الصديق الذي كان في أعيننا ضعيفا , منكفئا , يخاف من صفير الصافر .. ( قلب المعادلة ) بجدارة واستحقاق , وجده عن طريق الصدفة بعد طول غياب , في احدى صفحات التواصل الاجتماعية وقد أصبح من الشخصيات المرموقة والمهمة ويشغل وظيفة قيادية لها شأوا قصيا في ادارة الأعمال ,, تحدثت معه بعد لقاء , بصراحة المتطفلين , وهول المتعاطفين , عن سر التغير الذي طرأ عليه في حياته الاجتماعية والعملية في ان واحد والذي أصبح بهما ومعهما رجلا آخر يشار اليه بالبنان , بمعنى الكلمة , قال لي وهو يحدق فيني مليا :ـ انه الفهم الصحيح للواقع والإمكانيات وكيف تجيرهما لصالحك , في خضم ما يدور حولك من خطوب ومتغيرات , قال لي وهو يسبر أغوار الماضي : لقد اقتنعت بضعفي المجتزأ من نظرات المتصيدين للهفوات حينئذ , ولكنني لم اقتنع بعدم قدرتي على التغير , لذا فأني سعيت سعيا دؤوبا في البحث عن البديل فلم أجد أفضل من مواصلة التعليم والتمسك بالثوابت النافعة , وجد في ثنايا الكتب شتى انواع المعرفة التي معها انكشف لي زيف ما أنا فيه من خوف ووجل وتردد , وانغماس في تفاصيل مثبطة مع شركاء عابرين من السخف أن اجعلهم مؤثرين في حياتي وتطلعاتي المستقبلية , انها القفزة والانعتاق من العبودية المشخصنة في ابجديات وبديات الظهور, ما كان ضعفا في الأمس اصبح لي قوة وتحديا للمواجهة , ما زلت قليل الكلام ولكن كثير العمل , متجنبا اللغط مع الغوغائيين , ما أظهرني حكيما في نظر الفئة المتبصرة والفعالة في اتخاذ القرار, وعن طريق ذلك ترأست اقساما وأدرت أعمالا بنفس خافت ولكنه مؤثر وفعال , قلبت المعادلة وتلبست الشخصية الصامتة بلبوس الحكمة , التي تدير الأخرين والوقت , من غير ضوضاء او حقد كامن , فاكتشفت انني قوي بما انا فيه , ما هو ضروري في الحياة العملية ياصاحبي , ان لا تستسلم للعابثين فيجعلوك اضحوكة الأضاحيك , فتفقد اتزانك فتزلق الي الهاوية .
الوهم نصف الداء، والاطمئنان نصف الدواء، والصبر أول خطوات الشفاء. ( ابن سينا ) .
مهنا صالح الدوسري[/B]