ضمينـــ ـ ــي إلـــ ــ ــيكي
وحدي مع نجوم الليل
والصمت ردائي
لا لون ولا مذاق لأيامي
لا تتركيني وحيداً لأحزان الأرض فهي ليست بملاذي
ضميني إليكي
أرتعش خوفا
دارت حولي زوبعة الزمان
عصرتني أغصان المرار ... إلى أن أدمت جسدي ..
ضميني إليكي
فلا أمان حولي !
أخاف أن أعيش بجناح البجعة الحزينة !!
فأبحث عن يدي ! فهاهي ترسم آلامي بجبروت فني !!
وريشتي تهرب بألوانها من ألف طوق وطوق !!
يا ألوان الطبيعة الندية رسمت بك روايتي وها أنا ذا أتعثر بجراحي !!
ضميني إليكي
فقلبي معلّق على أشجار الصبار
وحلمي بداخل قطر الندى
أنفاسي صدقا ووفاء
وعيني الصماء تبدو ذابلة وضعيفة بذكرى حبي !
ضميني إليكي
واحمليني مع طفولتي التي أريدها
وبراءتي التي أحتفظ بها في أعماقي
احمليني مع ورودي .. مع حزني !
آآآآآه من أمواج أحاسيسي الكئيبة تستقر بأوصالي كالصخور ...
ضميني إليكي
لأنسى على صدرك نفسي
فهل تذكري كم كنتُ سخياً بدمعي حين الرحيل !!
أتذكري رجائي !!
أتذكري قالبي الزجاجي الذي كان حولي !!
كنتُ أرجوكي أن لا تخرجيني منه !
كنتُ أرجوكي أن لا تكسريه !
ولكن .... كنتُ دوما أشعر في أعماقي خوف أجهله !
كنتُ دوما أشعر بروحي غريبة في شتى بقاع الأرض !
هربتُ للملاذ في البحر ... وجدتُ نفسي أشم رائحة الموت !
فأين سمائي ؟!
أريد الهروب من العالم السخي بالغدر !
ضميني إليكي
كالزنبق الأبيض على صدرك
فهل تذكري كم بكى قلبي في وقت رحيلي !!
أتذكري حين أحببت بضعف !!
ولكن سيظل رأسي شامخا غصبا عن الأرض لأنه سيبقى قلبي طاهرا
بحبي ... وبراءتي
وسأعشق ضعفي
لأني روح الحب في سمائي .....
ضميني إليكي
فأنا الروح بخيالات الفنون
وسحر الألوان
وقلبي الحنون
يرتعش بالحنين إليك حين وحدتي ....
فهل أمنع حرفي أن ينثر من أنفاسي شرابا !! فلتشربيني
هل أمنع حرفي أن ينثر من أجزائي دفئا لكي !! فلتوقديني
فلتداويني .... وأمسكي بي .... وخبئيني في ليلك
خبئيني من هواء البحر
خبئيني بين حنايا غيمك
ضميني إليكي
وانزعي الآن تمردي !!
واحزمي ظلمة أنفاسي !!
ضميني إليك وعانقيني
لا تجعلي جرح السنين تنهش من روحك وعظامك !
فأنا جيتارة الليل
وأنتي من تملكي حق العزف على أوتار عشقي
أنا الفن
وأنتي من تملكي حق الرسم على لوحات حياتي
أنا اللغز
وأنتي من تملكي كشف سر رومانسيتي
فمنحتك حق النثر بحروف مطري ووردي
ضميني إليكي
وسأبني قلعة فيها ميلادنا من جديد
وسأقدم لكي تيجان الذكرى من ممالكي المترفة فيها الطيور تُعانق موجتك الزرقاء
وتُنسيكي مرار الأيام
ضميني إليكي
والآن .... ملايين النجوم حولي حينما أنثر تلك الحروف وشموع وفضاء ومطر
وأغزل ثوبي لملاقاتك وعباءات الحرير لخيولي وطوق المرجان يحملني وبيدي غصن
الزيتون بكل السلام ...
فانظري لي وأنا أخطو وحيداً مع كل هذا !!!
وفقط أحلم كدوام ...
أحاسيسي الماطرة !!!
وأعذري قلبا لم يستطع التعبير عن عشقي لك
كما يجب
أحـــــــــــــــبـــــــ ــــك