فعل الأحجار
أن تحفر بئراً في الصحرا
بالريشة أو رأسِ الإبرةْ
وتفجر في الأرض عيوناً
وتُحيلَ الجدبَ إلى خُضرةْ
وتؤاخيَ ذئباً مع غنمٍ
وتساويَ تلاً مع حفرةْ
هذا أمرٌ قدْ أقبلُهُ
جَدلاً ، وأقولُ بهِ : فكرةْ
لكن لا أقبل ما يجري
في القدس وفي يافا الحرَّةْ
******
شارونُ الكفرِ يُرى عمداً
في الحرمِ وفي مهد الصخرةْ
في وسطِ جنودٍ يتلوَّى
شُلَّتْ أيديهم مِن كَفَرَةْ
وكذا باراكُ يصبُّ على الْـ
أطفالِ لظى نارٍ قذرةْ
قذفَ الأحياءَ بطائرةٍ
تعوي كذئابٍ مستعرةٍ
ورصاصُ بنادِقهِ يهوي
في الصدر ، فيلهبُهُ جمرةْ
وسلاحُ الأطفالِ اقتصرتْ
عن عَزمٍ تدعمه حجرةْ
فعلُ الأحجارِ بأيديهمْ
قد أفقدَ للجاني صبرهْ
*****
طفلَ فلسطينَ أيا مَثَلاً
سطَّرهُ ابنُ جمالِ الدُّرةْ
أصبحتَ الرمزَ لقافلةٍ
تمضي في الليلِ وفي البكرةْ
أبناءَ فلسطينَ انتبِهوا
مِن واقِعِكُمْ وخذوا عِبرةْ
أمريكا لا تبغي سِلماً
إلا بشروطٍ مُحتقرةْ
أمريكا لا تعطي حقاً
إلا إن سلبتكمْ عشرةْ
قالوا نتفاوضُ وأقاموا
للصُّلحِ موائدَ مفتخَرةْ
وأصاخَ البعضُ لدعوتهمْ
وتلبَّثَ قومٌ في حيرةْ
هُرِعَ الشطارُ ليزدَرِدوا
ما لذَّ وطابَ على السفرةْ
رفعوا الأكمامَ وريقُهُمُ
يتسايلُ سَحَّاً كالمطرةْ
وغَدتْ آمالُ سِيادتهمْ
تحلمُ باللؤلؤ والدرَّةْ
كشفوا الأطباقَ فلم يجدوا
في الطبقِ سوى بعض الكِسرةْ
أما الأحرارُ ففي نَشْوى
ما جاءت مِنْ شُرب الخمرةْ
لكن مِن واقعِ أمتهم
وَسِياطُ الغدرِ بها تَتْرى
مَكرُ الأعداءِ يُحيطُ بهمْ
وهَزالةُ أتباعٍ أُجَرَا
لم تلقَ سِوى خَوَرٍ يُزري
ووجوهٍ ترهقُها قَتَرةْ
لا تجرُؤُ أن ترفعَ رأساً
أو تُنزلَ مِن عينٍ قطْرةْ
أغدِقْ ربَّاهُ لِمَن وهبُوا
أرواحاً ، جناتٍ ذُخرَا
و الطُف بعبادِكَ مَن ثبتوا
في الساحةِ وامنحهم نَصرَا
وذوي الشهداءِ فعوِّضهمْ
خيراتٍ وارزقهم صبرَا
للشاعر : مروان قدري