[align=right]
ربّ ألهِمها صبراً أكثر ممّا يضنّون ..
نصّ الرسالة :
[ أتصدّقين ..
تلك الوعود الـ زرعناها يوماً لم تكن لتنبُت صدقاً .. !
حتّى وإن كنتِ أصدق ممّا يظنّون
لا أدري .. لماذا لم أشعر بي حينما كُنتِ تحلفين " صِدقاً "
بأنّي أوّلهم وآخرهم ..
لايهمّ .. لتنسي الأمر الان
ولأن الوجع يوشك على أن ينهيني .. آثرت أن أخبركِ شيئاً
إقبليه أو إقذفيه .. أو إقبضي منه أثراً ولن يهمّني في شيء إن لم يكن كما أريده
ما يخفّف عنّي وطأة تأنيب الضمير أنّكِ لن تريني بعدها أبداً
لاتبحثي عنّي .. فلن تجدي إليّ سبيل
وما يجعلني مطمئنّاً أكثر .. أنكِ لست بجانبي ولا أنظر إليكِ حين أتحدّث
" إعتدتِ أن تلقفي الكلمات صادقةً من عينيّ وإن حرّفَتْهَا شِفاهي " .. فأنتِ وإن نسيتُ أن أخبركِ ـ تجيدين ذلك بإقتدار ـ
قطعاً .. أنتِ لم تكوني ساذجةً بيومٍ من الأيام
وهذا ما سيقطع عليّ المراوغة معكِ ويسهّل لي المرور إليكِ تماماً
" لم أكن أستحقّك يوماً .. "
!!
حسناً حسناً .. أعلم أنّني بدأت من النهاية .. لكِ الحق في أن تُغلقي كلّ المنافِذِ إليك الآن ولكن أمهليني حتّى أنفذ
هل تعلمين !
كنتُ بارعاً جِدّاً لدرجة أنني أذهلتُني وصدّقتني معكِ !
حينما قلتِ لي يوماً .. " أنتَ دِثاري يوم ميلادي / وملاذي في حياتي / وأكفاني في مماتي "
ولأنّي لم أكن صادقاً معكِ قبلاً
دعوت الله كثيراً أنّه أختارني إليه قبل أن تنطقي بها ..
تأكدتُ حينها أنني تمكّنت منكِ ..
لم تمكّنيني إياك طوعاً
إلا أنني حرصت كثيراً "ظاهراً وباطناً " على أن أبلغ فاكِ رغم أنّي لست ببالغه
لم تكن حُصُونُكِ منيعة كفاية لتواجه حقيقتي
لم أكن أتصوّر أنّكِ بهذه السهولة ّ!
منذها .. وأنا أحرص على أن تكوني بخير دائماً
مازالت " أنت أولهم وآخرهم " طازجة في أذني .. وتؤلمني
أثق بأنكِ لن تكوني ساذجة و ستختارينكِ مع سواي .. لتُكمِليكِ جنّة ذات أفنان
أليس كذلك
مايهمّك الآن هو أنني لا أستحق أن أكون وطناً
ولأكون أكثر صِدقاً كما لم أكن من قبل لست مهيأً لأن أكون كذلك
لذلك سأجمعني .. بكل ّ الأجزاء المكسورة / المبتورة / والمتلوّنة / والصالحة للإستخدام الآدمي حتّى وقت قريب ..
ولا أذر
وسأكون فظّاً غليظ القلب ولن أهبكِ حقّ السؤال " لماذا "
ستجدين رسالتي هذه ربّما في حقيبتك فجأة أو مع أختُكِ الصغيرة أو حتّى في أحد أدراج غرفة نومك .. أو ربما في صندوق البريد
لايهمني كيف ستصل
ما يؤرّقني حقّاً .. هل ستصل !!
أنتِ أيتها العاشقة :
أعلَمُ أنني لن أكون بخير .. لذلك أغيظيني كثيراً وكوني بخير دائماً . ]
ولم تُغِظه !!
[align=left]
ووصلت إليها الرسالة بغتةً ودون أن تنتظرها أو تترقبها
رغم كمّ الرسائل السابقة .. لم تتملّكها لهفة لفتحها كهذه
إزدادت نوبات غيابه مؤخراً
كانت العيادة التي يعتادها والتي لم يخبرها بها تشغله كثيراً عنها
ويعلم جيداً بأنها ذكيّة كثيراً لتفهم فحواها
وهذا ماكان يخشاه
فهو أول مبعوثٍ لها لا يبدأه بـ " إشتقتك "[/align] [/align]
![]()