لقاء الثلاثاء
الكأس الأصعب!
عبد الكريم الجاسر
لعل كأس الخليج العربي الثامنة عشرة التي تنطلق غداً في أبوظبي هي الأصعب للمنتخب السعودي ربما طوال تاريخه.. فبعيداً عن المجموعة الحديدية التي وقع بها منتخبنا مع البحرين والعراق وقطر.. فإن المستوى العام للمنتخبات لم يكن متقارباً بهذا الشكل ربما طوال الدورات الماضية كما هو الآن.. فضلاً عن المستوى المتوسط الذي يقدّمه الأخضر منذ عودته من مونديال ألمانيا دون أن يعكس استفادته الفعلية من هذه التظاهرة العالمية بالشكل الذي يدخل الثقة والاطمئنان في قلوب السعوديين جميعاً وليس الرياضيين فقط.
الأداء السعودي حتى الآن لا ينبئ بأن الأخضر قادر على تجاوز منافسيه وخصوصاً منتخب قطر القوي.. الذي تطور خلال العامين الماضيين بشكل يفوق كل المنتخبات الخليجية بما يضمه من عناصر شابة ومدرب قدير واستقرار فني جعله أحد أقوى المرشحين للقب الثامن عشر ليحافظ على لقبه الذي يحمله منذ الدورة الماضية.. فالقطري في تصوري هو الأفضل فنياً من بين المشاركين يليه منتخب الإمارات المضيف الذي رغم افتقاده للاعب النجم إلا أنه يملك مجموعة متجانسة ومتقاربة المستوى جعل منها الفرنسي برونو ميتسو فريقاً متماسكاً ويؤدي بطريقة جماعية ومنظّمة تستحق الإعجاب.. أضف إلى ذلك الأرض والجمهور والمجموعة الأسهل التي قد تجعل طريقه مفروشاً بالورود للوصول للأدوار النهائية وعندها سيكون عقبة قوية أمام جميع الفرق.. وهو ما ينطبق تماماً على المنتخب السعودي الذي إذا ما نجح في التأهل فسيكون قادراً على الدخول في أجواء المنافسة الفعلية وعندها من الصعب التنبؤ بما سيقدّمه نجومنا كون الإطار الفني العام للسيد باكيتا يعتمد على قدرات ومهارات اللاعبين أولاً ثم العمل الفني الجماعي ثانياً.. ونحن نعلم أن لدى لاعبينا من الإمكانات ما يؤهلهم لتحقيق الفوز في أي لقاء لكن هذا لن يكون كافياً ما لم يأت في إطار العمل الفني والأداء الجماعي للمجموعة عموماً لتؤدي كفريق قوي مترابط يجيد حماية مرماه أولاً ثم تنظيم الهجمات وإدارة دفة اللعب جيداً وهذا أيضاً لم نشاهده حتى الآن مع باكيتا.
إذاً البطولة القادمة ستكون الأصعب والأقوى في ظل إمكانية نجاح المنتخب العماني في خلط الأوراق وكذلك المنتخب العراقي بإمكاناته العناصرية الكبيرة.
شخصياً.. أعتقد أن منتخبات الكويت والبحرين واليمن ستكون خارج الحسابات دون أن يمنع ذلك من تحكمها في وجهة المنافسة وخصوصاً الكويتي والبحريني.
على أية حال السعودي سيكون في اختبار صعب وكما يبدو أننا لم نعد أنفسنا جيداً لمثل ذلك والدليل الأداء المفتوح البعيد عن الحسابات الذي يقدّمه باكيتا في كل المباريات.. مع أمنياتي كما هي أمنيات الجميع أن ينجح نجومنا في معايشة أجواء البطولة والإحساس بقوة المنافسة والرغبة الكبرى التي تدخل بها كل المنتخبات مبارياتها لتحقيق الفوز.. وإذا فعلوا ذلك فسيحق لنا بإذن الله أن نتفاءل.. ولكن ليس قبل أن نشاهد البداية..!