أبجد الحُب
--- احمد غيلان
ــــــــــــــــــــــ
وطني
أيُّها الحب من وطني
عـِـمْ صباحا سلمت وطاب مساك
شاقني صوت مئذنةٍ لخطاك
****
أغنياتي ، دموعي ، وأوردتي
والصبايا ، وبضع وريقات صيف
وسنبلة ٌ شاخ عنها الخريف
وسوسنة ٌ وأنا ولقاك
****
واصطفافي على خط طول الدُّجى
بين أنشودة ٍ خلعت جلدها
وانبثاقٍ تخلَّـله زيفنا فسجى
يتعالى هتافي
أمُـدُّ لحافي
ألملم ومض احتراق القوافي
أمُـدُّ شراعاً من الحب
من ضوئها
من بقايا ائتلافي
من الانتماء لإشراقةٍ قد تُردِّد :
حيَّ على غدنا المرتجى
غرق الموج يا وطني
وهواك شراعٌ لما أرتجيه
وأي رجاءٍ يفوق هواك
****
وطني
أيـُّها الفجر من وطني
لك حُبِّي وللفجر منك الحياة
قد يطول انتظاري وقد لا أراه
غير أني إلى الفجر من وطني
أستلذ الليالي
ولست أبالي
- إذا أقبل الفجر من وطني -
أن أغادر كا لليل
أو يعلن العمر عن منتهاه
لست أخشى مقايضةً بالحياة
إذا أقبل الفجر من وطني
لست أخشى - إذا أشرقت شمس فجرٍ على وطني -
أ ن أقَـسِّم روحي على وجهه قطرات ندى
كي أترجم - يا أيـُّها الفجر - عشقي بإشراقةٍ من صفاك
****
وطني
أيها الوطن الحب
ما أكبر الحب فوق ثراك
وما أوسع الأفق للاختلاف المحصن بالحب تحت سماك
وما أبعد الحق عمَّن يرى الحق في أن يزايد باسمك زوراً
على أملٍ في التقرب ممن عداك
****
وطني
أيها الوطن العشق
والعشق أكذوبةٌ لسواك
****
أفتديك وأعلم أن يد الله قد طهرتك
وأنَّـا أثِـمْـنا..
وآثامنا برأتـك
وأنك أنت البراء يقينًا
وأبرأ أبرئِنا مصْـدر الشبهات
فأنت – بـِـلانـا –
براء ٌ من الحقد والغل والنعراات
وأنت – بـِـلانا –
براء ٌ من الجهل والفقر والجوع والجرعات
وأنت براء ٌ من الانقسامات
من كل ما أفرزته مكائدنا
أنت وحدك تبرأ من موجبات الهلاك
****
وطني
أيها الوطن الحب
إني أحبك سيلاً وسهلاً
جبالاً وأوديةً وشعاباً ونخلاً
أحبك حبات رملٍ وأغصان ظلٍّ وفلاح حقل
وراعيةً للمواشي وشيخاً حكيماً وأمـًّا وطفلاً
أحبك يا أبجد الحب مهلاً
وأقسم لو أن كل الشياطين
قد أبجدوا حبهم في ثراك
لأصبح سوق جهنم بُوراً
وأضحى على كل شبر ٍ من الأرض
ألف ملاك