السلام عليكم ورحمة الله
أولا : حمد لله على سلامة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ونجاته من هذا العمل الجبان
ونسأل الله أن يرد كيد أعداء هذا الدين والأمة والدولة في نحورهم ويجعل تدبيرهم في تدميرهم
ثانيا : إستهداف القيادات يعني إستهداف للوطن كاملا وزعزعة نظامه وخلخلة أركانه فهم صمام أمان هذه الأرض المقدسة وحماتها بعد الله
ثالثا : مما لاشك فيه أن هذه الدولة قائمة على كتاب الله وسنة نبيه ومواقف ولاة الأمر التى يفخرون بها وتشهد الأمة لهم بها تجاه هذا الدين لاتعد ولاتحصى ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظهم وأن يجعلهم سدا منيعا للدين وأهله والوطن الغالي
أخواني الكرام
أبتليت الأمة بقوم يدعون الإسلام والإسلام منهم براء
إستحلوا دماء أمة الإسلام تحت ذرائع ماأنزل الله بها من سلطان
وكلنا يعلم أن ديننا دين يسروالرسول صلى الله عليه نهى عن التشدد والغلو والإبتداع في الدين والضلال
من شد شد في النار وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار
وكذلك الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بإلتزام الجماعة وقال صلى الله عليه وسلم
(( لاتجتمع أمتي على ضلالة ))
وهاهي الأمة مجتمعة على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم
فمابال هؤلاء شدو وشذوا عن الجماعة
والله لو كان فيما يقولون ومايفعلون خيرا لإجتمعت عليه الأمة ولكان أول الداخلين فيما يدعون الناس إليه هم أهل هذه البلاد لكنهم والله ضلوا الطريق وسلكوا طريقا غير طريق الإسلام إبتغاء السلطة والحياة الدنيا وغرروا بشباب الأمة حتى رأيناهم يقتلون أنفسهم بأيديهم ويلقون بها في المهالك وهذا والله ماأنزل الله به من سلطان
يقتلون المسلمين ويروعون الأمنين تحت شعار الدين وتحت شعار الجهاد الذي فرضه الله ضد أعداء الدين والذي ليس هنا مكانه ولايجوز أن يكون ضد أمة الإسلام حتى وإن كان شخصا واحدا
أبنائنا وفلذات أكبادنا أصبحوا سيوفا مسلطة على رقابنا وقنابل موقوته تفجرنا وتقضي على الحياة فينا
رصاصة مصوبة على رؤوسنا ورؤوس المسلمين من خلفنا
نربيهم ونعلمهم ونأمل فيهم الخير آمال أبائهم وأمهاتهم معقودة بنواصيهم
ثم يأتي من يحرفهم ويغسل أدمغتهم ويصوبهم قنابل موقوته في نحورنا
إلى متى هذا النزف وإلى متى وهذه الحرب القذرة التى يقودها أعداء هذا الوطن والحاقدين والحاسدين له ولمن به حكومة وشعبا إلى متى ونحن نعاني أليس لهؤلاء عقول يفكرون بها
ألا يسألون أنفسهم كيف لمن يرسلهم لايأتي معهم كيف لمن يعلمهم ويدربهم لايرسلهم إلى أماكن الجهاد التى تستحق الدماء أن تسفك فيها
ألا يسألون لماذا بلاد الحرمين بالذات معقل الإسلام وحصنه الحصين
عجبت لعقول هؤلاء وعجبت لأمرهم وكيف أضاعوا الطريق وهو واضح بين أمام أنظارهم
عجبت لهم كيف سلموا عقولهم وأفئدتهم لحاقد حاسد
عجبت كيف يتحدثون بلسان القرآن وأعمالهم تخالفه
عجبت لهم كيف يستشهدون بقول المصطفى صلى الله عليه وسلم وهم بعيدين عن نهجة
إننا جميعا في هذه الأرض نبرأ إلى الله من أعمال هؤلاء القتله وسافكي دماء أبناء السنة والجماعة
نبرأ إلى الله ممايقومون به ومن تجييرهم لعقولهم ونسيانهم لأسس دين الإسلام ونهج من أتى به وأنزل عليه من رب العالمين المصطفى صلى الله عليه وسلم
هنا رسالة إلى كل أم وإلى كل أب وإلى كل ممؤتمن على يتيم
إنتبهوا لأبنائكم وإحذروا أن يقعوا فريسة لأعداء هذا الدين القويم
إحذروا وراقبوا ولاتتركوهم ينزلقوا في هذا المزلق
أو يجيروا عقولهم وأفئدتهم لمن لايخاف الله فيهم ولافي أمة الإسلام ولا معقل الإسلام ومقدساته
لقد إستحلوا دماء المسلمين وأموالهم وأهدروا الأنفس وأراقوا الدماء
وهذا والله ليس من الإسلام في شيئ وماأنزل الله به من سلطان وماهو بنهج خير البرية صلى الله عليه وسلم
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (( لا يَحلُّ دمُ امرىءٍ مسلم إلاّ بإحدى ثلاث : كَفَرَ بعدَ إسلامهِ أو زَنَى بعد إحصانهِ أو قَتَلَ نفساً بغير نفس ))وما عدا ذلك ، فحرمة المسلم أعظم عند الله من حرمة الكعبة بل من الدنيا أجمع
كذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (( والذي نفسي بيده لقتل مؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا ))
وهذا الحديث وحده يكفي لبيان عظيم حرمة دم المسلم
أخي ماذا سيكون موقفك عند الله يوم تقوم القيامة وأنت قد وقعت في دم حرام
قال ابن كثير عند تفسير قوله تعالى : (( وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً )) [ النساء : 93 ]
أن الله يقول: ليس لمؤمنٍ أنْ يقتل أخاه بوجه من الوجوه وكما ثبت في الصحيحين عن ابن مسعود : أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( لا يحلُ دم امرىء مسلم يشهد أنْ لا إله إلا الله وأني رسول الله ، إلا بإحدى ثلاث : النفس بالنفس ، والثيب الزاني ، والتارك لدينه المفارق للجماعة )) ، ثم إذا وقع في شيء من هذه الثلاث فليس لأحد من آحاد الرعية أنْ يقتله ، وإنَّما ذلك إلى الإمام أو نائبه )
وقال أيضا: وهذا تهديد شديد ووعيد أكيد لمن تعاطى هذا الذنب العظيم الذي هو مقرون بالشرك بالله في غير ما آية في كتاب الله ، حيث يقول الله سبحانه في سورة [ الفرقان : 68 ] (( وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقّ )) الآية ، وقال تعالى : (( قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً )) إلى أنْ قال : (( وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ )) [ الأنعام : 151 ] ،
والأحاديث في تحريم القتل كثيرة جداً
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من جحد آية من القرآن ، فقد حل ضرب عنقه ، ومن قال : لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله ، فلا سبيل لأحد إلاّ أنْ يصيب حداً فيقام عليه ))
وفي رواية عن أنس رضي الله عنه : (( فإذا شهدوا أنْ لا إله إلاّ الله وأنَّ محمداً رسول الله واستقبلوا قبلتنا وأكلوا ذبيحتنا وصلوا صلاتنا فقد حُرّمتْ علينا دماؤهم وأموالهم إلاّ بحقها ، لهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم ))
فبأي حق يقتلون الناس وبأي حق يسفكون دمائهم وينتهكون حرمة الله فيهم
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يعين قادتنا وحكامنا على إستئصال هذا الداء العضال الذي أصاب الأمة وأفرح فيها أعدائها
وأن يعيد أبنائنا الذين ضلوا الطريق وأصبحوا خناجر مسمومة في ظهر الأمة إلى سواءالطريق
اللهم آآآآآآآآآآآمين
والحمد لله رب العالمين
وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجميعن
لكم جميعا تقديري وإحترامي
أخوكم
أعذب ميسان