( ودعتُهُ ):زعلان:
ودعتهُ وفؤادي يشتكي العِـللا
وفي عيوني لهيبُ الدمعِ مُشتعِلا
ودعتـهُ وليـالي الحُبِّ تزجُرني
عن الوداع ونفسي فيه مشتغلـة
ودعتـهُ وأنا بالوجـدِ مترعـةٌ
لا القلبُ راضٍ ولا الأعضاءُ مُحتمِلة
ودعتــهُ ليت أني لم أودعــهُ
إذ كيف أسلو وعنهُ اليومَ مُنفصِلة
ودعتــهُ رُغمَ عنّي رغبةً مني
في فكِّ أسرِ فؤادٍ كــانَ مُعتقلا
ودعتـهُ وسيوفُ الشوقِ تطعنُنِي
ومزنُ شعـري بالتأنيبِ قد هطلا
ماذا دهاني أنا ماذا جنيـتُ وهل
يعودُ لو عدتُ أم سيغيبُ مُرتحِلا
يـاويحَ قلبي لقد هدّ النوى جبلي
وزلزل البينُ عرشَ الروحِ والمُقلا
وغردّ الجرحُ فوق غصون لوعتـهِ
وصار نهـرُ وريدي بعدهُ ضحــلا
ياسيـدي عُـد لتسقي زهرةً ذبُلت
فبدّد الجدبُ عنها النحـلَ والعسلا
ياسيدي عُـد وداوي نجمـةًً أفلت
كانت ترى فيـك ياقنديلــها مثلا
ياسيدي عُـد إلى أحضانِ عـاشقةٍ
اجتاحهـا البيـنُ يوم تلمسّت وصلا
عُـد وانحـرِ الُبعدَ إنّ البُعدَ أهلكني
فخذ بثأريَ منـهُ ولملِم الشمــلا
إن الوداع كـداءٍ لا دواء لـــه
إلا إذا عـــاد حبلُ الوِدِّ متصـلا
مع أطيب المُنى
نجاة الماجد