نشرت "الوطن" في عددها (2370) الصادر يوم الثلاثاء 8/3/1428هـ عرضاً للآراء التي تداولها أعضاء مجلس الشورى عن الرياضة في المملكة العربية السعودية، ومن تلك الآراء: تأكيد نائب رئيس مجلس الشورى على أن المملكة العربية السعودية لن تخسر شيئاً من تجميدها طلب اللجنة الأولمبية الدولية بمشاركة المرأة السعودية في المنافسات الرياضية، وأن المملكة العربية السعودية لن تستطيع فرض ضوابطها الشرعية في المنافسات النسائية العالمية في الخارج، ودعّم ذلك بعدد من الأدلة الشرعية، وأكد عدد من أعضاء المجلس وجوب أن تأخذ الرئاسة العامة لرعاية الشباب بالرأي العلمي الذي يؤكد على خصوصية المرأة السعودية.
فيما انتقد أحد أعضاء المجلس عدم توقيت المنافسات والبطولات الرياضية بما يتناسب وأوقات اختبارات الطلاب، وأثنى على ما تقوم به الرئاسة من إيقاف المباريات الرياضية أثناء أوقات الصلاة، مطالباً بأن يكون لها دورٌ فاعل في توعية الشباب والرياضيين للحد من بعض تصرفاتهم السلبية عقب المباريات الرياضية. وانطلاقاً من علاقتي بالرياضة والرياضيين بالمملكة لفترة طويلة أعقب على بعض الآراء الموفقة التي قدمها أعضاء مجلس الشورى للرياضة السعودية فأقول:
تمتاز بلادنا بين بلدان العالم بتحكيم الإسلام وشرائعه في جميع مؤسساتها ومختلف جوانب الحياة فيها، وشرعنا الحكيم لم يمنع المرأة من ممارسة الرياضة التي تفيدها وتسليها، ووضع ضوابط تحمي المرأة من الوقوع في الحرام وما يؤدي إليه، وتحمي كذلك المجتمع من المفاسد المترتبة على تلك الممارسة بعيداً عن تلك الضوابط. وما رآه معالي نائب رئيس المجلس وبعض أعضائه الموقرين من عدم مشاركة المرأة السعودية في المنافسات الرياضية الأولمبية الدولية رأي يتوافق مع تلك الضوابط الشرعية، وهذا مقدم على طلب اللجنة الأولمبية، ولن تخسر المملكة فعلاً شيئاً من عدم مشاركتها في تلك المنافسات التي فيها ما يتعارض مع خصوصية المرأة السعودية.
أما انتقاد أعضاء المجلس لإعلامنا الرياضي فلأن بعض الإعلاميين ساهم بأسلوب مباشر أو غير مباشر في إثارة الفتن وتكريس التعصب في الوسط الرياضي، فسخروا الوسائل الإعلامية (المشاهدة والمسموعة والمقروءة) في تلميع وإبراز لاعبين وأندية ورياضيين ليسوا بمستوى ذلك الإبراز والتلميع، وفي المقابل قللوا من شأن لاعبين وأندية ورياضيين يستحقون الإبراز والتقدير مستخدمين عبارات اًا تليق بالصحافة الواعية، وسيطرت بعض الأقلام على الزوايا والتحليلات في صحافتنا الرياضية ولم تفتح المجال للرأي والرأي الرياضي الآخر، مما أسهم في تكريس التعصب وإثارة الفتن في الوسط الرياضي.
أما مستوى الوعي الحضاري والفكري والثقافي لدى عددٍ من الشباب والمشجعين فقد أظهرته بعض السلوكيات السلبية أثناء وبعد المباريات الرياضية، مثل: العنف والشغب الرياضي، والتفحيط، وإزعاج الآخرين ومضايقتهم، وهذا يحتم على الرئاسة أن يكون لها دور فاعل في رفع ذلك المستوى لديهم، كما طالب به أحد أعضاء المجلس، ومما يقترح لرفع مستوى الوعي ما يلي:
- أن تولي الرئاسة الوعي الفكري والثقافي لدى المدربين اهتماماً كبيراً قبل الموافقة على ترشيحهم وأثناء خدمتهم، وذلك بعمل الاختبارات التحريرية والمقابلات قبل الترشيح، كما يجب أن تهتم الرئاسة بالمدربين أثناء الخدمة وذلك بعقد اللقاءات والدورات الفكرية والثقافية كما هي تعقد الدورات واللقاءات الرياضية.
- أن تتوسع الرئاسة في البرامج الثقافية والفكرية والاجتماعية في الأندية الرياضية التي تخدم اللاعبين وترقى بفكرهم ووعيهم وثقافتهم، وتقدمها بأساليب وطرق عرض جذابة.
- أن تعتني الرئاسة ببرامج مدارس البراعم والمسؤولين عنها في الأندية الرياضية إذ من خلالها ينمو الوعي الفكري والثقافي للاعب وتنغرس في نفسه القيم السلوكية الإيجابية، التي غالباً ما تبقى فيه دون أن تتأثر بالشهرة الرياضية.
- أن تضع الرئاسة كادراً خاصاً في سلم رواتب اللاعبين المحترفين وسلم علاوات المدربين يشتمل على المؤهل الدراسي والمستوى العلمي والفكري والحضاري.
- أن تعتني مجالس إدارات الأندية الرياضية بالتحصيل العلمي والمستوى الدراسي للاعبين، وذلك بالعديد من الإجراءات مثل: إلغاء أو تخفيف التمارين الرياضية أثناء الاختبارات الدراسية، عمل دروس ومجاميع تقوية داخل النادي، تكريم الطلاب المتفوقين دراسياً في النادي.
أخيراً للرئاسة العامة لرعاية الشباب أعمال رائدة وجهود موفقة تسعى من خلالها إلى بناء أسس رياضية متميزة في بلادنا تتفق مع تعاليم ديننا وجميل قيمنا، ومن ذلك ما أثنى به أحد أعضاء المجلس من تطبيق الرئاسة لقوله تعالى: "إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً"، في جميع مبارياتها ومنافساتها الرياضية المحلية.
حمد عبدالله القميزي - الخرج
نشر المقال في جريدة الوطن
وعلى الموقع: http://www.alwatan.com.sa/news/ad2.a...eno=2383&id=36