لله حكمة في تركيب خلقة الإنسان وعجائب قدرة فسبحان الله
فانظر في نفسك وحكمة الخلاق العليم في خلقك وانظر إلى الحواس وفي حكمة موضع العين التي منها تشرف على الأشياء كيف جعلها الله في الرأس كالمصابيح فوق المنارة لتتمكن بها من مطالعة الأشياء ولم تجعل في الأعضاء التي تمتهن كاليدين والرجلين فتتعرض للآفات بمباشرة الأعمال والحركات ولاجعلها في في الأعضاء التي في وسط البدن كالبطن والظهر فيعسر عليك التلفت والإطلاع على الأشياء فلما لم يكن لها في هذه الأعضاء موضع كان الرأس أليق المواضع بها وأجملها فالرأس صومعة الحواس 0
ثم تأمل الحكمة في أن جعل الحواس خمساً في مقابلة المحسوسات الخمس ليلقى خمسا بخمس كي لا يبقى شيء من المحسوسات لا يناله بحاسة فجعل البصر في مقابلة المبصرات والسمع في مقابلةالأصوات والشم في مقابلة أنواع الروائح المختلفات والذوق في مقابلةالكيفيات المذوقات واللمس في مقابلة الملموسات فأي محسوس بقي بلا حاسة ولو كان في المحسوسات شيء غيرهذه لأعطاك له حاسة سادسة ولما كان ما عداها إنما يدرك الباطن أعطاك الحواس الباطنة 0
وهذه هي الأخماس التي جرت عليهاألسنة العامة حيث يقولون : ( ضرب أخماس بأسداس ) فأخماسه حواسه الخمس وأسداسه جهاته الست 0 فسبحان الله الخالق المصور 0 ممن قأت نقلته للفائدة 0