أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


تعريف بالمؤلف والكتاب :

هذا الكتاب من تأليف : ديل كارنيجي مؤسس معهد العلاقات الإنسانية في نيويورك .
وقد ترجمه إلى العربية عبد المنعم الزيادي .
هذا الكتاب ألف قبل ما يزيد على خمسين عاماً ، ويعد من أشهر الكتب العالمية انتشاراً ، حيث طبع عشرات الطبعات ، بملايين النسخ ، وبلغات مختلفة .
وميزة هذا الكتاب سلاسته ، ووضوحه ، وكثرة أمثلته ، وبعده عن التعقيد .
بل يكاد أن يكون جميع ما في الكتاب معلوماً للقراء ، غير أن مؤلفه صاغه بأسلوب قريب من جميع الطبقات .

يقول الزيادي _ معرِّب الكتاب _ ص13 : وأفاق كارنيجي من دهشته على حقيقة جعلها محور رسالته في الحياة ؛ تلك هي أن الناس إذا عمدوا إلى تطبيق هذه المبادئ الحكيمة المعروفة ، والأمثال السائرة التي طالما جرت على ألسنة أجدادهم وجداتهم وآبائهم ، وأمهاتهم ، بل ربما جرت على ألسنتهم هم أنفسهم في صغرهم ، ثم نسوها ، أو تناسوها في كبرهم _ إذا عمدوا إلى تطبيق هذه المبادئ والأمثال استحالت حياتهم نعيماً مقيماً ، واستمتعوا في حياتهم بالسعادة والفلاح .
ومنذ ذلك الحين راح كارنيجي ينشر رسالته هذه ، ويدعو الناس عامة ، وطلبة معهده خاصة إلى اعتناقها إذا شاءوا أن يعيشوا في وئام مع أنفسهم ومع الناس .
ومنذ وقت ليس ببعيد أدرك كارنيجي أنه لا عناء لطلبة معهده ، بل لا عناء لإنسان كائناً من كان إذا كان يرجو السعادة في الحياة ، وينشد النجاح فيها أن يقهر عدواً له ، يسكن في نفسه ، فيقلل أمنها ، ويسلبها طمأنينتها ، ويقوض سلامتها ، ويقف سداً منيعاً دونها وأسباب السعادة والصحة، والنجاح ، ذلك العدو اللدود : هو القلق .

وبعد ذلك _ كما يقول المعرِّب _ : أكبَّ كارنيجي على وضع مرجع في قهر القلق ، وسلَخَ من عمره قرابة سبع سنوات في البحث عما جرى على ألسنة الأنبياء ، والحكماء ، والعظماء من حكم ومبادئ وأقوال تصلح لأن تكون علاجاً للقلق إذا هي اتُخذت طابعاً علمياً ، وخرجت من نطاق الأقوال إلى حيز الأفعال ، ثم عكف على صوغ هذه المبادئ في قالب علمي ، وأسلوب حماسي يستثير العزائم على تطبيقها ، والعمل بمقتضاها مستشهداً على فائدتها وجدواها بشخصيات ، منها ما أفرد له التاريخ مكاناً مرموقاً ، ومنها ما لم يفرغ التاريخ بعد من تدوين سيرته .
وكانت ثمرته هذا العناء الطويل ، والمجهود الشاق هذا الكتاب ا.هـ


ولا ريب أن الحكمة ضالة المؤمن ، وأن الإفادة من التجارب الإنسانية أمر مطلوب ، والشريعة لم تأت بما يمنع ذلك ، بل أذنت به ، والأمثلة على ذلك كثيرة ، منها ما كان في غزوة الخندق ؛ حيث أفاد النبي"من الفرس في حفر الخندق عندها أشار عليه سلمان الفارسي بذلك ، فلم يمانع _ عليه الصلاة والسلام _ من أن يأخذ بتلك الخطة مع أنها فارسية .

ولو لم يأت من استعراض هذا الكتاب _ مع ما فيه من فائدة _ إلا أن القارئ يكبر ما كتبه علماؤنا الذين سبقوا كارنيجي بقرون طويلة ؛ فإن هذا الكتاب قد نال هذه الشهرة العظيمة ما نال مع أنه لا يقارن بكتب علماء المسلمين الذين كتبوا في هذا الشأن ، سواء ممن تم النقل عنهم في هذا المنتقى أو غيرهم .
هذا وإن الكتاب ليحتوي على نقص ، يمكن تداركه لو كتبه بنَفَسَ مُسْلمٍ ، يستضيء من خلاله بأنوار الشريعة الغراء ، وينظر إلى ما وراء هذه الحياة الدنيا .

ومما تجدر الإشارة إليه أن كثيراً من أهل العلم والفضل قد قرأوا هذا الكتاب وأشادوا به.
ولعل من أقدم من قرأه وأعجب به من أهل العلم الشيخ العلامة عبدالرحمن السعدي .
فلقد سمعت ذلك في أكثر من مناسبة ، ومن أكثر من شخص .
وممن حدثني بذلك أخي فضيلة الشيخ سامي بن محمد الصقير _ حفظه الله _.
حيث يذكر عن الشيخين العالمين الجليلين الشيخ عبدالله البسام ، والشيخ محمد بن صالح العثيمين _ رحمهما الله _ .
أنهما قالا: إن الشيخ عبدالرحمن السعدي لما كان في بيروت إبان فترة علاجه اطلع على كتاب (دع القلق وابدأ الحياة) فأعجب به ، وقال : هذا كتاب رائع ، وفيه فوائد جمة ، ولكن الذي كتبه ليس مسلماً ، ففاته أصول عظيمة من السعادة كقراءة القرآن ، والأذكار ، واحتساب الأجر ، ونحو ذلك مما جاءت به الشريعة ؛ فكان ذلك سبباً لتأليف الشيخ عبدالرحمن رسالته الماتعة الرائعة المختصرة التي تعد _ بحق _ عيادة نفسية ألا وهي : الوسائل المفيدة للحياة السعيدة .

المصدر : المنتقى من بطون الكتب للشيخ محمد بن ابراهيم الحمد -- الجزء الثاني -- 216-219
وذكر الشيخ في كتابة نقاط باختصار .

وهذا هو الكتاب :
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=2591