام وأحصيت المبالغ المجموعة في هذه المساهمة وبلغت حوالي ستة مليار إن لم يكن أكثر ومن خلال متابعتنا لهذه القضية ( قضية سوا ) ومن خلال منتديات الحصاد والتي أغلقت بعد فترة من افتتاحها بسبب تواصل المساهمين مع بعضهم في القضية واتفاقهم على بعض الحلول الممكنة من خلال هذا المنتدى والذي تبين من خلاله أن هذه المليارات صبت في شركة أم القرى وقد تقدم المساهمين بالشكوى في ديوان المظالم ضد هذه الشركة وعند مراجعة القضية يجدوا أن القضية اختفت من الديوان ( هذا يعني أن الفساد وصل حتى إلى ديوان المظالم يا خادم الحرمين ) ونحن المساهمين نريد التحقيق في هذه القضية كيف تختفي قضايا من الديوان بهذه الطريقة ونريد التحقيق مع هوامير سوا الذين زج بهم في السجون وبعضهم حوكم والبعض الآخر لم يحاكم إلى الآن أين اختفت تلك المليارات ولم تعاد إلى المواطنين إلى الآن.
أين دور العلماء والقضاه والدعاه والمحاكم في رد الحقوق إلى العباد.
نرجو منكم يا خادم الحرمين وضع مكاتب خاصة لرجال الدين والعقيدة لمتابعة وتنفيذ جميع الأحكام والقرارات في المنشآت الحكومية وبذلك يسود الأمن والاستقرار والعدل في هذا البلد المعطاء




سأحكي لك يا خادم الحرمين قصتي مع هذه القضية حتى يتبين لك مدى الظلم والقهر والحسرة والألم الذي أصابنا من هذه المساهمات
بدأت قصتنا منذ 11 عاما بعد أن توفي الوالد رحمه الله وترك لنا ثروة بسيطة وقررنا ادخالها في شركة العيد لتوظيف الأموال ولكن فوجئنا بعد أربعة أشهر من وضع الأموال بإغلاق هذه الشركة وسجن صاحبها وإلى الآن لم تحل هذه القضية ثم بعد مرور أربع سنوات ظهرت مساهمات سوا فقررنا أن نعوض ما خسرناه في هذه الشركة فاقترضنا أنا وإخواني وأمي وأعلمنا كثيرا من الأهل والأصحاب والجيران والفقراء والأيتام حتى نحسن وضعنا المادي ونحسن أوضاع من حولنا من الفقراء فمن النساء من باعت ذهبها ومنهم من باعت سيارة إبنها ومنهن من اقترضت وسلمنا هذه الأموال لصديق لأخي ثقة وهو بدوره سلمها لأخوه الذي بدوره سلمها للهوامير الصريصري ( وصالح بن فاخر العطياني ) الذي لم يحاكم إلى الآن بسبب حماية وتستر أحد أقربائه عليه لأنه يعملفي وزارة الداخلية برتبة كبيرة .
فوجئنا بعد أخذهم لهذه الأموال بعدم صرف الأرباح وقولهم أن المساهمة توقفت ( طبعا توقفت في جميع أنحاء المملكة في وقت واحد بعد أخذ ثروات الشعب السعودي ) وواضح من هذا أنها خطة مرسومة لنهب ثروات الشعب .
كنت وقتها حامل في الشهر الثاني عندما جاءني الخبر بتوقف هذه المساهمة وعدم صرف أي أرباح أحسست أن سكاكين تمزق بطني وأصبحت أتقيأ دما مرضت مرضا شديدا حتى أصبحت لا أقوى على الكلام فمن أين لنا المال حتى نسدد ما اقترضناه ومن أين لنا المال حتى نسدد الأرامل والفقراء والمساكين الذين أدخلناهم معنا حتى نحسن أوضاعهم المالية وإذا بها تسوء أكثر وطوال فترة الحمل وأنا مريضة ثم أنجبت طفلة أسميتها سارة لعل الله أن يسمعنا ما يسرنا في هذه المساهمة وبعد شهرين من ولادة الطفلة أصبحت طفلتي تتقيأ دما – شربت المسكينة كل القهر والألم والظلم الذي أصابني أثناء حملي من جراء هذه المساهمة – اسرعت بها إلى المستشفى حتى يتم علاجها استشرت احدى طبيبات الطب البديل وحكيت لها ما جرا لي أثناء الحمل لهذه الطفلة فقالت: أن نفسية الأم الحامل تؤثر على الجنين وأن ما جرى للطفلة كان بسبب سوء نفسيتي أثناء الحمل المهم أجريت عمليتان كي في المعدة لسارة حتى يتوقف خروج الدم من فمها وكانت تعطى أدوية أخرى أثرت فيما بعد على أسنانها وعظامها وبعد سنتان من العلاج توقف خروج الدم من فمها ولكن ستبقى سارة ذكرى حزينة وأليمة وشامة في جبين هذه المساهمة بجسمها النحيل والهزيل والمريض وأنا اعتبرها أصغر ضحية من ضحايا مساهمات سوا .
سارة تبلغ من العمر الآن ست سنوات ونصف وإلى الآن لم تحل هذه القضية ولم تعود إلينا أموالنا ولم نقض ديننا وأنا ليل نهار أدعو الله بأن يفرج كربنا ويقضي ديننا .
اللهم يا سامع الصوت يا من يقول للشيء كن فيكون ويا مجيب دعوة المضطر إذا دعاه اللهم أعد إلينا أموالنا وأموال الناس سالمة غانمة ولا تخزينا ولا تفضحنا يا رب العالمين.
اللهم إنا وكلناك فيمن أخذ أموالنا بخيانة وخديعة وقلة أمانة اللهم فاقبل وكالتنا .
اللهم اليك نشكو ضعفنا وقلة حيلتنا فارحمنا يا ارحم الراحمين .


وأنا عندي مقترح يا جلالة الملك لحل هذه القضايا وهو تسديد المساهمين في قضايا توظيف الأموال من فائض المليارات في ميزانية الخير وبذلك تبرأ ذمتك أمام الله يا خادم الحرمين وتقطع الطريق أمام الذين يماطلون في حل هذه القضايا ويحرمون الناس من أموالهم وبإذن الله سيسجل التاريخ صفحة بيضاء جديدة في سجلكم الحافل بالخير لأبناء هذا الوطن الغالي وأخيرا يا جلالة الملك أسال الله العظيم رب العرش العظيم أن يرزقك البطانة الصالحة ويصرف عنك دعاة السوء والفسوق والفجور والعصيان وأن يعينك على تحمل الأمانة والمسؤلية المنوطة بك وأن يطيل سنين حكمك وعدلك يا أبو متعب أنه قدير وبالإجابة جدير ونسأل الله أن يبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعته ويذل فيه أهل معصيته ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر وتقال فيه كلمة الحق لا يخشى قائلها في الله لومة لائم ونسأله أن يوفق ولاة الأمر للعمل بكتابه واتباع شرعه كما نسأله أن يقر أعيننا بنصرة الإسلام وصلاح أحوال المسلمين في كل مكان وأن يعيد لهذه الامة العظيمة سابق مجدها وعزها أنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
كتبته الواثقة بالله في يوم السبت الموافق 27/2/1433
أم سارة ( أصغر متضررة من مساهمات سوا )

للتواصل عبر البريد الالكتروني
[email protected]