أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم
زهر الربى في نظم جملة ضوابط الربا (أبو عبد الباري المدني المغرِبي )
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، وصلى الله وسلَّم على نبيه ومصطفاه ، محمد بن عبد الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه ، أما بعد .
فهذه منظومة وجيزة عقدت فيها جملة ضوابط الربا وما تيسر من أمثلتها وأدلتها تيسيراً لحفظها وتقريباً لضبطها ، وقد
ضمَّنتُها ما
سطَّره الشيخ صالح بن محمد السلطان في كتابه (الرِّبا ، عِلَّتُه ، وضوابطُه ، وبيع الدَّين) ، وسميتها (زهر الرُّبى في نظم
ضوابط
الربا)، والله الهادي إلى سواء السبيل وهو حسبنا ونعم الوكيل.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله على ما أَوْلَى*** مِن فِقهِ دينِه فَنِعمَ الْمَوْلَى
وخَصَّنا مِن رُسْلِهِ بِأحْمَدَا*** أتقى الْوَرى وخيْرِ مَن تَعَبَّدَا
صلى عليه خالِقُ البَرايَا*** والآلِ والصَّحْبِ أُولي الْمَزَايَا
وهذه منظومةٌ أَصِيلَهْ*** تَجْمَعُ مِن (باب الرِّبَا) أُصُولَهْ
سَمَّيتُها تيَمُّنـاً : (زهْرَ الرُّبَى*** في نظم جُملَـةِ ضوابط الرِّبَـا)
وأَسْأَلُ اللهَ الْكَريمَ الْمَغفِرَهْ ***وسِتْرَهُ في هذه والآخِرَهْ
ضوابط الربا
والرِّبَوِيُّ إن بِجِنسهِ يُبَعْ ***فشَرْطُهُ اثنانِ : تقابُضٌ وقَعْ
مع تماثُلٍ كبُرٍّ وذهَبْ*** دليلُـه ( مِثلاً بِمثـلٍ ) يُجتَلَبْ
وإن بغير جِنسهِ واشتَرَكا*** في عِلَّةٍ فالقبضُ والثاني اتْرُكا
لِنصِّ: (بيعُوا كَيْفَ شِئتُمُ,) و(لا*** يُباعُ غائبٌ بناجِزٍ) تلاَ
لكن إذا ما اختَلَفا في العِلَّهْ*** كذهبٍ بالبُرِّ فارْضَ حِلَّهْ
من دون شرطٍ ، إن يُبَعْ مُؤَجَّلاَ*** أو بِجُزافٍ أو يَكُن مُفاضَلاَ
وحيثُ كانت عِلَّةُ النقدين*** وزناً ، ونَقْداً واحِدٌ من ذَيْنِ
واتحَداَ في عِلَّةِ الفضلِ فلا*** شَرْطَ ، كفِضَّةٍ بِعاجٍ مَثَلاَ
والرِّبَوِيُّ إن بِغَيرِهِ يُبَعْ ***يَصِحُّ دون أيِّ شرطٍ يُتَّبَعْ
وكُلُّ ما فيه التفاضُلُ امتنَعْ ***يُمنَعُ فيهِ نَسَأٌ والعَكسَ دَعْ
كالبُرِّ بالبُرِّ ومِلحٍ ، و(إذا*** اِختلفَ الأصنافُ) أصلٌ يُحتذى
زِيادةٌ في الدَّينِ مِن أجلِ الأَجَلْ*** رِباً ، وعنهُ نَهْيُهُ عَزَّ وجَلْ
إن يَحْوِ أصلٌ واحِدٌ شيئينِ*** فالجِنسُ واحِدٌ بدونِ مَيْنِ
فما لَهُ اسمٌ وَهْوَ أنواعٌ عُرِفْ ***جِنساً ، ولو في جَودةٍ قد تَختلِفْ
فالقَبْضُ واستِواؤُها لأثَرِ*** أبي هُريرةَ بِـ(تَمرِ خيبَرِ)
وباختلاف الأصل فالجنسُ اختلفْ*** والْحُكمُ في الفَرْعِ كجنسِهِ أُلِفْ
كاللحمِ والأخبازِ والأدهانِ*** وشَرْطُهُ القَبْضُ بِدُونِ الثاني
وإن بِجِنسِها الفُروعُ بِيعَتِ*** فشرطُها استِواؤُها في الصِّفَةِ
كالسَّمنِ بالسَّمْنِ إذا بِهِ استوى ***(مِثلاً بِمِثلٍ وسواءً بِسَوا)
أَمَّا إذا تَعَذَّرَ التَّساوي ***- معْ وحدةٍ للجنسِ- في الرِّباوي
لسبَبٍ في الجنسِ أو لِسَبَبِ*** مِن خارِجٍ فالبيعَ لا تُصَوِّبِ
كرُطَبٍ بالتَّمْرِ ، قال ابنُ عُمَرْ*** عنهُ : (ولا يُباعُ بالتَّمْرِ الثَّمَرْ)
أو خالِصٍ بِما يُشابُ غيرَ ما*** فرقٍ يَسيرٍ فأَجازَ العُلَما
وما عن القوتِ بِصَنْعَةٍ خَرَجْ ***فإِنَّهُ في الرِّبَوِيِّ ما اندَرَجْ
بل هُو جِنسٌ آخَرٌ حَسَبَما ***قال ابنُ تيمِيَةَ زَيْنُ العُلَمَا
كالزيتِ بالزيتونِ ، والمذاهِبُ*** ذاتُ خِلافٍ ، وهْوَ قولٌ صائبُ
هل لِصِياغَةِ الْحُلِيِّ مِن أَثَرْ*** عند الْمُبادَلَةِ أم لا تُعتَبَرْ ؟
وذا عن الْجُمهورِ والْخُلفُ نُمِي*** لشيخ الاِسلامِ ونَجْلِ القَيِّمِ
يُبنى عليه الْخُلفُ في التماثُلٍ*** ما بينَ قائلٍ وغيرِ قائلِ
وقَدِّمِ الجمهورَ لا مَحالَهْ ***لِشَاهدٍ يأثُـرُهُ فَضَالَهْ
وهَاكَ مِعْياراً لِشَرْعِنا الأَغَرْ*** فيما التساوي فيه شرطٌ مُعْتَبَرْ
فَـ(ذَهَبٌ بِذَهَبٍ وزناً ، وبُرْ ***بِالبُرِّ كَيْلاً) ، وبِهِ صَحَّ الَخَبَرْ
أمَّا إذا لم يُشْرَطِ التَّساوي*** فبِعْ كما تشاءُ لا مُناوي
ما مَرْجِعُ التحديد للمِعيارِ ؟*** خِلافُ أَهل العلمِ فيه جَار
فما بِوَزْنٍ أو بِكَيْلٍ قد عُرِفْ*** عصرَ النَّبِيِّ حُكْمُهُ لا يَخْتَلِفْ
أو هُوَ في سِتَّةِ الاَصنافِ وما*** عدا فَبِالْعُرفِ ، وقومٌ عَمَّمَا
مسألةٌ في مُدِّ عجوةٍ وهِي*** في الرِّبَوِيِّ إن يٌبَعْ بِجِنسِهِ
ومعْهُما أو مَعَ واحدٍ قُرِنْ ***غيرُهُما ، وذاك أقساماً زُكِنْ
مَرْجِعُها لِلقصدِ هل للرِّبَوِي*** أو لِلقرين ، أو لِكُلٍّ يَحتوي ؟
واعلَمْ بِأَنَّ الشَّكَّ في الْمُماثَلَهْ ***نَظيرُهُ تَحَقُّقُ الْمُفاضَلَهْ
ثم التراخي - لو يسيراً – يَحْرُمُ ***في قَبضِ ما فيه النَّسَا مُحَرَّمُ
وَهْوَ الذي قد صَحَّ مِن فِعلِ عُمَرْ*** وَلِعُمُومِ ما مِنَ النُّصوصِ مَرْ
في صَرْفِ عُمْلاتٍ فهَلْ قَبضُ السَّنَدْ ***في الْحُكمِ مثلَ قبضِ عُملةٍ بِيَدْ ؟
مَرَدُّهُ إلى اختِلافِ الصُّورَهْ*** في أَوجُهٍ ثَلاثَةٍ مَحْصُورَهْ
كيفَ يُرَدُّ بَدَلُ الدَّيْنِ لَدَى ***تَغَيُّرِ الْقِيمَةِ ؟ تَفصيلٌ بَدَا
مَرَدُّهُ لِلْكَشفِ عن أحوالِ مَا*** تَمَّ التَّعاقُدُ بِهِ مُقَدَّمَا
هلْ أُلغِيَ البيعُ بِهِ ، أو انقَطَعْ*** أو نَقَصَتْ قِيمَتُهُ ، أو ارتفَعْ ؟
والْحمدُ للهِ على الإنعامِ*** مَنَّ بِحُسنِ البدءِ والخِتامِ
مُصلِّياً على الرسولِ الهادي ***الرحمةِ الْمُهداةِ لِلعِبادِ
وآلهِ الطُّهْرِ وصَحبِهِ الْغُرَرْ*** والسائرين بعدَهُم على الأثَرْ
الموضوع الأصلي: http://www.feqhweb.com/vb/t1062.html#ixzz2xfrM8SHP
جزى الله ناظمه خيرا
المصدر : http://majles.alukah.net/t128232/#ixzz2xjNyW2yn