أَشرِقْ.. ففي كبِدي حَنينٌ يغرُبُ،
وظِباءُ أيامي تِـــــــبـــاعاً تَـهرُبُ!

يا "غمزةَ الفَلَكِ" التي شخَصَتْ لها
عينُ البسيطةِ، واسبطرَّ الكوكبُ

حتى إذا شَغَفَ الغَرامُ قفارَها
نادَتْك: "هيتَ"أمِثلُ حُسنِكَ يُحجَبُ

رمضانُ..يا خَدَّ الأهلةِ باسماً
لكأنما الأيامُ تحتَكَ مَنكِبُ

حَمَلَتْ فِجاجاً من لهيبِ قنوطِها
فهَمى عليها من بزوغِكَ صيِّبُ

ما زلتَ تفترِعُ السنينَ،فحِجّةٌ
بِكرٌ.. بنيتَ بها، وأخرى ثيِّبُ

وتَسيرُ في الأزمانِ سيرةَ سيّدٍ
لهُ في الشهورِ رعيّةٌ "تتعصّبُ"

ولئن براك اللهُ في رحِمِ الضيا
فبكلِ بدرٍ منك صُلبٌ مُنجِبُ

ذكراكَ ما لفَحَ الفِراقُ عبيرَها
إلا احتواها منكَ عَرفٌ طيّبُ

وأتيتَ بالدنيا،،تصافحُ جُرحَنا:
أيدي الملائكِ..جَلَّ هذا الموكِبُ

نحنُ الظِماءُ،تضرّجَتْ حِقبُ الأسى
بندى مباهجِنا،وعَزَّ المشرَبُ

وتسنّمَ الرَوَغانُ هامةَ فرْحِنا
فغدا إلينا كلُ حُزنٍ يُنسَبُ

الوجهُ مِنّا آدميٌّ سَحنةً
وبنارِ "إبليسٍ" هواهُ مُخضَّبُ

ورِحالُنا وجدَ العزيزُ "صُواعَهُ"
فيها، يُكالُ بهِ لكُلٍ:" مذهبُ"!

وتُعلَّلُ النزَواتُ حسْبَ أُناسِها
فالإثم ذا يُبكي، وذلك يُطرِبُ!

ما كان ذنْبُ الأرضِ أن ترابَها
ما انفكَ يَسقيهِ الدمُ المتصببُ

أو أنَ أعظُمَنا ذوَتْ في طينِها
فعلى الثرى كم دَبّ جُرمٌ مُعشِبُ؟

كيف السبيلُ إلى مخاضِ عزيمةٍ،
ولِكفِ "قابلةِ" الأماني مِخلَبُ؟!

يا رَبُ:هذا السعيُ جفّ وريدُهُ
ويقينُ عفوِكَ موردٌ لا ينضُبُ

ثَلَمَتْ دِلاءَ الصبرِ بينَ أضالعي
عثَراتُ نورٍ في دمي تتقلبُ

وتقطعَتْ إلا إليكَ عُرى غدٍ
في الغيبِ يكتُبُهُ القضاءُ ويَشطُبُ!

ألقيتُ أعذاري اليتامى عندَ مَن:
غفــــــــرانُهُ أُمٌ.. ورحمتُـــهُ أبُ..

ع. ي
30 شعبان 1436 هـ
رمضان مبارك على الجميع..مع تحياتي لأعضاء منتدى غرابيل الأعزاء على قلبي ولم أنسهم حتى الآن..