[grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]ستمائة ألف من بني إسرائيل يتوجهون إلى صحراء سيناء
بأمر من الله لنبيهم موسى كليم الله ..
ولما وقفوا أمام شاطئ البحر نظروا وراءهم فوجدوا فرعون
وخيله ودولته العظيمة وإذ بهم يقولون لنبيهم :
إنا لمدركون ؟؟...
بني إسرائيل على مدى الزمان والعصور قد جبلت قلوبهم
على الجبن والخوف , ولا يقين لهم ولا ثقة بالله خالقهم !!!....
موسى عليه السلام أجابهم إجابة المؤمن الواثق من ربه :
كلا إن معي ربي سيهديني !!...كلا!! إن الله معنا !!..
لنسأل أنفسنا يا أمة الإسلام :
هل من كان في عين الله يخيب سعيه ؟؟..
هل من كان مع الله تزل قدمه ؟؟؟...
هل من كان مع الله يخاف ممن هم من دونه ؟؟..
هل هناك من خير فيمن لا يخاف من دون الله لومة لائم ؟؟..
أبا بكر الصديق خليفة رسول الله صلى الله عليه يقول لمعلمه
وحبيبه وهم في الغار :
يا رسول الله لو أن أحدهم نظر إلى ما تحت قدميه لرآنا ..
ولكن المعلم الحبيب علم كيف يطمئن الصديق الصدوق ويهدئ
من روعه وجزعه لا على نفسه بل على حبيب الأمة ..
فقال له الحبيب كلمته الخالدة :
يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما
الحبيب النبي الأمي يعطينا يا أمة الإسلام دروسا عظيمة وجليلة
لمن أراد أن يعرف ثمرة التوكل والاعتماد على الله خالقنا ومدبر أمورنا ...
والله لو عدنا إلى كتاب الله العزيز ومدرسة النبي الأمي لن نكون هالكين
ولن نكون ضائعين ما دامت قلوبنا في اتصال دائم
مع الله رب الخلق والعالمين !!!...
حينها لن نخاف ولن نخشى إلا الله
ولو اجتمعت كل جحافل الظلم والطغيان للقضاء علينا ...
( أليس الله بكاف عبده ويخوفونك بالذين هم من دونه)
الزمر
إنها آية جليلة لو وعيناها في صدورنا وحملناها في قلوبنا لوجدنا
أن كل ما في الأرض ومن عليها لا يساوي شيئا أمام هذه الآية العظيمة..
موقف لا يحتاج إلى دراسة ولا إلى تفكير ما دام الله معه يحرسه ..
والذين يخوفونه هم من دون الله !!...
أجل هم من دون الله !!!...
إنهم المنافقون والطغاة والذين في قلوبهم مرض ..
يقفون ليتفرجوا على العصبة المؤمنة وهي تصارع جحافل الظلم والعدوان
وتتصدى للخطر يسخرون ويستهزءون منهم ويسمون ما يفعل هؤلاء
العصبة المؤمنة من المجاهدين بأنهم يرمون بأنفسهم إلى التهلكة ؟؟؟.........
لنعد معا إلى دار الخلافة الأولى زمن الصديق
خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ونسأل أنفسنا :
كيف استطاع سيف الله المسلول خالد بن الوليد أن يحطم جبهة الفرس
في زمن الخليفة الصديق رضي الله عنه ؟؟..
يقف أمام جيش عدده مائة وعشرون ألفا وجيش التوحيد لم يبلغ ثلاثون ألفا . ..
فلم يرى من بد إلا أن يطلب النجدة من خليفة المسلمين ...
أبا بكر الصديق ينظر من وراء الأفق فلم يرى أمامه سوى
جيشا قوامه رجلا واحدا؟؟...
قوامه رجلا يساوي آلاف الرجال !!!...
أي والله آلاف الرجال ؟؟...
إنه القعقاع بن عمرو ...
أرسله إلى سيف الله المسلول ومعه كتاب عنوانه :
( إن الله لن يهزم جيشا فيه القعقاع بن عمرو )...
إنها الثقة واليقين بالنصر والفوز على الأعداء
ما داموا صدقوا الله فصدقهم الله , فهو حسبهم وناصرهم وكافيهم ...
إنهم رجال والله ونعم الرجال .. رجال رباهم سيد الرجال وخاتم الأنبياء
وخير بني البشر النبي الأمي المعلم الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ....
يتقدم قائد الجيش سيف الله المسلول ويبارز العدو بينما قائد الفرس
أوصى بعض جنده إذا ما بدأ بمبارزة خالد بن الوليد فليأتي أحدا
من خلفه ويطعن سيف الله المسلول بسيفه وليلقه على الأرض صريعا ..
خالد أستاذ الحروب وفنها وسيف الله المسلول يبارز قائد الفرس
وإذ ببعض جنود الفرس يأتي من وراء ظهره ليطعنه
ومن فوره يهب القعقاع بن عمرو كالأسد الكاسر ويقتله ...
صدقت يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قلت :
جيشا فيه القعقاع لن يهزم ؟؟...
تلك هي ثمرة التوكل والثقة واليقين بالله !!!...
إذا سألت فاسأل الله , وإذا استعنت فاستعن بالله !!
لنسأل أنفسنا بصدق ونسأل :
لمَ كان أجدادنا لا يعرفون معنى اليأس والقنوط ؟؟...
والله لو عدنا إلى سيرتهم العظيمة واقتفينا آثارها لوجدنا أنهم
جاهدوا في الله حق جهاده وعلموا أولا وأخيرا أن الثقة بالله
والتوكل عليه هي من أهم الأسس التي نشأت عليها بناء دولتهم المسلمة ....
فالثقة والتوكل على الله والإيمان به دفعتهم إلا أن يفتحوا لنا
مشارق الأرض ومغاربها , ليس بقوة السلاح وكثرة العدد والعدة ,
بل بقوة الإيمان والاعتزاز بالعقيدة التي كانوا يحملونها
بصدق وثبات بين جنبات صدورهم ..
علموا أن التوكل على الله والالتجاء إليه والانكسار بين يديه
والإخلاص في الطاعة له هو هدفهم وعنوان حياتهم ..
علموا أن التوكل على الله والثقة بنصرة أوليائه على جحافل
الظلم والطغيان هي السبيل الوحيد لنصرة دينهم ...
لقمان كان يقول لابنه :
( يابني إن الدنيا بحر عميق قد غرق فيها ناس كثير
فلتكن سفينتك فيها تقوى الله وحشوها إيمان بالله عز وجل
وشراعها التوكل على الله لعلك ناج ولا أراك إلا ناجيا)..
نسألك اللهم ربنا صدق التوكل عليك وحسن الظن بك إنك سميع مجيب ....
0
0
لكم مني أحلى تحية
كبرياء أنثى ..[/grade]