في ليلة سوداء....غاب قمرها عن ناظري...حجبته سحب الليل الداكنه.....المصحوبة بعواصف قاسية..ورعود مخيفة....وامطار طاغية..
نظرت الى السماء وقلت :
عد ياياسر الى قلمك فهو سلوانك عن ما ترى..... ورجعت الى طاولتي.. ورأيت ورقتي البيضاء..تزهو بصفاء مظهرها..مكتسية بأسطرها الفارغة من صرخات قلمي..
قلت في نفسي : ماذا سأكتب !! .....شعراً..؟ لا فالوقت والطقس لا يساعدان ..وكذلك المشاعر رأيتها صحراء جدباء خالية من اي معلم يُرسم كلوحة فنان.
صرفت النظر الى قلمي وقلت :مسكينٌ انت ياقلمي ....دائماًتكتب مالا تريد فأنت مسير لا مخير.
ولكن سأدعك اليوم تعبّر عن واقعي انا بما تراه انت ...فأنت صديقي منذ طفولتي.
ولك الحرية المطلقة ان تكتب ما تراه عنّي.
وماهي الا لحظات حتى رأيته يقف ...يقف وقوف الشبل الاسد الرضيع الذي يقف لأول مرة في حياته....يتمايل...يقاوم السقوط...يحارب الجاذبية الارضية بلين عظامه...
اكتمل وقوفه بدأ يتحرك جارّاً خطواته تجاه ورقتي...ثم انتصف اعلى الورقة.....ثم وقف وقوف التائه المتأمل..معلناً سهوده...انتظرته...هاهو بدأيكتب ..نعم كتب اول حرف وتوقف كتب حرف الألف...وجعلني محتاراً لا ادري ماذا يريد ان يكتب ..!!
هل سيكتب أمل..؟؟......أشواق.؟؟......أفراح. .؟؟....... (هذا ما توقعته)
لكنه غاير توقعاتي وكتب كلمة قاسية...نعم كتب كلمة..( ألــــــــــــم)..
كتبها كواقع لي اعيشه.
صرخت له قائلاً : اكمل لا تتوقف..
بدأ يخط ويتنقل بين الاسطر الفارغة يملأها بحبره الصريح.....
كتب مالا يتمناه انسان في الدنيا واقعاً له....
كتــــــــــــــــــــــب :
انا قلم التائه..............قلم الضائع بين احزانه............قلم المصارع لقسوة زمانه
... انا قلم من لا يعرف للسعادة معنى...
.
.
.
انا قلم المجروح......قلم عديم الروح....قلم كاتم الآهات والبوح
...انا قلم من لا يعرف للفرح لوناً...
.
.
.
انا قلم من صوته الآآه.......... قلم من حظه عاداه...........قلم من يعشقه الغمّ.. والهمّ يهواه
..انا قلم من لا يعرف للعشق اسماً..
.
.
.
انا قلم المهموم,,......,,,قلم من بالسعادة موهوم.............قلم من قلبه بالآهات مسهوم..
..انا قلم من لا يعرف للإبتسامة طعماً..
.
.
.
انا قلم حبيس الامل............قلم من عانى وقاسى واحتمل......... قلم من من يقصدني عند الملل
..انا قلم من لا يعرف لليأس درباً....
...................
وتوقف عن الكتابة واتجه الى مكان نومه واستلقى استلقائة المجاهد المجروح الذي لم يذق للنوم طعماً منذ ليالي عده..
وتركته على حاله الذي اختاره
وقلت في نفسي :
مسكين انت ياقلمي
ارهقتك هموما لم تحملها ....وواقع لم تعيشه..
لكنك انت وحدك من شعر بهمي وتألم لحزني...
انت وحدك من يعطي الحب حقه..
انت الوفاء...انت الصفاْ... انت سلواني من تناهيد البلاء..
فدمت لي صديقاً محباً..... لا يعرف للكذب درباً.....
ودام حبرك الصادق رمز للصراحة والوضوح...
فلا تتركني......
.................................
ولكم تحياتي