[ALIGN=RIGHT]كلنا شاهد تلك المهاترات الكلامية، والتراشق المحموم بالكلمات الناطقة بتراكمات الحقد.
وكلنا حمل في نفسه شيئاً من الامتعاض والنقد اللاذع للطريقة المشينة في رمي حمل الوزر عن النفس وإلقائه في حضن الآخر.
لعلنا نستفيد من تلك الملاسنة شيئاً من العظات والعبر، لعل فيها الفائدة:
1- أن لكل فرد لغة خطاب تناسبه، فتوحيد الطريقة في التعامل مع الناس جميعاً- خصوصاً وقت النقد- قد لا تليق، لذلك لا بد من المراوحة على حسب الملقى إليه الكلام.
2- أن لغة التصريح في المجابهة تؤذي أكثر مما تداوي، ولعل فيها أسلوب الفضح المقصود، لكن لغة التلميح، يفهمها البعض ، ويلتمس المرء العذر للملمِّح أكثر من المصرح بالسب والنقد؛ لأن التلميح يعتمد على احترام قدر الغير.3-
3- أن الخروج- أحياناً - عن النص لا يخدم المسرحية التراجيدية ، بعكس المسرحية الكوميدية، فهو يضفي على النص نوعاً من التمليح الجميل.
4- أننا محتاجون للبسمة في حياتنا- أقصد العرب جميعاً-، تعجبنا لحظات السخرية من الغير، وتنطلق أصابعنا نحو الريموت رافعين صوته إلى أقصى درجات الضوضاء؛ كي نستمع للمهاترات، ونستمتع بها، نحيي بها مجالسنا، وكأننا ننتظر مثلها، كي نفرغ طاقات الأحرف المكبلة داخل قِدْر الخفاء.
5- ليست كل كلمة حق تقال، وإن قيلت فلا بد أن تتقولب في قالب الأسلوب الجميل، ولا بد أن يختار لها الوقت المناسب كي تقال، ويُستمَعُ إليها!!
6- الرد المباشر يؤدي ثماره المباشرة بكل قوة، لكن التروي وترتيب الأفكار عند الرد، هو الأسلم؛ كي لا يقع الإنسان في الخطأ الذي قد يكون غير مقصود، وتترتب عليه تبعات يتحسر عليها المرء وقت ترويه.
7- أن كل دعوة لاجتماع مغلق معناه الكثير من التراشق والملاسنات الخفية.
8- نحن لسنا بحاجة إلى مثل هذه الاتهامات في هذا الوقت بقدر ما نحن بحاجة إلى التركيز في قضيتنا التي أقضت مضاجع الأمناء على دينهم ثم أوطانهم، فهاهو الاجتماع خرج من دون أية قرارات للشجب والاستنكار المعهودة.
9- أن الطريقة المثلى لتشتيت الأفكار هي طرح العديد من القضايا والأفكار المتباينة، حتى يحار الفكر بأيها يبدأ وأيها أهم...
10- أن الحق يضيع عند النقاش غير الباحث عنه، فكل يرى أنه على الحق، وتضيع الحقيقة تحت أقدام الذاتية.
11- أن الإعلام أداة فاعلة في تحويل الأفهام، وقلب المفاهيم وجوازم الأمور.
هذا ما حضرني من دروس استفدتها من تلك القمة المنسابة بكل اقتدار نحو تقبيل الأرض.
ولكم مني كل تقدير وشكر على اتساع صدوركم للقراءة.
أعلم أن الصواب قد يجانبني في قولي، ولكنني أسعى إلى تلمسه.[/ALIGN]
أخوكم/ فهد.