[align=center]اعتبارات عـــامة في اللبـــاس: منقول أضفت الأحاديث الكريمة فقط
① إنّ اللباس يحقق للإنسان حاجتين أساسيتين:
(الأولى) إنه يستر عن الأنظار أعضاء مخصوصة في جسم الإنسان بمقتضى عاطفة الحياء الفطرية عند الناس.
(الثانية) إنه يحفظ جسم الإنسان من الحر والبرد والضرر, فالبرد والحر من تقلبات الجو, والضرر من الاعتداء على جسم الإنسان, قال تعالى في صفة اللباس: )وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ( (النحل:81).
② إنّ غاية ما يمكن أن يكون عليه الفرق بين مختلف أنواع اللباس وأشكاله هو بسبب ما يطرأ على الناس من تبدل الفصول, وذلك بأن يكون لباس الناس خفيفا وساترا لأقل ما يمكن من أعضاء الجسم في الجو الحار, وبأن يكون متينا وساترا لأكثر ما يمكن من أعضاء الجسم في الجو البارد والقارص.
③ ولباس الإنسان القديم كان مبنيا على مقتضيات الفطرة البشرية وعلى حاجات الناس المجردة, ولذلك لم يكن هناك تنوع كثير في صوره ومظاهره, ولكن الإنسان حينما خطا إلى المدنية والحضارة وأقام الصناعات ونما عنده الذوق الفني بدأ يتدرج في اللباس من الحاجات إلى الزيادات والتحسينات وكان ذلك التنوع في الكم والكيف في موضوع اللباس بتفاوت بين الأمم المختلفة.
④ أما الأسباب والدواعي لهذا التطور في اللباس عند الناس من حاجات إلى زيادات وتحسينات فيمكن ردها إلى: الظروف الجغرافية, الأفكار الأخلاقية والدينية, نمو الذوق الفطري, أسلوب المعيشة, الوضع الاقتصادي, النمط الحضاري لكل أمة, التقاليد والعادات لكل قوم, المؤثرات الخارجية والتفاعل بين الأمم في موضوع اللباس, فهذه العوامل الثمانية لها حكم صارم واستيلاء شامل على لباس كل أمة, وعلى حياتها الاجتماعية.
⑤ إنّ أي أمة وفي أي مرحلة من مراحل حياتها لا تشعر بالحاجة لعقد مؤتمر وطني تتخذ فيه قرارا ً يحدد شكل اللباس لأفرادها, لأن شكل اللباس مسألة شخصية وليست عامة ولأن تطور اللباس يأتي في إطار الإصلاحات العامة التي تلاقي الرواج في الأمة, والإصلاحات تُدخل التعديلات على أشكال اللباس القديمة بتأثير التداول المشترك للعوامل الاجتماعية.
⑥ في نشأة اللباس وتغيره ونموه وارتقائه هناك وجهان, وجه صحيح ووجه خاطئ, الوجه الصحيح هو الوجه الفطري والعفوي, والوجه الخاطئ هو الوجه الاصطناعي وذلك بإجبار الأمة على تغيير لباسها واستجداء لباس آخر من أمة أخرى, والتطور الصناعي يسلكه من لا بصيرة لهم بالحياة الاجتماعية ولا يرون الأمور إلا من زاوية سطحية وهم يبررون سلوكهم بالقول: إذا تغير لباس الأمة تغيرت عقليتها, فاللباس ينتج الإنسان من وجهة نظرهم, وهذه النظرية هي غاية في السخف والبساطة, لأن نمط حياة الناس يُنتج نمط لباسهم وليس العكس.
⑦ إنّ ملائمة اللباس للظروف المستجدة يتوقف على تقدم الأمة بمجموعها, فتصبح الأمة نشيطة مهذبة متمدنة جميلة الذوق متنورة الفكر بصفة جماعية, وعلى قدر تقدم الأمم في طريق الإصلاح يدخل الإصلاح بنفسه في لباسها القومي, وأما محاولة استبدال لباس الناس بلباس آخر دفعة واحدة فهو نوع من الطفرة, والطفرة لا تؤدي إلى تغيير جذري في حياة الأمة ونمط لباسها.
⑧ إنّ من يسعى إلى تطوير لباس الأمة وأسلوب حياتها بدون أن يقترن ذلك بأسباب الرقي في إطارها الاجتماعي العام, هو كمن يحاول دفع الطفل إلى البلوغ من خلال الوسط المهيج للغرائز والأدوية المنشطة الجنسية والأغذية المقوية للعلاقة الجنسية, فالبلوغ هنا لن يكون حقيقيا ً وإنما مفتعلا.
⑨ إنّ اللباس واللغة هما الدعامة التي تقوم عليها شخصية الأمة وتفردها, فإذا انهارت هذه الفردية سلكت الأمة طريق الانقراض والاندثار، وذابت في أمة أخرى وقومية أخرى, والأمم البائدة ما فنيت إلا لهذه الأسباب, وفناؤها هو ذوبانها في أمة أخرى, وليس الإبادة البشرية .
⑩ الشيء الذي يستحق أن تأخذه أمة من أمة أخرى ليس اللباس ولا اللغة ولا غير ذلك, وإنما هو التقدم التقني بما يتضمنه من المناهج العلمية والأبحاث العلمية, والتقدم الفكري في مجال العلوم الإنسانية, وأما أخذ اللباس وطرق المعيشة وطرق الأكل والشرب ونمط الحياة فإنه يؤدي إلى ذوبان الأمة الآخذة وفقدانها لشخصيتها الحضارية. ولا أظن أن أحدا ً يعتقد أن التقدم الذي أحرزه الغرب في مختلف مجالات الحياة كان بسب الجاكيت والبنطلون وربطة العنق والقبعة والحذاء أو تناول الطعام بالسكين والشوكة, أو بسبب أدوات الزينة والمساحيق والأصباغ التي ُيطلى بها الوجه واليدين وباقي أنحاء الجسم.
(( عاء لبس الثوب الجديد))
( اللهم لك الحمد أنت كسوتنيه أسألك من خيره وخير ما صُنعَ له, وأعوذ بك من شره وشر ما صُنع له)
أبو داود والترمذي
(( الدعاء لمن لبس ثوباً جديدا ً))
( إلبس جديداً وعش حميداً ومت شهيداً )
ابن ماجه والبغوي [/align]