النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: فضائل الحديث والمحدثين

  1. #1

    عضو مؤسس

    الصورة الرمزية عطر طيبه
    تاريخ التسجيل
    Aug 2006
    الدولة
    المدينة المنورة
    المشاركات
    8,667

    فضائل الحديث والمحدثين

    المؤلف : د. بدر عبد الحميد هميسه


    قال تعالى :

     وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم من النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقًا * ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ عَلِيمًا 

    سورة النساء : الآيتان 69 –70

    قال عبد الله بن المبارك :
     ما أعلمُ شيئاً أفضلُ من طلبِ الحديثِ لمن أراد الله  

    السيوطي : مفتاح الجنة في الاعتصام بالسنة ص82


    قال : محمد بن وهبة الله الشيرازي :

    عــــَلـــيــــكَ بأصــــحـــابِ الحديثِ فإنَّهمْ علــــى منهجِ مـــــا زال بالدين مُــعلَّمـــاَ
    ومــــا الــــنــــورُ إلا في الحـــديثِ وأهـلهِ إذا مـــــا دَجــــاَ اللَّّيلُ البهيمُ وأظـــلَمـــا
    فـــأعــــلى البرايا مـــن إلــى السُّننِ اعتزى وأغــــوى الـــبرايا من إلى البدع انتمى
    ومـــــَنْ يـــتــــركْ الآثــــــارَ ضــــلَ سعــــيهُ وهـــــــل يـــتـــركْ الآثــــارَ من كــــانَ مُسلماً ؟

    الوزير اليماني : الروض الباسم ص 6 .



    التقديم
    الحمد لله الذي مَن علينا بنعمة الإسلام ، وأنزل على عبده القرآن الكريم : أحسن الحديث ، وخير الكلام ، وضمنه التشريع ، والأخلاق ، والأحكام ، وجعله بشيراً ونذيرا لجميع الأنام .
    والصلاة والسلام على محمد -  رسول الإنسانية وهادى البشرية ، الذي كلامه الفصل ، وحكمه العدل , وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .

    أما بعد ؛؛؛
    فإن فضائل علم الحديث الشريف ، ومناقب أهله الكرام أمر يجل عن العد والحصر ، وقد صنف فيه المصنفون ، ومهر فيه الماهرون ؛ لكنه يبقى بحراً لا ساحل له ، ومداداً لا ينتهي .
    إذ إن علم الحديث الشريف ، أشرف العلوم و أفضلها بعد كتاب الله  فهو أصل التشريع الثاني ، وركنه الأغر الحاني .

    فقد جعل الله – تعالى – الأمر بطاعته ، وطاعة رسوله محمد  مقترنان متلازمان ، كما أوجب علينا التمسك بسنة نبيه ورسوله ، وملازمتها على كل حال ومآل .
    لأن السنة المطهرة هي التطبيق العلمي لما جاء به القرآن الكريم .

    ولقد حرص الصحابة الكرام على أخذها وتحملها ، ورحلوا في سبيلها ، وكذا فعل التابعون من بعدهم.
    وإن الاشتعال بعلم الحديث الشريف من أفضل القربات وأجل الطاعات وهو من فروض الكفايات ، وطلبه يكون سبباً في أن يرفع الله تعالى عن الأمة المصائب والبليات .

    ولقد ضرب علماء الإسلام أروع الأمثلة في طلب الحديث الشريف . واشترطوا فيمن يطلبه : أن يكون أكمل الناس أدباً وخلقاً ، وأن يبقى في ظل الله  ويجافى الكذب وخوارم المروءة ، كما عليه أن يكون متواضعاً ، يجل الحديث وأهله ؛ لأنه يطلب سيد العلوم بعد كتاب الله تعالى ، وميراث النبي ، وسلاح الإسلام الذي به نحارب أهل البدع والأهواء ، ولولاه لقال من شاء ما شاء.

    و أما أهلُ الحديثِ ، فهم أهلُ النبي  و خاصتهِ وأولىَ الناس بهِ ، و أكثرهم صلاة عليه . لذا فقد دَعا لهم  بالنضرة ، و جعلهم خلفاءَه و أولياءَه .

    وهم الخلَفُ العُدول الذين ينفونَ عن الإسلام تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين ، وهم الذين مكن الله لهم في الأرض ، فهم الطائفة المنصورة ، وأهل الحق وشهداء الله على الخلق .
    وأهل الحديث : قناويل الله ، ونور البلاد وخير العباد ؛ بل هم الناس ، وهم الفرقة الناجية ، والعلماء العاملون ، وأهل الحكمة المغبوطون ، وهم الفرسان الذين أعلى الله ذكرهم ، وكتب لهم القبول ، فلا يحبهم إلا كل مؤمن ولا يبغضهم إلا كل مبتدع منافق .

    جعلنا الله – تعالى – ممن يحبونهم ، وأدخلنا في زمرتهم ، وأوردنا موردهم ، ونضر وجوهنا كما نضر وجوههم.إنه ولى ذلك والقادر عليه ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

    راجي عفو ربه
    دكتور/ بدر عبد الحميد إبراهيم




    الــفــصـــل الأول :
    فضائل الحديث الشريف


    1- طاعة الرسول – صلى الله عليه وسلم من طاعة الله عز وجل .

    2– صلة الحديث الشريف بكتاب الله تعالى .

    3-الحديث الشريف بين اللغة والاصطلاح .

    4 – اهتمام الصحابة الكرام بالحديث الشريف .

    5 – إجلال التابعين فمن بعدهم لحديث رسول الله –  .

    6 – فضل طلب الحديث الشريف ، وأخلاق طلبته .

    7 – شرف علم الحديث الشريف ومكانته.








    قال الله تعالى : " وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون "
    سورة آل عمران : أية 32 "


    قيل لعبد الله بن المبارك : إلى كم تكتب الحديث ؟ قال : لعل الكلمة التي انتفع بها لم أســـــــمعها بعد .

    وقال منصور بن الجصاص : قلت لأحمد بن حنبل : إلى متى يكتب الرجل الحديث ؟ قال : حتى الموت "


    قال أبو عاصم النبيل " من طلب الحديث فقد طلب أعلى أمور الدنيا ، فيجب أن يكون خير الناس "
    الخطيب البغدادي :الجامع لأخلاق الراوي 1 : 78


    أنشد : عبدة ين زياد :
    ديــــن النبي مــــحـــمـــد أخبار نـــــعم المطية للفتى الآثار
    لا تــــخـــــــدعـــــن عــن الحديث وأهله فالرأي ليل والحديث نهــار
    ولــــربــمــــا غــلط الفتى سبل الهدى والشمس بــــازغـــــة لــهـــا أنـــوار

    القاضي عياض : الإلماع ض 38





















    1 – طاعة الرسول  من طاعة الله  .

    1 – من منن الله – تعالى – على عباده : أن أرسل إليهم نبيه محمداً  نبيا ورسولاً هاديا ، وجعل رسالته خاتمة الرسالات السماوية ، وأكملها عنصرا ، كما أنزل عليه القرآن الكريم ، معجزة الإسلام الكبرى ، وحجته العظمى ، فجعله أساس الشريعة ، ومنبع فضائلها .

    2 – وأنزل – سبحانه وتعالى- مع القرآن الكريم وحياً غير متلو ؛ وهو السنة النبوية المطهرة ، فصار القرآن مع السنة النبوية الشريفة مصدرين تشريعين متلازمين لا يمكن للمسلم أن يأخذ الأحكام إلا بالرجوع إليهما معاً .

    3 – ومن هنا فقد جاء الأمر بطاعة النبي -  - متلازماً مع الأمر بطاعة الله -  - حتى إنه قد ورد الأمر بطاعته -  - مقترنا بطاعة الله تعالى في القرآن الكريم صراحة في أكثر من ثلاثين موضعاً (1) .

    4 – من هذه المواضع : قوله تعالى :  َيا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً  (2) .

    وقوله تعالى :  مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا  (3).
    وقوله تعالى :  قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ  (4) .
    وقوله تعالى :"وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (5).

    5 – ولقد فسر العلماء قوله تعالى :  وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا (6).


    وقوله مخاطباً نساء النبي :  وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا  (1) .

    فسروا قوله والحكمة بأنها سُّنة رسول الله  فقال الإمام الشافعي في ( الرسالة ص 78) " ذكر الله الكتاب وهو القرآن ، وذكر الحكمة ، فسمعت من أرضى من أهل العلم بالقرآن يقول : الحكمة : سنة رسول الله  " .

    وفى الحديث :" ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه " (2) .


    6- ولقد أمرنا النبي  بالتمسك بما جاء عنه والعض عليه بالنواجذ فقال : " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدى ، عضوا عليها بالنواجذ ..." (3).
    2- صلة الحديث الشريف بكتاب الله تعالى :

    1 -كان التشريع الإسلامي على عهد الرسول الكريم عليه الصَّلاة والسَّلام مصدره : كتاب الله  ، وسنة نبيه محمد  .

    2- ومن ثَمَّ فقد جاءت السنة في الجمل موافقة للقرآن الكريم تفسر مبهمه، وتفصل مجمله ، وتقيد مطلقه ، وتخصص عامه ، وتشرح أحكامه ومقاصده ، كما جاءت بأحكام جديدة لم ينص عليها القرآن الكريم ، ولكن تتمشى مع قواعده وتحقق مقاصده . فكأن السنة هي التطبيق العملي لكل ما جاء به القرآن الكريم .

    3- قال الشافعي في : ( الرسالة : ص 98 ) : " كل ما سَّن رسول الله مع كتاب الله من سنة ، فهي موافقة كتاب الله في النص بمثله ، وفى الجملة بالتبيين مع الله ، والتبين يكون أكثر تفسيراً من الجملة ، وسن مما ليس فيه نص كتاب الله فيفرض الله طاعته عامة في أمره فتبعناه " .

    4- وعلى ذلك فقد جعل علماء الإسلام تدريس الحديث الشريف تالياً لكتاب الله  .
    قال ابن جماعة في: ( تذكرة السامع والمتكلم ص 35 ، 36 ) : " إذا تعددت الدروس قدم الأشرف فالأشرف ، والأهم فالأهم ، فيقدم تفسير القرآن ثم الحديث ثم أصول الدين ، ثم أصول الفقه ، ثم المذهب ، ثم الخلاف أو النحو أو الجدل " .

    5- وعلى هذا ربى المسلمون أولادهم ، قال العاملي موصيا في كتابة ( منية المريد في أدب المفيد والمستفيد ص 292) : " وأما علم الحديث فهو أجل العلوم قدراً ، وأعلاها رتبة ، وأعظمها مثوبة بعد القرآن الكريم " .


    3- الحديث الشريف بين اللغة والاصطلاح :

    1- قال ابن منظور في ( لسان اللسان من تهذيب لسان العرب 2/236 ) في مادة حدث : حدث يحدث حدوثاً وحداثة ، والحديث : نقيض القديم ، وهو الجديد من الأشياء ، واستحدثت خبراً أي وجدت خبراً جدياً ، وأخر الأمر بحدثاته وحداثيه ، أي بأوله ، وابتدائه ، وحداثة السن كناية عن الشباب وأول العمر ، والأحداث : الأمطار الحادثة في أول السنة ، والحدثان : الفأس ، والأحدوثة : الأعجوبة ، ورجل حَدِث وحَدُث وحدِْث ، وحديث ومحدث كلها بمعنى واحد ، كثير الحديث حسن السياق له ، ويقال للرجل الصادق : محدث ، وأحدث الرجل سيفه وحادثه إذ أجلاه وصقله .

    2-وقال الفيروز أبادي في ( القاموس المحيط 1/163) الأحداث : الأمطار أول السنة ، ورجل حدث السن وحدثها من الحداثة والحديث الجديد .

    3- وقال المقري الفيومي في ( المصباح المنير ص 124 ) الحديث : هو ما يتحدث به وينقل منه حديث رسول الله  .

    4- فعلى هذا المدار اللغوي فإن كلمة الحديث قد كرمت وفضلت في معاجم اللغة حيث إنها دارت حولي معاني : الجديد من الأشياء وبمعنى البداية ، والبداية باكورة الأشياء ، وبمعنى القوة والفتوة وبمعنى المطر الحادث أو السنة ، دلالة على خيره وانتظاره بعد تشوق وبمعنى الأعجوبة ، وحسن السياق والاستعداد للجهاد وكلها معانٍ جيدة وطيبة .

    5- وأما الحديث في الاصطلاح فقد دل على المعنى الشريف المقصود من حديث رسول الله  رواية ودراية .

    قال السيوطي في ( تدريب الراوي ) 1/40 ، علم الحديث الخاص بالرواية هو علم : يشتمل على أقوال النبي  وأفعاله وروايتها وضبطها وتحرير ألفاظها .
    وعلم الحديث دراية : هو علم يعرف منه حقيقة الرواية وشروطها وأنواعها وأحكامها وحال الرواة وشروطهم وأصناف الروايات وما يتعلق بها .
    4- اهتمام الصحابة الكرام بالحديث الشريف :-

    1- أحب الصحابة الكرام – رضوان الله عليهم – حديث رسول الله  كما أحبوا صاحبه ، وأقبلوا على تعلمه كما أقبلوا بأجسادهم وأرواحهم على صاحبه .

    2- وقد بلغ من حب الصحابة الكرام لحديث رسول الله  حرصهم على سماعه وتناوبهم على ذلك : قال مصطفى السباعي في كتابه : ( السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي ص 56 ، 57 ) ... " وقد بلغ من حرصهم على تتبعهم لأقواله وأعماله أن كان بعضهم يتناوبون ملازمة مجلسه يوماً بعد يوم ... بل كان الصحابي يقطع المسافات الواسعة ؛ ليسأل رسول الله  عن حكم شئ ثم يرجع لا يلوي على شئ ... وكان من عادتهم أن يسألوا زوجات النبي  . "

    3- روى البخاري في صحيحه ( كتاب العلم ، باب التناوب في العلم 1 : 167 ) قوله عمر بن الخطاب  : " كنت أنا وجار لي من الأنصار في بني أمية بن زيد – أي ناحية بني أمية – وهو من عوالي المدينة – وكنا نتناوب النزول على رسول الله  ينزل يوماً ، فإذا نزلت جئته بخبر ذلك اليوم من الوحي وغيره ، وإذا نزل فعل مثل ذلك " .

    4- ومن اهتمام الصحابة أيضاً بالحديث الشريف الرحلة في طلبته . روى البخاري في صحيحه : ( كتاب العلم ، باب الخروج في طلب العلم 1/158) قال : ورحل جابر بن عبد الله ميسرة شهرا إلى عبد الله بن أنيس في حديث واحد .

    5- ومن اهتمام الصحابة بطلب الحديث : الحضور لمجالس الحديث مع الإنصات التام ، والسؤال عما لم يفهموا ، أو المراجعة في الأمور المشكلة للمعرفة والفهم ، والمعايشة للنبي أو المكث عنده فترة زمنية أو بصفة دائمة للتربية والتعليم ، كذلك سماع ما يفوتهم من أقرانهم ممن هو أحفظ منهم ، ونبوغ أو تعمق البعض في فقه أو حفظ باب أو أكثر من أبواب الحديث تبعاً للاستعداد أو الاهتمام ، وكذا كتابة الحديث وحفظ ما أخذوه عن رسول الله بواسطة المذاكرة وبواسطة التطبيق والتنفيذ ، وتبليغ ما أخذوه عن رسول الله إلا ما نهاهم عن تبليغه ... إلى غير ذلك (1) .
    6- ولم يكن حفظ الصحابة الكرام لحديث رسول الله وروايته حفظ ورواية الذي لا يبالي بما حفظ أو روى ، بل كان إجلالهم لحديث رسول الله  هو ديدنهم ودأبهم .

    7- روى ابن ماجه في ( سننه 1 : 10 ، 11 ) قال عمرو بن ميمون ما أخطأ ابن مسعود عشية خميس إلا أتيته فيه ، قال فما سمعته يقول بشيء قط ، قال رسول الله ، فلما كان ذات عشية قال : قال رسول الله قال فنكس ، قال : فنظرت إليه فإذ1 هو قائم محللة أزرار قميصه ، قد اغرورقت عيناه وانتفخت أوداجه قال : أو دون ذلك ، أو فوق ذلك أو قريبا من ذلك ، أو شبها بذلك " .

    8- روى الطبراني في الكبير ورجاله ثقات قال " عن أبى إدريس الخولانى قال : رأيت أبا الدرداء إذا فرغ من الحديث عن رسول الله -  قال : هذا ، أو نحوه أو شكله" (1) .

    9- ولقد كان الصحابة الكرام يتثبتون من الأخبار التي تروى لهم ويطلبون الشهادة على صحتها كما فعل أبو بكر ومن بعده عمر ، وعثمان ، وعليّ .
    روى الذي في كتابه :( تذكرة الحفاظ 113) وأخرجه مالك في: الموطأ 2: 315. أن الجدة جاءت إلى أبى بكر تلتمس أن تورث فقال : ما أجد لك في كتاب الله شيئاً , ثم سأل الناس فقام الغيرة فقال : سمعت رسول الله يعطيها السدس فقال له : هل معك أحد ؟ فشهد محمد بن مسلمة بمثل ذلك ، فأنفذه لها أبو بكر  .


    5- إجلال التابعين فمن بعدهم :لحديث رسول الله  :-

    1- وكما أجل الصحابة الكرام ، حديث رسول الله وأولوه غاية عنايتهم ، وجل اهتمامهم ، فقد جاء التابعون ينسجون على منوال الصحابة ، وينهجون نهجهم في إجلال حديث رسول الله  .

    2- ذكر ابن كثير في ترجمته لسعيد بن المسيب في ( البداية والنهاية 5 : 134 ) قال : كان سعيد بن المسيب من أكثر الناس أدباً في الحديث جاءه رجل وهو مريض فسأله عن حديث فجلس فحدثه ، ثم اضطجع ، فقال الرجل : وددت أنك لم تتعنت ، فقال إني كرهت أن أحدثك عن رسول الله , وأنا مضجع " .

    3- وذكر السيوطي في ( مفتاح الجنة في الاعتصام بالسنة ص 83 ) قال : كان الإمام مالك إذا أراد أن يحدث توضأ وجلس على صدر فراشه ، و سرح لحيته ، وتمكن من جلوسه بوقار وهيبة ، وحدث ، فقيل له في ذلك فقال : أحب أن أعظم حديث رسول الله ولا أحدث إلا على طهارة متمكناً .

    4- وهذا هو سيد الحفاظ البخاري كما ذكر ابن الجوزي في ( صفة الصفوة ج2 ص 789 ) قال : قال البخاري : ما وضعت في كتاب " الصحيح " حديثا إلا اغتسلت قبل ذلك ، وصليت ركعتين " .

    5- وذكر الخطيب البغدادي في " الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع ج1 ص 283 "قال سفيان بن سعيد الثوري : " ما شئ أخوف عندي منه يعنى الحديث ، وما من شئ يعدله إذا أريد به الله  " .

    6- وذكر السيوطي في ( مفتاح الجنة ص 84 ) قال : قال بشر بن الحارث سأل رجل ابن المبارك عن حديث وهو يمشى فقال " ليس هذا من توقير العلم " .
    وقال ابن المبارك : " كنت عند مالك وهو يحدث فجاءت عقرب فلدغته ست عشرة مرة ، ومالك يتغير لونه ويتصبر ، ولا يقطع حديث رسول الله ، فلما فرغ من المجلس وتفرق الناس قلت له : لقد رأيت منك عجباً ، قال نعم : إني صبرت إجلالاً لحديث رسول الله  " ومثله روى عن البخاري.

    7- ولقد علم هؤلاء الفضلاء أن الحديث طريق إلى الجنة ، وقد يكون طريقاً إلى النار ، لذا كان خوفهم من الكذب فيه .
    قال الخطيب في ( اقتضاء العلم العمل ص 86 وما بعدها ) :
    * وقال يحيى بن سعيد : ما أخشى على سفيان شيئاً في الآخرة إلا حبه للحديث .
    * وقال شعبة : ما أنا عقيم على شئ أخاف أن يدخلني النار غيره – يعنى الحديث .
    • وقال بشر بن الحارث " مالي وللحديث إنما هو فتنة إلا من أراد الله به " .

    8- ولا عجب في ذلك فإن علماء الحديث كانوا يردون رواية من كذب على رسول الله -صلى الله عليه وسلم - ولو مرة واحدة .

    قال أحمد شاكر في ( الباعث الحثيث ص 85 ) قال أبو المظفر السمعاني : " من كذب في خبر واحد وجب إسقاط ما تقدم من حديثه " ومن العلماء من كفر متعمد الكذب في الحديث النبوي ، ومنهم من يحتم قتله "
    وهذا ما جعل هؤلاء العلماء يتخوفون من رواية الحديث .

    9- ومن إجلالهم – كذلك – للحديث تأدبهم له واستعدادهم لطلبه بالتجرد له ، والتمرس بالعبادة والإخلاص فيها أولاً .
    قال ابن الصلاح في ( مقدمة في علوم الحديث ص (61 ) :
    قال سفيان الثوري : " كان الرجل إذا أراد أن يطلب الحديث تعبد قبل ذلك عشرين سنة " .
    6- فضل طلب الحديث الشريف ، وأخلاق طلبته :

    1- قال النووي في مقدمة ( شرح صحيح مسلم ص 116 ، 117 ) " ... أما بعد . فإن الاشتغال بالعلم من أفضل القربات وأجل الطاعات ، وأهم أنواع الخير ، و آكد العبادات ، وأولى ما أنفقت فيه من نفائس الأوقات ، وثمر في إدراكه والتمكن فيه أصحاب الأنفس الزكيات ، وبادر إلى الاهتمام به المسارعون في الخيرات ، وسابق إلى التحلي به مستبقو المكرمات ، وقد تظاهر على ما ذكرته جمل من الآيات الكريمات ، والأحاديث الصحيحة المشهورات ، وأقاويل السلف – رضي الله عنهم – النيرات ، ولا ضرورة إلى ذكرها هنا لكونها من الواضحات الجليات ... ومن أهم أنواع العلوم تحقيق معرفة الأحاديث وذلك من نور النبوات ...." .

    فقد جعل الإمام النووي ، طلب الحديث الشريف من أهم أنواع العلوم ، وأنفسها وأعظمها طلبا ، ومن أجل الطاعات ومن آكد العبادات لله  .

    2- قال الجزائري في ( توجيه النظر إلى أصول الأثر ص 418 ) .
    " ... ألا إن من أصول فروض الكفايات علم أحاديث رسول الله  وآثار أصحابه - رضي الله عنهم – التي هي ثاني أدلة الأحكام ، ومعرفتها أمر شريف ، وشأن جليل ، لا يحيط به إلا من هذب نفسه بمتابعة أوامر الشرع ونواهيه ، و أزاح الزيغ عن قلبه ولسانه ..." .

    فقد جعل – رحمه الله – طلب الحديث من فروض الكفايات ، والتي إذا تركها الجميع وزهدوا في طلبها جميعاً استحقوا غضب الله  ومعاقبته لهم .

    3- ونظراً لأهمية طلب الحديث ، فقد جعلوه أساساً لتربية وبناء أبنائهم ، وأول ما يجب أن يشتغلوا به في صغرهم .

    - قال ابن جماعة في ( تذكرة السامع والمتكلم ص 126 ) .
    " وعلى الطالب أن يبكر بسماع الحديث ، ولا يهمل الاشتغال به ، ويعلو به النظر في إسناده ورجاله ، ومعانيه وأحكامه وفوائده ، ولغته ، وتواريخه " .
    - بل جعلوا من حق الرجل إكراه ولده على سماع الحديث ، قال الخطيب البغدادي في ( شرف أصحاب الحديث ص 66 ) سمعت عبد الله بن داود يقول : ينبغي للرجل أن يكره ولده على سماع الحديث " .

    4- ولأهمية الحديث ، وشرف طلبته ، فقد شمَّر العلماء في طلبه ، وجعلوه ديدنهم حتى الموت .
    - قال الخطيب في ( شرف أصحاب الحديث ص 68 ) قيل لابن المبارك : إلى كم تكتب الحديث ؟ قال لعل الكلمة التي انتفع بها لم أسمعها بعد ، وقال منصور بن الجصاص : قلت : لأحمد بن حنبل : إلى متى يكتب الرجل الحديث ؟ قال : حتى الموت " .

    - وروى ابن أبى حاتم في : ( تقدمة المعرفة لكتاب الجرح والتعديل ص 285) قال : قال عبيدة بن سليمان : رأيت ابن المبارك بين يدي أبى إسحاق الفزاري ، ومعه ألواح فقلت له في ذلك : فقال : ما أراني أدعه حتى أموت – يعنى طلب الحديث " .

    5- ومن تشمير علماء المسلمين وجدهم في طلب الحديث : الرحلة في طلبه ، وجعل الرحلة علامة على علم الرجل .

    - قال الخطيب البغدادي في ( الرحلة في طلب الحديث ص 89) :
    قال يحيى بن معين : " أربعة لا تؤنس منهم رشداً : حارس الدرب ، ومنادى القاضي ، وابن المحدث ، ورجل يكتب في بلده ، ولا يرحل في طلب الحديث " .

    - وذكر الخطيب ص 129 ، قول ابن المسيب : " إن كنت لأسير الليالي في الحديث الواحد " .
    بل قد جعلوا طلب الحديث سبب في دفع الله تعالى البلاء عن هذه الأمة .

    - قال الخطيب في : ( شرف أصحاب الحديث ص 59 ) : قال إبراهيم بن أدهم : " إن الله يدفع البلاء عن هذه الأمة برحلة أصحاب الحديث " .

    6- وجدّ هؤلاء العلماء في طلب الحديث ، وصبرهم على تحصيله كان مضرب الأمثال ، ومثار الإعجاب . فقد انفق هؤلاء العلماء في طلب الحديث النفس والنفيس ، وسهروا في طلبه الليالي ، وتجافت جنوبهم عن المضاجع فى درسه .
    - قال الخطيب في ( الجامع لأخلاق الذي وآداب السامع 1/150 ) قال على بن المديني : سمعت يحيى بن سعيد القطان ، وذكروا طلب الحديث ، فقال أخرج من البيت قبل الغداة فلا أرجع إلى العتمة " .
    - وحكى عبد الرحمن بن أبى حاتم الرازي في : ( تقدمة المعرفة ص 360 ) قال : سمعت أبى يقول : " أول سنة خرجت في طلب الحديث ، أقمت سبع سنين ، أحصيت على قدمي زيادة على ألف فرسخ لم أزل أحصى حتى لما زاد على ألف فرسخ تركته ، كما كنت أسير من الكوفة إلى بغداد ، فما لا أحصى كم مرة ، ومن مكة إلى المدينة مرات كثيرة ، وخرجت من البحرين من قرب مدينة صلا إلى مصر ماشياً ، ومن مصر إلى الرملة ماشياً ومن الرملة إلى بيت المقدس ومن الرملة إلى عسقلان ، ومن الرملة إلى طبرية ومن طبرية إلى دمشق ، ومن دمشق إلى حمص ، ومن حمص إلى إنطاكية ...." .

    - وروى وراقه عنه أنه : كان في سفر معه فكان يراه يقوم في الليلة الواحدة خمس عشرة مرة إلى عشرين مرة في كل ذلك يأخذ أحاديث فيورى ناراً بيده ، ويسرج ويخرج أحاديث فيعلم عليها ، ثم يضع رأسه فقلت : إنك تحمل على نفسك كل هذا ، ولا توقظني ، قال : أنت شاب ، وأنا لا أحب أن أفسد عليك نومك ..." (1) .


    - روى القاضي عياض في : " الإلماع إلى معرفة أصول الرواية وتقييد السماع ص 41، 42 ) هذه الأبيات عن عبد الله بن المبارك :
    ما لذتي إلا روايـــــة مســــــــــند قـــــــد قيدت بفصاحة الألفــــاظِ
    ومجـــالس فيها عـــلـــى سكينة ومـــذكـــــــرات معاشر الحـــفاظِ
    نالوا الفضيلة والكرامة والنهى مــــــن ربـهــــم برعاية وحــفاظِ

    8- ومع جد العلماء وتشمير طلبة العلم في طلب الحديث ، فقد قرنوا طلبه بآداب وأخلاق يجب على طالب الحديث أن يتحلى بها ويلازمها ، ومنها آداباً خاصة بالمحدث في نفسه ، وآداباً مع شيخه وآداباً مع رفاقه في الطلب ، وآداباً في الكتابة والخط ، وفى المشي والجلوس والمأكل والمشرب والملبس . وهى في النهاية تجعل طالب الحديث أكمل الناس آداباً وخلقاً .

    - قال الخطيب في : ( الجامع لأخلاق الراوي ج1 ص 78 ) :
    " والواجب أن يكون طلبة الحديث أكمل الناس أدباً وأشدهم تواضعاً . وأعظمهم نزاهة وتديناً ، وأقلهم طيشاً وغضباً ؛ لدوام قرع أسماعهم بالأخبار المشتملة على محاسن أخلاق رسول الله وآدابه وسيرة السلف الأخيار من أهل بيته . وأصحابه وطرائق المحدثين ، وتأثر الماضيين ، فيأخذوا بأجملها وأحسنها ، ويصدفوا عن أرذلها وأدونها ..
    قال أبو عاصم : " من طلب الحديث فقد طلب أعلى أمور الدنيا فيجب أن يكون خير الناس " .

    ولقد وضع العلماء في ذلك شروطاً لمن يشتغل بالحديث الشريف .
    - قال ابن الصلاح في ( مقدمة في علوم الحديث ص 49 ، 50 ) .
    " أجمع جماهير أئمة الحديث والفقه على أنه يشترط فيمن يحتج بروايته أن يكون : عدلا ضابطا لما يرويه ؛ وتفصيله أن يكون : مسلماً ، بالغا ، عاقلاً ، سالما من أسباب الفسق وخوارم المروءة ، متيقظاً غير مغفل ,حافظاً إن حدث من حفظة ضابطاً إن حدث من كتابه ، وإن كان يحدث بالمعنى اشترط فيه مع ذلك أن يكون عالماً بما يحيل المعاني "

    9- كما قرر هؤلاء العلماء أن على طالب الحديث أولاً أن يجرد نيته لله  .
    روى الســــــــــيوطي في : ( مفتاح الجنة ص 82 ) قول الثوري : " لا أعلم شيئاً من الأعمال أفضل من طلب الحديث لمن حسنت نيته . وقال ابن المبارك : " ما أعلم شيئاً أفضل من طلب الحديث لمن أراد به الله  "
    وروى الخطيب في [ الجامع لأخلاق الراوي 1/85 ] قول حماد بن سلمة : "من طلب الحديث لغير الله تعالى فر به ."

    10-ومع إخلاص النية لابد من الورع والتقوى حتى يلين الحديث لصاحبه ؟ لأن الحديث لا يلين إلا لصاحب الورع و التقوى .
    قال ابن الجوزي في :[ صفه الصفوة 2/737] قال : إبراهيم الحربي : "ألين الحديث لأبى داود كما ألين الحديد لداود .وجمع مع علمه الورع والتقوى " .

    11-ومع تجريد النية لله ، والورع والتقوى لابد من وجود الهمة العالية في طلب الحديث ، والانشغال التام به .
    -قال الخطيب في :[ الجامع لأخلاق الراوي 1/143 ] قال ابن عيينة: "كان الشاب إذا وقع في الحديث احتسبه أهله ".
    -وقال ابن القيم في [ الفوائد ص 83 ] "وأعلى الهمم في طلب العلم ، طلب الكتاب والسنة ، والفهم عن الله و رسوله "

    12-وعلى طالب علم الحديث أن يتحرى البعد عن الكذب في كل ما يأخذ أو يدع ، لأن الله لا يستر على من يكذب على رسوله.
    قال الرامهرمزي في :[ المحدث الفاصل ص318] قال سفيان الثوري : "ما هم أحد يكذب في الحديث فيستر عليه " .

    13-و يجب عليه –كذلك –أن يكون في الحديث فطنا . قال الفارسي في [ جواهر الأصول ص6] .
    قال الإمام محمد الباقر : "من فقه الرجل بصره بالحديث ،أو فطنته للحديث " .

    14-ومن الفطنة للمحدث بين يدي شيخه أن يتحلى بقول : لا أدرى فيما لا يعلم ، فإن "لا أدرى " كما قيل : نصف العلم :

    قال ابن أبى حاتم في : [ تقدمة المعرفة ص 18 ] قال عبد الرحمن بن مهدي ، : "كنا عند مالك بن أنس فجاء رجل فقال : يا أبا عبد الله جئتك من مسيرة ستة أشهر :حملني أهل بلادي مسألة أسألك عنها ،قال فسل قال : فسأل الرجل عن أشياء ،فقال مالك : لا أحسن " .
    قال :فقطع بالرجل كأنه قد جاء إلى من يعلم كل شيء ،
    قال الرجل :وأي شئ أقول لأهل بلادي إذا رجعت إليهم؟
    قال :تقول لهم ، قال مالك بن أنس :لا أحسن " .

    15-ومن أخلاق طالب الحديث إجلال أهله ، ومهابتهم .
    -قال الخطيب في : [ الجامع لأخلاق الراوي 1/184] قال عبد الرحمن بن حرملة : "ما كان إنسان يجترئ على سعيد بن المسيب يسأله عن شيء حتى يستأذن عليه كما يستأذن على الأمير " .
    -وقال ابن أبى حاتم في[ تقدمة المعرفة ص 50] :قال محمود المروزي : "ما رأيت وكيعا عند ابن عينية قط إلا جاثيا بين يديه على ركبتيه ساكت لا يتكلم " .


    16-وعلى طالب الحديث بعد ذلك أن يوطن نفسه على المشاق والصعاب .
    ساق ابن حجر الهيتمي في :[ الفتاوى الحديثة ص 284ن285]:هذه الحكاية تحت عنوان " مطلب في قول الإنصات لا يصير الرجل محدثا كاملا في الحديث ،إلا أن يكتب أربعاً مع أربع في أربع ....إلخ"
    قال الهيتمي : "وفى أشياخ القاضي عياض لما ذكر محمد بن العربي المشهور ، حكى من حديثه ، عن عماد بن محمد مخلد التميمة ، قال لما عزل أبو العباسي همداني عن فضاء الري، ورد بخارى لتجديد مودة كانت بينه وبين أبى الفضل القلعى ، فنزل في جوارنا فحملني إليه معلمي ، وقال : أسألك أن تحدث هذا الصبي بما سمعته من مشايخك ، قال : ما لي سماع ، قال : كيف وأنت فقيه ؟ قال لأني لما بلغت مبلغ الرجال اشتاقت نفسي إلى معرفة الحديث ، ورواية الأخبار وسماعها ، فقصدت محمد بن إسماعيل ( الإنصات ) وسألته الإقبال على ذلك ، فقال : يا بني لا تدخل على أمر حتى تعرف حدوده ،والوقوف على مقداره ، فقلت له : عرفني يرحمك الله حدود ما تصديت له ، ومقدار ما سلكت إليه وسألتك عنه ، فقال لي أعلم أن الرجل لا يصير محدثاً كاملا في الحديث إلا أن يكتب أربعاً مع أربعٍ كأربعٍ مثل أربعٍ في أربعٍ عند أربعٍ بأربعٍ على أربعٍ عن أربعٍ لأربعٍ وكل هذه الرباعيات لا تتم إلا بأربعٍ مع أربع ، فإذا تمت هان عليه أربع ، وابتلى بأربع فإذا صبر على ذلك أكرمه الله بأربعٍٍ وأثابه في الأخر بأربع .فقلت له فسر لي ما ذكر لي من أحوال هذه الرباعيات من قلب صافٍ منشرحٍ وكافٍ ، وبيان شافٍ طالب لأجر وافٍ ، قال نعم :

    أما الأربع التي يحتاج إلى كتبها : فأخبار النبي  وشرائعه والصحابة ومقاديرهم ، والتابعين وأحوالهم ، وسائر العلماء وتواريخهم مع أسماء رجالهم وكناهم وأمكنتهم وأزمانهم كالتحمد ، ومع الخطب والدعاء مع الرسل والبسملة مع السور ، والتكبيرات مع الصلاة ، ومثل المسندات والمرسلات والموضوعات والمقطوعات في صغره ، وإدراكه ، وكهولته وشبابه عند فراغه وشغله ، وعند فقره وعند غناه بالجبال والبحار والبلدان والبراري على الأحجار والأصداف والجلود والأكتاف ، إلى الوقت الذي يمكنه نقله إلى الأوراق عمن هو فوقه وعمن هو مثله وعمن هو دونه وحتى كتاب وعمن هو مثله وعمن هو دونه وحتى كتاب إليه تيقن أنه خطه دون غيره لوجه الله تعالى طلبا لمرضاته ، والعمل بموافق كتاب الله ونشرها بين طالبها ، والتأليف في إحياء ذكره ثم لا تتم هذه الأشياء إلا بأربع : معرفة الكتابة، والثقة ،والضبط ، والنحو .

    مع أربع معاني :محض عطاء الله تعالى القدرة ،والصحة ، والحرص ، والحفظ ، فإذا تمت هذه الأشياء هان عليه أربع : الأهل والمال والوطن والولد ،وابتلى بأربع :شماتة الأعداء ، وملامة الأصدقاء ، وطعن الجهلاء ، وحسد العلماء , فإذا صبر عل هذه المحن الأربع أكرمه الله تعالى بأربع : بعز القناعة ، وتهيئة النفس ، ولذة العلم ، وحسن الذكر ، وأثابه الله في الآخرة بأربع : بالشفاعة لمن أراد من أحبابه ، وبظل العرش يوم لا ظل إلا ظله ، ويسقى من أراد من حوض نبيه ، وبجوار الرحمن في أعلى عليين في الجنة .
    فقد أخذتك يا بني بجملة ما كنت سمعته من مشايخي متفرقا في هذا الباب فأقبل الآن على ما قصدتني له : فهالني قوله فسكت و أطرقت نادماً ! فلما رأى ذلك منى قال : فإذا لم تطق هذه المشاق كلها فعليك بالفقه الذي يمكنك فعله وأنت ببيتك لا تحتاج لبعد الأسفار ، ووطء الديار ، وركوب البحار ، وهو في الآخرة ، ولا فن الفقيه بأقل من فن المحدث ، قال : فلما سمعت ذلك نقص عزمي في طلب الحديث ، وأقبلت على دراسة الفقه وتعلمه إلى أن صرت متقدماً فيه ، فلذلك لم يكن عنده ما أمليه على هذا الصبي ، فقال له المعلم : أن هذا الحديث لا يوجد عند غيرك خبر للصبي من كلام كثير نجده عند غيرك .... انتهى .

    قال الهيتمي تعقيباً : " واستفيد من ذلك مزيد فضل الفقه ، وأنه ثمرة الحديث ، وإن كان طلب الحديث أشد ، و تحصيله أشق (1).

    17- وعلم الحديث علم يحتاج إلى مجاهدة في تحصيله ، وانشغال بمعرفة أصوله وقواعده .
    أورد المباركفورى في : ( مقدمة تحفة الأحوذي ص 17 ، 18 ) هذه الأبيات للسيد المرتضى الواسطى والتي قال فيها :

    علم الحديث شريف ليس يدركـــه إلا الذي فـــــارق الأوطــــان مــغتربا
    وجاهد النفس في تحصيله فـــغـــدا يجتاب بحـــراً ، وفـى الأوعار مضطربا
    يلقى الشيوخ ويروى عنهم سندا وحــــافـــظ مـــا روى عنهم وما كتبا
    ذاك الذي فاز بالحسنى وتــــم لــه حـــفـــظ السعادة موهوبا ومكتسبا
    طوبى لمن كان هذا العلم صاحـبه لــــقد نفـــى الله عنه الهم والوصـبا

    7- شرف علم الحديث الشريف ، ومكانته :

    1- شرف علم الحديث شرف لا يدانى ، ومكانته مكانة سامقة لا تطاول ، فهو سيد العلوم ومنبعها بعد كتاب الله  فهو يشتمل على التوحيد والتفسير والفقه ، والتواريخ .

    - قال الخطيب البخاري في : ( شرف أصحاب الحديث ص 7 : 9 ) :
    " لو أن صاحب الرأي المذموم شغل نفسه بما ينفعه من العلوم ، وطلب سنن رسول رب العالمين واقتفى آثار الفقهاء ، والمحدثين ؛ لوجد في ذلك ما يغنيه عما سواه ، واكتفى بالأثر عن رأيه الذي رآه ؛ لأن الحديث يشتمل على معرفة أصول التوحيد ، وبيان ما جاء من وجوه الوعد والوعيد ، وصفات رب العالمين تعالى عن مقالات الملحدين ، والأخبار عن صفات الجنة والنار ، وما أعد الله تعالى فيها للمتقين والفجار ، وما خلق الله في الأرضيين والسماوات في صنوف العجائب وعظيم الآيات وذكر الملائكة المقربين ، ونعت الصافيين والمسبحين ، وفى الحديث قصص الأنبياء وأخبار الزهاد والأولياء ، ومواعظ البلغاء ، وكلام الفقهاء ـ وسير ملوك العرب والعجم ، وأقاصيص المتقدمين من الأمم ، وشرح مغازي الرسول  وسراياه ، وجمل أحكامه وقضاياه ، وخطبه وعظاته ، وأعلامه ومعجزاته ، وعدة أزواجه وأولاده ، وأصهاره وأصحابه ، وذكر فضائلهم ومآثرهم ، وشرح أخبارهم ومناقبهم ، ومبلغ أعمارهم ، وبيان أنسابهم ، وفيه تفسير القرآن العظيم ، وما فيه من النبأ والذكر الحكيم ، وأقاويل الصحابة في الأحكام المحفوظة عنهم ، وتسمية من ذهب إلى قول كل واحد منهم من الأئمة الخالصين ، والفقهاء المجتهدين .

    وقد جعل الله تعالى أهله أركان الشريعة ، وهدم بهم كل بدعة شنيعة فهم أمناء الله من خليقته ، والواسطة بين النبي وأمته ، والمجتهدون في حفظ ملته ، وأنوارهم زاهرة ، وفضائلهم سائرة ، وآياتهم باهرة ، ومذاهبهم ظاهرة ، وحججهم قاهرة ، وكل فئة تتحيز إلى هوى ترجع إليه ، أو تستحسن رأيا تعكف عليه سوى أصحاب الحديث ، فإن الكتاب عدتهم ، والسنة حجتهم ، والرسول فئتهم ، والله نسبتهم ، لا يعرجون على الأهواء ، ولا يلتفتون إلى الآراء ، يقبل منهم ما رووا عن الرسول ، وهم المأمونون عليه ، والعدول حفظة الدين وخزنته ، وأوعية العلم وحملته ، إذا اختلف في حديث كان إليهم الرجوع ، فما حكموا به فهو المقبول المسموع ، ومنهم كل عالم وفقيه ، وحام رفيع نبيه ، وزاهد في قبيلة ، ومخصوص بفضيلة ، وقارئ متقن ، وخطيب محسن ، وهم الجمهور العظيم ، وسبيلهم السبيل المستقيم ، وكل مبتدع باعتقادهم يتظاهر ، وعلى الإفصاح بغير مذاهبهم لا تجاهر ، من كادهم قصمه الله ، ومن عاندهم خذله الله ، لا يضرهم من خذلهم ، ولا يفلح من اعتزلهم ، والمحتاط لدينه إلى إرشادهم فقير ، وبصر الناظر بالسوء إليهم حسير ، وإن الله على نصرهم لقدير " .

    - وقال ابن الصلاح في ( مقدمته ص 3 ) : " هذا وإن علم الحديث من أفضل العلوم الفاضلة ، وأنفع الفنون النافعة ، يحبه ذكور الرجال وفحولهم ، ويُعنى به محققو العلماء وكلمتهم ، ولا يكرهه من الناس إلا رذالتهم وسفلتهم ، وهو من أكثر العلوم توجا في متونها ، ولا سيما الفقه الذي هو إنسان عيونها ...."

    - وقال السيوطي في : ( تدريب الراوي 1/38 ) " .. فإن علم الحديث رفيع القدر ، عظيم الفخر ، شريف الذكر ، لا يعتني به إلا كل خبر ، ولا يحرمه إلا كل غمر ، ولا تفنى محاسنه على ممر الدهر " .

    - وقال الكتاني في : ( الرسالة المستطرفة ص 1 ، 2 ) .. أما بعد .. فإن العلم الذي لابد منه لكل قاصد ، ولا يستغني عن طلبه عالم ولا عابد ، علم الحديث ، والسنة ، وشرعه الرسول  لأمته ، وسنته :
    ديـــن النبي وشرعه أخباره وأجـــل عــلـــم يقـــتفى آثــاره
    من كان مشتغلا بها وبنشرها بــيـــن الـــبرية لاعـفت آثاره

    وهو من العلوم الأخروية ، والنجاة لمن تمسك به من كل بلية ، والعصمة لمن التجأ إليه ، والهدى لمن استهدى به وعول عليه ، وأهل حفاظ الشريعة من الأعداء ، وحارسها ممن يريد التمرد والشقاء , ولولاهم لاضمحل الدين ، وكان عرضة لتلاعب المتمردين ، وهم عدول هذه الأمة ، والكاشفون عنها كل غمة ، وخلفاء النبي – عليه السلام - وأهله الخاصون به من الأنام ، وكفاهم شرفا أنهم أكثر الناس صلاة على حبيبه المصطفى ، وقد اشتهروا بطول الأعمار ، والتجربة مصدقة لذلك في سائر الإعصار ، ودعا لهم النبي بالرحمة والنضارة ، وبشرهم بالجنة بأجل معاني البشارة ،و قيل فيهم إنهم من أكثر الناس خيراً ومالاً ، وأوفرهم رزقاً حلالاً ,
    قال إبراهيم بن عبد القادر الرياحى التونسي:

    أهــــــل الحديث طـــويلة أعمارهم ووجوههم بدعا النبي منضرة
    وسمعت من بعض المشايخ أنهم أرزاقهم أيــــضـاً به متكثرة

    وأنهم من يُستدفع بهم البلاء ، وأقرب الناس منزلة يوم القيامة من خير الأنبياء وسيد الشفعاء ، وأنهم العلماء على الحقيقة والتمام ، ولايُدعى باسم العالم غيرهم يوم القيامة ، وقيل : من علامات محبته عليه السلام ؛ العكوف على ذكره ، وسماع حديثه في الارتحال والمقام ، وأنشد بعضهم :

    لم أسع في طلب الحديث لسمعة أو لاجــــتــــماع قــديمه وحديثه
    لـــكـــــن إذا فات المحب لقاء من يهوى تعلل باستماع حديثه

    - وقال الصنعاني في : مقدمة ( توضيح الأفكار 1 / 11 ، 12 ، 13 ) : " الحمد لله الذي رفع أعلام علوم الحديث ، وفضل العلم النبوي بالإجماع على شرفه في قديم الزمان والحديث ، واشترك في الحاجة إليه ، والحث عليه القرابة والصحابة والسلف والخلف ، فهو علم قديم الفضل ، شريف الأصل ، دل على شرفه العقل والنقل ... ولا ريب أن علم الحديث من أشرف العلوم وأفضلها ؛ لأنه ثاني أدلة علوم الإسلام ، ومادة علوم الأصول والأحكام ، لا يرغب في نشره إلا كل صادق تقي ، ولا يزهد في نصره إلا كل منافق شقي .. " .

    - وقال الشوكاني في : ( أدب الطلب ومنتهى الأرب ص 149 ) : " .. فاعلم أن أعظم العلوم فائدة ، وأكثرها نفعا ، وأوسعها قدراً ، وأجلها خطراً ، علم السنة المطهرة ؛ فإنه الذي تكفل ببيان الكتاب العزيز ثم استقل بما لا ينحصر من الأحكام " .

    - وقال الوزير اليماني في : ( الروض الباسم في الذب عن سُّنة أبى القاسم ص 4 ، 5 ) : عن علم الحديث الشريف :
    " .. فإن علم الصدر الأول ـ والذي عليه بعد القرآن المعوّل ، وهو لعلوم الإسلام أصل وأساس ، وهو المفسر للقرآن بشهادة لتبين للناس ، وهو الذي قال الله فيه تصريحا ( إن هو إلا وحي يوحى ) وهو الذي وصفه الصادق الأمين بمماثلة القرآن المبين حيث قال في التوبيخ لكل مترف إمَّعه ( إني أوتيت القرآن ومثله معه ) وهو العلم الذي لم يشارك القرآن سواه في الإجماع كفر جاحد المعلوم من لفظه ومعناه ، وهو العلم الذي إذا تجاثت الخصوم للركب ، وتفاوتت العلوم في الرتب ، أصمت مرنان نوافله كل مناضل ، وأصمت برهان معارفه كل فاضل ، وهو العلم الذي ورثه المصطفى المختار والصحابة الأبرار ، والتابعون الأخيار ، وهو العلم الفائضة بركاته على جميع أقاليم الإسلام ، الباقية حسناته في أمة الرسول عليه السلام ، وهو العلم الذي صانه الله من عبادات الفلاسفة وتقيدت عن سلوك مناهجه فهي راسفة ، في الغلاء آسفة .
    وهو العلم الذي جلال الإسلام به في ميدان الحجة ، وصلى وتحمل بديباج ملابسة من صام لله وصلى وهو العلم الفاضل حين تلجلج الألسنة بالخطاب الشاهد له بالفضل رجوع عمر بن الخطاب ، وهو العلم الذي تفجرت منه بحار العلوم الفقهية ، والأحكام الشرعية ، وتزينت بجواهره التفاسير القرآنية ، والشواهد النحوية ، والدقائق الوعظية ، وهو العلم الذي يسلك بصاحبه نهج السلامة ويوصله إلى دار الكرامة ، والسارب في رياض حدائق نهج السلامة ويوصله إلى دار الكرامة ، والساري في رياض حدائق الشارب من حياض حقائقه ، عالم بالسنة ، ولابس من كل صوف جنة وسالك منهاج الحق إلى الجنة ، وهو العلم الذي يرجع إليه الأصولي ، وإن برز في علمه ، والفقيه ، وإن برَّز في ذكائه وفهمه ، والنحوي وإن برَّز في تجويد لفظه ، واللغوي وإن اتسع في حفظه ، والواعظ البصر ، والصوفي والمفسر ؛ كلهم إليه راجعون ، ولرياضه منتجعون " .

    - وقال المباركفوري في : ( مقدمة تحفة الأحوذى ، ص 10 ، 11 ) :
    " اعلم أن انفق العلوم الشرعية ومفتاحها ، مشطاة الأولة السمعية ومصباحها ، وعمدة المناهج اليقينية ورأسها ، ومبنى شرائع الإسلام وأساسها ، ومستند الروايات الفقيهة كلها ، ومأخذ الفنون الدينية دقها وجلها ، وأسوة جملة الأحكام وأسها ، وقاعدة جميع العقائد وأسطقتها ، وسماء العبادات وقطب مدارها ومركز المعاملات ومحط جارها وقارها ، وهو علم الحديث الشريف الذي تعرف به جوامع الكلم ، وتتفجر منه ينابيع الحكم ، وتدور عليه رحى الشرع بالأمر ، وهو ملاك كل نهى وأمر ، ولولاه لقال من شاء ما شاء ، وخبط الناس خبط عشواء ، وركبوا متن عمياء ، فطوبى لمن جد فيه ، وحصل منه على تنويه, يملك من العلوم النواصي ، ويقرب من أطرافها البعيد القاصي ، ومن لم يرضع من دره ، ولم يخض في بحره ، ولم يقتطف من زهره ، ثم تعرض للكلام في المسائل والأحكام ، فقد جار فيما حكم ، وقال على الله تعالى ما لم يعلم ، كيف وهو كلام رسول الله ، والرسول أشرف الخلق كلهم أجمعين ، وقد أوتى جامع الكلم وسواطع الحكم من عند رب العالمين ، فكلامه أشرف الكلم وأفضلها ، وأجمع الحكم ، وأكملها ..." .

    - وقال السيد القنوجي في : ( الحطة في ذكر الصحاح الستة ص 31 ) : " والعلوم الشرعية كثيرة وهى علم التفسير ، وعلم القراءات ، وعلم الحديث ، وعلم الفقه ، وعلم العقائد وغيرها ، وفروع هذه العلوم وأفضلها رتبة ، وأكملها شرافة وأعظمها نفعاً علم الحديث والقرآن ..."


    2- وكفى علم الحديث شرفاً أنه ميراث النبي - أنشد الوزير اليماني في : ( الروض الباسم ص 7 ) :
    العلم ميراث النبي كذا أتـى في النصِّ والعلماء هم وراثهُ
    فإذا أردت حقيقة تدرى لمــن وراثه فكرت مــــــــا ميراثهُ
    ما ورث المختار غير حديثــه فينا وذاك متاعــــه وأثاثهُ
    فلنا الحديث وراثة نبويــةً ولكل محدث بـــدعةٍ إحداثهُ

    3- وعلم الحديث – كذلك – هو السلاح الذي يُحارب به أهل البدع والأهواء ، ويرد به كيد المبطلين وانتحال المبطلين وجهل الجاهلين .

    - قال الفارسي في : ( جواهر الأصول ص 6 ) : قال سفيان الثوري " أكثروا من الأحاديث فإنها السلاح " .

    - وقال السمعاني في : ( الانتصار لأصحاب الحديث ص 10 ) :
    " إنما يرد على أهل البدع بآثار رسول الله ، وآثار الصحابة فأما من رد عليهم بالمعقول ، فقد رد باطلاً بباطل " .

    - وقال الخطيب في : ( شرف أصحاب الحديث ص 6 ، 7 ) : قال سفيان الثوري : " إنما الدين بالآثار ، ليس الدين بالرأي " . وقال مالك بن أنس : " سن رسول الله  وولاة الأمر من بعده سننا الأخذ بها تصديق لكتاب الله عز وجل ، واستكمال لطاعة الله ، وقوة على دين الله ، من عمل بها مهتدٍ ، ومن استظهر بها منصور ومن خالفها غير سبيل المؤمنين ، وولاه الله ما تولى " .

    - وقال السيوطي في : ( مفتاح الجنة ص 75 ) : " قال عروة : " وإتباع السنن قوام الدين " .
    وقال ابن سيرين : " كانوا يقولون : ما دام الأثر فهو على الطريق " .
    وقال الأوزاعى : " إذا بلغك عن رسول الله  حديث فإياك أن تقول بغيره ، فإن رسول الله كان مبلغاً عن الله ..." .

    - وذكر القاضي عياض في : ( الإلماع ص 40 ) هذه الأبيات للقاضي أبى بكر بن عمران :
    زين الفقيه حــــــديث يستضئ به عــــنــــد الحجاج وإلا كان في ظلم
    إن تاه ذو مذهب في قعرمشكلةٍ لاح الحديث له في الوقت كالعلم

    - وذكر القاضي عياض – أيضاً- في : ( الإلماع ص 38 ) ، كما أوردها الخطيب في ( شرف أصحاب الحديث ص 76 ) هذه الأبيات البغدادي أنشدها : عبدة بن زياد الأصبهاني :
    ديـــن النبي مــحـمـد أخبارُ نعــــم المطية للفتى الآثارُ
    لا تخـــــــدعن عن الحديث وأهله فالرأي ليل والحديث نهارُ
    ولربما غـلط الفتى سبل الهدى والشمس بــــازغة لها أنوارُ

    4- وعلم الحديث هو أصل التفقه ، ومن خلاله يتوصل إلى العلوم كلها ، قال الغزالي في : ( إحياء علوم الدين ج1 ص29 ) : " قيل إنه العلم الذي هو فرض عين ، لأن به يتوصل إلى العلوم كلها .

    -وقال الحارث المحاسبي في : ( رسالة المسترشدين ص 166 ) :
    " واعلم أنه لا يرضى من العلم والعمل به إلا ما ثبت باليقين أصله ، وعلا بالصدق فرعه ، وأثمر بالورع نباته ، وقام بالشقاق برهانه ، وحجب بالخشية أستاره ، فلا ترضى من نفسك بالتوانى ، فإنه لا عذر لأحد في التفريط ، ولا عن الله غنى " .

    - وأورد ابن حجر الهيتمي في : ( الفتاوى الحديثية ص 285 ) :
    قول الإمام الشافعي : " من حفظ الفقه عظمت قيمته ، ومن تعلم الحديث قويت حجته ، ومن تعلم الشعر والعربية رق طبعه ، ومن تعلم الحساب جزل رأيه ، ومن لم يصن نفسه لم ينفعه علمه . وحكى أن معتزليا لام محدثاً على كثرة كتابته فقال : يا بنى كم تكتب يذهب بصرك ، ويحدودب ظهرك ويزاد فقرك ، ثم كتب له بظهر كتابه :
    إن التفقه والقراءة والتشاغل بالعلوم أصل المذلة والإذاية والمهانة والهموم

    فلما قرأها قال : كذب عدو نفسه ؛ بل يرتفع ذكرك ، وينشر علمك ويبقى اسمك مع اسم رسول الله  يوم القيامة ثم كتب له :
    إن التشاغل بالدفاتر والكتابة والدراسة أصل التفقه والزهادة والفهامة والرياسة .

    - وأورد الوزير اليماني في : ( الروض الباسم ص 6 ) قول الحافظ الحميدي :
    كــــتاب الله عــز وجــــل قولي وما صحت به الآثــــــــار ديني
    وما اتفق الجميع عليه بـــــدأ وعــــودا فهو مـــن حـقٍ يقينِ
    فــــدع ما صـد عن هــــذا وخذها تكن منها على عين اليقين
    5- وإذا كان علم الحديث أصل العلم ، فقد عدوا من لم يعرف الحديث ، فليس بعالم .
    - قال الفارسي في : ( جواهر الأصول ص7 ) : قال داؤود ابن على : " من لم يعرف الحديث ولم يميز بين صحيحه فهو عدو نفسه " .
    - أورد القاضي عياض في : ( الإلماع ص 43 ، 44 ) هذه الأبيات :
    يـــــــــا طالب العلم استمع قول امرئ عــــــض النصيـــــــــحــــة للمريد الراغبِ
    العــلـــــــــــــــم في أصلين لا يعدوهمــا إلا المضـــــــــــل عـــــــــن الطريق اللاحبِ
    عـــــــلــــم الكتاب وعلـــم آثار النبي قـــــــــــــــد أسندت عن تابع عن صاحبِ
    جــــــاءت بهـا الأثبات عنهم واعتنت بمساندٍ ومـــــــــــــــــــــــ ـــراسل وغرائبِ
    حــتـــى نـــفـــــت طعن الغـــوى وميزت خطأ الغــــبــــــى وزور وضـــــــــــع الكاذبِ
    فـــأتت كـــمــا انتظم الوشاح وثقفت ســـــمــــر الرمــــــــــــــــــاح ولا ضوء الثاقبِ
    لـــــولا روايتهـــــم لــمـــا اتــصلـــت بـنا ولــمــــا عـــــلمــــنا سنـــــة مـــــــــــن واجبِ
    مـــنــها مــــثــــــار الفــــــقه وهى دليله والرأي مـــــــطـــــرح لأبعد جــــــانـــــبِ
    فــــاشدد عـــلــــيه اليد وارحلن لســـمـــــاعــــــــه بـــــمــــــشارقٍ ومـــغـاربِ
    وانـــــو الإلـــــه بـــــه تعش في غـــبطةٍ وتــــفـــــز بعــــــدنٍ في نعيــــم دائبِ


    - وقد وردت هذه الأبيات في : ( الموسوعة الذهبية للعلوم الإسلامية : د. فاطمة محجوب ج13 ص 274) . وهى للإمام جمال الدين عبد الرحمن بن نعمه الحنبلي قال :
    يا طالب علم خير العلم مجتهدا
    علم الحديث تحوز اليمن والرشدا

    ما في العلوم له مثل يماثله
    فاطلبه مقتصداً تسعد به أبدا

    فالفقه يبنى عليه حيث كان إذا ال
    أحكام مأخذها منه إذ وجدا

    وكيف لا ؟ وهو لا لاه ما اتضحت
    سبل الرشاد ولا بان الزمان هدى

    وأهل خير أهل العلم قاطبةً
    فكن محباً لهم كيما تفوز غدا

    ترى سواهم إذا جاء الحديث لما
    قالوه متبعا ما تبطن يدا

    أو كان متنا تراهم راجعين إلى
    أقوالهم وكذا إن أسند واسندا

    لولاهم زاد قوم في الشريعة ما
    شاءوا ولكن حماها كونهم أسدا

    هل يستوي من نأى عن أرضه طلباً
    لها ، وآخر عن تحصيلها قعدا ؟

    شتان بين امرئ ثاو بموطنه
    وبين من كان عن أوطانه بعداً

    ومن ضرورة تفضيل الحديث على
    سواه أن لا يرى شبها لهم أحدا

    شانيهم لا لقيت الدهر محمدةً
    ولا وقيت مصاباً لا ولا فندا


    6- وعلم الحديث علم يدل على رجولة المرء ، ذكر الخطيب في : ( شرف أصحاب الحديث ص 71 ، والرحلة في طلب الحديث ص 96 ) قول الإمام الزهري : " لا يطلب الحديث من الرجال إلا ذكرانها ، ولا يزهد فيه إلا إناثها " وأنشد أبو الفضل الخرساني :

    رحــــلت أطلب أصل العلم مجتهداً وزينة المرء في الدنيا الأحاديثُ
    لا يطــــلب العــلــم إلا بــــازل ذكر ولـــيـــس يبغضـــه إلا المخــانـيث
    لا تـــعـــجــبن بمـال سوف تتركه فإنما هـــــذه الــــدنـــيـا مواريث

    7- وعلم الحديث ، علم تضع الملائكة أجنحتها لمن يطلبه ، ذكر - هذه الحكاية ابن القيم في : ( مفتاح دار السعادة 1/80 ، 81 ) : قال ، قال أحمد بن شعيب كنا عند بعض المحدثين بالبصرة فحدثنا بحديث النبي  : " إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم " وفى المجلس معنا رجل من المعتزلة فجعل يستهزئ بالحديث ، فقال : والله لاطرقن غدا نعلي بمسامير فأطأ بها أجنحة العلم ، ففعل ومشى في النعلين ، فجفت رجلاه جميعاً ، ووقعت فيها الأكلة " .


    - وأورد المباركفوري في ( مقدمة تحفة الأحوذي ص 18 ) : هذه الأبيات :
    أصح ما قيل بعد الذكر من خبر
    حديث خير البرايا سيد البشر

    أعظم به هاديا زكاه خالقه
    بالعدل والفضل والآيات والسور

    فلو تمسك خلق الله أجمعهم
    بلفظه منه نالوا أشرف الوطر

    هذا هو العلم والبحر الذي سعدت
    غواصه بأعالي جوهر الدرر

    تشفى الصدور به حقا وخادمه
    يوم الورود تراه فاز بالصدر

    تلقى الملائكة الرحمن أجنحة
    له إذا سار هذا أفخر البشر

    يستغفر لله هذا نور من شرقت
    له البشائر الآفاق بالبشر

    صلى عليك إله العرش ما صدحت
    ورق على فنن الأغصان والشجر



    8- وعلم الحديث هو العلم الذي يزيد خيره دائماً ، وما سواه وسواس الشياطين .

    - قال الخطيب في : ( الكفاية في علم الرواية ص 82 ) .

    قال بكر بن حماد :
    أرى الخير في الدنيا يقل كثيرة وينقص نقصاً والحديث يزيدُ
    - وقال الخطيب أيضاً في : ( شرف أصحاب الحديث ص 63 ) :- أنشد أحمد بن منصور الشيرازي :
    عليكم بالحديث فليس شئ
    يعادله على كل الجهاتِ

    نصحت لكم فإن الدين نصح
    و لا أخفى نصائح واجبات

    وجدنا في الرواية كل فقه
    وأحكاماً ومن كل اللغاتِ

    بذكر المستندات أنست ليلى
    وحفظ العلم خير الفائداتِ

    ومن طلب الحديث أفاد زخراً
    وفضلا ثم دينا ذا ثباتِ

    9- وعلم الحديث نور مبين ، وطريق السعداء الفالحين : أورد المباركفوري هذه الأبيات فى : ( تحفة الأحوذى ص 20 ، 21 ) قال أبو بكر حميد القرطبي :
    نور الحديث مبينٌ فادن واقتبس
    واحد الركاب له نحو الرضى الندسِ

    واطلبه بالصبر فهو العلم إن رفعت
    أعلامه براياها يا ابن أندلسِ

    فلا تضع في سوى تقييد شارده
    عمرا يفوتك بين اللفظ والنفسِ

    وخل سمعك من بلوى أخي جدلٍ
    شغل اللبيب بها ضرب من الهوسِ

    ما إن سمت بأبي بكر ولا عمرٍ
    ولا أتت عن أبى هرٍ ولا أنسِ

    إلا هوى وخصوماتٍ ملفقةٍ
    ليست برطب إذا عدت ولا يبسِ

    فلا يغرك من أربابها هذرٍ
    أجدى منها نغمة الجرسِ

    أعرهم أذنا صما إذا نطقوا
    وكن إذا سألوا تعري إلى غرسِ

    ما العلم إلا كتاب الله أو أثر
    يجلو بنور هداه كل ملتبسِ

    نور لمقتبسٍ خير لملتمسٍ
    حمى لمحترس نعمى لمبتئسِ

    فاعكف ببابهما على طلابهما
    تمحو العمى من كل ملتمسِ

    ورد بقلبك عدنان من حياضهما
    تغسل بماء الهدى ما فيه من دنسِ

    واقف النبي وإتباع النبي يكن
    من هديهم أبدا تدنوا إلى قبسِ

    والزم مجالسهم واحفظ مُجالسهم
    وندب مدراسهم بالأربع الدرسِ

    واسلك طريقهم والزم فريقهم
    تسكن رفيقهم في حضرة القدسِ

    تلك السعادة إن تلم بساحتها
    فحط رحلك قد عوفيت من تعسِ



    الفــصـــــل الثاني
    فَضَائِلُ أصحابِ الحَديثِ وشـــرفِـــهـــم





    1- أصحاب الحديث ذكروا في كتاب الله تعالى .
    2- أصحاب الحديث : أهل النبي وخلفاؤه .
    3- أصحاب الحديث : أهل النضرة في الدنيا والآخرة
    4- أصحاب الحديث : حفظوا على الأمة دينها .
    5- أصحاب الحديث : أصحاب الحق ، وأهل التمكين فى الأرض .
    6- أصحاب الحديث : هم الفرقة الناجية .
    7- أصحاب الحديث : هم العلماء العاملون .
    8- أصحاب الحديث : أهل الحكمة وحراس الأرض .
    9- محبة أهل الحديث من الإيمان .




    عن ابن مسعود -  - قال : سمعت رسول الله  يقول :-
    " نَضَّر الله امرْأ أسَمَع مقالتي فَوعاها وحفَظها ، وبَلغها ، فرُّبَّ حاملِ فقهٍ إلى مَن هوَ أفقهُ منه . ثلاثُ لا يَغُلُّ عليهنَّ قلبُ مُسلمٍ : إخلاصُ العمل للهِ ، ومناصحًة أئمةِ المسلمينَ ، ولزومُ جماعتِهم ، فإنّ دعوتهم تحيطُ من ورائِهم " .

    أخرجه الترمذي ( 5 / 2658 )
    وابن ماجه ( 1/230 )

    ==================================================

    قال السيوطي :
    " كلما رأيت رجلاً من أصحاب الحديث فكأنما رأيت رجلاً من أصحاب النبي  "

    السيوطي : مفتاح الجنة ص82

    ==================================================

    كان الرمادي إذا اشتكى شيئا قال :
    " هاتوا أصحاب الحديث ، فإذا حضروا عنده ، قال : اقرؤوا علىّ الحديث "

    الخطيب البغدادي : شرف أصحاب الحديث ص 87

    1- أصحاب الحديث ذكروا في كتاب الله تعالى :

    1- قال الله تعالى في وصف المؤمنين الصادقين :
     التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِين َ  (1) .

    قال الخطيب في : ( الرحلة في طلب الحديث ص 87 ، 88 ) : عن عكرمة عن ابن العباس في هذه الآية " السائحون " هم : طلبة الحديث " .

    2-قال الخطيب – أيضاً – في : ( الرحلة في طلب الحديث ص 87 ) .
    قال يزيد بن هارون لحماد بن زيد : يا أبا إسماعيل : هل ذكر الله تعالى أصحاب الحديث فى القرآن الكريم ؟ قال : نعم ألم تسمع إلى قول الله  :  وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طائفة لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ  (2) .

    3- وقال الخطيب في : ( شرف أصحاب الحديث ص 22 ) :
    قال موســــى الخطمي : أصحاب الحديث هم الذين مكن الله لهم في الأرض تصديقاً لقول الله  :  وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ  (3).

    4- وعلى ذلك فإن أصحاب الحديث داخلون في زمرة العلماء الذين قال الله في حقهم في كتابه الكريم :  يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ  (4) .

    2- أصحاب الحديث : أهل النبي وخلفاؤه :
    1- أصحاب الحديث هم أهل النبي  وهم خلفاؤه الذين دعا لهم بالرحمة والنضرة .

    روى الطبراني في الأوسط ، عن ابن عباس – رضي الله عنهما قال :
    قال رسول الله  : " اللهم ارحم خلفائي قلنا : يا رسول الله ومن خلفاؤك ؟ قال : الذين يأتون من بعدى يروون أحاديثي ، ويعلمونها الناس "
    ذكره الرامهرامزي في : ( المحدث الفاصل ص 163 ) والمنذري في : ( الترغيب والترهيب 1/64 ) ، والقاضي عياض في : ( الإلماع ص 17) وذكره الهيثمي في : ( مجمع الزوائد 1/126 ) .


    2- وقد استحق أصحاب الحديث أن يكون أهل النبي  وخلفاؤه ؛ لأنهم هم الأمناء الذين أحيوا سنته ، وعلموها الناس " .

    قال أحدهم :
    أهل الحديث هـــــم أهـــل النبي وإن لم يصحبوا نفسه أنفاسه صحبوا

    وقال رسول الله  : " إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء ******** قيل يا رسول الله : ومن الغرباء ؟ قال الذين يحيون سنتي من بعدى ، ويعلمونها عباد الله "
    ذكره الخطيب في : ( شرف أصحاب الحديث ص 23 ) .

    وأورد الهيثمي في : ( مجمع الزوائد 1/139 ) حديث عبادة بن الصامت أن رسول الله  كان يقول : " إني محدثكم الحديث فليحدث الحاضر منكم الغائب " .
    ولا شك أنهم بلغوا ولم يكتموا ، وأوفوا ولم يخونوا .

    - ذكر الخطيب البخاري في : ( شرف أصحاب الحديث ص 34 ) قول أبى حاتم الرازي :
    " لم يكن أمة من الأمم منذ خلق الله آدم أمناء يحفظون آثار الرسل ، إلا في هذه الأمة ، فقال له رجل : يا أبا حاتم ربما رووا حديثاً لا أصل له ، ولا يصح ، فقال : علماؤكم يعرفون الصحيح من السقيم ، فروايتهم ذلك للمعرفة ، ليبينوا لمن بعدهم أنهم ميزوا الآثار وحفظوها ، ثم قال رحم الله أبا زرعة كان والله مجتهداً في حفظ آثار رسول الله  " .

    3- واستحق أصحاب الحديث – كذلك – خلافة الرسول وولايته إذا أنهم أكثر الخلق التصاقا به ، لأنهم أكثر الناس كتابة لاسمه وصلاة عليه  .

    ذكر الخطيب في [ شرف أصحاب الحديث ص 35 ] حديث الترمذي عن ابن مسعود – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – " أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم على صلاة "
    قال : الخطيب " وهذه منقبة شريفة يختص بها رواة الآثار ونقلتها ، لأنه لا يعرف لعصابة من العلماء من الصلاة على رسول الله أكثر ما يعرف لهذه العصابة نسخا وذكرا " .

    - ثم ذكر الخطيب ( ص 37 ) قول محمد بن أبى سليمان : رأيت أبى في النوم فقلت : يا أباه : ما فعل الله بك ؟ قال : غفر لي ، فقلت : بماذا ؟ فقال : بكتابتي الصـلاة على رسول  في كل حديث "

    - وقال القاســـــمي في : ( قواعد التحديث من فنون مصطلح الحديث ص 46 ) وكذا المباركفوري في : ( مقدمة تحفة الأحوذي 12 ، 13 ) قول بعض العلماء :

    " .. أشد البواعث ، وأقوى الدواعي لي على تحصيل علم الحديث لفظ قال رسول الله  فالحاصل أن أهل الحديث كثر الله تعالى سوادهم ، ورفع عمادهم لهم نسبة خاصة ، ومعرفة مخصوصة بالنبي  لا يشاركهم فيها أحد من العاميين ، فضلاً عن الناس أجمعين ؛ لأنهم الذين لا يزال يجرى ذكر صفاته العليا ، وأحواله الكريمة ، وشمائله الشريفة على لسانهم ، ولم يبرح تمثال جماله الكريم ، وخيال وجه الوسيم ، ونور حديثه المستبين ، يتردد في حاق وسط حنانهم فعلا على باطنهم بباطنه متصلة ، ونسبة ظاهرهم بظاهره التقى مسلسلة ؛ فأكرم بهم من كرام يشاهدون عظمة المسمى حين يذكر الاسم ويصلون عليه  كل لمحة ولحظة بأحسن الحد والرسم " .

    4- ومن أجل ذلك كله ، فقد استحق هؤلاء وصية الحبيب بالحبيب ، وإشادة القريب بالقريب .

    قال أبو هارون العبدي : كنا أتينا أبا سعيد الخدري فقال : مرحبا بوصية رسول الله  فقلنا له : وما وصية رسول الله ؟ قال : قال لنا رسول الله  " إنه سيأتي من بعدى قوم يسألونكم الحديث عنى ، فإذا جاءوكم فالطفوا بهم وحدثوهم " .

    5- روى الخطيب في : ( شرف أصحاب الحديث ص 46 ) و السيوطي :

    - في : ( مفتاح الجنة ص 82) .قال القعنبي : ( إذا رأيت رجلاً من أصحاب الحديث فكأني رأيت النبي حيا ، أو قوله فكأنما رأيت رجلاً من أصحاب النبي .

    - وذكر القاسمي في : ( قواعد التحديث ص 48 ) قول السيوطي : " لولا المحابر لخطبت الزنادقة على المنابر " وقوله : " أهل الحديث في كل زمان كالصحابة في زمانهم "

    - وذكر ابن عبد البر في : ( جامع بيان العلم وفضله ج2 ص 126 ) : قول عبد السلام بن غياث :

    ولـــو لـــم يقــم أهل الحديث بديننا فمن كــــان يروى علمه ويفيدُ
    هـــــم ورثـــــوا اعلم النبوة واحتووا من الفـــضل ما عند الأنام رقودُ
    وهم كمصابيح الدجـــى يهتدي بهم ومـــــــــا لهم بعد الممات خمودُ
    3 - أصحاب الحديث : أهل النضرة في الدنيا والآخرة :

    1- أخرج الترمذي في : (سننه ، في كتاب العلم ، باب ما جاء في الحث على تبليغ السماع ج5 ص 34 ) وابن ماجة ( 1/230 ) .

    - عن ابن مسعود  قال : " سمعت رسول الله  يقول : " نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها وحفظها ، وبلغها ، فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ، ثلاث لا يغل عليهم قلب مسلم : إخلاص العمل لله ، ومناصحة أئمة المسلمين ، ولزوم جماعتهم فإن دعوتهم تحيط من ورائهم " .

    - وفى رواية : " فرب مبلغ أوعى من سامع " قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " .
    - قال الرامهرمزي في : ( المحدث الفاصل ص 167 ) في التعليق على هذا الحديث :
    " ويحتمل معناه وجهين :
    أحدهما : يكون في معنى ألبسه الله النضرة ، وهى الحسن ، وخلوص اللون ؛ فيكون تقديره جمله ُ الله زينة الوجه .

    والثاني : أن يكون في معنى : أوصله الله إلى نضرة الجنة ، وهى نعمتها ، ونضارتها لقوله تعالى:
     تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ  (1) .
    وقوله سبحانه :  وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا  (2) .

    - قال الفارسي : في : ( جواهر الأصول ص 7 ) :
    قال : سفيان بن عيينة : " ما من أحد يطلب الحديث إلا في وجهه نضرة لقول النبي  نضر الله امرأ سمع مقالتي .."

    وقال حفص بن غياث لابنه عمر : ألا تنظر إلى أصحاب الحديث وما هم فيه : هم خير أهل الدنيا "

    2 – ولأن أهل الحديث أهل النضرة في الدنيا و الآخرة ، فقد وهبهم الله نوراً لا يخبو ، و ضوءاً لا ينقطع ، و جعلهم قناديل دين الله تعالى :

    أورد الخطيب في : ( شرف أصحاب الحديث ص 53 ) : هذه الأبيات :
    قناديل دين الله يسعى بحملها رجـــــال بـــــهم يحـيا حديث محمدِ
    هــــم حـــــملوا الآثار من كل عالمٍ تقي ، صـــدوقٍ ، فاضــــلٍ ، مــتعبدٍ
    محـــابــرهـــــــــم زَهُر تضئ كأنها قناديــل حبر ناسك وسط مسـجدِ
    تساق إلى مـــن كــــان في الفقه ومن صنّف الأحكام من كل مســندِِ

    - وأورد القاضي عياض في : ( الإلماع ص 43 ) هذه الأبيات لأبى عمرو اللغوي :
    نور البلاد ، وزين الأنام صَـــــــــــحبُ الحديثِ
    لـــولاهــــم ما علمنا ضـــلال كـــــل خــبيثِ
    و لا علــمــــنا صحيحا من السقـــيم الرثيثِ
    فنحن فيــما لديهم نسعــــى بكل حثيثِ
    لكي نــفــوز بذخرٍ مــــن ربـــنــا مبثوثِ

    - و ذكر الوزير اليماني في : ( الروض الباسم ص 6 ) هذه الأبيات لمحمد بن وهبة الله بن الحسن الشيرازي :
    عليك بأصـــحــــاب الحـــديث فإنهم على منهج مازال بـــالـــديـــن مُعلَّمــــا
    و ما النور إلا في الحديــــث و أهــــلـــه إذا ما دجا الليل البهيــــم و أظــــــلما
    فأعلى البرايا من إلى السنن اعتــزى و أغوى البرايا من إلـــى البدع انتمى
    و مـــــن يـــتـــــرك الآثـار ضلل سعيه و هل يترك الآثـــــار من كان مسلماً ؟

    3- و أهل الحديث للحياة : الماء و الزهر ، أورد القاضي عياض في : ( الإلماع ص 40 ) هذه الأبيات لأبى بكر بن عمران :
    الناس نبت و أرباب العلوم معاً روض و أهل الحديث الماء و الزهرُ
    مــن كان قول رسول الله حاكمه فلا شهود لـــــــــه إلا الأُلى ذكروا .


    4- وأهل الحديث هم الناس ، بل خير الناس قاطبة .
    قال أبو أحمد الحاكم في : ( معرفة علوم الحديث ص 3 ) :-
    - " إن أصحاب الحديث خير الناس ، و كيف لا يكون – كذلك – و قد نبذوا الدنيا بأسرها وراءهم ، و جعلوا غذاءهم الكتابة ، و سمرهم المعارضة ، و استرواحهم المذاكرة ، و خلوتهم المداد ، و نومهم السهاد ، واصطلاءهم الضياء ، و توسدهم الحصى ، فالشدائد مع وجوب الأسانيد العالية عندهم رخاء ووجود الرخاء مع فقد ما طلبوه عندهم بؤس ، فعقولهم بلذاذة السنة غامرة ، و قلوبهم بالرضاء في الأحوال عامرة ، تعلم السنن سرورهم ، و مجالس العلم حبورهم ، و أهل السنة قاطبة إخوانهم ، و أهل الإلحاد و البدع بأسرها أعداؤهم " .
    ثم ذكر : قول : عمرو بن حفص بن غياث : " سمعت أبى يقول : هم خير أهل الدنيا – يعنى أصحاب الحديث – " .

    - و قال الخطيب في : ( شرف أصحاب الحديث ص 49 ) . " رأى أحمد بن حنبل أصحاب الحديث و قد خرجوا من عند محدث ، و المحابر بأيدهم فقال أحمد : إن لم يكونوا هؤلاء الناس ، فلا أدرى من الناس ؟ ! " .

    - و أورد المباركفوري في : ( مقدمة تحفة الأحوذي ص 17 ) هذه الأبيات : للسيد المرتضى الحسيني :
    عليــــــك بأصحــــــاب الحديث فإنهم خيار عباد الله في كل محفلِ
    و لا تعدون عــــينـــاك عنهم فإنهم نجوم الهـــــــــدى في أعين المتأملِ
    جـــهـــابذة شم سراة فــمــــن أتـــــــى إلـــــــــى حيهم يوماً فبالنور يمتلي
    لقد شرقت شمس الهدى في وجوههـم و قــــدرهــم في الناس لازال يعتلى
    فــلــلـــه محياهــــم مـــعـــاً و ممـــاتهم لــــقـــــد ظــــفروا إدراك مجد مؤثلِ
    و قــــال الإمـــــــام الشافعي مقالة غــــدت مـــــنهـــــم فخراً لكل محصلِ
    أرى الـــمـــــرء من أهـــــل الحديث كأنه رأى المرء مـــن صحــب النبي المفضلِ
    عــــلـــــيه صلاة الله مــــــا ذر شــــــــارق و آل لــــــه و الصحب أهـــــل التفضـــلِ



    4- أصحاب الحديث : حفظوا على الأمة دينها :
    1- روى الخطيب في ( شرف أصحاب الحديث ص11 ) : حديث معاذ بن جبل  قال : " يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه : تحريف الغاليين ، و انتحال المبطلين ، و تأويل الجاهلين " .

    فأصحاب الحديث هم الذين حفظوا على الأمة دينها ، و قاموا بالسنة مقامها ، و لولاهم لا ندرس الإسلام :
    - قال الخطيب في : ( شرف أصحاب الحديث ص 52 ) : قال : أبو داود السجستاني : " لولا هذه العصابة لا ندرس الإسلام – يعنى – أصحاب الحديث الذين يكتبون الآثار " .

    2- قال الحافظ الرامهرمزي في : ( المحدث الفاصل ص 159 ) :-
    " ....و قد شرف الله الحديث ، و فضل أهله ، و أعلى منزلته ، و حكمه على كل نحلة ، و قدمه على كل علم ، و رفع من ذكر من حمله ، و حمى بهم بيضة الدين ، و منار الحجة ، و كيف : لا يستوجبون الفضيلة ، و لا يستحقون الرتبة الرفيعة ، و هم الذين حفظوا على الأمة هذا الدين ، و أميزوا عن أبناء التنزيل ، و أثبتوا ناسخه و منسوخه ، و محكمه و متشابهه ، و ما عظمة الله  به من شأن الرسول  فنقلوا شرائعه ، ودونوا مشاهده ، و صنفوا أعلامه و دلائله ، وحققوا مناقب عترته و مآثر آبائه و عشيرته".

    3- و قال الخطيب في ( الكفاية في علم الرواية ص 34 ، 35 ) :-
    " ............ و أما المحققون فيه ، المتخصصون به ، فهم الأئمة العلماء ، و السادة الفقهاء ، أهل الفضل و الفضيلة ، و المرتبة الرفيعة ، حفظوا على الأمة أحكام الرسول ، و أخبروا عن أبناء التنزيل ، و أثبتوا ناسخه و منسوخه، و دونوا أقوال النبي و أفعاله ، و ضبطوا على اختلاف الأمور أحواله فى يقظته و منامه ، و تعوده و قيامه ، و ملبسة و مركبه ، و مأكله و مشربه حتى القلامة من ظفره ما كان يضع بها ، و النخاعة من فيه كيف كان يلفظها ، و قوله عند كل منحل يحدثه ، ولدى كل موقف يشهده تعظيماً لقدره  و معرفة يشرف ما ذكر عنه ، و عزى إليه ، و حفظوا مناقب صحابته ، و مآثر عشيرته ، و جاءوا بسير الأنبياء ، و مقامات الأولياء ، و اختلاف الفقهاء ... و لولا عناية أصحاب الحديث بضبط السنن و جمعها و استنباطها من معادنها ، و النظر فى طرقها لبطلت الشريعة ، و تعطلت أحكامها إذا كانت مستخرجة من الآثار المحفوظة ، و مستفادة من السنن المنقولة فمن عرف للإسلام حقه ، و أعلى مكانه ، و أظهر حجته ، و أبان فضيلته ، ولم يرتق بظنه إلى حزب الرسول و اتباع الوحي ، و آداب الدين ، خزنة العلم الذين ذكرهم الله في كتابه الكريم فقال : وَالَّذ ِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ  (1) .

    وكفى بالمحدث شرفا أن يكون اسمه مقروناً باسم رسول الله و ذكره متصلاً بذكره .

    4- أورد الوزير اليماني فى : ( الروض الباسم ص6 ) هذه الأبيات للحافظ الصوري :
    قــــل لـــمــــن عادى الحديث وأضحى عـــــــــــــــائباً أهــــله ومن يدعيهِ
    أيـــــعـــــــــلــــم تقول هذا ابنِ لي ؟ أم يجـــــهل فالجهل خلق السفيـهِ
    أيعـــــاب الذين هـــم حفظوا الدين مــــــن الـــــــــترهات والتـــــــنـويهِ
    إلــــى قـــــولــــهـــم ومـــــــــا قدروه راجـــــــــع كــــــــل عـــالـــم وفقيهِ



    5- أصحاب الحديث : أصحاب الحق وأهل التمكين فى الأرض .

    1- قال ابن قتيبة فى : ( تأويل مختلف الحديث ص 50 ، 51 ) :-
    " .... فأما أصحاب الحديث فإنهم التمسوا الحق من و جهته ، وتتبعوه من مظانه ، و تقربوا من الله تعالى باتباعهم سنن رسول الله ، و طلبهم لآثاره و أخباره ، براً و بحراً ، و شرقاً و غرباً ، يرحل الواحد منهم راجلاً مقوياً في طلب الخبر الواحد ، أو السُّنة الواحدة ، حتى يأخذها من الناقل لها مشافهة ، ثم لم يزالوا في التنقيب عن الأخبار و البحث لها ، حتى فهموا صحيحها و سقيمها ، و ناسخها و منســـــــوخها ، و عرفوا من خالفها من الفقهاء إلى الرأي ، فبنوا على ذلك ، حتى نجم الحق بعد أن كان عافياً ، و بسق نعد أن كان دارساً ، و اجتمع بعد أن كان متفرقاً ، و انقاد للسنن من كان عنها معرضاً ، و تنبه عليها من كان غافلاً ، و حكم بقول رسول الله بعد أن كان يحكم بقول فلان و فلان و إن كان فيه خلاف مع رسول الله  ... " .

    2- قال ابن بلبان الفارسي فى : ( الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان ج1 ص 20 – 23 ) :-
    " بعد أن حمد الله و أثنى عليه بما هو أهله .. قال :
    ثم اختار الله طائفة لصفوته ، و هداهم للزوم طاعته ، من إتباع سبل الأبرار ، فى لزوم السنن و الآثار ، فزين تلويهم بالإيمان ، وأنطق ألسنتهم بالبيان ، من كشف أعلام دينه ، وإتباع سنن نبيه بالدءوب في الرحل والأسفار ، وفراق الأهل والأوطان في جمع السنن ورفض الأهواء ، والتفقه فيها بترك الآراء ، فتجرد القوم للحديث وطلبوه ، ورحلوا فيه وكتبوه ، وسألوا عنه وذاكروا به ، ونشروه ، وتفقهوا فيه وأصلوه ، وفرعوا عليه وبذلوه ، وبينوا المرسل من المتصل والموقوف من المنفصل ، والناسخ من المنسوخ والمحكم من المنسوخ ، والمفسر من المجمل من المهمل ، والمختصر من المتقصي ، و العموم من الخصوص ، والدليل من المنصوص والمباح من المزجور ، والغريب من المشهور ، والغرض من الإرشاد والحتم من الايعاد ، والعدول من المجروحين ، والضعفاء من المتروكين وكيفية المعمول من المجهول ، وما حرف عن المخزول وقلب من المنحول من تحايل التدليس ، وما فيه من التلبيس ، حتى حفظ الله بهم الدين على المسلمين ، وصانه من ثلب القادحين ، وجعلهم عند التنازع أئمة الهدى ، وفى النوازل مصابيح الدجى " .

    3- فأصحاب الحديث هم أهل الحق الذين نافحوا عنه ، وبذلوا النفس والنفيس فى سبيله ، ودلائل ذلك كثيرة .
    قال السمعاني في : ( الانتصار لأصحاب الحديث ص 45 ) :
    " ومما يدل على أن أهل الحديث هم على الحق ، أنك لو طالعت جميع كتبهم ، من أولهم إلى آخرهم ، قديم وحديث مع اختلاف بلدانهم وزمانهم ، وتباعد ما بينهم فى الديار ، وسكون كل واحد منهم قطراً من الأقطار ، وجدتهم فى بيان الاعتقاد على وتيرة واحدة ، ونمط واحد يجرون فيه على طريقه لا يحيدون عنها ، ولا يميلون فيها ، قولهم فى شئ ما ، وإن قل ، بل لو جمعت جميع ما جرى على ألسنتهم ونقلون عن سلفهم وجدته كأنه جاء من قلب واحد ، وجرى على لسان واحد وهل على الحق دليل أبين من هذا .. ؟ " .

    4- أورد المباركفوري فى : ( مقدمة تحفة الأحوذي ص 14 ) : هذه الأبيات التي أنشدها أبو العباس الغرفي :
    أهـــــــل الحـــديث عصابة الحقِ فازوا بـــــدعــوة سيد الخلقِ
    فوجوهم زهــــــــــــــــــــر منضرة لألاؤهــــــــا كـــــتـــــألـق الـبرقِ
    ياليتني معهم فـــــيــــدركي مـــــا أدركــــوه بها من السبقِ

    وأورد أيضاً هذه الأبيات ( ص 18 ) لمحمد بن محمد المديني :
    أحـــــق أنـــــــاس يستضاء بهديهم أئمة أصحـــــــــــــــــاب الحديث الأفاضل
    خــــلائـــــف أصحاب الحديث ذوى الحمى لهم رتــــــــــــب عليا وأسنى الفضائل
    فـــلـــولاهم لـــــم يعرف الشرع عالم ولـــم تك فتوى في فنون المسائل
    وهـــــل نشر الآثــــار قــــــوم سواهم فـــهـــــم حفظوا ناقلا بـــــعد ناقـل
    فـــديتهم مـــــــن عصبة علم الهدى لـــــقــــد أحــــرزوا فضلا على كل فاضل
    هم القوم لا يشقى لعمري جليسهم فـــمـــــن فاتهم يحصى بغير الفضائل

    5- وأورد الخطيب فى : ( شرف أصحاب الحديث ص 55 ) : قول هارون الرشيد : طلب أربعة فوجدتها فى أربعة : طلب الكفر فوجدته فى الجهمية ، و طلبت الكلام والشغب فوجدته فى المعتزلة ، وطلبت الكذب فوجدته فى الرافضة ، وطلبت الحق فوجدته مع أصحاب الحديث " .

    6- ولأن أهل الحديث هم الحق ، فقد مكن الله لهم في الأرض ، وثبت مكانتهم ، روى ابن أبى حاتم في : ( الجرح والتعديل 1/19 ) قول إسحاق بن موسى : ما مكن لأحد من هذه الأمة ، لأصحاب الحديث ، ويعنى لأئمة الحديث العالمين النقاد ولآثار رسول الله لآن الله  قال في كتابه :  وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا  (1) .
    7- وكما مكن الله لأهل الحديث فى الأرض فقد جعلهم الطائفة المنصورة ، التي على الحق – دائماً – ظاهرة به أبدا سائرة .

    - فقد قال رسول  في حديثه الصحيح : " لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين ، لا يضرهم من خذلهم ، ولا من خالفهم حتى تقوم الساعة " (2) .

    - أورد الحاكم فى : ( معرفة علوم الحديث ص 2 ) قول : أحمد بن حنبل : الطائفة المنصورة التي يُرفع عنهم الخذلان إلى قيام الساعة هم : أصحاب الحديث " .

    - وقال الحاكم – أيضاً – (ص2) سمعت أبا عبد الله محمد بن على الآدمي بمكة يقول : سمعت موسى ابن هارون يقول : سمعت أحمد بن حنبل يقول : وسئل عن معنى حديث " لا يزال ناس من أمتي : فقال : إن لم تكن هذه الطائفة المنصورة أصحاب الحديث فلا أدري من هم " .

    - وقال الخطيب فى : ( شرف أصحاب الحديث ص 26 ، 27 ) :
    " قال ابن المبارك بعد روايته لحديث : لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق ..." قال : هم عندي أصحاب الحديث ... ومثله قاله أحمد بن سنان ، والبخاري ، وعلى بن المديني .." .
    - وقال – أيضاً – ( ص10 ) : " فقد جعل رب العالمين الطائفة المنصورة حراس الدين ، وصرف عنهم كيد المعاندين ؛ لتمسكهم بالشرع المتين ، واقتفائهم آثار الصحابة والتابعين ، فشأنهم حفظ الآثار ، وقطع المفاوز والقفار ، وركوب البراري والبحار ، في اقتباس ما شرع الرسول المصطفى ، لا يعرجون عنه إلى رأى ولا هوى ، قبلوا شريعته قولا وفعلاً ، وحرسوا سنته حفظا ونقلا ، حتى ثبتوا بذلك أصلها ، وكانوا أحق منها والله تعال يذب بأصحاب الحديث عنها ، فهم الحفاظ لأركانها ، والقوامون بأمرها وشأنها و إذا صدف عن الدفاع عنها ، فهم دونها يناضلون ، .. أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ  (1) .

    - وقال الإمام البخاري في : ( خلق أفعال العباد ص 59 ) : بعد ذكره لقول الله  .. وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا (2) .

    قال : " هم الطائفة التي قال النبي  " لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم " .

    8- وأهل الحديث في منهجهم الوضاح ، وطريقهم الصراح ، وترحالهم الميمون ، وسعيهم المأمون قد نهجوا " نهج الصحابة والتابعين لهم بإحسان في التمسك بالكتاب والسنة ، والعض عليها بالنواجذ ، وتقديمهما على كل قول وهدى ، سواء في العقائد ، أو العبادات أو المعاملات ، أو الأخلاق ، أو السياسة أو الاجتماع . فهم ثابتون في أصول الدين و فروعه على ما أنزل الله وأوحاه إلى عبده ورسوله محمد  وهم القائمون بالدعوة إلى ذلك بكل جد وصدق وعزم ، وهم الذين حملوا العلوم النبوي ، وينفون عنهم تحريف الغالبين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين ، فهم الذين وقفوا بالمرصاد ولكل الفرق التي حادت عن المنهج الإسلامي " (3).
    9- أورد المباركفوري فى : ( مقدمة تحفة الأحوذي ص 18 ، 19 ) هذه الأبيات : لسيد العلامة : محمد بن إسماعيل الأمير اليماني :
    سلام على أهل الحديث فإنني
    نشأت على حب الحديث من مهدي

    هم بذلوا فى حفظ سنة أحمد
    وتنقيحها من جهدهم غاية الجهدِ

    وأعنى بهم أسلاف سنة أحمد
    أولئك فى بيت القصيد هُم قصدي

    أولئك أمثال البخاري ومسلمٍ
    وأحمد أهل الجد فى العلم والجدِ

    بحور أحاشيهم من الجزر إنما
    لهم مدد يأتي من الله بالمدِ

    كفاهم كتاب الله والسنة التي
    كفت مثلهم صحب الرسول ذوى المجدِ

    أأنتم أهدى أم صحابة أحمدٍ
    وأهل الكساد هيهات ما الشوك كالورود

    أولئك أهدى فى الطريقة فكم
    فهم قدوتي حتى أوسد فى لحدي

    6- أصحاب الحديث : هم الفرقة الناجية :

    1- جاء في الحديث أن رسول الله  قال : " ستفترق أمتي على نيف وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ، قيل : من هم يا رسول الله ؟ قال " من كان على ما أنا عليه وأصحابي " (1) .

    2- قال الخطيب فى : ( شرف أصحاب الحديث ص25 ) :
    قال أحمد بن حنبل ، بعد ذكره لحديث الرسول : " ستفترق أمتي على نيف وسبعين فرقه ..." قال أحمد : إن لم يكونوا أصحاب الحديث ، فلا أدرى من هم ؟ " .

    3- وأصحاب الحديث كانوا الفرقة الناجية ، لأنهم قد ساروا على درب النور والهدى ، وعاشوا مع سنة رسول الله  تطبيقاً عملياً .
    أورد الخطيب في : ( شرف أصحاب الحديث ص 57 ) : هذه الأبيات التي أنشدها : أبو مزاحم الخاقاني:

    أهــــل الحديث هم الناجون إن عملوا بـــــــــه إذا ما أتى من كل مؤتمنِ
    قــــد قــــيل إنهم خـــير العباد على ما كان فيهم إذا انجوا من الفتنِ
    من مات منهم كذا حــــانت شهادته خطاب مـــــن مـيت فى اللحد مرتهنِ

    7- أصحاب الحديث : هم العلماء العاملون :

    1- لم يكن طلب أصحاب الحديث ، طلبا ينتهي عند التلقي والرواية فقط ، بل كان عملهم بما تلقوه مقترنا بهذا التلقي ، لذن فقد جمعوا بين العلم والعمل ، والنظرية وتطبيقها .

    2- قال الخطيب فى : ( اقتضاء العلم العمل ص 60 ) : قال :
    - بشر بن الحارث ، قال : الفضيل بن عياض : " هذا الحديث لا يسمعه الرجل خير له من أن يسمعه ، ولا يعمل به " .
    - وقال أيضاً : ( ص81 ، 84 ) روى سيار قال : " الذي يتبع الأحاديث ليحدث بها لا يجد ريح الجنة ، وسأل ابن عيينة : من العالم ؟ قال : الذي يعطى كل حديث حقه " .

    3- قال : العليمي في : ( المنهج الأحمد 1/24 ) : قال أحمد بن حنبل : ما كتب حديثا عن النبي  إلا وقد عملت به حتى مر بي في الحديث أن النبي  " احتجم وأعطى أبا طيبة ديناراً " قال : فأعطيت الحجام ديناراً حين احتجمت " .

    4- وأورد العليمي (ج1 ص 13 ، 14 ) هذه الأبيات لأبى بكر عبد الله ابن أبى داود السجستاني :
    تمســـك بحبل الله واتبع الهدى ولاتك بدعــــــيــــا لعـــــلك تفلــحُ
    ودن بكتـاب الله والسنة التي أتت عن رسول الله تنجو وتربـــحُ
    ودع عنك آراء الرجــــال وقولهم فقول رسول الله أزكى وأشــــــرحُ
    ولاتك من قومٍ تلهوا ابـد فيهم فتطعن فى أهل الحديث وتـــقــدحُ
    إذا ما اعتقدت الدهر يا صاح هذه : فأنت عــــــلـــى خير تبت وتصبـــحُ

    8- أصحاب الحديث : أهل الحكمة وحراس الأرض :

    1- وأصحاب الحديث هم : أهل الحكمة التي تعلموها وعلموها الناس وذلك مصداقاً لقول  في الحديث الذي رواه ابن مسعود  قال : قال النبي  : " لا حسد إلا في اثنتين : رجل أتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق ، ورجل أتاه الله الحكمة ، فهو يقضى بها ويعلمها " (1) .

    2- ومن حكمة أهل الحديث : خبرتهم وتمكنهم من تمييز الزائف من الصحيح ، لأن الله أعطاهم ووهبهم الموهبة والإحساس الصادق ، والخبرة بمعرفة الحديث ، مستأنسين في ذلك بقول النبي  فيما رواه عنه أبو حميد ، وأبو أسيد : لا إذا اسمعتم الحديث عنى تعرفه قلوبهم ، وتلين له أشعاركم وأبشاركم ، وترون أنه منكم قريب ، فأنا أولاكم به . وإذا سمعتم الحديث عنى تنكره قلوبكم ، وتنفر أشعاركم وأبشاركم ، وترون أنه منكم بعيد ، فأنا أبعدكم عنه " (2) .
    3- قال ابن أبى حاتم في : ( تقدمة المعرفة ص 3 ) : قيل لابن المبارك : هذه الأحاديث المصنوعة ؟ قال : تعيش لها الجهابذة " .
    - وروى كذلك في : ( الجرح والتعديل 1/18 ) قول عمرو بن قيس : " ينبغي لصاحب الحديث أن يكون مثل الصيرفي الذي ينتقد الدراهم ، فإن الدراهم فيها الزائف والبهرج ، كذلك الحديث " .

    4- أورد ابن عبد البر في : ( جامع بيان العلم ج2 ص 131 ) قول : عبيد الله بن عمرو : كنت فى مجلس الأعمش ، فجاء رجل فسأله عن مسألة فلم يجبه ، ونظر فإذا أبو حنيفة : فقال : يا نعمان قل بها : قال القول فيها كذا ، قال : من أين قال من حيث حدثناه ، قال فقال الأعمش : نحن الصيادلة وأنتم الأطباء " .

    5- ولأن أهل الحديث : أهل الحديث : أهل الحكمة فهم حراس الأرض ، وفرسان الدين .
    قال الخطيب في : ( شرف أصحاب الحديث ص44 ) : قال : سفيان الثوري : " الملائكة حراس السماء ، وأصحاب الحديث حراس الأرض " وقال : يزيد بن زريع : " لكل دين فرسان وفرسان هذا الدين أصحاب الأسانيد " .

    6- وأهل الحديث بعلمهم وتقواهم صاروا أولياء لله  وحده فهم الذين والوه بعلمهم ، وعملهم .
    - قال الخطيب فى : ( شرف أصحاب الحديث ص 50 ) : قال الخليل بن أحمد : إن لم يكن أهل القرآن ، والحديث أولياء الله ، فليس لله فى الأرض ولى " .
    - وهم بولاياتهم لربهم فتحت لهم خزائن الحديث :
    قال الخطيب أيضاً : ( ص39 ) : عن شفى الأصبحي قال : " تفتح على هذه الأمة خزائن كل شئ ، حتى تفتح عليهم خزائن الحديث " .
    ولأنهم أولياء الله ، فهم من الشفعاء يوم القيامة . قال القنوجي في : ( الحطة ص 46 ، 47 ) قال الحافظ السيوطي :
    إن خفت يـــوم الحشر وأهواله ورقت أن تحظـــى بكل المــرامِ
    فعش علـــــــى سنة خير الورى مقتفيا أهل الحـــديث الكـــرامِ
    هم الأولى ينجــــــوك من هو له حـــــيــن يقادون لــــدار السلام

    9- محبة أهل الحديث من الإيمان :

    1- أصحاب الحديث فى مكانة عالية عند ربهم ، فقد أعلى الله ذكرهم فى الدنيا ، وكتب لهم الحب والقبول فى الأرض ، كما أعلى ذكرهم فى السماء ، فدعواتهم إلى الله صاعدة ، وكثرة صلاتهم على نبيهم محمد  على قبره راقدة .

    - قال العليمي في : ( المنهج الأحمد 1/150 ) : قال حفص بن عبد الله : اشتهت أن أرحل إلى أبى زرعة الرازي ، فلم يقدر لي فدخلت إلى الري بعد موته ، فرأيته في النوم يصلى في السماء الدنيا بالملائكة ، فقلت : بم نلت هذا ؟ قال : كتب بيدي ألف ألف حديث : أقول فيها عن رسول الله  وقد قال رسول الله  : " من صلى علىّ صلاة صلى الله عليه عشرا " .

    - وذكر السمعاني في : ( أدب الإملاء والاستملاء ص20 ) :-
    قال : قال يحيى بن أكثم ، قال لي هارون الرشيد : ما أنبل المراتب ؟ قلت : ما أنت فيه يا أمير المؤمنين ، قال : فتعرف أجل منى ؟ قلت : لا ، قال : لكنى أعرفه : رجل يقول في حلقة : يقول : حدثنا فلان عن فلان قال : قال رسول الله  قال : قلت : يا أمير المؤمنين : هذا خير منك ، وأنت ابن عم رسول الله  وولى عهد المسلمين ؟ ! قال : نعم ويلك هذا خير منى ؟ أبدا ، ونحن نموت مقترن باسم رسول الله  لا يموت أبد ، ونحن نموت ، ونفنى العلماء باقون ما بقى الدهر" .

    وهكذا كتب لأهل الحديث الحب في الأرض من جميع الخلق .

    2- وأهل الحديث يحبهم كل مؤمن ، ولا يبغضهم إلا كل مبتدع منافق .
    - قال الخطيب في : ( الكفاية في علم الرواية ص 34 ) : قال أبو العباس أحمد على الآبار : " رأيت بالأهواز رجلاً حف شاربه ، وأظنه قد اشترى كتبا ، وتعبأ للفتيا ، فذكر أصحاب الحديث ، فقال : ليسوا بشيء و ليس يسوون شيئاً ، فقلت له : أنت لا تحسن تصلى ، قال : أنا ؟ قلت : نعم ، قلت : إيش تحفظ عن رسول الله إذا افتتحت الصلاة ، و رفعت يديك ؟ فسكت ، فقلت : إيش تحفظ عن رسول الله إذا وضعت يديك على ركبتيك ؟ فسكت ، فقلت : إيش تحفظ عن رسول الله إذا سجدت ؟ فسكت ، فقلت : مالك لا تتكلم ؟ ألم أقل إنك لا تحسن تصلى ، أنت إنما قيل لك : تصلى الغداة ركعتين ، و الظهر أربعاً فالزم ذا خير لك من أن تذكر أصحاب الحديث ، فلست بشيء ، و لا تحسن شيئاً ... " .
    - و قال الفارسي : في : ( جواهر الأصول ص 8 ) : قال أحمد بن سنان : " ليس في الدنيا مبتدع إلا و هو يبغض أهل الحديث ، فإذا ابتدع الرجل نزع حلاوة الحديث من قلبه " . و قال أبو نصر بن سلام الفقيه : ليس شئ أثقل على أهل الإلحاد ، و لا أبغض من سماع الحديث ، و روايته بإسناده " .

    - قال الخطيب في : ( شرف أصحاب الحديث ص 78 ، 79 ) :- قال : أبو عبد الله محمد بن على الصوري:
    قــل لمـــن عاند الحديث و أضحى عــــــائـــــــــــباً أهله و من يدعيه
    أبعلم تـــــقـــــــول هذا ابن لي ؟ أم بجهل فالجهل خلق السفيه ؟!
    أيعاب الذين هــــــــم حفظوا الـد ين مــــــــن الترهـــات و التمويه ؟
    إلى قولهم و مـــــا قـــــــــد رووه راجـــــــع كـــــــل عــــالـــم وفقيه

    وقال : أبو حزام الخاقانى :
    أهــل الكلام وأهل الرأي قد عدموا عــلم الحديث الذي ينجو به الرجلُ
    لـو أنهم عرفوا الآثار ما انحرفوا عــــنها إلى غيرها ، لكنهم جهلوا

    3- وقول النبي  هو الأحق بالأخذ ، وكذا قول صحابته الكرام ، وهذان عماد وأهل الحديث .

    - قال الوزير اليماني في : ( الروض الباسم ص6 ) :-
    قال العلامة : مجد الدين محمد بن أحمد الأرملى :
    إذا شئـــــت أن تتوقــــى الهدى وأن تــــــأتــى الحق من بابهِ
    فـــــدع كـــــــل قول ومن قاله لــــقــــول النبي وأصحابهِ
    فلم ينجو مــــن محدثات الأمور بغير الحـــــــــــديث وأربابهِ

    4- ومحبة أهل الحديث فرض ، وهى من الدين ، قال السمعانى في ( أدب الإملاء والاستملاء ص7):
    أنشد : أبو المناقب : محمد بن حمزة بن إسماعيل الحسيني :
    عــــليكم بأصحاب الحديث فإنما محبتهم فـــرض لذي الدين والعقــلِ
    رُعـــــــاة حديث المصطفى ورواته لحفظهم الإسناد بالضــــبط والنقـلِ
    وإثناؤهم ذكـــر النبي محـــــمدٍ عليه سلام الله في الكتـــب بالعقلِ
    فكل حديثٍ لم يكــــن فيه سند إلى مسندٍ فالغل ذاك وكالـــــبقلِ
    5- وذكر أهل الحديث ومحبتهم لذة وراحة : قال السمعانى :
    - في : ( أدب الإملاء والاستملاء ص19) :- قال : النضر بن شميل سمعت أمير المؤمنين : المأمون يقول : ما اشتهى من لذات الدنيا إلا أن يجتمع أصحاب الحديث عندي ، ويجئ المستملى فيقول من ذكرت أصلحك الله " .

    - وقال الخطيب في : ( شرف أصحاب الحديث ص 78 ) :- " كان الرمادي إذا اشتكى شيئاً قال : هاتوا أصحاب الحديث ، فإذا حضروا عنده قال : اقرؤوا علىَّ الحديث .

    جعلنا الله تعالى من أهل الحديث , ونضر وجوهنا كما نضر وجوههم , ورضي عنا كما رضي عنهم , ووصلنا كما وصلهم, وغفر لنا كما غفر لهم
    اللهم آمين .
    1- فهرس الآيات والأحاديث
    أ- الآيات القرآنية
    م الآيـــــــــــــــــــــ ـة رقـــــمـها الســــــورة الصفـــــحة
    1 " أولئك حزب الله ألا إن حزب الله .." 22 المجادلة 48
    2 " التائبون العابدون الحامدون السائحون " 112 التوبة 36
    3 " تعرف فى وجوههم نضرة النعيم " 24 المطففين 40
    4 " قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا " 32 آل عمران 8
    5 " من يطع الرسول فقد أطاع الله " 80 النساء 8
    6 " واذكرن ما يتلى فى بيوتكن " 34 الأحزاب 9
    7 " وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول " 12 التغابن 8
    8 " وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون " 13 آل عمران 7
    9 " وأنزل عليك الكتاب والحكمة " 113 النساء 8
    10 " والذين اتبعوهم بإحسان .." 100 التوبة 4
    11 " وعد الله الذين آمنوا منكم ..." 55 النور 36
    12 " وكذلك جعلناكم أمة وسطا .." 143 البقرة 48
    13 " ولقاهم نضرة وسرورا .." 11 الإنسان 40
    14 وما كان المؤمنون لينفروا 122 التوبة 36
    15 " ومن يطع الله ورسوله فأولئك مع ..." 69 النساء 3
    16 " يا أيها الذين أمنوا أطيعوا الله والرسول 59 النساء 8
    17 " يرفع الله الذين أمنوا منكم " 11 المجادلة 36






















    ب- فهرس الأحاديث

    م الـحـــــــــــديــــــث الصفحة
    1 "احتجم النبي وأعطى الحجام ديناراً " 51
    2 " إذا سمعتم الحديث عنى تعرفه ..." 52
    3 " إن الإسلام بدأ غريباً .." 37
    4 " إني محدثكم الحديث فليحدث الحاضر ..." 37
    5 " إنه سيأتي من بعدى قوم ..." 39
    6 ألا إني أوتيت الكتاب ومثله .." 58
    7 اللهم ارحم خلفائي ..." 37
    8 " أولى الناس بي يوم القيامة .." 38
    9 " ستفترق أمتي على نيف وسبعين فرقة .." 50
    10 " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء .." 9
    11 " لا تزال طائفة من أمتي على الحق .." 47
    12 " لا حسد إلا فى اثنتين .." 52
    13 " نضر الله امرأ سمع مقالتي .." 35




    2- فهرس الشواهد الشعرية
    م الشاهد الصفحة
    1 علم الحديث الشريف ليس يدركه
    إلا الذي فارق الأوطان مغتربا
    22
    2 يا طالب علم خير العلم مجتهدا
    علم الحديث تحوز اليمن والرشدا

    29
    3 عليك بأصحاب الحديث فإنهم
    على منهج مازال بالدين معلما
    41
    4 أهل الحديث هم أهل النبي ، وإن
    لم يصحبوا نفسه أنفاسه صحبوا
    37
    5 يا طالب العلم استمع قول امرئٍ
    عض النصيحة للمريد الراغب
    29
    6 رحلت أطلب أصل العلم مجتهدا
    وزينة المرء في الدنيا الأحاديث
    30
    7 نور البلاد / وزين الـ
    أنام ، صحب الحديثِ
    41
    8 عليكم بالحديث فليس شئ
    يعادله على كل الجهاتِ
    32
    9 تمسك بحبل الله واتبع الهدى
    ولا تك بدعياً لعلك تفلحُ
    51
    10 قناديل دين الله يسعى بحملها
    رجال بهم يحيا حديث محمد
    41
    11 أرى الخير في الدنيا يقل كثيره
    وينقص نقصا والحديث يزيدُ
    31
    12 ولوم لم يقم أهل الحديث بديننا
    فمن كان يروى علمه ويفيدُ
    31
    13 دين النبي محمد أخبارُ
    نعم المطية للفتى الآثارُ
    7
    14 أصح ما قيل بعد الذكر من خبرِ
    حديث خير البرايا سيد البشر
    31
    15 الناس نبت وأرباب العلوم معاً
    روض وأهل الحديث الماء والزهر
    41
    16 نور الحديث مبين فادن واقتبس
    واحد الركاب له نحو الرضي الدنس
    32
    17 ما لذي إلا رواية مسندٍ
    قد قيدت بفصاحة الألفاظ ِ
    18
    18 أهل الكلام وأهل الرأي قد عدموا
    علم الحديث الذي ينجوا به الرجلُ
    55
    19 أحق أناس يستضاء يهديهم
    أئمة أصحاب الحديث الأفاضلِ
    46
    20 عليكم بأصحاب الحديث فإنهم
    خيار عباد الله في كل محفل
    42
    21 إن حققت يوم الحشر أو هو له
    ورمت أن تحظى بكل المرام
    53
    22 أهل الحديث هم الناجون إن عملوا
    به إذا ما أتى من مل مؤتمن
    50
    23 سلام على أهل الحديث فإنني
    نشأت على حب الحديث من مهدي
    49
    24 كتاب الله عز وجل قولي وما صحت به الآثار ديني
    28
    25 دين النبي وشرعه أخباره
    وأجل علم يقتفى آثاره
    24
    26 إذا شئت أن تتوقى الهدى
    وأن تأتى الحق من بابه
    55
    27 العلم ميراث النبي كذا أتى
    في النص والعلماء وهم وراثة
    27
    28 لم أسع في طلب الحديث لسمعه
    أولا اجتماع قديمة وحديثه
    60
    29 أهل الحديث طويلة أعمارهم
    ووجوههم بدعا النبي منضرة
    24
    30 إن التشاغل بالدفاتر والكتابة والدراسة
    أصل التفقه والزهادة والفهامة والرياسة
    48
    31 قل لمن عائد الحديث وأضحى
    عائب أهل ومن يدعيه
    44
    3- فهرس الأعلام
    ( إبراهيم بن أدهم ) 17
    ( إبراهيم الحربي ) 19
    ( ابن أبى حاتم الرازي ) 18،20،37،46،52
    ( ابن بلبان الفارسي ) 54
    ( ابن جماعة ) 10-16
    ( ابن الجوزى ) 14،16
    ( ابن حجر الهيتمي ) 20 ، 29
    ( ابن سيرين ) 27
    ( ابن الصلاح ) 15 ، 19 ، 34
    ( ابن عباس ( عبد الله ) ) 37 ، 38
    ( ابن عبد البر ) 39 ، 52
    ( ابن قتيبة ) 45
    ( ابن القيم الجوزية ) 20 ،30
    ( ابن كثير ) 14 ، 35
    ( ابن ماجة ) 40 ، 47 ( هامش )
    ( ابن منظور ) 9 ، 11
    ( أبو إدريس الخولاني ) 13
    ( أبو إسحاق الفزاري ) 17
    ( أبو أسيد ( صحابي ) ) 52
    ( أبو بكر الصديق ) 13
    ( أبو بكر بن أبى داود السجستاني ) 51
    ( أبو بكر بن عمران ) 27 ، 41
    ( أبو حاتم الرازي ) 37
    ( أبو حزام الخاقاني ) 50
    ( أبو حميد القرطبي ) 32 , 51
    ( أبو حنيفة النعماني ) 52
    ( أبو داود السجستانى ) 9 ( هامش ) ، 43 ،47 (هامش ) ، 50 ( هامش )
    ( أبو زرعة الرازي ) 54
    ( أبو سعيد الخدري) 28 ، 39
    ( أبو طيبة ( صحابي ) ) 55
    ( أبو عاصم النبيل ) 7
    ( أبو العباس العزفي ) 46
    ( أبو العباس الهمداني ) 21
    ( أبو الفضل الخرساني ) 30
    ( أبو الفضل القلعي ) 21
    ( أبو الفيض الفارسي ) 27 ، 29 ، 40 ، 45 ، 55
    ( أبو مزاحم الخاقاني ) 55
    ( أبو هارون العبدي ) 39
    ( أحمد بن حنبل ) 7 ( هامش ) 24 ، 47 ، 50 ، 51 ، ( هامش )
    ( أحمد بن سنان ) 47 ، 55
    ( أحمد بن شعيب ) 30
    ( أحمد بن على الآبار ) 54
    ( أحمد بن منصور الشيرازي ) 32
    ( أحمد شاكر ) 15
    ( إسحاق بن موسى الخطمي ) 36
    ( الأعمش ) 52
    ( البخاري ) 18 ، 52 ( هامش ) .
    ( البزار ) 52 (هامش ) .
    ( بشر بن الحارث ) 14 ، 15 ، 51
    ( بكر بن حماد ) 31
    ( الترمذي ) 7 ( هامش ) ، 37 ، 39 ، 46 ، ( هامش ، 49 ( هامش ) .
    ( تقي الدين الندوي ) 18(هامش)
    ( جابر بن عبد الله الأنصاري ) 11
    ( جمال الدين بن نعمة الحنبلي ) 29
    ( الحارث المحاسبي ) 28
    ( الحاكم ) 42 ، 47 ( هامش ) 50 ( هامش )
    ( حفص بن عبد الله ) 54
    ( حفص بن غياث ) 40
    ( حماد بن زيد ) 36
    ( حماد بن سلمة ) 19
    ( الخطيب البغدادي ) 14 ، 16 ، 17 ، 18 ، 19 ، 20 ، 21 ، 24 ، 32 ، 33 ، 36 ، 37 ، 38 ، 39 ، 41 ، 43 ، 48 ، 50 ، 51 ، 53، 55 ، 58
    ( الخليل بن أحمد الفراهيدي ) 53
    ( داؤود بن على ) 51
    ( الرامهرمزي ) 20 ، 40 ، 43
    (ربيع بن هادى المدخلي ) 41 ( هامش ) .
    ( الزهري ) 30
    ( سعيد بن المسيب ) 14 ، 17 ، 20
    ( سفيان بن عيينة ) 40 ، 51
    ( سفيان الثوري ) 14 ، 15 ، 20 ، 27
    ( السمعانى ) 54 ، 55 ، 56
    ( سيار ) 51
    ( السيد القنوجى ) 26
    ( السيد محمد نوح ) 12 ( هامش )
    ( السيد المرتضى الحسيني ) 42
    ( السيوطي ) 3 ، 11 ، 14 ، 19 ، 24 ، 35 ، 39 ، 53
    ( الشافعي ) 9 ، 10 ، 28 ، 42
    ( شعبة بن الحجاج ) 15
    ( شفى الأصبحي ) 53
    ( الشوكاني ) 26
    ( صبحي عبد الرءوف عمر ) 6 هامش
    ( الصنعانى ) 25
    ( طاهر الجزائري ) 16
    ( الطبراني ) 37 ، 47 ( هامش )
    الطيالسى ) 47 ( هامش )
    ( العاملي ) 10
    (عبد الله بن أنيس ) 12
    (عبد الله بن داود ) 17
    (عبيد الله بن عمرو) 52
    (عبد الله بن المبارك ) 3 ، 7 ، 14 ، 17 ، 18 ، 19 ، 47 ، 52
    ( عبد الله بن مسعود ) 13 ، 35 ، 40 ، 52
    ( عبد الرحمن بن حرملة الأسلمي ) 20
    ( عبد الرحمن بن مهدي ) 20
    (عبده بن زياد الأصبهاني ) 7 ، 28
    ( عبيدة بن سليمان ) 17
    ( عثمان بن عفان ) 11 ، 13
    ( العرباض بن سارية ) 9 هامش
    ( عروة بن الزبير ) 27
    ( عكرمة ) 36
    ( على بن أبى طالب ) 12 ، 19
    ( على بن المديني ) 18 ، 46 ، 47
    ( العليمي ) 51 ، 54
    ( عماد بن مخلد التميمي ) 21
    ( عمر بن الخطاب ) 26
    ( عمرو بن حفص بن غياث ) 42
    ( عمرو بن قيس ) 52
    ( عمرو بن ميمون ) 13
    ( الغزالي ( أبوحامد ) ) 28
    ( فاطمة محجوب ) 29
    ( الفضيل بن عياض ) 51
    ( الفيروز أبادي) 11
    ( القاسمى ) 38 ، 39
    (القاضي عياض ) 7 ، 18 ، 21 ، 27 ، 28 ، 29 ، 37 ، 41 , 51
    ( الكتاني ) 24
    ( المأمون ) 56
    ( مالك بن أنس ) 20 ، 27
    ( المباركفورى 26 ، 31 ، 32 ، 38 ، 42 ، 46 ، 49
    ( مجد الدين محمد بن أحمد الأرملي ) 55
    ( محمد الباقر ) 20
    ( محمد بن أبى سليمان ) 37
    ( محمد بن إسماعيل اليماني ) 48
    ( محمد بن على الأوعى ) 47
    ( محمد بن حمزة الحسيني ) 55
    ( محمد عجاج الخطيب ) 17
    ( محمد بن على الصوري 54
    ( محمد بن محمد المديني ) 45
    ( محمد بن مسلمة ) 11
    ( محمد بن وهبة الشيرازي ) 40
    ( محمود المروزي ) 20
    ( مسلم بن الحجاج ) 46 ( هامش )
    ( مصطفى السيوطي ) 10
    ( معاذ بن جبل ) 43
    ( المعافى بن عمران ) 17
    ( المغيرة بن شعبة ) 11
    ( النبي الفيومي ) 9
    ( منصور بن الجصاص ) 7 , 17
    ( المنذرى (زكى الدين ) 37
    ( موسى بن هارون ) 47
    ( النضربن شميل ) 56
    ( النووي ) 16
    ( هارون الرشيد ) 46 ، 54
    ( الهيثمي ( نور الدين ) ) 13 ( هامش ) 37
    ( الوزير اليماني ) 3 ، 25 ، 27 ، 28 ، 41 ، 44 ، 55
    ( يحيى بن أكثم 54
    ( يحيى بن سعيد ) 15
    ( يحيى بن سعيد القطان ) 18
    ( يحيى بن معين ) 17
    ( يزيد بن زريع ) 52
    ( يزيد بن هارون ) 36


    4- فهرس الأماكن
    م المــــــكـــــــــان ص
    1 أنطاكية 18
    2 الأهواز 54
    3 البحرين 18
    4 بخارى 21
    5 البصرة 30
    6 بغداد 18
    7 بيت المقدس 18
    8 حمص 18
    9 دمشق 18
    10 الرملة 18
    11 الري 20 ، 54
    12 صلا 18
    13 طبرية 18
    14 عسقلان 18
    15 الكوفة 18
    16 المدينة 18
    17 مصر 18
    18 مكة 18 ، 47
    19 ناحيى بنى أمية ( المدينة ) 12


    5- فهرس المصادر والمراجع
    القرآن الكريم :
    1- الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان :
    ابن بلبان ( علاء الدين على بن بلبان الفارس ) ت 739هـ ، تحقيق : كمال يوسف الحوت . ط1 ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، سنة 1407هـ - 1987م .

    2- إحياء علوم الدين :
    الغزالي ( أبو حامد ، محمد الغزالي ) ت 505هـ ، تحقيق : سيد إبراهيم صادق ، ط دار الحديث ، 1414هـ - 1994م .

    3- أدب الإملاء والاستملاء :
    السمعانى ( أبو سعيد ، عبد الكريم بن محمد بن منصور التميمي السمعانى ) ت 562هـ ، ط دار الكتب العلمية ، بيروت ( بدون تاريخ .

    4- أدب الطلب ومنتهى الأرب :
    الشوكاني ( محمد بن على بن محمد الشوكاني ) ت 1250هـ ، تحقيق : محمد عثمان الخشت ، ط مكتبة الساعي 1988م .

    5- اقتضاء العلم العمل :
    الخطيب البغدادي ( أبو بكر ، أحمد بن على بن ثابت البغدادي ) ت 463هـ ، تحقيق : محمد ناصر الدين الألباني ، ط5 المكتب الإسلامي ، بيروت ، سنة 1404هـ - 1984م.

    6- الإلماع في معرفة أصول الرواية وتقييد السماع :
    عياض(ابن موسى بن عياض البستي ) ت 544هـ ، تحقيق : السيد أحمد صقر ، ط2 ، المكتبة العتيقة , تونس سنة 1987م .

    7- الإمام البخاري إمام الحفاظ والمحدثين :
    دكتور : تقي الدين النووي المظاهرى ، ط4 ، دار القلم ، بيروت ، سنة 1415هـ - 1994م .

    8- الانتصار لأصحاب الحديث :
    السمعانى ( منصور بن محمد السمعانى ) :
    تحقيق : محمد حسين الجيزاني ، ط1 ، أضواء المنار ، 1996م .

    9- الباعث الحثيث ، شرح اختصار علوم الحديث لابن كثير :
    أحمد محمد شاكر ، ط3 ، دار التراث ، 1399هـ - 1979م .

    10- البداية والنهاية :
    ابن كثير ( عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي ، ت 774هـ ، ط1 ، دار الغد العربي ، سنة 1412هـ - 1992م .

    11- تأويل مختلف الحديث في الرد على أعداء أهل الحديث :
    ابن قتيبة ( أبو محمد عبد الله بن مسلم الدينوري ) ت 276هـ ط مكتبة المتنبي ( بدون تاريخ )

    12- تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي :
    السيوطي ( جلال الدين عبد الرحمن بن أبى بكر السيوطي ) ت 911هـ تحقيق : عبد الوهاب عبد اللطيف ، ط2 ، المكتبة العلمية المدينة المنورة ، سنة 1392هـ 1972م .

    13- تذكرة السامع والمتكلم في أدب العالم والمتعلم :
    ابن جماعة ( أبو إسحاق إبراهيم بن جماعة الكتاني ) ت 733هـ ط دار الكتب العلمية ، بيروت ( بدون تاريخ ) .

    14- الترغيب والترهيب :
    المنذري(زكى الدين عبد العظيم المنذري ) ت 656هـ ، ط ، المكتبة التوفيقية ( بدون تاريخ )
    15- تقدمة المعرفة لكتاب الجرح والتعديل :
    ابن أبى حاتم ( أبو محمد عبد الرحمن بن أبى حاتم الرازي ) ت 327هـ ، ط1 ، مطبعة دائرة المعارف العثمانية حيد آباد الدكن ، الهند سنة 1371هـ - 1952م .

    16- تقييد العلم :
    الخطيب البغدادي ( أبو بكر أحمد بن على بن ثابت ) ت 463هـ تحقيق : د : يوسف العش ، ط3 ، دار إحياء السنة ، 1988م .

    17- توجيه النظر إلى أصول الأثر :
    الجزائري ( طاهر بن صالح بن أحمد الجزائري الدمشقي ) ، ط دار المعرفة ، بيروت(بدون تاريخ).

    18- توضيح الأفكار لمعاني تنقيح الأنظار :
    الصنعاني ( أبو إبراهيم محمد بن إسماعيل بن صلاح المعروف بالأمير الصنعاني ، ت 1182هـ ، تحقيق : صلاح محمد عويضة ، ط1 ، دار الكتب العلمية ، بيروت 1417هـ - 1997م .

    19- جامع بيان العلم وفضلة وما ينبغي في روايته وحمله :
    ابن عبد البر ( أبو عمر يوسف بن عبد البر النحري القرطبي ، ت 463 هـ ط دار الكتب العلمية ، بيروت ( بدون تاريخ ) .

    20- الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع :
    الخطيب البغدادي ( أحمد على بن ثابت ) ت 463هـ ، تحقيق دكتور : محمود الطحان ، ط المعارف ، الرياض ، سنة 1403هـ 1983م .

    21- الجرح والتعديل :
    ابن أبى حاتم ( أبو محمد عبد الرحمن بن أبى حاتم الرازي ) ت 327هـ ، ط1 دائرة المعارف العثمانية ، حيدر آباد الدكن ، الهند ، سنة 1371هـ - 1952 م .

    22- جواهر الأصول في علم حديث الرسول :
    الفارسي ( أبو الفيض محمد بن علا الفارسي ، ت 837هـ تحقيق : أبو المعالي المباركفوري ، الدار السلفية ( بدون تاريخ ) .

    23- الحطة في ذكر الصحاح الستة :
    القنوجي ( أبو الطيب السيد صديق حسن القنوجي ) ت 1307هـ ط1 ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، سنة 1905هـ 1985م .

    24- خلق أفعال العباد :
    البخاري ( محمد بن إسماعيل بن برد ذبه ) ت 256هـ ، تحقيق : محمد السعيد بسيوني ، مكتبة التراث الإسلامي 1992م .

    25- الرحلة في طلب الحديث :
    الخطيب البغدادي ( أحمد بن على بن ثابت ) ت 463هـ تحقيق : نور الدين عتر ، ط1 ، دار الكتب العلمية ، بيروت 1395 هـ - 1975م .

    26- الرسالة :
    الشافعي ( محمد بن إدريس ) ت 204هـ ، تحقيق : محمد سيد كبلاني ، ط2 ، الحلبي سنة 1403هـ 1983م .

    27- رسالة المسترشدين :
    الحارس المحاسبي ، 243هـ ، تحقيق : عبد الفتاح أبوغدة ط5 ، المطبوعات الإسلامية ، حلب 1988م .

    28- الرسالة المستطرفة لبيان مشهور كتب السنة المشرقة :
    الكتاني ( محمد بن جعفر ) ت 1345هـ ، ط4 ، دار البشائر الإسلامية ، بيروت ، 1406هـ - 1986م .
    29- الروض الباسم في الذب عن سُّنة أبى القاسم :
    الوزير اليماني ( أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الوزير اليماني ) ت 840هـ ، إدارة الطباعة المنيرية ( بدون تاريخ ) .

    30- سنن ابن ماجة :
    ابن ماجة ( أبوعبدالله محمد بن يزيد القزويني ) ت 275هـ ، تحقيق : محمد فؤاد عبدالباقى ، ط ، دار الحديث ( بدون تاريخ ) .

    31- سنن أبى داود :
    أبو داود السجستاني ( أبو داود سليمان الأشعث السجستاني ) ت 275هـ ، تحقيق : د : عزت عبيد الدعاس ، ط1 دار الحديث ، 1394 هـ - 1974م .

    32- سنن الترمذي :
    الترمذي : أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي ) ت 279هـ ، ط دار الحديث ( بدون تاريخ ) .

    33- السنة قبل التدوين :
    محمد عجاج الخطيب ، ط2 ، مكتبة وهبة سنة 1408هـ - 1988م .

    34- السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي :
    دكتور : مصطفى السيوطي ، ط2 ، المكتب الإسلامي ، بيروت ، سنة 1398هـ - 1978م .

    35- شرف أصحاب الحديث :
    الخطيب البغدادي ( أبو بكر أحمد بن على بن ثابت ) ت 462هـ ، تحقيق : محمد سعيد خطيب أو غلى ، نشريات كلية الإلهيات ، جامعة أنقرة ( بدون تاريخ ) .

    36- الصحابة وجودهم في خدمة الحديث النبوي :
    دكتور : السيد محمد نوح ، ط1 دار الوفاء 1414هـ - 1993م .
    37- صحيح مسلم :
    الإمام مسلم : : ( أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري ) ت 251هـ ، ومعه ( المنهاج بشرح صحيح مسلم ) للإمام أبى زكريا محي الدين النووي ، ت 676 هـ ، تحقيق : د : عبد المعطى أمين قلعجى ، ط1 ، دار الغد 1407هـ - 1987م .

    38- صفوة الصفوة :
    ابن الجوزي ( أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي ) ت 897هـ ، تحقيق : طارق محمد عبد العليم ، دار ابن خلدون ( بدون تاريخ ) .

    39- الفتاوى الحديثية :
    الهيتمي ( أحمد شهاب الدين بن حجر الهيتمي المكي ) ت 974هـ ط3 ، الحلبي ، سنة 1409هـ 1989م .

    40- فتح الباري بشرح صحيح البخاري :
    ابن حجر ( شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن على بن حجر العسقلاني ) ت 852هـ ، تحقيق : طه عبد الرءوف سعد ، ط1 ، دار الغد سنة 1412هـ - 1992م .

    41- الفوائد :
    ابن القيم ( أبو عبد الله محمد بن القيم الجوزية ) ت 751هـ ط1 ، دار الريان ، سنة 1407هـ - 1987م .

    42- القاموس المحيط :
    الفيروز أبادي ( مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز أبادي ) ت 817هـ الهيئة المصرية العامة للكتاب ، سنة 1400هـ 1980م .

    43- قواعد التحديث من فنون مصطلح الحديث :
    القاسمي ( محمد جمال الدين القاسمي ) ت 1332هـ . تحقيق : محمد بهجة البيطار ، ط1 دار النفائس ، بيروت ، 1407هـ - 1987م .
    44- الكفاية في علم الرواية :
    الخطيب البغدادي ( أحمد بن على بن ثابت)463هـ ، ط2 ، دار التراث العربي ( بدون تاريخ)

    45- لسان اللسان ( تهذيب لسان العرب ) :
    ابن منظور : ( أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم ) ت 711هـ ط1 ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، سنة 1413هـ 1993م .

    46- مجمع الزوائد ومنبع الفوائد :
    الهيثمي ( نور الدين على بن أبى بكر الهيثمي ) ت 807هـ ، ط دار الكتب العلمية ، بيروت ، سنة 1408هـ 1988م .

    47- المحدث الفاصل بين الراوي والواعي :
    الرامهرمزي ( الحسن بن عبد الرحمن الرامهرمزي ) ت 260هـ ، تحقيق :د: محمد عجاج الخطيب ، ط1 دار الفكر ، بيروت 1391هـ 1971م .

    48- المصباح المنير في غريب الشرح الكبير للعراقي :
    الفيومي ( أحمد بن محمد بن على النبي الفيومي ) ت 770هـ ، دار الكتب العلمية ، بيروت (بدون تاريخ ) .

    49- المعجم الموضوعي لآيات القرآن الكريم :
    صبحي عبد الرءوف عصر ، ط دار الفضيلة ( بدون تاريخ ) .

    50- معرفة علوم الحديث :
    الحاكم ( أبوعبدالله محمد بن عبد الله الحافظ النيسابوري ) ت 405هـ تحقيق : د : السيد معظم حسين ، ط دار المعارف العثمانية ( بدون تاريخ ) .

    51- مفتاح الجنة في الاعتصام بالسنة :
    السيوطي ( جلال الدين عبد الرحمن ) ت611هـ تحقيق : مصطفى عاشور ، مكتبة القرآن 1987
    52- مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة :
    ابن القيم ( أبوعيد الله محمد بن أبى بكر ) ت 751هـ ، تحقيق : سيد إبراهيم ، على محمد ، ط1 ، دار الحديث ، سنة 1414هـ - 1994م .

    53- مقدمة ابن الصلاح في علوم الحديث :
    ابن الصلاح ( أبو عمرو عثمان بن عبد الرحمن الشهر زوى ) ت 643هـ ط ، دار الكتب العلمية ، بيروت 1398هـ - 1987م .

    54- مقدمة تحفة الأحوذي شرح جامع الترمذي :
    لأبى العلي محمد بن عبد الرحمن المباركفوري ، ت 1353هـ ، تحقيق : عبد الرحمن محمد عثمان ، المكتبة السلفية ( بدون تاريخ ) .

    55- مكانة أهل الحديث ومآثرهم وأثرهم الحميدة فى الدين :
    دكتور : ربيع هادى المدخلي ، ط1 ، دار ابن رجب ، المدينة المنورة ، سنة 1412هـ -1992م


    56- المنهج الأحمد في تراجم أصحاب الإمام أحمد :
    العليمي ( أبو البركات مجد الدين عبد الرحمن بن محمد اليامى ) ت 928هـ ، تحقيق : محمد محي الدين عبد الحميد ، ط1 ، المدنى ، 1383هـ ، 1963م .

    57- منية المريد فى أدب المفيد والمستفيد :
    العاملي ( زين الدين بن أحمد العاملي ) ت 911هـ ، تحقيق : عبد الأمير شمس الدين ، ط1 دار الكتاب اللبناني ، 1981م .

    85- الموسوعة الذهبية في العلوم الإسلامية :
    د: فاطمة محجوب ، ط1 ، دار الغد ، سنة 1992م .
    *****

    فهرس الموضوعات
    الموضوع الصفحة
    المقدمة 2
    الفصل الأول : فضائل الحديث الشريف 6-32
    1- طاعة الرسول  من طاعة الله عز وجل 8
    - من منن الله – تعالى – على عباده : إرسال محمدٍ نبياً ورسولاً هاديا ، وجعل رسالته خاتمة الرسالات ، وأنزل عليه القرآن الكريم 8
    - أنزل الله مع القرآن وحيا غير متلو 8
    - الأمر بطاعة الله وطاعة نبيه متلازمان مقترنان 8
    - من مواضع اقتران طاعة الرسول بطاعة الله في القرآن الكريم 9
    - الحكمة سنة النبي  9
    - وجوب التمسك بالسنة النبوية والعض عليها بالنواجذ 9
    2- صلة الحديث الشريف بكتاب الله تعالى 10
    - التشريع على عهد النبي  مصدره الكتاب والسنة 10
    - السنة موافقة لكتاب الله  10
    - تدريس الحديث الشريف يكون تالياً للقرآن الكريم 10
    - الحديث أجل العلوم قدراً بعد القرآن الكريم 10
    3- الحديث الشريف بين اللغة والاصطلاح 11
    - اللغة تكرم كلمة حديث فتأتى بمعنى القوة والخير 11
    - تعريف علم الحديث رواية ودراية 11
    4- اهتمام الصحابة الكرام بالحديث الشريف 12
    - من حب الصحابة للنبي حرصهم على سماع الحديث منه 12
    - تناوب الصحابة في أخذ الحديث عن الرسول 12
    - الصحابة يرحلون في طلب الحديث الشريف 12
    - الصحابة يجلون حديث رسول الله ويهيبونه 13


    الموضوع الصفحة
    5- إجلال التابعين فمن بعدهم لحديث رسول الله  14
    - إجلال التابعين لحديث الرسول  14
    - تخوف التابعين من الكذب على رسول الله 14
    - رد رواية من كذب على الرسول ولو مرة 15
    - التجرد والإخلاص في طلب الحديث والتهيؤ له بالعبادة 15
    6- فضل طلب الحديث الشريف وأخلاق طلبته 16
    - الاشتغال بالحديث من أفضل القربات ، وأجل الطاعات 16
    - طلب الحديث من فروض الكفايات 16
    - على الطالب أن يبكر بسماع الحديث 16
    - تشمير العلماء وجدهم في طلب الحديث 17
    - الرحلة في طلب الحديث علامة على علم الرجل 17
    - من حق الرجل إكراه ولده على طلب الحديث 17
    - طلب الحديث سبب رفع البلاء عن هذه الأمة 17
    - صبر العلماء على طلب الحديث ، وتحملهم المشاق 18
    - ضرورة مذاكرة الحديث بعد تلقيه 18
    - يجب أن يكون طالب الحديث أكمل الناس أدبا وخلقا 19
    - شروط من يشتغل برواية الحديث الشريف 19
    - على طالب الحديث أن يجرد نيته لله  19
    - الحديث لا يلين إلا للورع التقى 19
    - الهمة العالية في طلب الحديث 19
    - تحرى الرواية ، والبعد عن الكذب 19
    - الفطنة والفقه بالحديث 20
    - قولا " لا أدرى " فيما لا يعلم 20
    - إجلال أهل الحديث ومهابتهم 20
    - توطين النفس على المشاق في طلب الحديث 21
    7- شرف علم الحديث الشريف ، ومكانته 23


    - علم الحديث سيد العلوم بعد كتاب الله  23
    - علم الحديث ميراث النبي  24
    - علم الحديث السلاح الذي يحارب به أهل البدع والأهواء 27
    - علم الحديث أصل التفقه
    28
    - من لم يعرف الحديث فليس بعالم 29
    - لا يطلب الحديث من الرجال إلا ذكرانها 30
    - الملائكة تضع أجنحتها لطالب الحديث 30
    - علم الحديث يزيد خيره ولا ينقص 31
    - علم الحديث نور مبين ، وطريق السعداء الفالحين 32

    الفصل الثاني : " فضائل أصحاب الحديث وشرفهم "
    33-55
    1- أصحاب الحديث ذكروا في كتاب الله تعالى 36
    - أصحاب الحديث داخلون في قول الله تعالى : " والسائحون " وقوله : " فلولا نفرق كل فرقة " وقوله : " وليمكنن لهم دينهم " وقوله : " يرفع الذين أمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات " 36
    2- أصحاب الحديث : أهل النبي وخلفاؤه 37
    - أصحاب الحديث أهل النبي وخلفاؤه الذين دعا لهم بالرحمة 37
    - أصحاب الحديث أكثر الناس صلاة على النبي  38
    - أوصى الرسول  بأهل الحديث 38
    - أهل الحديث في كل زمان كالصحابة في زمانهم 39
    3- أصحاب الحديث : أهل النضرة في الدنيا والآخرة 40
    - شرح حديث : " نضر الله امرأ سمع مقالتي ....." 40
    - أهل الحديث قناديل الله ، ونور البلاد 41
    - أهل الحديث للدنيا الماء والزهر 42
    - أهل الحديث خير الناس ، بل هم الناس 42


    4- أصحاب الحديث : حفظوا على الأمة دينها 43
    - أصحاب الحديث هم الخلف العدول 43
    - علم الحديث ميراث النبي  43
    - علم الحديث السلاح الذي يحارب به أهل البدع والأهواء 43
    - أصحاب الحديث حفظوا على الأمة دينها 43
    - كفى بالمحدث شرف أن يكون اسمه مقرونا باسم رسول الله 43
    5- أصحاب الحق ، أصحاب الحق ، وأهل التمكين في الأرض 45
    - أهل الحديث التمسوا الحق من وجهته 45
    - الدليل على أن أهل الحديث هم أهل الحق 45
    - طلبت الحق فوجدته مع أهل الحديث 46
    - تمكين الله تعالى لأهل الحديث في الأرض 47
    - أصحاب الحديث هم الطائفة المنصورة 47
    - معنى قول النبي : لا تزال طائفة من أمتي 47
    - أهل الحديث هم شهداء الله على الناس 47
    - أهل الحديث القائمون على الدعوة إلى الله تعالى 50
    6- أصحاب الحديث : هم الفرقة الناجية 50
    - قول الرسول : " ستفرق أمتي على نيف وسبعين فرقه 50
    - أصحاب الحديث هم الفرقة الناجية 50
    7- أصحاب الحديث هم العلماء والعاملون 51
    - أصحاب الحديث جمعوا بين العلم والعمل 51
    8- أصحاب الحديث : أهل الحكمة وحراس الأرض 52
    - أصحاب الحديث أهل الحكمة المغبوطون عليها 52
    - أصحاب الحديث : أهل الخبرة والجهابذة 53
    - أصحاب الحديث : الصيادلة والأطباء 52
    - أصحاب الحديث : حراس الأرض 52
    - أصحاب الحديث : فرسان الدين 52



    - أصحاب الحديث : أولياء الله وشفعاؤه 53
    - الله يفتح لهذه الأمة خزائن الحديث 53
    9- محبة أهل الحديث من الإيمان 54
    - أصحاب الحديث أعلى الله ذكرهم وكتب لهم القبول في الأرض 54
    - أصحاب الحديث في أنبل المراتب وأخلدها 54
    - أهل الحديث لا يحبهم إلا كل مؤمن ولا يبغضهم إلا كل منافق مبتدع 55
    - محبة أهل الحديث فرض ودين ولذة وراحة 55
    1- فهرس الآيات 57
    2- فهرس الأحاديث 58
    3- فهرس الشواهد الشعرية 59
    4- فهرس الأعلام 61
    5- الأماكن 67
    6- فهرس المصادر والمراجع 68

  2. #2
    ذكريات مشرفه الصورة الرمزية غرابيــل
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    خَلفْ السَمآءْ الثَآمنِهَ !
    المشاركات
    7,409

    رد: فضائل الحديث والمحدثين

    الله يجزاك الف خير..

    والف شكر خيوووووووووو..

    الله يعطيك الف عافيه,,

    ربي مايحرمنا من روعه تواجدكـ,,

    في انتظآآرجديدكـ,,

    .
    .
    سفــورهـ,,


  3. #3
    منارة الأفراح الصورة الرمزية قطرات امل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    الدولة
    مدينة الامل
    المشاركات
    549

    رد: فضائل الحديث والمحدثين

    جزاك ربي كل خير
    وعادة****قطـــرات أمل لتنير منارة الأفراح



    على ضفاف الإحزان



    .....بقلمي قطرات أمل...

  4. #4
    ~ [ عضو مؤسس ] ~

    الصورة الرمزية كاسب العز
    تاريخ التسجيل
    May 2005
    الدولة
    جــــــــــــده
    المشاركات
    26,890

    رد: فضائل الحديث والمحدثين

    بارك الله فيك

    لك مني أجمل تحية

    تقبل مرورى

    كاسب العز
    {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ }

    أنت الزائررقم

    لمــواضيعي





    جـــده

  5. #5
    ~ [ مستشار إداري ] ~

    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    7,511

    رد: فضائل الحديث والمحدثين

    شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. شرح فضائل وشيم
    بواسطة زلزال الوله في المنتدى عربي متوسط النصف الثاني
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 01-10-2012, 07:50 PM
  2. فضائل السور
    بواسطة امجاد نجد في المنتدى قسم تحفيظ القرآن
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 01-07-2009, 12:44 AM
  3. فضائل متنوعة ( 1 )
    بواسطة أبو محمد 19 في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 08-09-2006, 03:29 PM
  4. فضائل الوضوء
    بواسطة أبو محمد 19 في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 05-09-2006, 05:00 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •